الخميس، 13 يونيو 2024

من الـخَضْـرَاءِ إلى"الطَّبَاقَـهْ والخَـضْـرَاءِ" بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف ... (تونس)

 من الـخَضْـرَاءِ إلى"الطَّبَاقَـهْ والخَـضْـرَاءِ"

(من ذكرياتي أثناء إعارة في بَلد عربي)

حَلَلْتُ مِن "قـرطاج" بالـخَضْـرَاءِ

بِمَعْـهَـدِ "الطَّـبَاقَـهْ و الخَـضْــرَاءِ"

فاسْتَقْبَلـتْنِي ، فَـرَحًـا بِمَـقْدَمِي،

جَحَـافِـلُ البَـعُــوضِ بالـغِـنَــــاءِ

بَاتَـتْ لِـلَيْلٍ كَامِلٍ تُـسْمِعُـــنِـي

مَـزَامِـرًا في قِـمَّـةِ "الـبَـهَــاءِ"

و وَقَـفَتْ، لَعَلَّهَـا، لِـمَقْدَمِي

جِبَـالُهَا السَّـوْدَاءُ في الخَـلَاءِ

تُـحِيـطُ بِي، حَافِظَةً لِضَيْفِـهَا

مِنْ عَـارِضِ الهُمُـومِ والـبَـلَاءِ

وزَادَتِ الـطَّبِـيـعَـةُ خَـنَـادِقًا

مُعْـظَـمُهـَا مَـغْـمُـورَةٌ بِـمَــــاءِ

وهَـبَّت العَـقَارِبُ سَـرِيعَـةً

مِن أبْـعَـدِ الأَنْحَاءِ والأرْجَاءِ

تُـشِـعُّ مِن زُبَـانِــهَـا لَافِـتَـةٌ: 

يَا مَـرْحَبًـا بِقَـادِمِ "الخَضْـرَاءِ"

و"الغُولُ" (*) هَبَّ في الدُّجَى مُسْتَنْكِرًا

إزْعَـاجَ صَوْتِ ضِـفْـدَعٍ في المَـاءِ

مَا أكْـرَمَ "الغِيلَانَ" فِي "طَبَاقَةٍ"

تَـزُورُنِـي في الصُّبْــحِ و المَـسَاءِ

حَتّى المِيَـاهُ ، في "العُيُونِ" لُوِّنَتْ

بِأحْـمَرٍ و أَخْـضَـرِ الــرِّدَاءِ

والسَّمَكُ ،فِيـهِ ،بَدَتْ أفْوَاجُهُ

تَزُورُنِي، في مَسْكِني، في الـمَاءِ

إنِّـي نَسِيـتُ بَسْمَةَ"الـخَضْـرَاءِ"

في غَـمْـرَةِ التَّرْحِيـبِ في "الخَضْرَاء"ِ.

(*): الغـول: هو الثّعبان عند العُمانيّين.

حمدان حمّودة الوصيّف ... (تونس)

خواطر : ديوان الجدّ والهزل




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق