«(6)» برنامج بالعربي الفصيح «(6)»
تقديم وتعليق : د/علوي القاضي.
... الله اكبر الله اكبر . ولله الحمد . الله اكبر كبيرا . والحمد لله كثيرا . صدق وعده . ونصر عبده . وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده لاإله إلا الله . ولانعبد إلا إياه
... وانتصَرت غَزَّة رغم الجرح ومر الكاس ..!!
... يوم الزحف العظيم وكأنهم في غزوة أو عائدون من غزوة ..!!
... عودة أهل الشّمال إلى ركام بيوتهم ، فهذا الركام أغلى عندهم من قصور الخونة والمنافقين ..!!
... عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة سيقيمون مخيماتهم فوق الركام وجثث ذويهم التى لم تدفن بعد ..!!
... قصة صمود وعزم وثبات تحكي قصة الشخصية الفلسطينية التي تربت على التضحية والإيثار والإيمان بالله والقضية إيمان لايتزعزع ..!!
... تحكي قصّةَ حَقٍّ لابُدَّ أن يُنتَزَع ولو إجتمعت قوى الشر لمنع ذلك ..!!
... بيوتُهُم سُوِّيَت بالأرض نعم ولكنهم إحتسبوا ذلك عند الله فأبدلهم قوة وصبرا وشهادة ..!!
... ممتلكاتهم فقدت ملامحها ولكنهم إمتلكوا قناعة وإيمان تهتز له الجبال ..!!
...قد لايستَدِلُّ أحدهم طريقا لبيته سهلًا إذ لابيت له ولكن الله استبدلها ببيوت وقصور له فى الجنة وهكذا وعد المتقون ..!!
... غابَت ذكريات قد لاتعود ولكن ذكريات أحبابهم محفورة ومنقوشة فى ضمائرهم حتى ينتصروا لهم ..!!
... لكنّهم عادوا ونعم العودة عودة المنتصر ، عودة الصابر المحتسب ..!!
... وهنا لُبّ المسألة مسألة الإبتلاء ورفع الدرجات ، ومرحلة البناء النفسي أولا و البناء العقائدي ثانيا ثم بناء الحجر ثالثا فمن سكن في قلبه اليقين والإيمان فالأرض كلها ملكه حتى قصور الأعداء والخونة ، وثباتٌ يُدّرَّس ، والعظة من الأحداث ، فالشدائد دائما تمحص القلوب والأفئدة ، لتميز الخبيث من الطيب ، ورحلة حياة جديدةٍ يصنعها البطل بقوة وعزم وإصرار ، على عودة الحق إلى نصابه ، مهما كانت التكاليف ، ومهما كان الثمن ، كأنّما عاد للصَّدر النَّفَس ، وتنفسوا الصعداء ، وللنّبتة السِّقاء من جديد ، لتنبت الزهور وتظللهم الأشجار ، كأنّما هُم قطرات غيثٍ لأرض ، تنتظر حتى تبث فيها الحياة من جديد في حفظ الله وأمنه ، هنا يتمثل الثَّبات المُتَحرّك الفَعّال بكل معانيه ، والتَّشبُّث بالحقّ لأبعَد حَدّ حتى ولو أزهقت الأرواح في سبيله ..!!
... وهُمّ لاحَدّ لهم طالما ظلوا لراية الحق رافعون ..!!
... فلسان حالهم يقول : نحن التاريخ للأجيال القادمة فلنكتب التاريخ الذي سيفخرون به الأحفاد ، حتى يحكي الأحفاد أن أجدادهم كانوا رجال لايقبلون الضيم ولا الدنية في دينهم ووطنهم ..!!
... سيخرج من هذه المحنة جيلآ كاملآ لايعرف شعارآ سوى النصر أو الشهادة ؛؛ نعم ؛؛ ..!!
... إلى شمال غَزَّة أصحاب الأرض يعودون إلى بيوتهم رغم الدمار الهائل ورغم العودة سيرا على الأقدام الحافية العارية ، ولكن فرحتهم أنستهم كل المعاناة والذكريات المؤلمة ومشقة العودة ..!!
... إنه حب الوطن ياسادة ففلسطين ليست وطن يسكنون فيه ، ولكنها وطن يسكن فيهم وفي قلوبهم ، لقد أخذوا خيامهم لينصبوها فوق ركام المنازل ، وشهداؤهم لازالوا تحت الركام ليعيشوا بعز وشموخ ..!!
... المحتل الغاشم صرح أنه لن نعود إلى شمال غَزَّة خوفاً من أسودها المتشبثون بها ، وهذا هو الفرق بين المحتل السارق للأرض وبين أصحاب الأرض الحقيقيين ..!!
... دامت أفراحكمْ يا أهلنا في فلسطين ، أقيموا الأفراح والليالي الملاح وعلقوا الزينات وارقصوا رقصة المنتصر ..!!
... وانتصرت غزة مهما تشدق الحاقدون والخونة وحسدهم الحاسدون فمزبلة التاريخ تنتظرهم ، وهم وقود النار يوم القيامة ..!!
... وصدق الحق سبحانه وتعالى إذ يقول (ومن أوفى بعهده من الله ، فاستبشروا ببيعكمْ الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم) صدق الله العظيم ..!!
... أهلنا وأحبابنا وفخرنا وعزنا طاب شهداؤكمْ وطابت منازلكمْ ..!!
... وأي منازل أعظم من منازل العز أنها منازلكم ..!!
... وأي أرض أعز عند الله من أرض روتها دماء أبنائها البررة ..!!
... وقد بلغتم والله من البر أعلاه فلا خيب الله لكمْ رجاء ولا قطع عنكم أمل ..!!
... قال الحبيب محمد صل الله عليه وسلم : (إن فوق كل بر بر ، حتى يبذل العبد دمه فإذا فعل ذلك فلا بر فوق ذلك) صدق رسول الله صل الله عليه وسلم
... (بالعربي الفصيح) إنتصَرت غَزَّة العزَّة ..!!
... وخَابَ سَعي الخونة والمنافقين ، ومَن عَقدُوا الآمَال على أعداء الله ، أن ينهوا وجود المقاومة ويريحوهم منها ..!!
... رحم الله كلَّ من قضى منهم (صغيرهم وكبيرهم) وأسكنهم فسيح جناته وحشرهم مع الأنبياء والصالحين والصادقين والشهداء وحسن أؤلئك رفيقا ..!!
... واللهم أجزل العطاء لمجاهدينا الكرام وأبدلهم ٱخرة خيرا من دنياهم ، ودارا خير من دارهم ، وأزواجا خير من أزواجهم ، وأهلا خير من أهلهم
... (ٱمين . ٱمين . ٱمين)
... وصل الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى ٱله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
... تحياتي ...