الثلاثاء، 25 أكتوبر 2022

كرامة /قصة لــــــ محمد فتوح /مؤسسة الوجدان الثقافية


 قصّة قصيرة:

كرامة
ملأت صالحة فضاء المستوصف زغاريد وهي ترفع عاليا شهادة طبيب النساء كما يرفع المحارب راية النصر بعد معركة ضروس...العيب ليس في ابنتي...العيب في الهادي ...لم تفهم صالحة جيّدا ما قاله الطبيب عن الغشاء المطّاطيّ...المهمّ عندها هو أنّ ابنتها زهرة كانت " صبِيّة " ليلة الدُخلة... ستخرس كلّ الألسن الخبيثة التي مرّغت أنف ابنتي في التراب ونالت من عفّتها وشرفها في كامل أرجاء القرية... سيدفع الهادي الثمن أمام القاضي ...لن يستطيع دحض هذه الحجّة... لن يطعن في كلام الطبيب...لن يطلّق زهرة للضّرر كما ادّعى...
رجعت زهرة إلى البيت وهرعت هي إلى المقبرة ...وقفت على قبر زوجها إبراهيم...لن تشتكيه اليوم ضعفَها وإساءة أهل القرية...اليوم تبشّره بسلامة عرضه...نم مطمئنا...لن تُظلِم قبرَك بعد اليوم ألسنة السوء...
قال القاضي للهادي:
- أظنّك ستسحب دعواك اليوم وترجع إلى بيتك صحبة زوجتك!
ظلّ الهادي صامتا...
- لا تقل لي إنّك لا تثق في التقرير الطّبّي؟
- لا سيّدي...
ثمّ تابع بنبرة فيها استنكار شديد:
- لأنّ من كشف عليها رجل...
لم يصدّق القاضي أذنيه...امتلأ غضبا وقبل أن ينبس بكلمة قالت زهرة بعد غيظ مكتوم :
- سأقاضيه من أجل النيل من كرامتي...
ثمّ واصلت بنبرة لا تخلو من استهزاء مشيرة إليه بسبّابتها من أعلى إلى أسفل:
لن يجمعني بيت بمثل هذا الرجل ...
محمد فتوح
تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق