الثلاثاء، 28 نوفمبر 2017

الموت وحيدا ،،،، بقلم د. عماد الكيلاني

الموتُ وحيداً
28-11-2017
[1]
أقولُ وفي مقلتيّ يهيمُ الأسى
والوجدُ يحرقني
وفي بحرها الاحزانِ تُلقيني
وهذا الغيابُ المستمرُ
يؤلِمني ....
مهلاً: فكلّ من كان هنا
مضى
مهلاً: فكلُّ من سكن الحيّ معنا
قضى
رحلَ النهارُ وانطفأ المكانُ
وغابَ النورُ
ومن كان في القلب غادرني
وحيداً بقيتُ أبكي
وحيداً خلتُ نفسي
أسكنُ الصمتَ
ألملمُ بعض جراحي
أضمِّدُها بدموع عينيّ
ومن طولِ انتظاري
أصبحتُ القعيدْ
أمارس ما تبقى من طقوسي
مثل الكسيحِ
رغمَ أني بوجه الخوفِ عنيدْ
رغم قسوة ما يحيطُ بي
ورغمَ الأسى والجرحُ والصديدْ
احاولُ طمسَ اوجاعي
في مطيّات قلبي
وما ظلّ لكشفها داعي!
[2]
أحاولَ لملمة نفسي
من رجيع المدى المجهول
ازحفُ بحثاً عني
أحاولُ ان ألتقي بروحي
أهيمُ كأنني من هولِ ما لقيتُ
ومن قسوةِ ما رأيتُ
ومن حزني الذي أقعدني
وما قد لقيتُ
لا زلتُ أصرُّ على الرحيلْ
وأعلمُ أن مشواري طويلْ
لكنني ورغم جراحي
سأمضي
غاضباً كنتُ عما أصابني
أو بأرضي
ساترك كلّ شيء وأغادرْ
مضيتُ في رحلةِ الكفاحْ
ما بيدي سكينٌ ولا سلاحْ
بيدي مثل ما بقلبي جراحْ
مرّت بي الأيامُ لا أكلَ
لا شربَ لا احداً ألاقي
ولم أستطع يوماً أن أرتاحْ!
[3]
لا زال ببالي تلك المقولة:
غداً سيشهد الفجرُ إن أطلّ
ببعض أملٍ أعيشهُ كالجنين
يسكنني آلاف السنين
ويطرق باب قلبي كل آنٍ وحينْ
أسمعني انادي على روحي
والصمتُ يغلق بابهُ اللعينْ!
[4]
قاتلتُ الناسَ أياماً مضت كالدهورْ
عانقتُ بندقيتي وأقبلتُ نحو القبورْ
علمتُ بعدما تأكدتُ بكل ما يدورْ
هو ما يحزنني كل هذا القهر والجورْ
غداً إن أتى سيشهد كشف المستور
وأسأل بلوعة وحسرةٍ وقلبي مكسورْ
هل يحين زمنٌ يتجلى بدر البدورْ
أننالُ بعضَ راحةٍ من الدرّ المنثورْ
(د. عماد الكيلاني)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق