'لم أغيّر منّي شيء'
لم أغيّر منّي شيئا
لكنّهم غيّروا أقنعةَ الكهّانِ
رتّبوها على رفوفِها
على مقاسِ الأدوارِ
وتناخبوا شرفَ المكائدِ
أيّ أرض أقف فوقها
وأي عيش هانئ
يا قلبي الغرُّ
بما رسمتُ لك الأوهامَ؟
وما تركت فيك أيّاما خلتها تدوم؟
لم أغيّر منّي شيئًا
ولكنّ السّماءَ قتلت زرقتَها فجأةً
ونكست راياتِ زمانِها
ثمّ غادرت إلى ظلامٍ...
وأنا مازلت أكتب سيرةَ الحياةِ
بما أوتيت من حبّ
هل لقوّة الحبِّ فينا حضورٌ في المآتمِ؟
طبعا.. لا
ولكنّنا نودّع أنفُسَنا
ونقول كذبتَنا
ونتسلّق سلّمَ المرحوم
لنصل إلى متخيَّلٍ مرتفعٍ
فنسقطُ هباءً...
نلطُم الماءَ
ونذبح الهواءَ
ونخدّر الحاضرَ بما لم يكن فيما مضى
نقاتل رياحًا عاقرةً
ونصرخُ في القبورِ ... نحن هنا
فهل نحن هنا؟
وهل نحن من في القبورِ
أم أنّنا في متّسعِ الموتِ حطبًا
لجحيم الأقنعةِ؟
لم أغيّر منّي شيئا
لكنّي تغيّرتُ فيّ
وكلَّ لحظةٍ أتغير فيهِم
حتّى خلتَني من فصيلةِ الحرباءِ
فأيُّ سعادةٍ أعيش
يا أنا؟
في كلّ هذا الهناء؟
وأيُّ مرآةٍ أرى فيها منّي ما يُرى أقنعةُ بلادٍ
عورتُها مفتوحةٌ للغرباءِ
وأهلُها كمن يقرَعُ طبلَ دماغِ الربِّ
بعنفِ كذبتِه
ويلهو بشربِ دمِ الأنبياءِ
لم أغيّر منّي سوى صمتي
وكلماتٍ كنت أقولها لصورتي في خُلوةِ الشّعراءِ
هذا شعبي
وشعبي رمزُ إباءٍ
وهذا شعبي
شعبُ الكدحِ والعناءِ
وها أنا أبرع اليوم في الغناء
وهذا شعبي
شعبُ يرقصُ على جثّتِه ويقنَعُ بما
سطّره الأغبياءُ
يمشي حثيثا إلى نهايةٍ
لا يرتدع فيها بما في الإنسان
من شرفِ وقفةِ العزّ
يومَ الفداءِ
ويكذب
يكذب
يكذب في كلّ نشرةِ أنباءٍ
وبكلّ لغاتِ الموتِ
يُشعِلُ موقدَ الرّياءِ
فكيف لا ألقَى عمري
وهو يضيع في طرقِ مدنِ الكبتِ
والكذبِ
ولُبسِ أقنعةِ المدمنين تمثّل أدوارَ الغواني والمردةِ.../...
14/02/2022
في عيد كذبةِ
الحبِّ
المختار المختاري 'الزاراتي'
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق