***لحظ وطلاء***
هو الفؤاد مفعم بالجراح فلا تزده ...
أيها اللحظ الدامي ضنكا وألما
هو الفؤاد طريح نازفٌ نبضهُ...
فلا تداويه بالكي...
او تجعلِ الملحَ والعلقم مرهما
حتى العيون أسبلها رمادُ القبح...
والأفواهُ بخيوط الذلة مرتًقة صَمَما
فلا هي صاحت أو صاخت أو أنًت...
ولا أشرق مبسمُها أملا وحُلُما
غروبٌ اكتسح الظلً وابتلع الودادَ...
وبطلاء العبثية صبغ الوجوه...
شحوبا وحيرة وتجهما
فما بالُ خطواتك أيها اللحظ واهية ...
ودروبك تملؤها المقاصل...
لجز أعناق الرياحين ظلما
يمهل ولا يهمل فترقب...
ولابد أن يسقيك مضاضة يوما ما
فلا تفخر بالعظمة وأنت أيام ...
معدودات واسم على غير مسمى
أباطيل همجيتك زكمت الأنوف
أرهقت الخلائق...
زادتهم حسرة وندما
فلا بقاء إن لم تمطر عدالته أفراحا
والظلم فيه يركب الناس بهما
متجبر أنت أيها اللحظ سقيم
ومن الحضيض خلقتك...
ونسيت أنك كنت صغيرا قزما
فيا أيتها الرياحين بالعبق طهري...
البقاع وداوي بالدعوات سقما
قد تطاولت طحاليب اللحظ
سرقت غمزات الشموس...
صيرت البقاء عشواء مستفهما
هيا انهضي فالفراشات في طوابير اليقظة
تنتظر طلعتك بإصرار...
فتمسح بالحق هذه الطامة العظمى
فلا طامة سوى ذبح الجلاء...
او بيعه في الأسواق رخصا وذمًا
أعيدي أيتها البلابل الشادية الحياة...
للحظٍ أجوفَ حربائيٍ إختار الترامي...
على القلوب ، فعاقب القلبَ والقلما
بل جعل القسوة والرياء سبيلا....
و نسى أن بالحب نبني صراطا ورحما
أنهضي أيتها الأوتار النائمة...
واملئي الأرض إيمانا وسعدا ونغما
فلا تبقي على لحظ بالرزايا منقوشة مسالكه
ولا تبقي على ظلاًم ظالم سقا الورد علقما
فهو الفؤاد مفعم بالجراح وقد زاده...
هذا اللحظ الدامي ألما
وهو الفؤاد طريح نازف نبضه...
فلا تداويه بالكي...
او تجعل الملح والعلقم على جراحه مرهما
***الأديب والشاعر:أحمد الكندودي***المغرب***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق