ليلةٌ_بيضاء
وليلة سعدٍ بتُّ ارقب بدرها
بعين غريب قد نأت عنه اصحاب
وارسلها كالسهم نظرة عاشقٍ
تلظى بنار البينِ ، والبينُ تبابُ
أأحبابنا بالله رفقًا تذكروا
ولو قطعت بالبعد للوصل أسباب
ففي القلب تبريح، وفي الجسم اوصابُ
وللروح تحنان، وللعين تسكابُ
وليل به الأفراح اجلت عُبَوسهُ
بهِ شعشات البدر، والغيد اسرابُ
وقد أرسل الوسميُّ بين رذاذه
صقيعًا كوضْحِ الطهر ليس به حاب
تلوح بهِ الدنيا عروسًا جميلةً
عليها وشاحٌ من نقاءٍ وجلبابُ
ترى باسقات الجَوْزِ تكسو فروعها
وافنانها من ناصعِ الثلج اثوابُ
بَدَتْ بخشوع الله ، والليل ضمهَّا
كما ضمّ عبداً يعبد الله محرابُ
كأنَ صقيع الليل فوق غصونها
كأكمام نَوْر قد تحلَّت به غابُ
وما الأرض الا من ثلوجٍ نقيةٍ
كستها ثياب الطهر، والطهر خَلاَّبُ
كأنَّ السما قد امطرتها ملائكًا
تناثر منها الطهر فأبتسم الغابُ
وأن انس لا انسى بلادي وموطني
وأهلي واصحابي ، وللمرء احبابُ
هو الوطن المحبوبُ مرٌّ بعادُدُ
وأن شيبَ بالشهد الذكيّ _ به صابُ
وأن نسيمًا في ظلالِ نخيلهِ
من الخلد اشهى، والجداول تنسابُ
زهراء شاكر حمادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق