لقاء الحسناء(قصة قصيرة من الواقع )
من الصدفة أن ترى شخصا كنت تحبه ، وكنت تتمنى لو تلقاه ولكنك تكابر خوفاً من أن تستسلم وترتخي لنار حبه مرة أخرى ،وخاصة لو كان هذا الحب من طرف واحد .
همست بصوت عذب رقيق ،ولكنه تجاهلها إقتربت منه وقالت له بغنج ودلال مااسمك ؟ رفع رأسه عن كتابه ببطئ فرأى فتاة رائعة الجمال بشعرها الطويل كأنه شلال ووجه سبحان الخالق ، ابسامتها تسحر من حولها رقة وعذوبة صوتها .
رد : نعم ! قالت مااسمك؟ بنبرة عالية ،رد عفواً اتتكلمين معي ؟
قالت بكل كبرياء نعم أنت :
ألا تعرف اسمي ونحن كنا زملاء بالثانوية .
عفواً !. لم أكمل دراستي بتلك المدرسه بسبب سفري مع أهلي خارج البلاد وعدنا للوطن منذ شهرين تقريبا للإلتحاق بالجامعة ،أسف لم أتذكرك .!
وكيف هذا ؟!.
ألا تتذكرني ؟ !
نظر إليها بطرف عينه وكأنه يحاول أن يتذكرها ..اسف لا ..مااسمك ؟
أجابت بتعجل ونرفزة اسمي (حسناء )! رد بصوت منخفض تشرفت بك يا حسناء الخلق .
اندهشت من ردة فعله وأسلوب كلامه معها.
استأذن منها وهو ينظر لساعته بشغف عذراً منك أيتها الحسناء لدي موعد هام سعدت بالتعرف عليك سنلتقي بما اننا بجامعة واحدة .....ومضى عنها ولم يعطيها فرصة للرد عليه ،.
تسمرت بمكانها مذهولة من الموقف الذي وضعت نفسها به ،
وخاصة أنها كبرت وكبر الغرور والتعالي على من حولها لجمالها الفتان وإجتهادها بالثانوية ،دخلت الجامعة وكان معها بعض من الزملاء الثانوية ،وفي الجامعة الكل كان يريد رضاها ، هذا يكلمها وذاك يطلب ودها وهكذا ...إلا شاب أنيق ووسيم لا يقترب منها وأحيانا كان يمر من أمامها ولا يكترث بها .
وكانت تراقبه بعيناها الجميلتين وتراقب تحركاته بشغف وتحرص التواجد بالقرب منه أينما يذهب !.
وتوقفت نظراتها عند الفتاة التي كان يصافحها بشوق ومودة ،
قالت لنفسها ماالذي أراه تجاهلني من أجل هذه ؟! إنه غبي ،تبسمت ومضت بطريقها.
وأخذت تتكلم مع زميلاتها ثم تنظر باتجاه (سامر ) ومرة تلعب بشعرها ومرة تمسح وجهها الجميل بمنديلها المعطر و المنقوش عليه اسمها وبعض من الزهور وتحاول أن تضحك لغيظها وغيرتها من تلك الفتاة ،والكل يكلمها وهي لا تسمع احد من كثرة إنشغالها بمراقبة (سامر ) .
انشغلت بسرحانها للماضي وقالت لنفسها ،نعم كنت أحبه ومازلت أحبه وأتمنى التكلم معه والتقرب منه ولكن الآن لا فائدة هو مشغول بغيري ،مابك (ياحسناء) يا لهذا القدر حب من طرف واحد لقد أصبت به ، وضحكت ضحكة سمعها الجميع من حولها .
نادتها رفيقتها مابك( ياحسناء) اتضحكين على خبر وفاة عم صديقتنا ؟!.
نظرت للجميع بخجل وقالت آسفه كنت سارحة الخيال ولم أنتبه لحديثكم البقاء لله.
تركتهم واتجهت نحو المكان الذي يقف به (سامر) مسرعة ورمت بقربه منديلها المعطر بشذاها وأخذت تهرول لتبتعد عنه !.....
إلتقط (سامر ) المنديل بسرعة واخذ يشم شذى عطرها الجميل وضمه على صدره وقال بصوت حنون : أحبك ....أحبك ...أحبك ..
نادتها رفيقة سامر مسرعة خلفها ( حسناء ....حسناء....عودي ..توقفت وهي تلهث ، وهمست لها: هو يحبك بجنون منذ زمن بعيد وحبك كتمه بقلبه طوال هذه السنين إنه مغرم بك لحد الجنون يامجنونة ، عدنا للوطن من اجل حبه وعشقه لك هيا تعالي معي (سامر) حبيبك هو أخي .......!
ابتمست ابتسامة عريضة ونظرت اليه بغج ودلال ..
وبعتبٍ وحنينٍ وتسمرت في المكان.!
انتهت ..
قلم د.هنا فوزي الزين
Amb.Dr Hana Fuozi Al-zein Abraham
جميع الحقوق محفوظة من( كتاب قصص قصيرة من الواقع )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق