الأحد، 16 يونيو 2024

عبـــــرات ــــــــــ د محمد ايوب


 عبــــــــــــــرات


هنا تسكب العبرات يا مكة يا شفاء الجراح
قالوا متى أمّ القرى نلقاكِ
=الشوقُ يعصرنا لطيبِ ثراكِ
شُدّتْ إلى البيت العتيقِ رحالُهم
=الروحُ قبل الأضحياتِ فداكِ
جاؤوا رجالاً أو بأعلى ضامرٍ
=من كل فجّ ينشدونَ حماكِ
حملوا الخطايا كالجبال
رواسياً
=أوزارهمْ تدنو من الإشراكِ
خمر الذنوب تبعثرت نشواتُها
=لمّا أحسّوا نشوةً بلقاكِ
كل الجفونِ مريرةٌ عبراتها
=إلا دموعَ البيتِ ما أحلاكِ
يا عينُ لم تسكبْ عزيزَ دموعها
=فغداً تنوحُ على الصراط خطاكِ
بالله لا تدعي بجفني دمعةً
=فعسى يُبلّغكِ السرورَ بكاكِ
فإذا عجزتِ اليوم عن صدقِِ البكا
=فتعلّمي يا عينُ أن تتباكِ
ما للحمائم بالمآذن قد سرتْ
=بالله سَلْها ما الذي أسراكِ
وسَلِ القصورَ الشامخاتِ فما دنتْ
=منك الحمائمُ أو سرتْ بعلاكِ
يا ماءَ زمزم سلسبيلٌ عينُهُ
=غِيضتْ جميعُ عيونِنا لولاكِ
يا كعبةً عبقُ الطوافِ معلّقٌ
=بستارِها منذ الخليل بناكِ
الله صوّرها بأذكى موضعٍ
=أنّى تقلّبت الوجوهُ تراكِ
يا للطوافِ وما بهِ من نفحةٍ
=قد أذهلت روحي عن الإدراكِ
لم يدرِ ما طيبُ الخطا في سَعْيهِ
=إلاّ الذي يمشي على الأشواكِ
عرفاتُ يا شمسَ المناسكِ أشرقتْ
=أبداً سيبقي في الدروب سناكِ
يا راجيَ الرحماتِ عند نزولِِها
=بالله فيضي من عنان سماكِ
يا ساكبَ العبراتِ بين خيامِها
=نَسجَ الدعاءُ خيوطَها فكساكِ
يا راميَ الجمراتِ في عقباتِها
=أحْسسْتُ بالحسراتِ حين رماكِ
نفسي ألمْ يأْنِ الخشوع إلى متى
=ترخي عناناً للذي أغواكِ
هذى هي العشرُ الكرامُ فشمّري
=فوق الجهادِ ثوابُهم بشراكِ
يا بئس من هجرت سواءَ سبيلِها
=ماذا تقولينَ لمنْ سوّاك
الريحُ قد تمحو من الرملِ الخطا
=ومن الصحيفةِ هل تزولُ خطاكِ
هل في كتابك حجةٌ مبرورةٌ
=لو لم يكن لكِ غيرها لكفاكِ
شعر د محمد ايوب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق