نِعْمَ المُعَلّمُ
بِالعِلْمِ تَسْمو إلى العَلْياءِ مُرْتاحا***وعِطْرُ عِلْمِكَ في الآفاقِ فَوّاحا
تُمْسي وتُصبِحُ بالتّنْقيبِ مُنْشَغلاً***وقدْ غَدْوْتَ بِقَعْرِ اليَمِّ مَلاّحا
نورٌ على نورٍ بهِ الرّحْمانُ عَلّمنا***نِعْمَ المُعَلّمُ سَنَّ العِلْمَ مِفْتاحا
ألمْ تَرَ النّعْمَةَ الكُبْرى بِمَكْسَبِهِ***طوبى لِمَنْ رَتَّلَ القُرْآنَ صَدّاحا
يَعْدو اللّبيبُ وراءَ النّورِ مُجْتَهِداً***فيَطْلبُ العِلْمَ والآدابَ إلْحاحا
////
أحْياكَ ربّي بنورِ العِلمِ أحْياكَ***وعنْ عِبادِهِ بالخْيْراتِ أغْناكَ
ألمْ تَكُنْ عَدَماً مِنْ قَبْلُ في عَدمٍ***سُبْحانَ ربّي بِنَفْخِ الروحِ أحْياكَ
صُنْعَ الذي أتْقَنَ الإبْداعَ مَقْدِرةً***وكيفَ شاءَ بِما تَحْتاجُ سوّاكَ
ربٌّ كريمٌ أمدَّ الخَلْقَ مِنْ مَدَدٍ***وبالمكارمِ أعْطاني وأعْطاكَ
فَتُبْ إلَيْهِ وكنْ بالدينِ مُعْتَصِماً***فإنّ عَفْوَهُ في الأُخْرى سَيَلْقاكَ
////
يا منْ يُنَقِّبُ في الدُّنيا عنِ الذّهَبِ***إنَّ الكنوزَ بِكَشْفِ النّورِ في الكُتُبِ
فالعِلْمُ يرْفعُ سَقْفاً لا عِمادَ لهُ***والجَهْلُ يُسْقِطُ سَقْفَ العِلْمِ والأدبِ
تَرْقى العُقولُ فَتَمْضي نحْوَ غايتها***إنّ المعارفَ في الأثْمانِ كالذّهَبِ
بالأمْسِ كُنّا وكانَ العِلْمُ يَصْحَبنا***واليَوْمَ صِرْنا نَخوضُ العَصْرَ بالكَذبِ
فهلْ سنبْقى معَ الجُرذانِ في نفقٍ***نَلْهو ونَمْرحُ بالإفْلاسِ واللّعِبِ
محمد الدبلي الفاطمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق