* وجع *
الخاصِرَةُ امتَلَأت أيها الخَلِيع
وامتَزَجَت بالوَجَع الضَّلِيع
مَا زَالَت تَحتَضِنُ بِِالقَبضِ العَدَم
تحتَضِرُ وتختَصِرُ بِِالوَقصِ الأَلَم
لَن ينثَنِيَ ولَم ينسَنِي أيهَا الرَّقِيع
يقولُ مَن أنتَ ويشيرُ بِالوَمَأ الفَظِيع
يَحفُرُ في أعَالِي وهدَاتِ الذَّاكِرَة
سُكُونَ الرُّوحِ النَّقِيع
يُحفِّزُ نَبضَاتِ الأبَاطِرَة
ينقشُ فِي النَّجَدَاتِ والرَّبَوَاتِ
والخَلَوَاتِ مُرتجَى ومُرتضَى
خَربَشَاتِ جِدَارِيَّاتِ سجُونِ الخَاطِرَة
أسلمتُ لِربِّكَ السَّمِيع
وتَركتُ مَا فِي يَدي
ومَا سَيَحدُثُ فِي مَرمَى الغَدِ
ومَا صَنَعنَاهُ في الأمسِ القريبِ
مِن لهفةٍ وعَثرَةٍ دَائِمَةٍ عَاطِرَة
مِن قشُورٍ نُورٍ تَصطَلِي
وجذورٍ ترتَقِي فِي سُلافَةِ الدَمِ
تُسقِطُ في النَّبعِ
تجَاعِيدَ وجهِك الملائكِي
ونُعُومَةِ ملمَسِكِ الحَرِيريِّ الحَارِقَة
وتَنبَرِي لأيامِي البَاقيَةُ القَادِمَة
تَذكَّرتُكِ أيتهَا النظرةُ الخَاطفَة
والدَّمعَةُ الرائِقةُ اللامِعَةُ النَّاصِعَة
وأنتِ تكشِفَينَ وتكتَشِفِينَ
زيفَ الحَقِيقَةِ المُرَّةِ السَّاطِعَة
فَيَا كلَّ النسَاءِ اللائِي أردنَ مَخدَعِي
وزُرنَ حُلمِي وبِتنَ فِي مَلجَأي
وسَافرنَ فِي القاطِرَةِ مع القَطِيع
فارَ البُركانُ وسَيئنًُ في البَارِجَة
ولم تهدَأ الصَّاعِقَةُ في البَارِحَة
المِرآةُ العاكِسَةُ والعدَسَةُ اللاصِقَة
وكلُّ ما تحتاجُ العاصِفَةُ الخَارِقَة
من لمعَانٍ وبرِيقٍ ووَمِيضٍ وعُبُور
هُوَ العِشقُ بِالوَجدِ تَدَلَّى في الصَّقِيع
تدنَّى وتجَلَّى وتحَلَّى بِالخوفِ المُرِيع
على كَثَبٍ ومُكثٍ يبرُقُ ويُستنَار
يومضُ في الخَارِطَةِ بعزمِ الوصُول
فكيفَ يُمكِنُكِ الولُوجُ والدُّخُول
لعالَمِي المصُونِ ومدِينَتِي الحُبلَى
والركبَةُ الملساءُ تعرفُهَا النجُّوم ؟؟
هُوَ ذَا الفجرُِ بِالقُربِ تَعمَّق
فقومِي يَا سِرَ أسرَارِ العُيُون
إلَى مرفأِ زَهرَتِكِ البتُولِ الحَنُون
فالقَافِلَةُ والحَاوِيةُ والرَّكبُ
لم يأتُوا بَعدُ أو مِن ذِي قَبل
فأنتِ من أشعَلَ التيَارَ
وأوقدَ الحُسنَ فِي الدِّيَار
وأنقذَ الجَسَدَ الحَسَنَ الطَّيَّار
مِن حَسدِ السَّيفِ الحُسينِ البَتَّار
فتمهَّلِي يَا أُنثَى النُّورِ والنَّار
فاللوحَاتُ قاتمةٌ ودَاكنةٌ وفِي انهيَار
بين شَوكٍ وعَسجَدٍ وألوَاحٍ ومِسمَار.
.............................................
السفير د/ معروف صلاح أحمد
شاعر الفردوس ، القاهرة ، مصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق