الثلاثاء، 11 يونيو 2024

قراءة انطباعية لقصيد حروف مكسورة للشاعرة نادية بن رابح. بقلم الكاتب محمود البقلوطي

 محمود البقلوطي


قراءة انطباعية لقصيد  حروف مكسورة للشاعرة

                       نادية بن رابح


الكتابة تستمر رغم نزيف القلب والألم.. تقوم الشاعر بتصديرفي مطلع القصيد ببعض الأبيات لتفكك عتبة العنوان.. "حروف مكسورة" فتقول: حروف مكسورة كجفوني..والمفردات مغتالة والكلمات حبيسة كمارد في قمقم

والأمنيات عجفاء..

لتتساءل. ماذا سأكتب ياوطني؟لتبدأ في تفكيك سبب السؤال وما يحمل في طياته من الم تحسه وتعبر عنه في كلماتها عن أوجاع هذا الوطن كاشفة المتسببين في مآسيه وتردي الوضع الذي يتخبط فيه مستعملة أفعال فاضحة لما يقومون به.. هدموا،مزقوا،سرقوا دنسوا وغرسوا مخالبهم في جسد الوطن وجعلوه ينزف ويتألم من اعمالهم الخسيسة والدنيئة التي قتلت الفرحة والبهجة في قلوب شعبه..لتتمادى في السؤال.. الا أن لهم ان يطفؤوا الحرائق؟

كيف يغتال الربيع؟

لتقفل القصيد. ب.. ليس لي جواب

فحروفي مكسورة كجفوني..

قصيدة رائعة وعميقة ملأى بالالم والوجع.. تساؤلات واضحة استطاعت من خلالها ان تكشف مشاعر كاتبة النص وحبها العميق

لونها وتوقها الى ان تتبدل أحوال هذا الوطن الي الارقى فيا ترى متى يأتي الخلاص وتصبح أيامه ربيعية فيطيب العيش وتبرأ النفوس وتصبح الكلمات زاهية وردية وتتخلص من الانكسارات

دام روع حرفك العاشق للوطن

وبحر مدادك وألق إبداعك السامق

تحياتي صديقتي الشاعرة نادية بن رابح وباقة من الورد ملونة بعشقك للحرف الجميل والكلمات السامقة العبقة

 بالمعنى العميق 🌹🌺🌹

 محمود البقلوطي

                              القصيدة

                          حروف مكسورة 


حروفي مكسورة 

كجفوني

و المفردات مغتالة 

و الكلمات حبيسة

كمارد في قمقم

والأمنيات عجفاء

 فماذا سأكتب  يا وطني؟

وثورتك موؤودة

سأكتب لأخبر عن الأشرار 

هدٌموا وطنا

مثل الينابيع عذوبة

سرقوا سبوا العروبة

مزٌقوا رسومك

فوق الخرائط مكتوبة

دنٌسوا ثوبك الأخضر

مرٌقوه وونثروه أشلاء مبثوثة

يتقاسمونه

وليمة موعودة

غرسوا مخالبهم في جسدك

المسجٌى فوق السنابل

يئزٌونها أزٌا 

تهزٌهم أطماعهم  و احقادهم  هزٌا


أما آن لهم أن يحنوا لك الجباه ؟ 

أن يقدموا القرابين للوفاء

  أن يعجنوا من دمائهم غذاء؟ 

أما آن لهم أن يصادقوا  العصافير و الهديل؟

أما آن لهم أن يوقفوا  كل الحرائق

 أن يختزنوا كل مياه البحار في الأحداق؟

فلا تمتلئ  الزوارق

ولا تعول أم ثكلى

فؤادها مكلوم

يحترق

 يختزل كل المدامع

تسأل في ذهول

كيف يثقبها الأنين

و يقسمها الحزن شطرين

وهم سعداء؟

كيف يذبل و يموت الياسمين؟

كيف يغتال الربيع؟

لا أملك الجواب

فحروفي مكسورة

كجفوني


نادية بن رابح



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق