بقلم : الاعلامي عمري حسنين
نجمة الأثير وصانعة الأمل الإعلامية المتألقة "نجاح مسلم"
مُلهمة؛ يفيض منها السلام الداخلي ويتناثر في الارجاء ليرسم طريقا نحو السماء، متناغمة مع اسمها وكلاهما يدُل على الاخر؛ فعندما تقرأ عنها ستعرف بأنها عنوان للنجاح؛ وان سألتني عن اسمها فهي غنية عن التعريف، الاعلامية "نجاح مسلم" ولا عجب بأن يكون لها نصيب من اسمها.
لم تبدأ قصتها من مرحلة الطفولة، فالقصة هناك كانت تختبئ خلف ستار الخجل، القصة ومفرداتها اندفعت بقوة بعد ان تغلبت نجاح على عنصر الخجل لتزرع محله الشجاعة والثقة، فبدأت حياتها المهنية في المجال الإعلامي الإذاعي وهي على مقاعد الدراسة قبل ان تتجاوز 18 من عمرها، حيث التحقت بجامعة بيرزيت وتخرجت من تخصص الاعلام والإذاعة والتلفزيون مع مرتبة الشرف، ثم أكملت مسيرتها التعليمية في الجامعة ذاتها وحصلت على درجة الماجستير في العلاقات الدولية تخصص دبلوماسية، وتزامنت بداية خطواتها في طريق النجاح مع دخولها الى القفص الذهبي، ما جعلها تحت ضغط المسؤوليات والتحديات الكبيرة على ثلاث جبهات.. المنزل والعمل والدراسة، ولأنها "نجاح" كانت على قدر عالٍ من المسؤولية ومازادتها الظروف الا شغفا واصرارا على اعتلاء سلم النجاح.
تضيء ساحة العمل الإعلامي والاكاديمي والتلفزيوني والسينمائي منذ مايزيد عن 14 عاما تنقلت فيها بين العديد من المؤسسات الإعلامية، واليوم تعمل محررة ومُعِدة ومقدمة اخبار وبرامج في شبكة أجيال الاذاعية، ومحاضرة في كلية الاعلام_ جامعة القدس المفتوحة، ومدربة في فن الالقاء والخطابة والتواصل الفعال للافراد والمؤسسات، وعضو في مركز الإعلاميات العربيات، وكانت لها مشاركات في عدة مؤتمرات دولية في مجالي الاعلام والقيادة من ضمنها المؤتمر الدولي حول "القيادة للقادة الشباب_ التعامل مع عالم متغير" بتنظيم من (IAF)، ومثلت فلسطين أيضا خلال مهمة صحفية لتغطية المرحلة الأولية للانتخابات الامريكية الى جانب 24 صحفي وصحفية من القارات الخمس كانت نجاح اصغرهم.
تعرجت نجاح قليلا من مسار الإعلام الى الإخراج وإنتاج الأفلام الهادفة التي تحمل في طياتها رسالة للمشاهد، حيث أخرجت فيلمين هما "القديس بالألوان" و "حسبة بلدنا" شاركت بهما في مهرجان شاشات الخامس، ومهرجان فينا وذلك في يوم التضامن العالمي مع فلسطين، وفاز فيلم "أحلامهم حقيقة" بالمرتبة الأولى في مسابقة فيلم الدقيقة الواحدة التي اطلقتها مؤسسة سوا تحت عنوان "متساوون رغم الاختلاف" الهادفة الى ترسيخ فكرة المساواة بين جميع فئات المجتمع، وتناول الفيلم حق أطفال التوحد في التعليم ودمجهم في المدارس، والتي تعتبرها نجاح قضية مغيّبة إلى حد ما عن الإعلام والمجتمع رغم تزايد أعداد مصابي التوحد بشكل ملحوظ، فكان هدفها من المشاركة في المسابقة هو إيصال الفكرة للجميع واعلاء صوت ذوي التوحد في المجتمع وتقديم يد العون لهم وبذل المزيد من الجهود لاجلهم.
المقربون من نجاح يعرفون بأنها ملهمة لمن حولها، فعزيمتها لا تعرف الانحناء وقدرتها على التطور ومواكبة التقدم لا تتوانى، وافكارها المتجددة لا تكاد تنضب، وطاقتها إيجابية ودائما ما تسعى لمساعدة الغير، كل هذه الصفات طوعتها في سبيل دعم وتمكين من هم بحاجة لذلك، فأخذت تدون نصائحها وعباراتها التحفيزية عبر قناتها على اليوتيوب وفي التواصل الاجتماعي حول تطوير القيادة وكيفية السيطرة على حالة الخوف والرهبة من الوقوف امام الجمهور، وكيفية إيصال الرسالة بطريقة مهنية وبتركيز وتسلسل، وبذلك أصبحت ملهمة للمقربين وللمجتمع كافة، هذه النصائح تقدمها نجاح من واقع تجربة سابقة مرت بها عندما كانت طفلة خجولة صوتها خافت يسيطر عليها الخجل والرهبة في التعامل مع الغير، وبجهود شخصية وبدعم كبير من العائلة استطاعت ان تطلق العنان لنفسها لتصبح كما هي اليوم شامخة قوية ومؤثرة، ومتميزة بطلاقة الفكر ورتابة الحوار والأسلوب المنمق، وهذا ما جعلها اول الحاصلين على شهادة الاحتراف المتخصصة في تطوير القيادة في فلسطين بعد حصولها على العضوية في نادي توستماسترز- رام الله التابع لمنظمة توستماسترز العالمية لتطوير الخطابة والتواصل والقيادة لجميع فئات المجتمع وبالأخص الرياديين والرياديات.
انضمت نجاح أيضا كمنسقة إعلامية لمنصة "تيدكس ميدان المنارة" التي تعتبر من اشهر المنصات التي تعمل على تبادل الثقافات والمعرفة ونشر الافكار النيرة، وهذا ما فتح لها باب التوسع المعرفي والمتابعة مع الاعلام المحلي والعربي، ولازلت تسعى الى التوسع اكثر في المعرفة وايصال صوتها في الدعم والتمكين لكل من يحتاج لدفعة من الامل والتشجيع، في سبيل دعم الطموح وغرس بذرة النجاح على طريق من يسعون الى تحقيق احلامهم، ومن خلال ما تقدمه وما تسعى الى تقديمه ستبقى نجاح عنوانا للامل والطاقة والتمكين والدعم لكافة فئات المجتمع، ونبراسا مضيئا على الساحة الاعلامية الفلسطينية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق