قصة قصيرة صفاء موسى سوريا
طيور الشوك
ولدا من طينة واحدة ، استنشقا رائحة الزعتر والطيون.
أكلا فطيرة مريم المقدسة معجونة بقمح ومياه الوطن.
يحملان معولهما فجرا ، وبعضا من آهات ،ٍ يلحنان بها أغنيات
يصل صداها قريتهما الوادعة
في حضن الجبل.
يشقان سواقي الحنين ،
ويحفران طريق البذار للعصافير ،
فزاعة الحقل
تأنس بجانبها الطيور
دون وجل ،
فقد ارتدت ذات يوم
ملابسهما الرثة ،
رائحة الطين وعفر التراب
على جبينهما ويديهما ،
رأيتهما ذات حرب ..
يرابطان في مواقعهما ،
كلٌّ على زناده ،
كلٌّ يكتب رسالة لأمه في عيدها ،
يقفان هناك ..
الطلقات العابرة زائرهما الوحيد
رائحة البارود والحرب
فرّقت بينهما
ووأدت ذكرياتهما وأحلامهما ،
جفت سواقي الحنين بينهما
ماتت الأغنيات على الشفاه .
حفرتان عميقتان على مقاسهما ،
ضمتا رفاتهما ،
شقائق النعمان ناحت عليهما ،
العصافير نثرت أجنحتها ،
كستارة سوداء
حجبت الشمس ،
وأعلنت الحداد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق