السبت، 22 يونيو 2024

أغدا....أنساك..!! بقلم الشاعر جلال باباي( تونس)

 ☆ أغدا....أنساك..!!


        ☆جلال باباي( تونس) 


• تصدير: 

"لا أَنامُ لأحلم - قال لَها

بل أَنام لأنساكَ. ما أطيب النوم وحدي

بلا صَخَبٍ في الحرير، ابتعدْ كي أراك

وحيداً هناك، تفكِّر بي حين أنساكَ "

                       ▪︎ محمود درويش


لم يعد لهذا الصمت

داع حتى نعيد 

لآذاننا الموسيقى

توَقَّفَ الحديث في حناجرنا

 لن أبُوحِ قطعا بهتكها

لأعراض الأغنيات 

قادني البكاء إلى الصمت

بين غمامة الروح

 ومطرُ القلب الجريح

سوف يهزمها

 نسيانِ الأسماء والذّكرياتِ

ثمة باقيات كلام جديد

لم تكترث به كوكب الشرق

ذات لقاء..بأغنية المهملة:

..أغدا...أنساك..!!

بين هذا المطر والإنتظارات

لم يبق هناك ما يستحق

منٌي سوَى كتابة الوصيٌة

أو السّخريةِ من قدري

ماكثا 

بين  دقّات السّاعة الحائطية

وخفقتين للخطى المتعثرة

أحرجتني

ليلة انتشال الشهيد 

من تحت كومة  الدخان

سأخطّها ظهيرة وجعي

 كلّما مَشيتَ على رمل هشاشتي

سأسحب حلمي الزائف

 من وسادة الليل 

و أعترف بانّي لم أشف بعد ..

و أنّ رجولتي مازالت  قابلة للعربدة 

يقول لي صمتي ..

وشٌح ظلٌ يسارك برفيف ضياء

 كي تُبصرَ  فُتحة  البابَ 

يردٌد صمتي : 

كفاك عثرات على الأرض   !

 ليستقيم الجسد اللٌزج فوق الطين

قد تآكلت أطرافه من زلاّت العكاز

ها أني اشهق من شكٌي

 قد أكون جئت  من حياة أخرى 

بألف جرح وتعب أحاديٌ الوجهة

حلّ الظلام 

و لم أنتبه لذئاب الطّريق !

نال مني السفر

على طريق الغبار

 غصٌ حلق قلبي الزجاجي

 برائحة الإسفلت 

المنتشرة في المفترقات 

يصلني الصّوت 

بشظايا صخبه

ليرمٌم تشرّدي في النهار

 تحت شجرة من الضّوء

سأمضي 

من شرنقة العمر

 عنفوان نبض يصلني 

 بأخضر كهولتي 

وأمرّر  يدي اليمنى

عند مفترق نهديها

 إذ لفقد الملمس 

قد غزا وََسامة حقلها

من تناست مجرى الماء

صائفة قديمة

سأتدرٌب على نسيانها

 لن أكتب لِتَراني ..

سأعوٌل على بلسم الغة

حتى أعالج كدمات الليل الضامئ

سوف أقتصٌ من جشعها 

حتى أراني طريح عشق في الضوء.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق