محمود البقلوطي
قراءة انطباعية تحليلية ل قصيدة
اضرحة الغياب للشاعر العراقي حسين السياب
سافر الشاعر في الكلمات ليستحضر في الجزء الأول الذكريات الجملة مع حبيبة كانت تملأ دنياه في كل الأيام صباحا، مساء وفي كل الأوقات.تدخل على قلبه البهجة َوالمسرات فتزهر روحه فيعطر الربيع وجدانه
وفجأة ترحل وتغيب عنه فتتحول حياته بؤسا وسوادا "ملأ الليل كاسي.. اكتضت ليلتي بالمتعبين.........يسكبون الخيبة في فمي.. حتى مطلع الفجر.. "الجزء الثاني من القصيدة تناسق وعبر عن عتبة العنوان..اضرحة الغائبين
الذي يحمل في كلماته وجع والم لانه يعبر عن الفقد والغياب.. وعن غيمة الموت.. اضرحة/الغياب في هذه القصيدة مزج الشاعر صورة الحبيبة بوضع الوطن فتحدث عن زمن ماض جميل أندثر وتبخر وأصبح وضع الوطن متعفن رديءومأساوي فانعكس على ذاته وكل الذوات فعبر عنه بمرارة نحسها ونلمسها في الكلمات والصور الشعرية التي تلونت بها القصيدة...
دام روعك وبحر مدادك صديقي الشاعر المبدع حسين السياب.
القصيدة
أضرحة الغائبين
_____________
مثلَ كلِّ يومٍ
يولدُ مع ضحكتها
الصباحُ..
شمسٌ تغزلُ
من وجنتيها
شعاعاً..
تعانقُ أحلاميَ
تشاكسُ ظلي
تمنحني السكون..
أستمدُ ضوئي منها
استمدُ الحياة..
دافئة هي كدفء العناق..
لكنها رحلت!
أورثتني السماء والكثير من مدن الوحشة..
لم يبقَ في قلبي سوى
أضرحة الغائبين...
ملأ الليلُ كأسي
اكتظت ليلتي
بالمتعبين
يغرسون أظافرهم في رأسي
يطوفون في مشهدٍ جنوني
يسكبون الخيبة
في فمي..
حتى مطلع الفجرِ ..
حسين السياب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق