ويَظَلُّ يقتُلُنِي الضَّنَى وَ يُعيدُني
لُغَةً يُنقِّطُ في دَمِي شَلّالُها
عتَّقْتُ مِنْ وهَجِ الرَّمَادِ مدَامِعِي
فهَمَتْ علَى خَدِّ السُّفُوحِ ظِلالُهَا
وَجْهِي بِمِرْآةِ الظُّنُونِ مُضَرَّجٌ
خَسَفَتْ بهِ شُهُبُ الضَّنَى ونِصَالُها
إنِّي أُسَيِّجُ بالْمَجَازِ قَصِيدَتِي
لِيَبُوحَ مِنْ وَجَعِ السُّؤَالِ مَقَالُها
لَوْ تَكْتُمُ الصَّحْراءُ أَسْرَارَ الهَوَى
تَذْرُوهُ فِي فَلَكِ الكَثِيبِ رِمَالُهَا
تَهْمِي علَى سَفْحِ الهَجِيرِ سحَابَةٌ
حُبْلَى تُضَمِّدُ جُرْحَهَا أَحْمَالُهَا
دَفَقَتْ بِهَا الأَوْجَاعُ حَتَّى أنَّها
وَهَنَتْ وَنَاخَتْ فِي الضُّلُوعِ جِمَالُهَا
شَدَّتْ علَى خِصْرِ الرَّحِيلِ نُذُورَها
وَبَكَتْ وأبْرَق لِلْوَدَاعِ رِحَالُها
وَشَمَتْ عَلَى زَنْدِ المَوَاجِعِ همْسَها
لحْنًا يُذِيبُهُ في الضُّلُوعِ جَمَالُها
نَحَرَتْ بِسَيْفِ رُمُوشِها نُسَّاكَها
وجَثَا بمِحْرابِ اللّمَى عُذَّالُها
يَا كمْ علَى جَمْرِ الفِراقِ تمَزّقَتْ
هُدُبُ الشّراعِ وَأَوْمَأَتْ أَطْلالُها
ظِلَّانِ مَا ضَلَّا بسَفْحِ حَقِيقَةٍ
عَمِيَتْ علَى دَرْبِ الرُّجُوعِ نِبَابُها
ظِلٌّ يُسَامِرُ في المَوَاجِعِ محْنَتِي
شَوْقًا إلَى فَلَكٍ سَبَتْهٌ ظِلالُهَا
ظلٌّ يُطَرِّزُ بِالظّْنْونِ حِكايَتِي
وَهْمًا تسُنُّ رِماحَهُ أغْلالُها
عَقَرُوا قَصِيدَتَنَا التِي نَامَتْ علَى
طَوْدٍ كَفِيفٍ غَازَلَتْهُ شَمَالُها
ذَنْبُ القصِيدَةِ أنَّها باحَتْ بِمَا
كَتَمَتْهُ أجْسادٌ بَكَتْ أَسْمَالُها
الأديب شكري مسعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق