ذخري حبيب ــــــــــ رجاء بوستة

ذخري حبيب

( رجاء بوستة )

ذخري حبيب حبه منذ الأزلْ

ملك الفؤاد فما تهاون أو كسلْ

لو عاكست مجرى الرياح سفينتي

لوجدته باللطف يبعث في الأملْ

عيشي له و بغيتي منه الرضى

الزم حدودك يا لعين فلن أزلْ

أهواه إني لا أكلّ و لا أملْ

إن جئت أشكو ضيق حال ضمّني

أو رحت أسأله العطا لا يسأمُ

أدعوه في قلب الضحى ... يتنعّمُ

أرجوه في جنح الدجى ... يتكرّمُ

لو زارني مرض وجدته بي حفي

أو حلّ بي كدر الزمان يسلّمُ

أهواه إني لا أكلّ و لا أملْ

أصحو ... أنامُ ... آكلُ ... أتنفّسُ

لا همّ لي ما دمت عنده أسكنُ

إني السعيدة في هواه و رايتي

" أهواه " ... أنَّى أبتغيه ، أُدندنُ

همّي رضاه و غايتي نظرٌ إلى

أبهى الوجوه ... فهل ترى أتمكّنُ؟

أهواه إني لا أكلّ و لا أملْ

كنَف الحبيب سعادتي و سعادةُ

كلِّ قلوب العاشقين، فلم نكُ

شيئا بدون الرَوْقِ في ذا كوْننا

و العيش صعب كادحٌ يتلكّكُ

رُبِطتْ عِقالي في روابط عشقه

أَمَةٌ أنا هنئت بكونه مالكُ

أهواه إني لا أكلّ و لا أملْ

لي من حبيبي كلَّ يومٍ مغنمٌ

خمسٌ بها سُعِدَ الفؤاد إذا خشى

لي من حبيبي كلَّ أسبوعٍ لقاءْ

يدنو و يحنو كلما قلبي مشى

لي من حبيبي كلَّ عامٍ موعدٌ

ليلا نهارا لا أخاف من وشى

أهواه إني لا أكل و لا أملْ

لكنما الشوق يُكابد مهجتي

إني لأغبِط من أتاك و من رأى

حَجَرًا فحيَّى و استقام لدعوةٍ

و استقبل البابَ الشريفَ مطأطِئا

ثمّ اعتلى جبلاً فعدّد واقفا

و رمى الحصى و بدا بحبّك هانئا

أهواك إني لا أكل و لا أملْ

ذخري إلهٌ و رسولٌ و قِيَمْ

ذخري كتابٌ لا يُدانيه دَجَلْ

فاجعلني لا أرجو سواك و لا أرى

سُنن الحياةِ على هَوَى قلبٍ أضلْ

ذاك المُبجّل قدوتي و مُشفَّعي

و أنا أصلي كلّما الرِمش اتصلْ

و أسلّم أزكى السلام و إنّما

صلواتك اللهم أزكى و أجلْ

أهواك ربي لا أكلّ و لا أملْ