الاثنين، 3 يونيو 2024

النّخلة ... بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

 النّخلة ... 

سُبْحَانَ مَنْ خَلقَ النَّباتَ وَنَوَّعَا

وَحَباهُ طَعْــمًا سَائِــغًا مُتَــنَـوِّعَـا

وَقَضَـى لَهُ فِي كُلِّ فَصْل نُضْجَهُ

وَالشَّمْسُ وَاحِدَةٌ كَذَلِكُمُ الوِعـَـا

فَلِــــكُـلِّ ثَـــــمْرٍ لَوْنُـهُ وَمَـــذَاقُــه

بفَـوَائِد تَكْفـي البَـرِيَّةَ أَجْـمـعَا

وَحَبـا بِلاَدي بِالنَّخِـيلِ مُنَـوَّعًا

وَثِمـارُهُ عَسَلٌ أَفَادَ وَ أَشْبَعَـا

...... 

خَضْـرَاءُ وَارِفَةُ الظِّلاَلِ وَطُولُهاَ

بَيـْنَ المَـزَارِعِ قَــدْ عَـلاَ وَتَـرَبَّعَـا

وَتَمَـايَلَتْ تِيهًـا إِذا مَادَغْدَغَتْ

أَعْطافَهَـا رِيحُ الصَّبـاحِ تَرَفُّعَـا

غَنَّتْ لَهـا تِلْكَ الجَداَوِلُ لَحْنَهَـا

فَزَهَتْ وَزَادَتْ فِي الفَضَاءِ تَطَلُّعَا

وَتَـلاَعَبَتْ رِيـحُ الصَّباَ بِجَدَائِلٍ

مِنْ سَعْفهَـا فَغَدتْ جَمَالاً أَرْوَعَـا

لَوْلاَ عَـرَاجِيــنٌ تُثَــقِّلُ عِطْفَـــهَــا

لَغَدَتْ تُرَاقِصُ فِي الرِّيَـاحِ الأَرْبَعَا

رُطَبٌ إِذَا وُضِعَتْ عَلى طَرَفِ اللَّهاَ

ذَابَتْ وَخَلَّفَتِ اللِّسَانَ مُمَـتَّعَـا

يَبْغِـي المَزِيدَ : فَيَا لَطَعْمٍ ساَئِـغٍ

بِشَذًى كَمِسْكٍ كُلَّ ذَوْقٍ قَدْ دَعَـا

فِيـهِ غِذَاءٌ إنْ عَدَدْتـَهُ خِلْـتَـــــهُ

فِي طِيـبِهِ كُلَّ الوَلائِـمِ مَـنْـفَـعَـا

سُبْحانَ مَنْ جَعَلَ الغِلالَ مَوَائِدًا

لِلْـجِسْمِ تُكْـسِبُهُ نَشَـاطًا مُبْدِعَا...

حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق