الثلاثاء، 31 يناير 2023

مُحَمَّدٌ (ص)مصطفى يوسف إسماعيل الفرماوي القادري/مؤسسة الوجدان الثقافية


 (( مُحَمَّدٌ ))

دَمْعِي مِنَ القَلْبِ والعَيْنَيْنِ قَدْ سَكَبا
شَوْقاً، فَذا قَلَمي فِي الحُبِّ قَدْ كَتَبا
مُحَمَّدٌ مَلَأَتْ قَلْبِي مَحَبَّتُهُ
فالشِّعرُ سَال كَماءٍ مِنْ فَمِي ذَهَبا
ذا الدَّمْعُ والعِشْقَ زِرْياباً جَرَى نَهَراً
وذا يَراعِيَ شِعراً مِنْهُ قَدْ سَرَبا
يا رَحمَةً أُهْدِيَتْ لِلْعالَمِينَ، ويا
نُورَ الهُدَى رَبُّنا الرَّحمٰنُ قَدْ وَهَبا!
يا لِلتَّواضِعِ لِلرَّحمٰنِ مِنْ خُلُقٍ!
يا قائداً قِدْوَةً قَدْ يَجْمَعُ الحَطَبا!
لَقَدْ أَتَمَّ إلٰهُ الكَوْنِ نِعْمَتَهُ
بِهِ عَلَيْنا، بِهِ قَدْ أَكْرَمَ العَرَبا
ما قالَهُ قَدْ أَتَى تَأْوِيلُهُ وَضَحاً
إنّا لَفِي زَمَنٍ يا كَمْ لَهُ عَجَبا!
الآنَ شُوهِدَ كَمْ قَدْ قَلَّتِ العُلَما!
فَٱحْتُلَّ مِنْبَرُهُ، ما أَكْثَرَ الخُطَبا!
والنَّاسُ قَدْ عَبَدُوا الدُّولارَ سَيِّدَهُمْ
باعُوا بِهِ دِينَهُمْ والشِّعْرَ والأَدَبا
كُنْ زَاهِداً في الدُّنَى، دَعْها لِفارِسِها
مَلْعُونَةٌ، إنَّها مِلْكاً لِمَنْ غَلَبا!
ولا يَهُمَّكَ ما قَدْ قيلَ فِيْكَ، ولا
تَحْتَدَّ مَهْما غُرابُ البَيْنِ قَدْ نَعَبا
فَلْتَعْمَلُنَّ لِيَوْمٍ مُوحِشٍ رَهَبا
لا قُرْبَ بَيْنَكُمُو، لا صِهْرَ، لا نَسَبا!
مُحَمَّدٌ شافِعاً فِيهِ لِأمَّتِهِ
يا وُجْدَ مَنْ لِلْحَبِيبِ المُصْطَفَى انْتَسَبا!
إنِّي لَمُحتَسِبٌ أَرجُو شَفاعَتَهُ
فَلا يُخَيَّبُ هَمّامٌ إِذا ٱحْتَسَبا
أَنا عَلَى حَوْضِهِ أرجُو اللِّقاءَ بِهِ
فَواردُ الحوضِ بِهِ يَهْنا وقَدْ شَرِبا!
إنّا لَنَرجُو المُنَى يَوْمَ القِيامِةِ إِذْ
نَنْجُو وَقَدْ أَمْسَكَتْ أَيْمانُنا الكُتُبا
وجَنَّةَ الخُلْدِ مَعْ خَيْرِ الوَرَى حَسَبا
لا نَلْتَقِي صَخَباً فِيها ولا وَصَبا
وصَلٌّ رَبِّي عَلَيْهِ دائماً أبَداً
وآلَهُ والصِّحابَ الجِلَّةَ النُّجُبا
ما حَلَّقَتْ سُرْبَةُ الأَطْيارِ فِي أُفِقٍ
أَوْ كُلَّما أَطْرَبَتْ أَسْماعَنا طَرَبا
(البحر البسيط)
الزِّريابُ: ماءُ الذّهب.
سَرَبَ الدَّمعُ : سال.
الجِلّة: جمع جَليل: جماعةٌ ذات قدرٍ جليل ومكانةٍ رفيعة، أي عظامٌ سادةٌ.
السُّرْبَةُ : القطيع من الطَّيْر.
مصطفى يوسف إسماعيل الفرماوي القادري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق