الخميس، 27 يونيو 2024

زَمَانٌ ظَلُومٌ .. بقلم الشاعرة رفا الأشعل

 زَمَانٌ  ظَلُومٌ ..


زمانٌ ظلومٌ يسوقُ البَلايَا

وبُركانُ قَهرٍ يذيبُ الحَنَايَا


لعَمركَ إنّ الحياةَ رَمَتْني 

بسَهْمٍ إذا صابَ يصْمي الرّمَايَا


سللتُ سيوفي وأعددتُ جَيْشًا 

بهِ أشعلُ الحربَ ضدّ الرّزايَا


أرى اليَوْمَ قَوْمِي يعيشونَ ذُلّا

وقلبي يتوهُ .. يطيرُ شظايَا


وثرتُ على هجماتِ زَمَاني

رَمَيْتُ وما صابَ سهمي سوايَا


أرى القولَ والحكْمَ حقّ القويّ

فأينَ منَ العربِ عدلُ القَضَايَا


يكيدُ الأعادي بأرض بلادي 

وظلمُ الرّعاةِ  أذى  للرّعايَا


أيا قوم  إنّا  قفونَا  سرابًا

على الدّربِ تهنَا أضَعْنَا المزايَا


حروبٌ توالت ..ودهرٌ تجنّى

كثيرُ المآسي ..قليلُ العطايا


وباسم الهدى قد سلكنَا دروبًا

عليها تصبّ السّهام المنايَا


وما كان أيّ ضلالٍ سيودي 

إلى كلّ هذا الأسى والضّحايَا


وكمْ قَدْ تغرُّ مظاهرُ نسكٍ

ووعدٌ بيومٍ جميلُ الهدايَا


بلى فالخلاص بما في القلوب

ولا شيء يعدلُ حسن النّوايَا


نفوسٌ بما قدّمتْ سوف تجزى

سنسقى بما قَدْ سقينا البرايَا


أيا من تسيء لغيركَ .. تنسى 

بأنّ الحياة كمثْلِ المرايَا 


نفوسُ الكرام سمتْ للمَعالي

وتهوى نفوسٌ دروبَ الدّنَايا


كأنّ بُلوغَ المعالي يقولُ 

أرومُ من المرءِ طيبُ السّجايا


وكم قد لجأتُ لسحر بيانٍ

لأنسى أسى جلبتهُ الرّزايا


تحلّقُ روحي بأفقِ المعالي 

ركبتُ حروفي إليه مَطَايَا


ولمّا مَلَكْتُ عِنَانَ القَوَافي

نَظَمْتُ الدّراري عقودًا سَنَايَا


رفا الأشعل 

تونس  (24/06/2024)

              على المتقارب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق