الجمعة، 11 فبراير 2022

حِينَ أَمْعَنَتْ فِي هَوَايّ بقلم الشاعر الهاشمي البلعزي

 حِينَ أَمْعَنَتْ فِي هَوَايّ

إِذْ أَقْبَلَتْ خَبَّأْتُ بَعْضَ سُرُورِي
وَ وَقَفْتُ أَنْثُرُ مَرَاسِمَ التَهْلِيل
خُذْهَا بِلُطْفٍ وَ احْضُن عِطْرَهَا
دَعْهَا تَحُطُّ عَلى جَنَاحِ هَوَاكَ قَلِيلُ
إِنَّ المُحِبَّ إِذَا دَنَى بِرَبِيعِه
تَأْتِيكَ مِنْهُ صَبَابَةٌ وَ فَتيلُ
فَالْثُمْ عَلَى مَهْلٍ خَدَّ الهَوَى بِبَرَاءَةٍ
هَذَا مُقَامٌ بَعْدَ الفِرَاقِ جَلِيلُ
طَاوَعْتُهَا وَ بَسَطْتُ قَلْبِي نَحْوَهَا
لَمْ أَدْرِي أَنِّي قَاتِلٌ وَ قَتِيلُ
حَيِّ القُلُوبَ غُلِّقَتْ أَبْوَابُهَا
إِثْنَانِ نَحْنُ وَ الغَرَامُ جَمِيل
مَلْأَى عُيُونُ الرِيمِ نَحْوِي تَبَصُّرا
وَ الأُذْنُ تُصْغِي لِهَمْسِنَا تَرْتِيلُ
هَلْ رَاوَغَتْنِي حِينَ مَالَت بِجِيدِهَا
بَعْضُ الجَمَالِ مُنَزَّلٌ تَنْزِيلُ
لَمْ تَرْكَعِ الأَطْرَافُ لِغَيْرِ رَبِّهَا
هَذَا المَسَاءُ رَاوَغَتْنِي قَلِيلُ
وَ بَسَطْتُ لِصَدْرِ القَصِيدِ مَلَاءَتِي
نَمْ يَا أَنَايَا غَدًا لَنَا تَعْدِيلُ
قُمْ لَا مُقَامَ لِغَيْرِكَ فِي الهَوَى
أَنَا وَ أَنْتِ وَ الحُبُّ ذَابَ فَتِيلُ
العًيْنُ تَغْفُو وَ النَفْسُ يَسْمُو مَقَامُهَا
إِنَّ الهَوَى بَيْنَ النُفُوسِ يَسِيلُ
مِنْ طَرْفِ عَيْنِ الرِيمِ تَطْفَرُ دَمْعَةٌ
تَبْكِي وَ تَضْحَكُ وَ الرِمْشُ مِنَهَا كَحِيلُ
لَوْ جَرَّدُوهَا مِنْ كُلِّ مَا تَحْتَاجُهُ
سَتَقُولُ أَنْتَ عَلى الجَمِيعِ بَدِيلُ
خَيَّرْتُهَا بَيْنَ جُنُونِي وَ حِكْمَتِي
قَالَتْ كِلَاهُمَا وَ أَنْتَ لِي القِنْدِيلُ
لَوْ يَستَحِيلُ مَدَارُ الأَرْضِ عَبَاءَةً
البَدْرُ أَنْتَ مُبَجَّلٌ تَبْجِيلُ
غَازَلْتُهَا لَا أَدْرِي كَمْ سَامَرْتُهَا
حِينَ إِلْتَقَيْنَا أَمْطَرَتْ تَقْبِيلُ
يَا مُنْشِدَ اليَومِ السَعِيدِ رُوَّيْدَكَ
إِنَّ الزَمَانَ بِالوِصَالِ كَفِيل
الهاشمي البلعزي
في
11/02/2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق