على الرّابية ببغاء
على الرّابية ببغاء
لحكيم مجهول
علّمه ألاّ يردّد إلاّ صوت الشّعوب
ينفش ريشه في كلّ فجر
يرفع منقاره الذّهبيّ
و يردّد في زهوّ
الشّعب يريد
يريد....يريد
يريد زيتا و زيتونا
وخبزاتفوح رائحته من التنّور
لقمة تسدّ رمقه سغبه
تتشرّب وجعه
تستدني أحلامه
في هذا الخضمّ المجهول
حنين مذبوح
إلى إشباع البطون
و إرواء العقول
حنين الى العدل
إلى الحرية
إلى كسر الطّغيان الملعون
انّه آذان يسري في الكون
يسمعه العاقل و المجنون
سمع الحاكم بقصّة الببغاء
فانتشى قائلا:
اتركه يردّد ما يريدون
يتبرّكون بالرّؤى
وسيرحلون إلى المعنى المكتوم
في الصّدور
فليستبسلوا في الترديد
و الصّهيل
فهم باقون فانون
بلغ الحكيم انتشاء الحاكم
فسقطت جدران الاطمئنان فيه
و أعمدة الأمان
وأثقلته الهواجس
وأحسّ أنّ فعله مطر على أرض بور
و قرّر قتل الببغاء
اعتلى الحكيم الرّابية
و صاح نحن نريد أن نكون
نسرّح بصرنا في خفايا النّفوس
لعلّنا نطلّق بداخلنا السّجون
و نمضغ شعاع الفجر
و نرسم مقلنا من خيوط المطر
لنكون....نكون.....
نمشّط خيوط الشمس
أملا نتزيّن به
عندما ينهار فينا الحبور
نثور في وجه من يصوّب
بندقيته تجاه فوهات الكلم
الحرّ المنظوم و المنثور
نعم كلّنا نريد أن نكون
فإمّا نكون أو نكون.....
فلا تغتالوا فينا رمز الفعل
يا أهل العقول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق