السبت، 22 يونيو 2024

الساحة الأدبية تحتفي ب" أصوات بعيدة" ( مولود شعري فاخر ) للشاعرة التونسية السامقة سميرة بنصر بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 (الجديد )


الساحة الأدبية تحتفي ب" أصوات بعيدة" ( مولود شعري فاخر ) للشاعرة التونسية السامقة سميرة بنصر


ربما يصعب على الناقد أو الأديب أن يقدم لديوان شعر،لأن الشعر هو الذي يقدم ذاته إلى المتلقين،والشعر سيد الكلام لأنه لغة الأحاسيس وفيض المشاعر،والشاعر هو الذي يتحكم بزمام اللغة والمجتمع،وطالما أقيمت الحفلات وأوقدت الولائم ابتهاجاً بولادة شاعر عند القبائل العربية،يكفي الشاعر أنه سفير الكلمة من جمودها إلى حيويتها،ومن معجميتها إلى اصطلاحها إنه يخرجها من قوقعتها إلى عالم الحياة فيلقيها في القلب لتأخذ معانيها التي تتعدد بتعدد المتلقين.هكذا الشاعر دائماً،فكيف إ ذا كانت شاعرة تكتب بأحاسيسها ومشاعرها،تكتب لكي تغازل الغيم و الأنهار، وتنشد للشمس وهي تمد أول خيوطها في هذا الوجود..إنها الشاعرة التونسية السامقة سميرة بنصر التي  تستفيق على أيقونة التاريخ تحمل قلمها الفذ وتجسد روعة الفن،وفنية الروعة من خلال ما تقدمه للمتلقي من شعور فياض نبيل..

سميرة بنصر الشاعرة والإنسانة،شاعرة أنجبتها مدينة منزل بورقيبة الشامخة وسحرتها محبة الشعر وهي المالكة للجمال إن أومأت بهذيانها.

تداعب الشاعرة قصائدها العاشقة بأناقة أرستقراطية عريقة كما لو أنها أميرة غجرية،كما لو كانت سليلة قصيدة باذخة في تمجيد الندى..المدى،الهدى والتجلي..تعزف بمهارة على أوتار الحرف،فنستمتع برجع صداه..

ألم تعنون مولودها الشعري الجديد ب "أصوات بعيدة" أصوات تراقصها كلما ابتعدت،وتداعبها كلما اقتربت..

كما لو كان شعرها هو حارس أربجها الثمين،كمال لو كان من على موكبها العرائسي الرمزي يغني قصائدها في الزحام،فتراها منقادة لمعشوق لا تراه العين.

 فبمجرد ما تشرع في قراءة قصائد الديوان واقتحام  هذا الحريم الشعري المهيب،يغمرك انتشاء متوهج فتتورط في وله لا فكاك منه.

و"أصوات بعيدة" محاولة عاشقة لمشاغبة القصيدة في كينونتها وإغراء الفضول المعرفي وسحر الكتابة وعشق اللغة المفتونة بذاتها وقراءة تستمد نفسها من الذوق والجمال.

وهذا "على الحساب..إلى أن تداعب عيونكم وأناملكم الكتاب.."


محمد المحسن




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق