الجمعة، 5 أبريل 2024

ياربّنا بقلم الشاعر * صادق الهمامي /تونس *

 ياربّنا

*****

يا ربّنا ياخالقي يا ربّنا

يا ربّنا يا ساتري يا ربّنا


مكلومة أجسادنا حدّ الفنا

نتقاسم الأوجاع في ما بيننا


فقلوبنا ملتاعة ممّا جري

لن نخبر الواشين عن أحوالنا


أصواتهم أبواقها لا تنتهي

فتعمّدوا بصلافة إزعاجنا


كحنين مغترب إلى أبنائه

أرواحنا تهفو إلى أوطاننا


نبني شموخ بيوتنا بسواعد

مفتولة و أمورنا ملك لنا


يا ليت لي صبر الجبال و صمتها

لأزيل بعض الهمّ من أعماقنا


نحيا بخير قانعين نعم الرّضى

يا زائرا إن جئت تسأل عن حالنا


يا سائلا عن وحدتي ابشر ولا

تفعل كما فعل السراب بعيوننا


إحساننا للنّاس ليس مضرّة

بعض الورى لم يفقهوا إحساننا


جرس تصاعد صوته متجلجلا

فلقد لمست بباطني أوجاعنا


ما ضرّنا إلاّ القريب و إن دنى

نحتاج للأغراب في أوقاتنا


بعض الرّجال عظيمة أفعالهم

و ظروفهم لا تختلف عن حالنا


أهدافنا كبرى بلى أهدافنا

ممتدّة في المدى آمالنا


في أغلب الأوقات لا تلقى صدى

حتّى إذا بانت على أغصاننا


أحكي لكم عنّا فلا تتعجّبوا

تمتصّنا الأحزان من أطرافنا


نزفت جراحي حذو قلبي قويّة

كثر النّوائب تشتهي أنّاتنا


عجز اللّسان عن الكلام صراحة

فمشاعري ألم بقلبي خاننا


و شبابنا لا فرحة تنتابه

حمل كبير هدّنا يا ربّنا


إنّ الّذي طمس الزّمان صروفه

أبدا يجد من حوله في وقتنا


زحف البياض على سواد مفارقي

يا دائم الخيرات أنت ملاذنا


* صادق الهمامي /تونس *



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق