الأحد، 16 نوفمبر 2025

---- و أنا أجوب مدينتي ---- بقلم الكاتبة/نادياغلام

 ---- و أنا أجوب مدينتي ---- 

و أنا أجوب مدينتي

تأملت أمواج البحر و انعكاس الشمس

على مرايا القلوب و الماء

هناك هدوء في السماء

ضجيج في الأرصفة و تنهيدات في الأنفاق،

الصورة كأنها حلقات من مسلسل

طيور أحلام تصارع السحاب و تغير الفصول

من أجل فتات أمنيات و وطن على الشجر

و أشرعة سفن تتحدى الأمواج و شعاعا في الأفق

و بنو البشر يجرون و يلهتون؛

الكل يستبق الوقت للوصول إلى ما تبتغي العقول

و الأنفس تتسكع حفر الأزقة بحثا عما

يصمت جوع احتياجاتنا و لهفة أطماعنا

هناك حرمان فضيع و جشع موحش ..

و كل ما فينا يقول من حقي أن أمتلك أكثر

و صوت في الأعماق يردد:

و أنت في الطريق لا تنسي أن تعيشي

و أرواح تطوف حول المآذن و تنادي؛

"نحن لو عشنا لن نعدم رزقا

لكن دون ضمير سنعدم الانسانية

و قيم كثيرة سيتم وأدها"

تفككت لحمة العواطف

تاهت الطيور عن أعشاشها

كثرت ألوان المساحيق

و الأقنعة صارت تجوب المدينة

في ضوء النهار دون خجل

تغيرت ملامح الأماكن و حتى الظلال

تغربت اللحظات و تعرت الأرض و الأخلاق 

تاهت حروف الحياء في قوافي الملذات 

كثرت فنون الفساد و صارت لها 

ماركات و إشهارات 

و البراءة في هذا الزمان صارت بصمة ضعف

أما القناعة فإني أراها تحتضر،

أنا إن كنت أكتب الآن

فلأني سئمت من جشع النفوس

و قلمي يرفض الصمت و الخنوع

هناك ضباب يحجب عني الرؤية

هناك شجرة زيتون تلوح لنا بنور

لا ينطفئ لا زلت أبحث عنه

أحاول أن أبصر الطريق

ليتبدد الظلام 

فتتلاشى التنهيدات

و نجد معنى الحياة 


  ______________ 

من_همس_حرفي 

بقلمي/نادياغلام



ذكريات بقلم الكاتب صلاح الدين سبولي

 ذكريات 

على أطلال الربيع ...

بين ركام صفحات أيامي المتساقطة

أنتظر عودتك ...

أستعيد تفاصيل الذكريات 

على شاشة نهر العشق ...

الذي لازال يحتفظ بأسرارنا والأحلام الجميلة

فيطل عليه طيفك ...

نورا مبتسما

 ليخبرني ...

 برائحة عطرك القادم .

صلاح الدين سبولي



أجابت من أجل ماذا؟ بقلم الأديبة والشاعرة والكاتبة الصحفية حنان فاروق العجمي

 أجابت من أجل ماذا؟

الأديبة والشاعرة والكاتبة الصحفية

حنان فاروق العجمي 

إعتذار... 

إعتذار على الملأ 

وإلا... حربٌ ضروس ودمار 

من أجل ماذا!!

من أجل كل ما تتعجبُ منهُ 

من أجل هذا السؤال الأعوج 

من أجل أيام كانت تُشرق في حياة رمادية 

من أجل صرحٍ شيَّدَتْهُ وهدَمْتَهُ

من أجل ما مَرَّ بخاطرك المريض أنها سهلة 

من أجل ذكر حروف اسمها الطاهرة 

من أجل خيانة أمانة 

من ارتكاب أفعال الوضاعة 

من ألسن أفاعي خرجت من جُعبَتِك 

من انتهاك حرماتٍ 

من اتهاماتٍ مرفوعة على أعلام تَبرئتِك

من ادعاءاتِك الكاذبة

المُلتَفَّةِ الباصقةِ على وجهِك 

إدعاءاتٌ كتبت عبارةً على جبينِك

" أعوجٌ ذيلك "

سخِرَت منك...

ومن خداعِ استقامة جسدِك

إقطعهُ إن استطعت 

كَذِّب المرآة إن أفلَحْت

اكسر انعكاسَ الصور في أعينٍ رَأَتْك 

صائمٌ مسكينٌ 

تتضَوَّر جوعًا وقد منَعَتْك!

تلك الضعيفة التي رَسَمَتْها مُخَيِّلَتُك

تَخَطَّت كل الحدود وأَبهَرَتْك 

يالدهشتك سَحَقَتْك 

بفَنِّ أخذ الحق قد أَحرَقَتْك 

أضرمَتْ النيران بثوبها وجَذَبَتْك

عِش ما شِئت افرح ما شئت 

تناسَ انزع صمام ضميرِك 

واعترِف أنها بالحقارة وَشَمَتْك 

تلك العلامة بارزة بخصالك قد عُرِّفْت 

سيدينون لها بالفضل 

سُمُّكَ الساري بجسدها مصل مجاني

ومثلما عرَضْتها على المسرح 

دور البطولة مَنَحَتْك

أنت الأضحوكة وليست هي 

على حبل المشنقة قد رَفَعَتْك 

وقوعك بين ساعديها سوء حظِّك 

المرء يعلو بحُسن سيرته وذكرِها 

وحلو الكلام لا يُشترى ولا يُصنَعُ

إنما منبتُه الرئيس أصلُك وإن فسَدَ تجزعُ

كان عليك الحذر قبل النـَّسب

قبل الانكشاف على عالم النور 

قبل إشعالِ الحطب 

قبل الفُجرِ قبل العَطَب 

كان عليك التَّأني 

قبل الفساد قبل التَّدَنِّي

وإن كُنتَ قد زُيِّنتَ بأرفعِ مكانة

وأُهدِيتَ ثوبَ المهابةِ الغارق فيه 

لن تَسلَمَ يومًا من الإدانة 

وإن ارتَدَيْتَ قناعَ الشَّرف والشهامة 

يكفيك علمك ما أنت بنظرها 

أصفار صامتة بحالة استكانة 

أي انعدام قيمة وأي مهانة 

أي غيرةٍ من مَنْ وعلى مَنْ!

ثقتُها كانت عمياء فيك 

ولم تَرَ حولها مَنْ يُضاهيها 

لم تَكُن مغرورة ولكنها شرفًا ألبَسَتْك

عفَّة صانَتْك في الغيبة حفِظَتْك

رغم ما يُعلَمُ للقاصي والداني من نقصك 

صراخك... الجنون أصابها 

أصَبْت فهو بفضلِك 

وما تراه منها الآن لا تؤاخذ عليه

أما وصَمْتَها بذهاب العقل!

تَحَمَّل صَنيعَك وما اختَرت



هي موطني بقلم الشاعر * صادق الهمامي / تونس *

 هي موطني


و أحبّها بسهولها وجبالها

و أحبّها بشمالها وجنوبها

******

و أحبّ نجما ساطعا بسمائها 

و أحبّ فجرا رافلا في شعبها

*****

الصّبح ينثر في المدى أنواره

شذا على أفنانها و هضابها

*****

البدر يحضنها قبيل طلوعه

و الشّمس تحضنها قبيل غروبها

*****

أ نسيم فجر منعش باها النّدى ؟

يا قِبلة قد شيّدت بعُبابها

******

هي أصلها زيتونة عربيّة

أرواحنا مغروسة في قلبها

*****

مزدانة بجمالها و ربيعها

مرآة روحي فرحتي بطيوبها

*****

لكأنّما البرق المشعشع زانها

قمر علا .. قمر بكلّ دروبها

*****

من داخل الفرح الّذي ينتابني

أنا شاعر متعمّق في حبّها

*****

كم مرّة ناجيتها في غربتي

و أهيم في التفكير ساعات بها

*****

يا حزن قلبي إن يبيت ولا يرى

نورا منيرا من سنا آدابها

*****

فأنا الّذي غمر الهوى جنباته

عفّرت وجهي كلّه بترابها

*****

و وشائج الرّوح الجميلة ترتوي

بجداول تسري بحلو شرابها

*****

من بشرتي السمراء يعرفني الورى

هذا أنا لوني غدا من تربها

*****

حيث الهوى خذني إليها عاشقا 

تلك الورود الفائحات ببابها

*****

فهي المنى أمل كبير فارع

يفضي إلى كلّ الدّروب صوابها

*****

فمعالم تروي لنا أسرارها

دنيا بأكملها تفوح بطيبها

*****

و حضارة ممدودة آثارها

بجسورها و قلاعها و قبابها

*****

يا قارئ التّاريخ قلها جهرة 

تاريخها كالنّور  فوق سحابها


* صادق الهمامي / تونس *


.. حيران .. بقلم الكاتب.. وائل مسلم ..

 .. حيران .. بقلم .. وائل مسلم .. 

من نظرة عين شغلتيني 

ابعت مراسيل ولا تجاوبيني 

طيب اعمل ايه وانتي حبك بيجري في شراييني 

يرضيكي قلبي يدق كتير وينده عليكي وانتي تجافيني 

طيب تفسري بايه حنيني 

ده عشق ولا هيام ومش عايزه تكلميني 

وليه الاسية وانت عارفه ان حبك ناره بتكويني 

والبعد جفا وانتي هجرتيني 

حيران انا في دنيا الغرام وانتي خلاص نسيتيني 

بعد ما ضاع العمر في حب وغرام  وانتي خلاص خاصمتيني 

طيب افكرك بايه علشان ترجعي لحضني  وتضميني 

واحلفك بايه علشان تقولي انك لسه بتحبيني 

مازال عندي امل انك لسه بتعشقيني 

وان كان بينا خصام ارجوكي تسامحيني 

وبلاش عتاب علي الغياب لانك لسه بتعشقيني 

بس بتعاندي مشاعرك وانتي عارفه انك نبض حياتي 

وانتي عنيده بس بتعذبيني

وهيجي يوم وتطلبي من قلبي تعرفي  صدق كلامي 

ويرد عليكي قلبي وتعرفي  انك عشقي وهيامي 

وحبك هو الزاد اللي بيشفيني 

يبقي ليه تكابري في مشاعرك وتحيريني 

ده حبك وعشقك هو الترياق اللي بيداويني

.. كتب .. وائل مسلم ..


مرافىء / بقلم الكاتب السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد - مصر ٠

 مرافىء /

بقلم : السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد - مصر ٠

[ هكذا علمتني الحياة حتى لا تحزن في النهاية ٠٠!! ]

اعلم يا بُني :

أقول لك في البداية بصدق لا افتراء لم و لن يخدمك أحد قط - سواء كان قريباً أو غريباً بدون مقابل  ، أو لوجه الله في تلك الحياة المادية فتلك الضريبة المفروضة على استحياء ٠

 إنما هي مجرد مجاملات ، و من ثم الكل و الجميع أراه يسعى بطريقته بل و بأسلوبه الملتوي لمصلحته أولا فقط ، فلا يجبرك طالب رضاك خوفاً أو طمعاً ، فلا تيأس فانخرط في موكب العمل و اقصد وجه الكريم ترتاح ، و تصل إلى محطتك بسلام ٠

 و أخيراً امنح من تحب ما تشاء و لا تتعلق بحبل الآمال البالي ، فهذه خُلاصة تجربتي و بنات أفكاري المتواضعة ٠

و لذلك لا أحاول تارة أُخرى بأن أطلب شيئاً ميسراً أو مستحيلا من غير الله تعالى حقا ، فسوف يتفنن هذا الغير في الردود و يحاول أن يقنعك بأن فيه شيئ جديد في السماء فيصدمك كالصاعقة ، فكن حريصاً مستعداً لعاقبة النتائج دائما ً٠٠

و على الله قصد السبيل ٠


عائدون بقلم الشاعر محمد علقم

 عائدون

............

الله أكبــرُ يـا بـلادي أرعبــتْ جـيـش العــدا


كــم أذلّـتْ أعنـاق الغــزاة أوطـامـع اعتـدى


مـرّوا غـزاة عـابريـن والشعـب عـاد السيـدا


الشعـب لــن يستكيـن أو يليـن طـول المدى


لـم يمـلّ ولــن يكــلّ سيقـاتـل حتى بالمـُدى


أو بـالحجـارة ان قــلّ السلاح أو لـن يوجـدا


شعب تمرّس على القتال فلن يهاب الـردى


عشْقُ الشهادة مطلب أويحيا بأرضـه خالدا


مهما بغى الغاصبـون بغيهم سينتهي مُبدّدا


أطفـالنـا دمـاؤهـتم بأرضهـم قطـرات نـدى


أنبتت سـواعـدا تحمـي الكنيســة والمسجدا


غيرهـم همهم المـال في البنوك أن يرصدا


اشباع الغـرائـز لا الكـرامة همـه أو سـؤددا


يكفي التجارة بالشعـوب بات نهـارها أسودا


ملّت ألاعيب القيادة وفسـادهـا أصبح مؤكدا


لابدمن ثورة على العدو لتعيد لاجئا مشـرّدا


الشعب لن يبق بأوهام السـلام مكبـل ومقيدا


هــذي فلسطيـن لـن تتـرك بـالـدّماء تُفـتـدى


عـائـدون عـائدون يـا بلادي رغـم كيد العدا

محمد علقم/16/11/2014


قلت سلاما بقلم الكاتب فلاح مرعي

 قلت سلاما

قالت سلاما ومرحباً 

فمددت لها يدي ومدت يدا

والقينا التحايا فيما بيننا

وبدأنا التعارف وبدأنا أطراف الحديث 

وتلاقت الرسل فيها بينها

كل في صمت تحدث أختها 

نظرات اعجاب فيما بينها

 وبدأ التلثعم في بدايات الكلام 

وجل وخجل  علينا قد بدا 

قالت لعلك من لقائي وجل 

وأنك من امرك على عجل

فنسيت وأنا الملم بالبلاغة كلها

 ماذا سيكون ردي لها 

فصمت برهة الملم بعضا من فصاحة 

أمام هذا الجمال نسيتها 

فاجبتها بعد صمتب برهة

الصمت في حرم الجمال جمال 

فلاح مرعي 

فلسطين


تعبت بقلم الكاتب سعيد إبراهيم زعلوك

 تعبت


تعبتُ… كأنّي أحملُ عمرًا على كتفي،

وضاقَ صدري، والفضاءُ من حولي فسيح،

كأنَّ الكونَ جدارٌ يضغطُ قلبي،

وكأنَّ الدربَ بلا مفتاحٍ، بلا مَلاحٍ، ولا نصيرٍ صريح.


أريدُ أن أستريح،

أن أجدَ ظلًّا لا يخذلني،

يدًا تمسحُ وجعي،

وعينًا تقولُ: هنا الأمان، هنا الفرحُ المباح.


متى تُشرقُ شمسُ السعادةِ لقلبي؟

متى يزهرُ من أنيني صباح،

وتنطفئُ جراحُ العمر،

ويكتبُ على جبيني: قد آنَ للعُمر أن يستفيق؟


متى يا ربِّ أصرخُ؟

وأقول: ها قد نِلتُ الحب،

قد زارني الفرحُ،

وأقمتُ له في قلبي عرشًا عَليًّا،

يغسلني نورُه،

ويرفعني جناحُ الروح.


لكنِّي أعلمُ يا ربّي،

أنَّ بعدَ الليلِ فجرًا،

وبعدَ الدمعِ بشرى،

وأنَّ القلبَ وإن أثقلته الجروح،

سيجدُ في رحمتِكَ راحةً،

وفي حنانِكَ مفتاحَ الفرح.


يا ربّ…

خذ دمعي كلَّه،

إن كان في الدمعِ طريقٌ إليك،

وأقم روحي على صبرٍ،

إن كان في الصبرِ بابٌ لرضاك.


سأنتظرُ فجرك،

مهما طالَ المسير،

فما خابَ قلبٌ رفعَكَ بالدعاء،

ولا ضاعَ مَن قالَ:

فيكَ وحدَكَ أستريح .


سعيد إبراهيم زعلوك



رفع الكلام بقلم الكاتبة نعيمة سارة الياقوت ناجي

 ///رفع الكلام/

كقشة تقاوم الريح

أراك ولا أراني

دعيني أستريح

فوق النتوءات كنورس الليل

تعميه قذائف الموج....

تعلنه الأقدار منتحرا...

خلف السياج الشائك يعد للغربان ولائم...

 ياهويتي الضائعة بين المقابر

لملمي ماتبقى من معالم

لملمي أشلاء هذا الجسد التائه بين الطرقات

بلا خرائط

بلا بوصلة 

بلاخيمة وقد سقطت الأوتاد

أغرقها الإعصار

وأكوام البَرَد 

يقاوم النسيان على شرفة الغياب...

لاشيئ يثبتني كائنا هنا أوهناك...

كالريح أنا 

كالمطر

كالثلج...

لاقرار ولا مقر

حيثما شاء القدر نزل....

وأخجل من البكاء

جهرا....

وفي عيني استقرالدمع وفاض....

كيف الفرار وأين المستقر...

يامهجتي ويا حنيني واشتياقي

يا لعبة القدر الغريبة

خذيني كدمية 

كطفلة ماأينعت بعد ولا حان القطاف

ضميني وداعبي هذا الجنون 

فاني لا أجيد القول

حين يرفع عني الكلام....

نعيمة سارة الياقوت ناجي



رقصة الرمال بقلم الأديبة سامية خليفة / لبنان

 رقصة الرمال


لا تلوميني يا نفسُ 

عن قيظِ الظهيرةِ في صحرائكِ المجدبة

ولا عن افتراشي رمالكِ مرقدا

ولا عن انهزاماتي أمامَ امتدادتِ البصيرة ..


خطواتي تتثاقلُ

أمسكُ بيدي العكاز ...

أكانَ من خشبٍ نخرَهُ الدّودُ أمْ كانَ الصّولجان 

ما نفعُه عكازي؟ 

ما نفع الوجوه

حين تتراكم فوقها الأقنعة

تتعدد الاستخدامات

والنية الخداع!


سرابٌ رقصةُ الرمال  

وحوريّة الجنّ تختالُ في بحر الأوهام

الرقصة إيقاعاتُها الأنين

الحزنُ يمتدّ 

الريحُ الغاضبة تلفحُ الشمسَ 

هل الفقر أصبح آفة؟

يا للكِبْر ! 

يا لحكام 

طمروا بظلامهم

أنوار الحقيقة


ومن خريرِ ماءٍ تشتاقُهُ الأذنُ

إلى خطوطٍ تحنُّ لارتصافِ الكلمات 

أحدّقُ في البعيدِ ...أسعى إلى الأفقِ 

النفسُ تطمرُها الرّمالُ

في وطني

الوأد تغيرت طرقه 


منك يا نفس سأتحرّرُ..

سأهيمُ لأقطعَ فيكِ ما وراء الظّلال

لأخترقَ ملوحةَ الرّمالِ... 

لأعود إليك

وإن بعد ألف عام


سامية خليفة / لبنان



إشراقات الخطاب الشعري التقدمي..في قصائد نخبة من الشعراء العرب بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 إشراقات الخطاب الشعري التقدمي..في قصائد نخبة من الشعراء العرب


-عبدالرحيم محمود( فلسطين)نزار قباني ( سوريا) محمود درويش( فلسطين) أ-عزيزة بشير ( فلسطين) د-طاهر مشي ( تونس) فاطمة البناني ( تونس)


لطالما كان للشعراء في الوطن العربي دور هام في الحديث عن حقوق الشعوب الضائعة،فكانت القضية الفلسطينية مصدر إلهامهم الأول،فأصدروا لأجلها العديد من القصائد التي كانت رثائية حزينة على واقع الحال تارة،وحماسيّة تحرض المظلومين على استرجاع حقوقهم تارة أخرى.

من الشاعر "المُقاتل" عبدالرحيم محمود حتى شاعر "الأرض المحتلة" محمود درويش،مرورا بنزار قباني والأستاذة عزيزة بشير ووصولا إلى الشاعرين التونسيين د-طاهر مشي والشاعرة السامقة فاطمة البناني..

إليكم أبرز القصائد التي كتبها الشعراء العرب من أجل فلسطين.

-قصيدة "الشهيد" عبدالرحيم محمود

عندما اندلعت الثورة الفلسطينية الكبرى في عام 1936،استقال الشاعر عبدالرحيم محمود من وظيفته كمدرس لغة عربية من أجل الانضمام إلى صفوف المناضل عز الدين القسام ضد القوات البريطانية والصهيونيّة.وخلال فترة تواجده معهم كتب محمود الذي كان يبلغ من العمر حينها 23 عاماً،واحدة من أشهر قصائده التي صوّر بها الروح الحماسية التي امتاز بها المناضلون الفلسطينيون على جبهات القتال،وأسماها "قصيدة الشهيد":

"سأحمل روحي على راحتي..وألقي بها في مهاوي الردى/فإمّا حياة تسرّ الصديق../وإمّا مماتٌ يغيظ العدى/ونفسُ الشريف لها غايتان../ورود المنايا ونيلُ المنى/وما العيشُ؟ لا عشتُ إن لم أكن..

مخوف الجناب حرام الحمى/بقلبي سأرمي وجوه العداة../فقلبي حديدٌ وناري لظى/وأحمي حياضي بحدّ الحسام..فيعلم قومي أنّي الفتى.."

يذكر أنّ عبدالرحيم محمود استشهد في عام 1947 عندما انضم إلى "جيش الإنقاذ" وخاض معهم العديد من المعارك.

-"أريد بندقية" نزار قباني

بعد نكسة العرب في حرب الأيام الـ6،أخد الشاعر السوري الكبير نزار قباني على نفسه عاتق الدفاع عن القضية الفلسطينية من خلال أشعاره التي طرحها من خلال منظورين مختلفين الأول: حماسي لشحذ نفوس الشباب،والثاني : رثائي لما وصل الحال بها.ومن أشهر قصائده قصيدة "طريق واحد" التي كان لها أثر كبير في نفوس الناس حتّى إنّ كوكب الشرق أم كلثوم قامت بغنائها بعد تلحينها من قبل الموسيقار محمد عبدالوهاب.

ويقول في بعض أبياتها:

"أريد بندقية..خاتم أمي بعته،من أجل بندقية/

محفظتي رهنتها،من أجل بندقية/اللغة التي بها درسنا،الكتب التي بها قرأنا/قصائد الشعر التي حفظنا،ليست تساوي درهماً،أمام بندقية/أصبح عندي الآن بندقية/إلى فلسطين خذوني معكم/

إلى ربىً حزينةٍ كوجه مجدلية/يا أيها الثوار..في القدس،في الخليل،في بيسان،في الأغوار،في بيت لحمٍ،حيث كنتم أيها الأحرار/تقدموا،تقدموا..فقصة السلام مسرحية،والعدل مسرحية../إلى فلسطين طريقٌ واحدٌ/يمر من فوهة بندقية.

-"على هذه الأرض" لمحمود درويش

ليس هناك ماقبل-الخاتمة أجمل من قصيدة لشاعر "الجرح الفلسطيني" محمود درويش،الذي يعتبر أيقونة الشعب الفلسطيني بعد أن أخذ على عاتقه مهمة نقل مأساتهم من خلال قصائده.

ولا شكّ أنّ من بين عشرات القصائد التي كتبها لوطنه،فإن لقصيدته "على هذه الأرض" مكانة خاصة عند محبيه:

"على هذه الأرض ما يستحق الحياة،تردد أبريل، رائحة الخبزِ في الفجر/آراء امرأة في الرجال/ كتابات أسخيليوس،أول الحب/عشب على حجرٍ/ أمهاتٌ يقفن على خيط ناي/وخوف الغزاة من الذكرياتْ./على هذه الأرض ما يستحق الحياةْ: نهايةُ أيلولَ،سيدةٌ تترُكُ الأربعين بكامل مشمشها/ساعة الشمس في السجن/غيمٌ يُقلِّدُ سِرباً من الكائنات..

هتافاتُ شعب لمن يصعدون إلى حتفهم باسمين../

وخوفُ الطغاة من الأغنياتْ./على هذه الأرض ما يستحقّ الحياةْ../على هذه الأرض سيدةُ الأرض،أم البدايات أم النهايات../كانت تسمى فلسطين،صارتْ تسمى فلسطين/سيدتي : أستحق،لأنك سيدتي،أستحق الحياة".

-"كَمْ منطِقٍ فِيهِ الحقيقةُ تُقلَبُ.. !"للشاعرة الفلسطينية الأستاذة عزيزة بشير.

تعبر هذه القصيدة( كَمْ منطِقٍ فِيهِ الحقيقةُ تُقلَبُ.. !) للشاعرة الفلسطينية المغتربة الأستاذة عزيزة بشير عن كثير من المعاني التي يمكن العثور عليها في المواثيق الحقوقية الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان،وتبدو كأنها إجابة عن التساؤلات التي تحاصرنا في عالم اليوم: إلى أين يذهب الفلسطيني المغترب/ اللاجئ..في زمن مفروش بالرحيل ؟!

"كَمْ منطِقٍ فِيهِ الحقيقةُ تُقلَبُ..!/هذي الحكايةُ والحقيقةُ  أغْرَبُ/يَهوَى الرّجوعَ لِقُدسِهِ،فَيُجَنَّبُ!

وهْيَ  الغريبةُ  تُرْتَشى،لتَوَطُّنٍ/في(قُدسِهِ) في أرضِهِ ..وَتُرَغَّبُ !/تِلكَ الغرابةُ ! كيْفَ  ذاكَ يكونُهُ؟ أشَريعُ غابٍ  بالدِّماءِ  مُخَضّبُ  ؟!/-ذاكَ الذي يهْوَى الرُّجوعَ،(مُواطِنٌ )/ليْسَ (اليهودِي) جوازُهُ..

وَمَثالِبُ  !/–وهْيَ التي تُغرى ، (فَعَنْهُ غريبةٌ)/لكنْ ( يَهودِي)  جَوازُها،فَتُقَرَّبُ !/يا كُلَّ خلْقِ اللهِِ هذِي

قضِيّتي/عدْلٌ  أُهَجَّرُ  مِنْ بِلادِي، ..أُغَرّبُ!/عَدْلٌ تُدَكُّ بُيوتُنا..وَقُلوبُِنا/وَنَبيتُ كُلٌّ في العَراءِ وَنُضْرَبُ !

وَتُصادَرُ الأرْضُ الّتي …عُرِفَتْ  بِنا/ وَنُزَجُّ في عَتْمِ السّجونِ ..نُعذَّبُ !/صُهْيونُ مَهْلاً !ما فَعَلْتَ بِشَعْبِنا؟

وَلِمَ الغريبُ لِأرضِنا…يُسْتَجْلَبُ ؟/ -هذي …حكايَةُ ( لاجِئٍ)  وَمُوَطَّنٍ/– كَمْ منطِقٍ فِيهِ

الحقيقةُ  ،تُقلَبُ !

الأستاذة الفلسطينية المغتربة عزيزة بشير شاعرة مكسورة بين الغربة والإغتراب،والحضور والغياب،الذاكرة والحاضر،والنسيان والتمدد في عمق التاريخ الفلسطيني الملون بالمواجع،لكن نبرتها على الرغم من هذه الأثقال،ظلت تفاؤلية وتؤسس لغد مشرق مطرز بالنصر المبين.

- أقصَى يُدنَّسُ والأرواحُ تُقتَتَلُ!-د-طاهر مشي

لقد تركت نكبة فلسطين عام 1948 أثراً واضحاً في التاريخ المعاصر،فهي أشد ضراوة وأطول عمراً وأكثر عمقاً،ما جعلها أكثر إثارة لمشاعر الشعراء الذين تركوا لنا تراثاً أدبياً خصباً،يمتاز بالصدق في العاطفة والبراعة في التصوير والسمو في الرؤى.

ولعلّ فلسطين بحضارتها ومعاناة أهلها وخلود هويتها العربية كانت أبرز محاور الإبداع في عدد من قصائد الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي ( أقصَى يُدنَّسُ والأرواحُ تُقتَتَلُ!-نموذجا)هذا الشاعر الفذ ما فتئ شعره يلهج بذكر

فلسطين،ويستغيث الشعوب لنجدة أهلها.

هي فلسطين تاريخ طويل من النضال وإرث خالد من البطولات،وسجل ناصع للشهادة،تتراكم عبر الشعر الذي قيل فيها معاناة الفلسطينيين وأحزانهم النبيلة وصمودهم المذهل..

أقصَى*يُدنَّسُ والأرواحُ تُقتَتَلُ!/ألعيدُ يُقبِلُ والأحزانُ تَتّصِلُ/تكبيرُ،تسبيحُ والأخلاقُ وَالمُثلُ

أذكارُ للّهِ عند الصّبحِ تسمعُها/تُحيِي الفؤادَ وتُبْري مَن بِهِ عِلَلُ/ندعو الإلهَ ونَسْتجديهِ يحفَظُنا/يُحْيي قلوباً بِها الأوجاعُ تعْتَمِلُ/موْتٌ لوالِدِي والأعيادُ قد سَطعتْ/(غزّا) تُبادُ وفيهَا الخَطبُ يكتَمِلُ/رُحماكَ ربّي لتَرفقْ فيهما أبَداً/نصرٌ لغزّا،أبِي الجنّاتُ مُدّخَلُ

فالعيدُ أقبلَ والأبوابُ قد فُتِحتْ/والأيدي تُرفَعُ للخلّاقِ،تبتَهِلُ !/صُهيونُ غوّلَ،يا ربّي لِتُفرِجَها

أقصَى يُدنَّسُ والأرواحُ تُقتَتَلُ!

-"على العهد يا قدس" الشاعرة التونسية فاطمة البناني.

النص الشعري الذي بين أيدينا والمعنون ب" على العهد يا قدس" هو للشاعرة التونسية المتألقة فاطمة البناني،وهو في منتهى الروعة والإبداع،ويغري بالمزيد من القراءة،والتفكيك، ولكن سأكتفي بتقديمه للقراء عساه يداعب ذائقتهم الفنية فيرقصون على ايقاعات كلماته العذبة..إذ يعد الرقص للقارئات والقراء رمزاً حضارياً متوهجاً هذه المرة بدلالة الازدهار ومفعما بعطر فلسطين،إذ تقدم لنا الشاعرة جهداً مضاعفاً في تأصيل البناء النصي الذي عملت فيه على تنمية فضاء الشعرية.

وأشكر الشاعرة المبدعة،على هذا الجمال الأخاذ، في تقديم الشعر بصورة بديعة،وأعتذر عن التقصير بحق النص،فهو يحتاج إلى وقفة أطول وقراءة أعمق.

على العهد يا قدس

زهر الأمل يلبسني/يعطرني ويسعدني/وأفراحٌ قادمةٌ وأعياد/من فلسطين إلى بغداد./وهذي أمُّ المدائن تنتفض،/وصوت الحقِّ مرتفعٌ،/من وادٍ إلى وادٍ./وأحرارُ العالم قد خرجوا/راجمين شياطينَ الأعادي./ومهما راحت أرواح أحبّتنا/ستُنجب

الماجداتُ بناتٍ وأولاداأسودا...وأسيادا

بدمِ الشهيد قد رسموا كلَّ الأمجاد./فيا قدسُ،هلّلي/نحن على العهدِ مهما طال الميعاد.

ساكنةُ القلبِ يا قدسي/وفي العينِ موطنُك/وأنتِ العيد ومرادي.

وتبقى فلسطين عروس المدائن،وحالة عشق لا تقاوم،تفوح بعبق العروبة،وتكتنز بإرث الحضارة،تنبض بدم عروبي دافق،وتلهج بالرغبة الجامحة بعودة أبنائها إليها مهما طال الفراق..

ولا أقول إنّ الرأس تطأطأ أمام الموت من أجل الوطن،بل أنّ الرأس لتظل مرفوعة فخرا بشعب أعزل يؤمن بأنّ الشجرة إذا ما اقتلعت تفجرّت جذورها حياة جديدة،وتلك هي ملحمة الإنبعاث من رماد القهر وهي بإنتظار من يدخلها ذاكرة التاريخ عملا عظيما يشع منارة في المسيرة الظالمة التي تنشر ظلمتها قوى الشر في هذا العالم.

سلام هي فلسطين..إذ تقول وجودنا تقول وجودها الخاص حصرا..فلا هويّة لنا خارج فضائها..وهي مقامنا أنّى حللنا..وهي السّفر..


محمد المحسن



(قرمزية المجرة) بقلم الأديبة رنيم خالد رجب سورية

 (قرمزية المجرة) 


أرقص على شرفة ماء الحلم 

أطلق صيحتي عبر بوق الزمان 

طريقي معبد بأزاهير الفرح 

تطوف الذكريات 

في أركان القصيدة 

 الغيث رسم قبلته على السماء 

أصابها بالقشعريرة 

التي مالبست

 أن توارت عن الشعور 

موسم الحصاد قد حان

والأرض تنذر بالوعيد 

تعاني خدران ثمارها 

جدران قافيتي تستغيث 

تستغفر الصبا 

بغرابة من أمرها 

سجائر الوقت العصيب 

تمطرنا حرمانا.


بقلم الأديبة رنيم خالد رجب سورية

مقتطفات من رواية شغف القمر بقلم د. رنيم خالد رجب

 مقتطفات من روايتي شغف القمر اخترت لكم التالي 

الكاتب يخلق جوا خاصا يعيشه عندما يقوم بسرد أحداث خيالية وكأنه وسط قصة 

كتابة الرواية يتطلب مدة زمنية للوصول لحبكة قصصية مميزة 


 شغف القمر 

اخترت لكم مقتطفات منها 

ياأنت يانجمة المساء 

وسفر الهمسات بداية كل صباح 

 لأجلك استحضرت الذكرى 

ورشفت النور بكأس من جمان 

 تنفست بك أفروديت وجمال العرب والإغريق

 ومازلت أحيا بنظرة

 وتقتلني في كل مرة تلك النظرة

أنا المصلوب بين كلماتك العذرية 

أنا المتروك دون لغة أو هوية 

أنا المعقود بقلبك ولايملك  مايقدمه 

سوى مشاعره الحقيقية 

حرريني من بؤسي 

ماعدت أدركت يومي من أمسي

كم من قتيل بك غريق اللحظة؟؟؟

 كم من سجين يستحق الحصول على فرصة 

وان كان هناك خيارات أخرى 

لكن مثلك ليس هناك من بديل..

ليلى أيا ليلى 

ياغفلة الليل العنيد 

يالحنا يئن على غصن شريد 

ياإشراقة تدور بي في دهاليزها 

تمنحني حياة 

تعيدني إلى رشدي من جديد 

هل من مزيد 

هل من مزيد


حين سكننا العدوّ بقلم الكاتب رشدي الخميري/ تونس/ تونس

 حين سكننا العدوّ

نقول غدرنا العدوّ،

وننسى أنّه غدر حين نمنا

على تخوم الكبرياء،

وتركناه يدخل

من جحور الخذلان،

ومن أبواب الحياد.

رفعنا الشّعارات،

وألقينا الخطابات،

لكنّها ذرّ للرّماد؛

أخفينا وراءها الخوف وتراجعنا،

وردّدنا أسماء ميتة

كأنّها خلاص.

أسعفنا التّاريخ

حتّى ملّ خذلاننا وخلافاتنا،

فألقانا.

جلسنا على مقاعد الكذب

نعدّ الخيبات،

نندّد،

نخطب،

وأخيرا اتّفقنا 

كي لا نرى وجوهنا في المرايا،

لأنّها تروي خفايانا.

شتمنا العدوّ،

لكنّه يسكن فينا:

في كلمة حقّ لم نقلها،

في صمت كان يجب أن يكون صراخا،

في الخنوع باسم الواقعيّة،

وفي الهتاف باسم وحدة المصير،

ونحن مزّقتنا أكثر الفرديّة.

أين الحميّة؟

كانت فينا نارا،

نحرق بها بلدا

من أجل كلمة

أو حتّى حرف

أخطأه اللّسان،

ثم صارت رمادا

نتفاخر بأنّه لا يزال دافئا.

يا عرب، انهضوا،

وارفعوا وعيكم قبل سيفكم،

امسحوا ما علق بكم من عجز،

وارفعوا شعارات على وجه الشّمس،

حتّى لا ننسى أنّنا رفعناها،

ونحاسب العدوّ فنقول:

مزّقها 

بينما نحن

من نزعناها من داخلنا.

رشدي الخميري/ تونس/ تونس


زبيدة ... بقلم الكاتبة هادية آمنة – تونس

 زبيدة ...

بدت وكأنها مفزوعة وهي تفتح عينيها، ناظرة إلى نور الشمس الذي تسرّب ممتدًّا من فجوة الباب، مؤذنًا بوجوب موعد الاستيقاظ.

هي لا تحتاج إلى منبّه، فالشمس دليلها؛ تراها تمتدّ ثمّ تنحسر على المساحات، ترسم الظلّ أطيافًا هلاميّة، ثمّ تغيب فتبتلع معها أذيال يوم من حياتها.


تأوّهت. شبّكت ذراعيها متمطّية، ثم دفعتهما إلى الأعلى فنفر نهداها إلى الحركة ثمّ استرخيا.

اليوم هو الأحد ولا جدوى من العجلة.


تناومت تستجلب سويعات تهدرها في غفلة من الزمن، فما أفلحت. تكالب ذباب الخريف على العاري من جسدها يدغدغه، فلفّت ذيل اللحاف وضربته به، فاحمرّت بشرتها. طنّ وتطاير ثمّ عاود هبوطه وتسكّعه عليها.


أحكمت الغطاء حولها، فسال عرقها. انبطحت على بطنها ثمّ ضربت عجيزتها المكوّرة بكفّها.

– قومي يا زُوبة.


تعوّدت زبيدة الحديث مع ذاتها بصوت عالٍ: تدلّل، وتأمر، وتعاتب، وتلوم، وتنهر…


جلست على حافة السرير الحديدي ثمّ انحدرت تروم لبس شبشبها، فانزلق هاربًا منها. دفعت الفردة الأخرى في حنق، وأفردت ظهرها على الفراش فقزقز. شخصت ببصرها إلى السقف تجترع أحلام ليلتها.

تنهدت. كما في اليقظة كما في الحلم… الحذاء هارب منها.


كانت الرؤية واضحة. رأت نفسها في محلّ لبيع الأحذية. النور ساطع يكشف أدقّ التفاصيل: الألوان، الأشكال، الكعب.

كانت كلّما أُعجبت بنعل تتأمّل حسنه، وعند قياسه ينحسر على أصابعها فيؤلمها، أو يتّسع فتتركه لتجرّب غيره.

حينها خرجت من المتجر حافية يجتذبها نور القمر. مشت على الأشواك وما أحسّتها، بل أحسّت لذّة تدغدغها تتسرّب من باطن قدميها صاعدة إلى مواطن الأنوثة فيها.

عابثَ الخدر ما شاء له على صفحة جوفها الضامر، اخترق وهادها إلى صدرها فزاده نفورًا، ثمّ اعتصر شفتيها فارتوتا بعد عطش.


مسحت دمعة نزلت منها. دعت على زوجها ثمّ استغفرت ربّها.

– هو حذائي الذي ليس على مقاسي.


قامت متثاقلة تروم الاغتسال والتطهّر لأداء صلاة الصبح.

مرّت على غرفته فوجدته يغطّ في نوم عميق وقد استقرّت ألسنة الشمس على جانب من جسده تشوِيه بسياطها الحارقة.


كم من مرّة نبّهته بضرورة إسدال الستارة على فجوة الباب المفتوح ليلًا قبل نومه، لكنّه لا يفعل.

جذبت الباب في رفق وثبّتت الستارة المخطّطة، ثمّ انصرفت إلى الخرطوم تلوي عنقه على غصن شجرة التوت. أفرغت ما به من ماء ساخن في آنية حديدية ودفعت بها إلى الشمس.


رغم الحرارة، هو يحبّذ الاستحمام بالماء الدافئ.

انحنت ودخلت تحت الشجرة، فانساب شعرها الطويل الأحمر ملتصقًا بجسدها، فداعبته بزخّات باردة.


رنت إلى حمامة عطشى تغترف ما انسكب عنها من ماء، ناظرة إلى زبيدة في سكونٍ متوجّس. تحرّك رأسها، تملأ منقارها بالماء وتطير إلى غرفتها القصديرية المعلّقة، تزقّ فراخها وترويها، ثمّ تهبط إلى أرض الحوش تتهادى في خطواتها اللطيفة… لحق بها وليفها وتحاوم حولها، قبّل منقارها. تبتعد فيتابع مطاردته لها. تدسّ رأسها في طيّات ريشها، يتطوّع لدغدغتها فتستكين وتُغمض عينيها وتغمغم. ثمّ تُقبل عليه في دلال فيغترفان القبلات.


انزلقت الآنية النحاسية من يدها اللزجة بالصابون، ففزع العشيقان وطارا إلى السطح.

تبعتهما بعيونها معتذرة، ثمّ سلّت فستانها عنها لينزلق في البركة تحتها. شظفته وعصرته، ثمّ رمته على غصن لينشف.


لن يستيقظ إلا قبيل الظهيرة. واصلت لعبها بالماء عارية تحت أنظار الحمامات المشدوهة التي عاد إليها هدوؤها.

استغفرت ربّها ولا تدري لماذا. سترت جسدها بمنشفة طويلة وعكفت تمارس طقوس الوضوء تهيّؤًا لصلاتها.


لبست ثوبها الأسود الطويل الأكمام، وأحكمت غلق أزراره. لفّت رأسها ورقبتها بشال أبيض. بسطت سجادتها الزرقاء واتجهت إلى القبلة.

– الله أكبر.


اختنقت، وتدافع عرقها غزيرًا، فأحرقت ملوحته عينيها فدمعتا.

لسانها يردّد ما حفظته من آيات: الفاتحة والصمديّة، وهو ما عَلِق بذاكرتها من دروس الكتّاب.

وقلبها يسأل ربّها:


– ربّاه، لماذا لا نصلّي مثل الرجال؟ ألا ترى أنّ الحرّ شديد يكتم الأنفاس؟

ربّاه، لماذا هو يفعل ما يريد، وأنا من عذاب هجره أستزيد؟


سلّمت وخلعت شالها منكسرة أمام جبروت الزوج والأخ والعشيرة.


يتبع…

هادية آمنة – تونس



السبت، 15 نوفمبر 2025

الأم: فلسفة الحياة وصمود الوجود بقلم /مقبول عزالدين / المملكة المغربية

 الأم: فلسفة الحياة وصمود الوجود

حين نفكر في الأم، لا نفكر فقط في كيان بيولوجي أو علاقة أسرية، بل في رمز حيّ للوجود نفسه، في قوة صامتة تمثل صمود الطبيعة، ومثابرة الحياة، وعمق المعنى. الأم هي البداية والنواة، الحضن والملاذ، القوة التي لا تُرى لكنها تحرك كل شيء. إنها التي تعلمنا أن النضال ليس مجرد مواجهة ظروف خارجية، بل هو القدرة على خلق التوازن الداخلي، وحماية القيم، ورعاية من نحب بلا توقف.


منذ ولادة الإنسانية، كانت المرأة رمزًا للتضحية والنضال. فهي ليست مجرد مربية للأبناء أو زوجة مخلصة، بل صانعة للحياة بمعناها الأوسع، تزرع الأمل في النفوس، وتعيد ترتيب الفوضى التي تفرضها الحياة، وتخلق معنى لكل لحظة.


 التضحية الأمومية – الجسد والروح


الأم تتحمل أعباء الجسد منذ شعورها بمسؤولية حياة طفلها. كل تعب، ألم، أو سهر يصبح جزءًا من قدرتها على العطاء. لكنها لا تتوقف عند حدود الجسد؛ بل يمتد النضال ليشمل النفس والروح، فهي تشعر بكل ألم صغير يصيب أبنائها، وتفرّغ طاقتها في حماية الأسرة من أي خلل أو اضطراب.


التضحية الأمومية تتجاوز حدود الزمن والمكان. الأم تصبر، تصمد، وتواصل العطاء بلا انتظار مقابل. في كل لحظة تمر بها، تُعلم الأبناء معنى الحب بلا شروط، معنى الصبر في مواجهة الشدائد، ومعنى النضال من أجل البقاء والاستمرار.


 الأم وصنع الإنسان – التربية والقيم


الأم ليست مجرد صانعة حياة، بل صانعة أجيال. كل تعليم، كل قيمة، وكل شعور بالمسؤولية تُغرس في النفوس بفضل الأم. فهي تعلم الصبر، وتزرع القوة في أعماق القلب، وتوضح معنى التضحية الحقيقية.


فلسفة الأم تتجلى في كل لحظة: في دفء حضنها، في كلماتها الرقيقة، في صبرها المتواصل، في توجيهها، وفي كل حركة تقوم بها لإسعاد من تحب. هي التي تجعل الأبناء قادرين على مواجهة الحياة بثقة، وتمنحهم أساسًا متينًا للقيم الإنسانية، وتحميهم من الانحراف أو التوهان في دروب الحياة المعقدة.


 الأم كقوة اجتماعية – الأسرة والمجتمع


الأم هي نواة الأسرة، وهي التي تخلق التوازن بين احتياجات الزوج، الأبناء، والبيت بأكمله. بتوازنها، تصنع مجتمعًا صغيرًا متماسكًا قبل أن يمتد أثره إلى المجتمع الكبير. كل أم تصنع جيلًا مسؤولًا، قادرًا على مواجهة تحديات الحياة، تزرع قيم العدالة، الحب، العمل، والإخلاص.


الأم كقوة اجتماعية تتجاوز حدود الأسرة. فهي المعلم الأول، القدوة الأولى، النموذج الذي يترك أثرًا في المجتمع كله. فلسفتها في العطاء والحب والتضحية تساهم في صقل شخصيات الأبناء، وتؤهلهم ليكونوا أفرادًا قادرين على مواجهة الحياة بثقة وشجاعة.


 فلسفة الحب والصبر عند الأم


الحب الأمومي ليس مجرد شعور عاطفي، بل هو فلسفة كاملة تتجلى في النضال والمقاومة والصبر. الحب عند الأم يعطي بلا حدود، ويضحّي بلا انتظار مقابل. الصبر لديها ليس مجرد انتظار مرور الزمن، بل هو عمل متواصل، قدرة على التكيف، وتحويل الألم إلى قوة محركة لحماية من تحب.


كل دمعة، كل ليلة ساهرة، كل ألم تتحمله الأم، هو درس فلسفي في معنى الحياة. الأم تُعلم الأبناء كيف يكون الحب فعلًا، كيف يكون العطاء لا ينتهي، وكيف تكون الإرادة لا تنهزم أمام أصعب الظروف.


 الأم والنضال في مواجهة الحياة


الأم منذ خلق حواء لم تكن مجرد رفيقة للرجل، بل كانت دائمًا نواة النضال والمقاومة، من أجل الأسرة، من أجل الأطفال، ومن أجل الحياة نفسها. فهي الصامدة أمام الصعاب، والقادرة على خلق الأمن والسعادة في وسط الفوضى.


نضال الأم يمتد ليشمل جميع أبعاد الحياة: حماية الأسرة من الألم، تربية الأبناء على القيم، دعم الزوج، وصنع التوازن النفسي والاجتماعي في البيت. في كل ذلك، تظل الأم رمزًا للثبات، وملهمة لكل من يعرفها.


خاتمة: فلسفة وجود الأم


الأم فلسفة حياة كاملة: مدرسة للقيم، منارة للنضال، وملهمة لكل من يعرفها. من خلالها نفهم معنى الحياة الحقيقي: العطاء دون انتظار مقابل، الحب بلا شروط، الصبر بلا نهاية، والنضال من أجل من نحب.


الأم ليست مجرد شخص، بل هي قوة وجودية، رمز لكل ما هو جميل وعظيم في الوجود، وجذر كل مجتمع مزدهر، ونواة كل حضارة تبني نفسها على الحب، التضحية، والصبر.

بقلم /مقبول عزالدين / المملكة المغربية



من لطائف اللّغة العربيّة * الحَمَــام بقلم الأديب حمدا ن حمّودة الوصيّف... تونس

 من لطائف   اللّغة العربيّة 

  الحَمَــام

*الذَّكَــرُ:السَّاقُ : الحَمَامُ الذَّكَرُ. وسَاقُ حُرٍّ: الذَكَرُ مِنَ القَمَارِي..

= العِزْهِلُ والعَزْهَلُ والعِزْهِيلُ: الذَّكَرُ مِنَ الحَمَامِ وجَمْعُهُ العَزَاهِلُ.      

*الأُنْثـَـى:الحَمَامَةُ والعِكْرِمَةُ والوَرْقَاءُ،

*الـصَّغِيرُ: البُجُّ والجَوْزَالُ واليَامُومُ والزُّغْلُولُ والمُجُّ .

*هَدَلَتِ الحَمَامَةُ، والهَدِيلُ والوَكُّ والقَرْقَرَةُ: صَوْتُ الحَمَامِ. 

* القِرْمَاصُ والدِّيَعُ : عُشُّ الحَمَامِ.

*السِّرْبُ: جَمَاعَاتُ الطُّيُور ِ.

*عَبَّ الحَمَامُ مِنَ المَاءِ : شَرِبَ بِمَرَّةٍ وَاحِدَةٍ.

= نَغَبَ الطَّائِرُ : حَسَا مِنَ المَاءِ.

*المَسْكِنُ:   القِرْمَاصُ : عُشُّ الحَمَام.

= إِذَا كَانَ مَكَانُ الطَّيْرِ عَلَى شَجَرٍ فَهُوَ وَكْرٌ،

فَإِذَا كَانَ في جَبَلٍ أَوْ جِدَارٍ، فَهُوَ وَكْنٌ،

فَإِذَا كَانَ في كِنٍّ ، فَهُوَ عُشَّ،

فإذا كَانَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، فَهُوَ أُفْحُوصٌ.


أَمْثَـالٌ عربية

*رَجَـع فلان بِحَسِيـفَةِ نَفْسِه: إذا رجع ولـم يقْـضِ حاجَـة نفسـه. 


حَرَكَاتُ اليَدِ

إِذَا نَظَرَ إِنْسانٌ إِلَى قَوْمٍ في الشَّمْسِ فَأَلْصَقَ حَرْفَ كَفِّهِ بِجَبْهَتِهِ، فَقد اسْتَكَفَّ.

وإِذا زَادَ فِي رَفْعِ كَفِّهِ عَنِ الْجَبْهَةِ، فَقد اسْتَشَفَّ.

وإِذا كَانَ أَرْفَعَ مِن ذَلِكَ قَلِيلًا، فَقد اسْتَشْرَفَ.

وإِذا جَعَلَ كَفَّيْهِ عَلَى المِعْصَمَيْنِ، فَقد اعْتَصَمَ.

وإِذا وَضَعَهُمَا عَلَى العَضُدَيْنِ، فَقد اعْتَضَدَ.

وإذا حَرَّكَ السَّبَّابَةَ وَحْدَهَا، فَقد أَلْوَى. 

وإذا دَعَا إِنْسَانًا بِكَفِّهِ قَابِضًا أَصَابِعَهَا إِلَيْهِ، فَقد أَوْمَأَ.


لغـــز شِعري

سألتك عن عذراء تبكي وتضحك 

يُسَرّ جميع النّاس عند بكائِهَا

وإن زمجرت زادت أجيج سرورهم 

فيَــا نفعَــها ويا لعظــيم بهائِهَا.

الحلّ: الغيمة أو السّحابة.


أكثر الأفعال مَصَادِرَ... 

وَشُكَ الأَمْرُ، يَوْشُكُ، وَشْكًا ووُشْكًا ووَشَاكَةً ووُشْكَانًا ووَشْكَانًا ووِشْكَانًا: سَرُعَ.


تصريف

حَذَا لَهُ نَعْلًا، يَحْذُوهَا، حَذْوًا وحِذَاءً: إذَا قَطَعَهَا عَلَى مِثَالٍ. 

حَذَى يَدَهُ، يَحْذِيهَا، حَذْيًا: إذَا حَزَّهَا.

حَذِيَتِ الشَّاةُ، تَحْذَى، حَذًى: اِنْقَطَعَ سَلَاهَا فِي بَطْنِهَا، فَشَكَتْ.

 

 من حِكَم العَرَب.

أَرَى حُمُرًا تَرْعَى وتُعْلَفُ مَا تَهْوَى   

وأُسْدًا جِيَاعًا تَظْمَأُ الدَّهْرَ ما تُرْوَى.

وأَشْرَافَ قَوْمٍ لا يَنَالُونَ قُوتَهُمْ

وَقَوْمًا لِئَامًا تَأْكُلُ الـمَنَّ والسَّلْوَى.


تقديم الفنّان التّونسي صلاح مصباح  ....

حِبٌّ جَمَالُهُ فِي الدُّجَى وَضَّاحُ

بِالقَلْبِ مِنْهُ أَسِيَّةٌ وجِرَاحُ.

البَحْرُ عَيْنَاهُ، خِصَامُهُ قَدْ بَلَى

رُوحِي، فَلَسْتُ بِحُبِّهِ أَرْتَاحُ.

قَدْ حِرْتُ، فِيهِ لَهْفَتِي وبَلِيَّتِي

ولَقَدْ أَسَرَّهُ فِي الهَوَى"مِصْبَاحُ".


حمدا ن حمّودة الوصيّف... تونس



حين ينهض النور من الشقوق بقلم الكاتبة زهراء كشان 🇩🇿

 حين ينهض النور من الشقوق

الحياة  ليست ما يحدث لنا هي ما ينهض في أرواحنا بعد كلّ سقوط نتعب نعم لكن التعب نفسه يوقظ فينا صوتا خفيّايقول: ما زلت قادرة على المواصلة فالمتاعب ليست ظلالا للهزيمة بل إشارات إلى الطريق الذي يُنضجنا

وفي زحام الألم نتذكّر أن للروح قدرة سرّية على ترميم نفسها وأن أجمل لحظات الإنسان تأتي بعد أشد انكساراته هناك حيث يكتشف أن النور لا يأتي من الخارج لكن من الشقوق التي فتحها الوجع.

بقلمي زهراء كشان 🇩🇿



قصيدة بعنوان.. صمود الركام شعر الأديب سامي ناصف .

 قصيدة بعنوان..

صمود الركام

.....

رُكامٌ..

ولكنَّه لمْ يَهُنْ..

رُكامٌ..

يفوحُ بمسكِ الشهيدِ..

كأنَّ الحجارةَ أنفاسُ نورٍ تُصلّي علىٰ دمعِ أمٍ تفتشُ عنْ قَلْبِها والوَطنْ..

وتَبْكي المآذنُ تحتَ الرُّكَامِ..

تكبرُ بينَ البكاءِ ونهرِ الدِّماءِ..

لعلَّ النداءَ يَشُقُّ جدارَ السُّكوتِ..

وَيَهْوِي الصنمْ..

ويَبْقىٰ الرُّكَامُ سلاحًا عصِيًّا..

يُعاندُ كلَّ عُيونِ الغباءِ..

يُفتِّشُ عنْ عَزْمهِ في السماءْ..

يُنادِي هُنا لنْ يموتَ الجدَارُ..

فَفِي كلِّ ذرةِ رملٍ دماءْ..

تُسَجِّلُ  فِيها ..

حكاياتِ أمٍ وطفلٍ ونُطفةِ بَدْأِ الحياةِ الكريمةِ..

رُغْمَ احْتِدامِ الغباءْ..

فيَا أرضَ غزةَ ..

كيفَ احتملتِ..

كأنَّ الدماءَ مدادُ  الصمودِ..

كأنَّ الجراحَ سفيرٌ عنيدُ..

كأنَّ المواتَ علىٰ رملِ غزَّةَ ..

ليسَ فناءْ.. 

علىٰ بابِ غزةَ ..

صلَّىٰ  النماءُ..

كأنَّ الرُّكامَ يُعيدُ اختراعَ الحياةْ..

أَيَا وَجهَ هذَا الترابِ ..

إذا قُيلَ ماتَ..

تَنفَّسَ صبحًا..

ليعلنَ أنَّ مواتِ العزيمةُ محضُ سرابْ..

وصارَ الرُّكامُ جنودًا تُسطِّرُ آياتِ مجدٍ..

كأنَّ الحجارةَ درعٌ

يصدُّ جحافلَ كلِّ الطُّغاتِ..

ويبقىٰ يُمَأمِيءـ ذاكَ الدَّعِيُّ..

علىٰ عظمِ فسلٍ..

تعَفَّنَ بينَ الرفاتِ..

تُغَنِّي الحجارةُ في صَمتِها 

وتحملُ في كومةٍ..

جُرحَ ثَكلىٰ..

تُزغردُ فخرًا..

لأنَّ دماءَ الشهيدِ حياةُ

ومسكٌ يفوحُ..

ويبقىٰ الرُّكامُ كما الأنبياءِ..

يُعلمُ تلكَ الحياةَ..

بأنَّ الشهادةَ مجدٌ..

وأنَّ العزيمةَ صبرٌ..

تُقيمُ الحياةَ علىٰ مُوجعاتِ الحُطامْ..

كأنَّ الركامَ سراةُ نجاةْ..

ومعراجُ نصرٍ يطاردـ

قَهرَ الظلامِ...

يُحررُ فجرًا تَكَبَّلَ خلفَ العَدَمْ..

ليزهرَ نجمُ السلامْ..

أمام َصُمُودِ الرُّكامْ

شعر سامي ناصف .



المنافق المتستر. بقلم الكاتب ادريس الجميلي

 المنافق المتستر.


بعد معرفتي للحقيقة الاولى علمت الان ان الحقيقة ليست حقيقة الذات بل هي سحابة عابرة احاطت بخيال انسان ادعى النبوة وهو يرسل اجمل الخطابات وسط عرش تضمخ بقيم يستخدمها اثناء الغوص في بحر عميق .ترى سيدك يهاتف طائرا قال انه ملاك الارض الضمأى.نعم هنا يهاجم الذئب خروفا ابيض كان رابضا في ركن من اركان الجدران المنحنية و أخرى تارة منكسرة .نظر السيد صوب شاب ناصع البياض تكسو مسامات جلده بعض الالوان الاصطناعية تاركا وراءه امرأة سمراء عاشقة نفسها فتتلو كلمات المجد و المدح دون خوف .قلت:انا رجل لا املك وعدا عندما أعرف من لا علم له .فجأة نادى صاحب الخنزير قاطن اسفل الجبل ليعطيه وثيقة الهروب....عدت مستدركا آخر قراراتي متسائلا.أين القرار و هل من سؤال لهذا السؤال؟

هذه ساحة الموتى فيها اشلاء الأحياء .الآن ظهر على هضبة سوداء خيل في شكل ثعبان ارقط ...عفوا لقد نسيت القلم و الورقة البيضاء داخل دفتر سيد الكلمات .نظرت سيدة الغروب لهذا الثعلب المتنكر في هيئة انسان . لا أحد يدنو منه خوفا من الترحال.قلت له:تحرم الصهباء و تشربها على عمد مساء...هكذا قال احد الشعراء.


 ادريس الجميلي



رحلة بلا حقائب بقلم الكاتب صالح مادو

 رحلة بلا حقائب

لم اعد أحمل خقائب السفر

كل رحلاتي صارت

بين صفحة واخرى

أهرب من ضجيج الواقع

الى صمتٍ 

من نورٍ وحروف

ابحث عن الكلمات  

ابحث عن نفسي 

من خلالها... 

اكتب لاتذكرّ

انني حيّ

هذا العمر  

لم يكن نهاية

بل بداية

تسير على مهل

كفجر يتعلم من جديد

في كل نصّ اكتبه

اضىء نافذة جديدة

وأقول انفسي

ما دام القلبُ حرفاً

فالحياة تبقى جميلة

..... 

صالح مادو

المانيا 14/112025

القلق الوجودي: سِمَةُ الإنسان المعاصر أم مرض العصر؟ بقلم الكاتب طه دخل الله عبد الرحمن

 القلق الوجودي: سِمَةُ الإنسان المعاصر أم مرض العصر؟

يُطْلَقُ مصطلح "القلق الوجودي" على ذلك الإحساس العميق بالاضطراب والحيرة الوجودية الذي يتجاوز هموم الحياة اليومية ليتغلغل في صميم الأسئلة الجوهرية حول المعنى والغاية والمصير. وهو ليس ظاهرة جديدة على الفكر البشري، فقد شغل الفلاسفة منذ القدم من سقراط وكانط إلى نيتشه وكيركغور. بيد أن السؤال الملح الذي يفرض نفسه في سياقنا الراهن هو: هل أصبح هذا القلق سِمةً ملازمةً للإنسان المعاصر، جزءاً من هويته وكينونته في هذا العصر المضطرب؟ أم أنه تحول إلى "مرض العصر" بامتياز، آفةٌ نفسية واجتماعية تستدعي التشخيص والعلاج؟

في عمق الظاهرة: بين القلق الطبيعي والمرضي

لا يُعَدُّ القلق بمفرده ظاهرةً سلبيةً بالضرورة، فقد رأى الفيلسوف الوجودي سورين كيركغور أن القلق "مدرسة للإمكانيات"، وهو رفيق الوعي بالحرية والمسؤولية. فهو استجابة طبيعية لكائن واعٍ بحدوده، بزمنه المنقضي، وبمواجهة حتمية الموت. لكن هذا القلق يتحول من محفز على الخلق والإبداع إلى عائق عندما يتحول إلى رعب وجودي يهشم الذات ويشل فاعليتها. هنا ينتقل القلق من كونه "سِمة" إنسانية إلى "مرض" وجودي، حينما تغيب الأدوات النفسية والفكرية لتحويل هذا القلق من طاقة سلبية مدمرة إلى تساؤل منتج.

معالم القلق الوجودي في العصر الحديث: لماذا الآن؟

إذا كان القلق الوجودي قديماً، فما الذي جعله يتصدر مشهد الإنسان المعاصر بهذه القوة؟ يمكن إرجاع ذلك إلى جملة من العوامل المتشابكة:

 أولاً: انهيار السرديات الكبرى: شهد القرن العشرون وما تلاه انهياراً للعديد من المرتكزات الفكرية والدينية والأيديولوجية التي كانت تمنح الحياة معنى جاهزاً. لم يعد الفرد يعيش في إطار سردية شمولية توفر له إجابات نهائية، مما ألقى به في بحر من الاحتمالات والاختيارات، مصحوباً بحيرة كبيرة وعبء المسؤولية الفردية.

ثانياً: طغوات المادة والاستهلاك: أفرزت الحضارة الاستهلاكية المعاصرة شكلاً من أشكال التغريب عن الذات. ففي عالم يُقدس المادة والكم والسرعة، يجد الإنسان نفسه غارقاً في تيار من العلاقات السطحية والملذات العابرة، مما يخلق فجوة عميقة بين ظاهره المادي وباطنه الروحي، فيشعر بالفراغ والعبثية.

ثالثاً: ثورة المعلومات والعزلة الاجتماعية: على الرغم من أن عصر الاتصالات جعل العالم "قرية صغيرة"، إلا أنه ولّد شعوراً عميقاً بالعزلة والاغتراب. أصبح الفرد مرتبطاً رقمياً بآلاف الأشخاص، لكنه قد يشعر بالوحدة الوجودية في خضم هذه الضوضاء الرقمية، حيث غياب العمق في العلاقات الإنسانية.

رابعاً: تهديدات مصيرية: يواجه الإنسان المعاصر تهديدات وجودية جماعية لم يعرفها بهذا الحجم من قبل: خطر التغير المناخي، والأسلحة النووية، والأوبئة العالمية. هذه التهديدات تذكره بشكل يومي بهشاشة وجوده وهشاشة الكوكب الذي يعيش عليه، مما يغذي قلقاً وجودياً جماعياً.

القلق الوجودي: سِمةٌ أم مرض؟ محاولة للتركيب

لا يمكن الفصل بشكل قاطع بين "السِمة" و"المرض". فالأمر أقرب إلى طيف متدرج. يمكن القول إن القلق الوجودي في حد ذاته أصبح سِمةً من سمات الوعي المعاصر فهو الاستجابة الطبيعية لكائن أُلقي به في عالم فقد الكثير من يقينياته، عالم يتسم بالتعقيد والتسارع واللايقين. إنه السِمة التي تميز إنسان هذا العصر الذي يدرك أنه لم يعد بمقدوره الاعتماد على إجابات جاهزة، بل عليه أن يبني معنى وجوده بيديه. أما حينما يفشل الفرد في تحمل عبء هذه الحرية، وعندما يتحول القلق من حافز على التساؤل والتأمل إلى حالة من الشلل واليأس والاكتئاب، وعندما يعجز عن ممارسة حياته بشكل طبيعي، فهنا يتحول إلى مرضٍ نفسي-وجودي فالمرض ليس في وجود القلق، بل في استسلام الذات له، وغياب المرونة النفسية والتأقلم للتعايش معه وتحويله إلى قوة دافعة.

في سبيل مواجهة القلق: من التشخيص إلى العلاج

مواجهة القلق الوجودي لا تعني القضاء عليه، فهذا مستحيل لأنه جزء من شرطنا البشري، بل تعني تعلم العيش معه بشكل صحي. وهذا يتطلب على المستوى الفردي: تبني ممارسات تزيد من الوعي الذاتي مثل التأمل والكتابة والفن. والعمل على بناء معنى شخصي للحياة من خلال الانخراط في قيم يؤمن بها الفرد، والعمل المنتج، وبناء علاقات إنسانية عميقة. كما أن القراءة في الفلسفة الوجودية والأدب العظيم يمكن أن تقدم عزاءً وإحساساً بالتواصل مع معاناة الآخرين وأسئلتهم.

على المستوى المجتمعي: خلق خطاب ثقافي وتربوي لا يتهرب من الأسئلة الوجودية الكبرى، بل يشجع على طرحها ومناقشتها بشكل عقلاني. وتعزيز قيم التضامن الإنساني والتعاطف، التي تشعر الفرد بأنه جزء من نسيج إنساني أوسع، مما يخفف من وطأة العزلة الوجودية.

خاتمة:

القلق الوجودي هو إذاً الوجه الآخر لوعي الإنسان المعاصر المفرط. إنه الثمن الذي ندفعه مقابل الحرية والوعي بالذات. وهو بهذا المعنى سِمةٌ حتمية لعصرنا. لكن هذه السِمة تحمل في طياتها بذور المرض والدمار، كما تحمل بذور النماء والإبداع. الفيصل ليس في وجود القلق من عدمه، بل في موقفنا منه. فهل نستسلم له فيغدو مرضاً يعيقنا، أم نتعايش معه بوعي فيتحول إلى محركٍ يدفعنا إلى اختراق المألوف وخلق معانينا الخاصة، مبتكرين وجودنا في عالمٍ لم يعد يقدم لنا إجابات جاهزة؟ الإجابة على هذا السؤال هي، في النهاية، ما يميز إنساناً معاصراً سويّاً عن آخر سَقَطَ أسيراً لمرض العصر.

طه دخل الله عبد الرحمن

البعنه == الجليل

2/11/2025



وردة شوق بقلم الأديب سعيد الشابي

 وردة شوق

كلما رفعت رأسي الى السماء

سألتني النجـــوم عمّن أبحـــث

أقـول لهن ، عنك ـ يا حبيبتي ـ

يفتحــن لي ســماء فوق السماء

حــتى ، أراك نجــما فوق النجوم

ويرفعني طائر الشوق اليك ينشرني

على الكــــواكب وميــض حــــب

لعـــيون الـــعــــــاشقين ضـــياء

كل عين  من أعـــماقها ، ترسل

سبعـــين ألف قبـــلة ، أجمعـــها

أصـــوغها وردة شــــوق ، البك

في عيد مـــــيلادك أهــــديها...


سعيد الشابي


قراءة لنص – على روابي الأحلام - للأديبة نافلة مرزوق العامر بقلم الكاتب طه دخل الله عبد الرحمن

 قراءة لنص – على روابي الأحلام - للأديبة نافلة مرزوق العامر 9/11/2025

النص:

على كم

على روابي الأحلامِ

حطّت

أجنحةُ خيالي الأخضر

وكم

طافت ْ

نظراتُه

في ثناياها

ترتشفُ من جداولها

سلسبيلَ السّحر

والسّكْرِ

وكم

من عبقِ زهورها

اقتطفت

أغنياتِ المحالِ

ترفدُ

في نبضها

رغبةَ السّؤال

لتشرأبّ

على شفاهها

عزيمةُ الغوصِ

ولولا

حلمُ ليلٍ

ممتدّ آخر

يزاحمُ نورَ

الصّباح

الآتي

في الحاحٍ

ما

انكسرت

عنقُها

في انكسارِ يومٍ

لعتمة

فإشراق

لموعدٍ

لا بدّ فيه

من تجدّد لقاء

مع نبض كان

يحلمُ

واستفاق!

*****************************

قراءة في نص: "على روابي الأحلامِ"

تبدو هذه القصيدة قصيدةً وجدانيةً غنائية، تحمل في طياتها رحلةً وجوديةً عميقة للذات الشاعرة مع الحلم والواقع، الانكسار والأمل. إنها ليست مجرد انسياب عاطفي، بل هي تأمل فلسفي في طبيعة الوجود الإنساني المحكوم بالأمل والألم.

1. العنوان والبنية: رحلة من الذروة إلى السقوط

تبدأ القصيدة بـ "على روابي الأحلامِ". "الروابي" جمع رابية، وهي التلة المرتفعة، مما يمنح الحلم سمةً من السمو والارتفاع والاستقرار. هذا هو العالم المثالي الأول، عالم الخيال الخصب حيث "حطّت أجنحةُ خيالي الأخضر". الاستعارة "أجنحة خيالي" توحي بالحرية والتحليق، وصفة "الأخضر" تحمل دلالات النماء والخصب والحيوية. إنه عالم كامل ومكتفٍ بذاته.

تكرر كلمة "وكم" في بداية المقاطع الثلاثة الأولى، وهي أداة تكثير في اللغة، تشير إلى طول مدة هذه الرحلة في عالم الخيال وثراء تفاصيلها. إنها ليست زيارة عابرة، بل هي إقامة ممتدة.

تأتي "ولولا" في المقطع الرابع كنقطة تحول دراماتيكية. هذه الأداة الشرطية تقطع تدفق الحلم بضربة مفاجئة، لتقدم الشرط الذي أدى إلى الكارثة. البنية هنا محكمة: بناء تدريجي نحو الذروة (التحليق، الارتشاف، الغوص) ثم انعطافة حادة نحو السقوط (الانكسار).

2. القراءة البلاغية: استعارات الضوء والعتمة والكسر

· الاستعارة المكنية: "حطّت أجنحةُ خيالي" – حيث شبه الخيال بطائر محلق، وحذف المشبه به (الطائر) وذكر لازم من لوازمه (الأجنحة) مما يزيد الصورة قوة واختصاراً.

· الاستعارة التصريحية: "ترتشفُ من جداولها سلسبيلَ السّحرِ والسّكْرِ" – شبهت نظرات الشاعر بشارب يرتشف من جداول الحلم. و"سلسبيل" هو النهر أو العين في الجنة، مما يضفي على الحلم صفة القداسة والخلود. الجمع بين "السحر" و"السكر" يخلق حالة من الانبهار والغيبوبة الجميلة، حيث يفقد الشاعر إحساسه بالواقع.

· الكناية: "اقتطفت أغنياتِ المحالِ" – كناية عن استحالة تحقيق هذه الأحلام أو استحالة وصفها. "أغنيات المحال" جمع بين النشيد الجميل والشيء المستحيل، وهو تناقض مؤثر يخلق جمالاً تراجيدياً.

· الطباق (التضاد): هذا هو العمود الفقري للقصيدة على المستوى الدلالي:

  · الخيال (الأجنحة) الواقع (الانكسار).

  · النور (الصباح الآتي) العتمة (الانكسار).

  · الامتداد (حلم ليل ممتد) الانكسار (انكسرت عنقها).

  · السكر (النشوة) الاستفاقة (الصحو). هذا التضاد يخلق توتراً درامياً يعكس الصراع الوجودي الأساسي في النص.

3. القراءة الوجودية: البحث عن المعنى في مواجهة العبث

هنا تكمن الروح العميقة للنص. القصيدة هي نموذج مصغر للدراما الوجودية للإنسان.

· المرحلة الأولى: الوجود الأصيل في عالم الخيال. الشاعرة هنا تعيش في حالة من "الوجود الأصيل" كما يصفها الفلاسفة الوجوديون. إنها تخلق عالمها الخاص بمعانيها الخاصة. إنها "ترتشف" السحر وتقتطف أغنياتها. بل إنها تتجاوز التلقي السلبي إلى الفعل الإيجابي: "ترفد في نبضها رغبة السؤال". الحلم هنا ليس هروباً، بل هو منبع للإبداع والتساؤل الفلسفي. "عزيمة الغوص" على الشفاه هي نية استكشاف أعماق هذا العالم، وهي ذروة الفعل الإرادي الحر.

· المرحلة الثانية: صدمة الواقع والانكسار. يأتي "الصباح الآتي" ليس كمنقذ، بل كمنافس مزعج، "يزاحم" نور الحلم "في الحاح". الصباح هنا هو رمز للواقع المادي اليومي، الروتيني، الخالي من السحر. إنه العبث الذي يقطع استمرارية الحلم. والنتيجة مروعة: "انكسرت عنقها". هذه صورة عنيفة ومؤلمة. "العنق" هو رمز للكبرياء، للعلو، للنظرة نحو الأعلى (نحو الروابي). انكسار العنق هو سقوط مروع من عالم السمو إلى عالم الحضيض. إنه موت رمزي للذات المبدعة.

· المرحلة الثالثة: الاستفاقة وإعادة التأسيس. النهاية ليست يأساً مطلقاً. هناك "إشراق لموعِدٍ". السقوط ليس النهاية، بل هو بداية لفهم جديد. "لا بد فيه من تجدد لقاء" – هذه جملة حاسمة. إنها إقرار بضرورة المعاناة كجزء من دورة الوجود. اللقاء المتجدد ليس مع الحلم الساذج نفسه، بل "مع نبض كان يحلم واستفاق!".

  هذه العبارة الأخيرة هي خلاصة الرحلة الوجودية. الذات لم تعد ذلك الحالم الساذج الذي يعيش في برج عاجي. إنها الآن "نبض" حي، يمتلك خبرة مزدوجة: خبرة الحلم وخبرة الاستفاقة منه. الوجود الأصيل الحقيقي لا يكمن في الهروب من الواقع ولا في الاستسلام له، بل في الاحتفاظ بالنبض رغم كل شيء، وفي القدرة على الحلم مع الاستيقاظ، على حمل ذكرى السحر وسط وطأة الواقع.

هذه القصيدة النثرية هي سيمفونية شعرية عن الوجود الإنساني الهش والمقاوم في آن واحد. إنها ترسم بريشة بلاغية رفيعة صعود الروح نحو عالمها المثالي، ثم صدمة الاصطدام بجدار الواقع، وأخيراً، ولادة وعي جديد من رحم الانكسار. إنها تقول لنا: قد ينكسر عنق حلمنا، ولكن نبض حياتنا، ذلك النبض الذي عرف الحلم والاستفاقة، يظل قادراً على انتظار "الإشراق" و"تجدّد اللقاء". إنها قصيدة عن الفشل في الاحتفاظ بالجنة، ولكن عن النجاح في اكتشاف قوة الإنسان التي تمكنه من السير مرة أخرى نحو موعد جديد مع الأمل.

طه دخل الله عبد الرحمن

البعنه == الجليل

9/11/2025  



((في هدوء الليل )) بقلم الكاتب/شاكر الياس

 ((في هدوء الليل ))


بقلم/شاكر الياس 

شاكر محمود الياس 


العراق/بغداد 


بتاريخ/١٥/١١/٢٠٢٥


في هدوء الليل 

أرسم وجهك وسط القمر 

يتلاشى لحسنك 

ضوء النجوم السارحة 

في الأفق الفسيح 

عطرك اجتاز المسافات 

احتل الأجواء 

سحر اختلط مع النسيم 

عانق ذاك الندى 

أمتزج مع الغيث 

الله ما أروع 

الصورة والمشهد 

يغازل طيفك الريح 

تنتاب روحي نشوة 

يكسوها أبتهاج 

أسمع تغريد البلابل 

على الأغصان 

والأشجار لها حفيف 

يحتل الفراغ 

الأن تغير التاريخ 

ولونه العتيق 

شكله والطباع 

نبذت اليأس 

قطفت أجمل زهرة 

بين ألأشواك 

اسكنتها بين جفوني 

وهذه اللحاظ 

حبك مذاقه لذيذ 

انت للروح سلوى 

أثمن من كل عزيز 

أنا لو 

أحصيت اللحظات 

لرأيت بريقك لامعا 

مثل اللؤلؤ 

يا أحلى الفرص 

أنت جمال حل في 

هذا الفؤاد 

أنتهى المشوار 

لأخر شوط 

أسدل الستار 

وأغلق الباب 

نما في قلبي حبك 

ترعرع وعاش



حقيبة فارغة بقلم الأديبة سامية خليفة/ لبنان

 حقيبة فارغة


ماذا تركْتُ ورائي إلا أصداءَ صهيلِ الرّحيلِ 

وشبحَ فراقٍ... ووطنًا وحلمًا؟  

أغتسلُ بمياهِ الرجاءِ 

لأطالَ الأماني، لأقارعَ الهمومَ 

لأجفِّفَ الدُّموعَ  

يتعالى ضجيجُ الرُّوحِ  يبعثرُ الصَّمتَ...  

أترك خلفي وطنًا 

أخرجُ من قوقعة الخذلانِ إلى سجنِ الغربةِ 

أحملُ حقيبةَ سفرٍ كمْ هي ذابلةٌ

وقدْ خلتْ مِنها الأماني !

أطلقُ صرخةً يحترقُ بها كياني  

صوتُ الصَّافرةِ يرافقني 

أبتعدُ عنْ فضاءِ الوطنِ 

الأمواجُ تصفعُ وجودي 

الأنواءُ تُدمِّرُ واقعي

أستسلمُ لنزقِ الطَّبيعةِ 

أسدلُ ستائِرَ الماضي 

أنظرُ إلى مرآةِ الحاضرِ 

تحملُني الأحلامُ إلى عالمٍ أبعدَ من النجومِ 

أصنعُ منْ ألوانِ الغروبِ باقةَ وردٍ 

أزنِّرُ خاصرةَ المسافةِ بالعطرِ 

أتركُ الهواءَ يلامسُ روحي 

أنا الآن أغوصُ في قرارةِ بحرٍ من أحلام 

من رموشِ عينيَّ أصنعُ المجاذيفَ 

أمخرُ عبابَ بحرِ التَّمني  

وفي بوصلةٍ ترشدني باتّجاه قبلةِ الوطنِ  

سأستجمعُ روحيَ المتهالكةَ على صخورِ الخيبةِ 

سأعودُ 

  فهل الأنغامِ الحزينةِ المتصاعدةِ من ذاكرةِ الماضي 

 ستوشِمَ أذنيَّ بعزفِ نايٍ حزينٍ إلى الأبد

أخاف من زفراتِ الأسى المتصادمةِ معَ رذاذِ البحرِ 

أن تملأ أنْفاسي بزبدِ الحنينِ 

 في الغربة انكسارٌ

البسمةُ فيها محنّطةٌ


سامية خليفة/ لبنان



كنت هنا قرب قلبي..تكتبين تواريخ مجدي.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 كنت هنا قرب قلبي..تكتبين  تواريخ مجدي..

إلى تلك التي أطلقتني نورسا مهيض الجناح..فوق صفحات البحار


بين جرحين كنا..

وكنت وجدا كحزني

أيا مهجة الروح المرقشة

 بالشوق..

لست أبكي

فإنك تأبين  بكاء الرجالِ

ولكنك في غمرات البنفسج 

                 ذرفت أمام الصمت عيونك

يطافُ بقلبي 

                       "كرأس الحسين فوق رمح" 

  لماذا سمحت لمن يعشقون حقول البنفسج

         لمن يكرهون شذا الحزن بأن يفرشوا 

                                         الأرض شوقا..

أن يرسموا فوق جدار الروح

 أحزانهم وألوانهم

    ونشيج السنين الخوالي..

أيا مهجة القلب..

  لقد كنت ظلي

إنها تمطر الآن مثل قلبي تماما

وفي نشوتي أتهجى خطى القادمين

خلف ذاك المساء البعيد

                 وأرسم ملامح وجهي 

واتركها في الضباب الكثيف

وأعرف أن موعدي في غد عندك

كنت هنا قرب قلبي

           تكتبين  تواريخ مجدي..

ووجدي

وتدلين  بمواعيدنا

        خلف شرفات الغروب

     سيبقى النشيج القديم 

يهدهد الروح

والذكريات البعيدة 

      كحدائق عمرنا..

بكيت كثيرا لبعدك

            للهثك خلف السراب

    حاولت أمسح دفتر عمري

حاولت أمسح غيابك بالدمع

   كي لا بخدشوا منك شيء

منحتهم كل شيء..!

وإني أراهم وقد وقفوا 

         على بوابة العمر 

يتهامسون سرا 

      بسر علاقتنا بالبدر

يتسلون بمرأى دموعي

لكن عطرك ظل بثوبي

وسيظل بين ضلوعي

 أنى ذهبت..

وغبت

    يلامس نرجس الروح..

وقد أبكي غدا من القلب..

      حين أراك في دربي

ملتحفة بالغياب

ويوما..فيوما..

           تعاتبك الذكريات 

فإن أمير الزمان العتاب


محمد المحسن



الجمعة، 14 نوفمبر 2025

زَيْتُونَةٌ مُبَارَكَةٌ.. بِقَلَمِ الشاعر عِمَادُ الْخذْرِي

 زَيْتُونَةٌ مُبَارَكَةٌ..


يَا شَجَرًا حَطَّ عَلَى غُصْنِك الصّقرُ

وَتَمَايَلَ لِحُسْنِكَ العُودُ وَالْوَتَرُ


ضَرَبْتَ فِي التَّارِيخِ مَجْدًا وَعَبَقُ

تَغَنَّى بِكَ الشِّعْرُ وَخَلَّدَكَ الْخَبَرُ


زَيْتُونَةٌ أَصْلُكِ ثَابِتٌ فِي العُلَا

بُورِكْتِ فِي الْكِتَابِ وَالأَثَرُ


قَدِّيسَةٌ أَنْتِ مُنْذُ الْقِدَمِ

لِزَيْتِكِ قِنْدِيلٌ عِنْدَ الْبَدْوِ وَالْحَضَرِ


عَشِقْتُكِ مُنْذَ الْبَدْءِ فِي الصِّغَرِ

وَدِدْتُ غَرْسَكِ فِي الصَّحْرَاءِ وَالْحَجَرِ


يَا رَمْزَ السَّلَامِ وَكُلِّ كَرَمٍ

وَيَا رَمْزَ الْكِفَاحِ وَرَدِّ الْعَادِّي الأَشرِ


فِي وَطَنِي زَيْتُونَةٌ قَدْ غُرِسَتْ

شَهِدَ الزَّمَانُ لَهَا بِالْعَجَبِ وَالْفَخرِ


بِجِوَارِهَا كَانَ بَيْتُ اللهِ قَدْ رُفِعَ

يُؤُمُّهُ الْعُبَّادُ مِنْ كُلِّ فَجٍّ وَقُطْرِ


شَذَا نُورُهَا بَيْنَ الْعَالَمِينَ فَسَرَى

زَكَّاهَا اللهُ بِالْيُمْنِ وَالْبَرَكَاتِ وَالْخَيْرِ


 بِقَلَمِى عِمَادُ الْخذْرِي

تُونِس فى 13 نُوفَمْبَر 2025



البَائِعُ والأطْفَالُ.. بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

 البَائِعُ والأطْفَالُ.

البَائِعُ: 

بِمِسْـكٍ أَنْتَ ، بِالعَــنْبَرْ

وَبِالحَـلْوَى وَبِالـسُّكَّـــرْ

تَــعَـالَوْا وَاشْـتَرُوا كَعْكًا

لَذِيـذَ الطَّعْمِ وَالـمَـنْظَرْ

فَـذُوقُـوا جَـرِّبُـوا هَـيُّوا

بِخَـمْسِين ، وَلاَ أَكْــثـَرْ...

 الأَطْـفَالُ:

*_ أَنَا أَرْجُـــــوكَ وَاحِــدَةً

_*أَنَا خَمْــسَهْ _*أَنَا الثَّانِي..

*_ بِــبَاقِي صَاحِبِي أَبْـغِـي

حُـلَـيْــوَى لَـوْنُــهَـا قَـــانِ

*_أَنَا يَـا عَـمُّ مَا عِـــنْدي

سِوَى عَشْـرَهْ، وَلاَ أَكْــثَرْ

البائِعُ:

تَـفَــضَّـلْ هَـــذِهِ كَـعْـكَـهْ

غَـــدًا، أَكْـمِلْ لِيَ البَـاقِي

*_أَبِي فِي الشُّـغْلِ يَا عَمِّي

وَ مَا لِي دِرْهَـمٌ  بَـــــاقِ

أَهِـيــمُ بِــقِـطْـــعَـةٍ إِنِّـــي

عَلَـى الحِرْمَانِ لاَ أَصْــبِـرْ.

 الـبَائِـعُ:

*_صَدِيقُ الكُـلِّ مُحْتَاجٌ

وَلاَ يَـلْــقَــى مَــلاَلِـيــمَـا

فَــهُـبُّوا، أَنْــجِـدُوا خِـلًّا

وَفُـكُّـوا القَهْـرَ وَالضَّـيْمَـا

*_ أَجَـلْ، هَــذِي أَنَا حَلْوَى

*_أَنَــــا بَسْكُـوتَـةً  أَكْبَــــرْ

*_أَنَـــا عِشْـرِيـنَ مِــــلِّيـمـًا

*_أَنا عَشْـرَهْ، أَنَا الأَفْقَـــرْ

 المُحْتَـاجُ:

سَـلِـمْـتُـمْ إِخْــــوَتِي إِنِّــي

عَـلَى إِحْسـانِكُـمْ  أَشْكُــرْ

أَنَـــا أُهْـدِيــكُـمُ حُــبَّــا

وَهَذَا مَنْحِـيَ الأَكْـبَــرْ ... 

حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس) 

ديوان "الباقة": أناشيد وأوبيرات للأطفال.



الرّياضيّات من معجزات الله في القرآن بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف ... تونس.

 الرّياضيّات من معجزات الله في القرآن 

  معجزة 19

** واحدة من المعجزات الرياضية للقرآن الكريم هي الطريقة التي ورد بها العدد  19مشفرًا بطريقة رقميّة في الآيات. ذُرَّ هذا العدد في الآية القرآنية"عليها تسعة عشر"و كذلك في آيات أخرى وفي ما يلي أمثلة: 

*البسملة وتتألف من 19 حرفًا: 

* يتألف القرآن من 114 سورة: 19في 6 .

*أول سورة أُنزلت رقمها 96 ؛ وهي تحمل رتبة  19 انطلاقًا من النهاية.

*الآيات الخمس الأولى التى أُنزلت من سورة "العلق"رقم 96 ومجموع الكلمات الواردة فيها هو19 :

اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)

أمّا "و" و "بـ" فهما حرفان غير مدرجين في الحساب. 

* وتتألف سورة "العلق" رقم19 من285 حرفًا: 15في19

 *وكذلك سورة النصر، وهي آخر سورة منزلة، تشتمل على 19 كلمة.

"إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3) "

وبالإضافة إلى ذلك، فالآية الأولى من سورة النصر تحتوي على 19 حرفًا

* يحتوي القرآن على 114 صيغة (بسم الله) ، أي 19 × 6. 

 من بين سور القرآن الكريم، فقط 113 تبدأ بالبسملة، و السورة الوحيدة التي لا تبدأ بها هي سورة «التوبة". وفي المقابل ، فإنّ سورة "النمل " تحتوي على البسملة مرتين: مرّة في بداية السورة و أخرى في الأية 30.

وتقع سورة "النمل" بعد سورة" التّوبة" بـ19سورة وبذلك يكون العدد الإجمالي لصيغ البسملة 114. 

*وردت سورة "النمل" في المرتبة الـ27 والبسملة الثانية في الأية الـ30، وإذا جمعنا 27+30، وجدنا 57 أي(19في3)

 *من سورة التوبة رقم (9) إلى سورة النمل رقم27، عدد الآيات هو 342:(9 + 10 + 11 +12 +13 + 14 +15 + 16 +17 +18 + 19 + 20 +21 + 22 +23 +24 + 25 + 26 + 27)

 ويقابل هذا الرقم 19 مضروبا في 18.

  *مجموع عدد المرات التي ورد فيها اسم "الله" في جميع الآيات  من مضاعفات العدد 19 هو 133 أو19 في7: الآيات: 19 ، 38 ، 57 ،76.

*القيمة الأبجدية للفظ "واحد" هو 19. 

و تستعمل هذه الكلمة مع مختلف عبارات أخرى في القرآن ، على سبيل المثال: باب واحد ، مجموعة واحدة متنوعة من الأغذية. و يستخدم 19 مرة  بقصد" اسم الله"

*مجموع عدد  السور والآيات التي ورد فيها لفظ "واحد" هو 361 : (19 في19 ).

  * استهلّت سور من القرآن بالحروف "الم "وأولاها البقرة، في الأية1، وآخرها في سورة "القلم" (نون) في الأية1، يلاحظ أنّ عدد الحروف بينهما هو5263: أي 19في27 

 *توجد  38سورة بين سورتي "البقرة" و"القلم": أي 19في2.

*ورد لفظ "الرحمن" 57 مرة في القرآن الكريم: أي 19في3.

*ورد 30 عددًا في القرآن الكريم:

*مجموع هذه الأعداد هو 19 في 8534 أي162146 : 1 + 2 + 3 + 4 + 5 + 6 + 7 + 8 + 9 + 10 + 11 + 12 + 19 +20 + 30 + 40 + 50 + 60 + 70 + 80 + 99 + 100 + 200 + 300 + 1000  +3000 +2000+100000+50000+  5000 = 162146

وبالإضافة إلى هذه الأرقام الـ30 ، يشتمل القرآن على ثمانية كسور هي: 1 / 10 ، 1 / 8 ، 6/1  ، 1 / 5 ، 1 / 4 ، 1 / 3 ، 1 / 2 و 2 / 3.

وهكذا، فإن القرآن يتضمن ما مجموعه:

 38  أي 19 في 2 

  *السورة التي تشتمل على 19 آية هي سورة "الانفطار"و تتميّز بأنّها تنتهي بلفظ "الله" وهو ،في نفس الوقت الظّهور الـ19 لهذا اللفظ انطلاقًا من نهاية القرآن.

*تبدأ السورة رقم 50،وهي سورة "قاف" بحرف( قاف).

يتكرّر حرف "القاف " فيها 57 مرّة (19في3) .كذلك ورد حرف "القاف" 57 مرّة في السورة رقم42، التي تبدأ أيضًا بحرف (قاف).

تشتمل السورة رقم 50 على45 آية، فإذا جمعنا رقم السورة و عدد الآيات فيها وجدنا 50+45= 95 أي: 19 في5.

إضافة إلى ذلك، فإنّه يوجد في السورة رقم 42، 53 آية.و مجموعهما 95 أي (19في5). 

*القيمة الأبجديّة للفظ "مجيد" ،مستعملًا لوصف القرآن، في الآية الأولى من سورة "قاف" هي 57 (19في3)،وكما رأينا في ما سبق أنّ حرف القاف قد تكرّر في هذه السورة  57 مرّة. 

*يتكرّر حرف "القاف" في القرآن798 مرّة: (19في42) و42 هو رقم السورة الأخرى التي تبدأ بحرف "القاف".  

*يظهر حرف "النون" في بداية سورة واحدة هي سورة "القلم" و رقمها 68.و يتكرّر هذا الحرف في هذه السّورة133 مرّة، أي 19 في 7.

*وإذا جمعنا عدد الآيات ، بما في ذلك البسملة، بالسور التي آياتها من مضاعفات 19، فإنّنا نتحصّل على نتائج باهرة:

   *الحرفان "ي"و "س"تبدأ بهما سورة "يس"، ويتكرّر حرف الياء237 مرّة و حرف السّين 48 مرّة ويكون المجموع: 237+48=285 وهو 19في 15.

*سورة واحدة تبدأ بالحروف(ألف ،لام ،ميم ،صاد):

- يتكرّر حرف الألف فيها2529 مرّة،و حرف اللام 1530 مرّة وحرف الميم1164 مرّة و حرف الصّاد97 مرّة.و تتكرّر هذه الحروف في المجموع :2529+1530+1164+97=5320 أي 19 في 280.  

*الحروف (الف،لام ،ميم) هي الحروف الأكثر استعمالاً في اللغة العربيّة.تستهلّ بها 6 سور من القرآن الكريم: هي السور رقم29،31،32،3،2،1

  -يتكرّر حرف الألف في هذه السّوَر:9899 مرّة أي 19 في 521.

-يتكرّر حرف اللام5662 مرّة أي 19 في 298 مرّة.

-يتكرّر حرف الميم 1672مرّة أي 19 في 88.

و مجموع تكرّر هذه الحروف مجتمعة في السُّور الـ6:. 19874 أي 19 في 1046

*تتكرّر الحروف(ألف، لام ،راء)في بداية السور 10و11و12و14و15.

-تتكرّر هذه الحروف في هذه السّوَر:2489مرّة أي 19 في 131.

*تتواتر الحروف(ألف،لام ،ميم ،راء) 1482 مرّة:أي 19 في 78.

- حرف الألف:605 مرّات.

- حرف اللام: 480 مرّة.

- حرف الميم:260 مرّة.

- حرف الرّاء:137 مرّة.

*تجتمع الحروف(كاف،هاء،ياء،عين، صاد) في بداية سورة "مريم"،وهي السورة رقم 19.

- يتكرّر الحرف "الكاف"في هذه السورة 137 مرّة.

- و يتكرّر حرف "الهاء" فيها 175 مرّة.

- و يتكرّر حرف "الياء"343 مرّة.

- و يتكرّر حرف"العين"117 مرّة.

* و يتكرّر حرف"الصاد"26 مرّة.

و مجموع المرّات التي تتكرّر فيها هذه الحروف جميعها:137+175+343+117+26=798.وهو:19 في 42.

اكتشافات أخرى بشأن هذا الموضوع:

 *في القرآن الكريم:

- ورد لفظ"أَطِعْ" 19 مرّة.

- ورد لفظ "عبد"و "عبيد"و"عابد" و "العبادة"...152 مرّة أي 19 في 8. 

*القيمة العددية الأبجديّة لبعض أسماء الله الحسنى:

- واحد:19 في 1.

- جامع:114: 19 في 6. 

*العدد19 عجيب:

فهو مجموع العددين:9 و 10 

بقوّة دليلها1.والفارق بين "مربّعيْ هذين العددين هو أيضًا 19

**تكون الشمس و القمر و الأرض على استقامة واحدة، دوريًّا كلّ 19 سنة.

**يمرّ مذنّب "هالي" دوريًّا كلّ 76 سنة:19 في 4.

وختاما:

 مجموع الأرقام الـ19 الأولى مضاعف لـ19.. 

مجموع الأعداد الـ19 الأولى مضاعف لـ19..

*أوّل سورة أُنزِلت رقمها 96، يكون ترتيبها الـ19،انطلاقًا من نهاية  المصحف.و تتألّف من 19 آية تشتمل على 285 حرفًا(19 في 5).و تشتمل الآيات الخمس الأولى منها على 76 حرفًا(19 في 4)

*الآيات الأولى من السورة رقم 68،وهي التي أُنزلت ثانية في الترتيب، تتألّف من 38 كلمة (19في 2)

*السورة التي أنزلت ثالثة في الترتيب هي السورة الـ73، تتألّف من 57 كلمة(19 في 3)

تبارك الله: لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (2) هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3) الحديد.

حمدان حمّودة الوصيّف ... تونس. 

من كتابي : القرآن والعلوم الحديثة





ورقة من دفتر المواجع.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 ورقة من دفتر المواجع..

حين يكتب الكاتب عن طفولته المعطوبة..تستيقظ المواجع العتيقة من غفوتها..!


تصدير : في الحياة قد تخسر حلما،وقد تفقد أملا..وقد تتنازل عن أمنية..لكن كن حريصا ألا تخسر نفسك..


فتحت عيني على أمنا الدنيا ذات فجر رمادي موغل في المواجع،بعد الإستقلال بثلاث عجاف..ليكون لي موعد مع طفولة معطوبة،ينهشها الجوع بنابه الأزرق المتوحش..

ولدت في بيت منحنا إياه ذوي القلوب الرحيمة على وجه الإحسان،فلا مال لنا،ولا حياة تعاش في كنف الاطمئنان وراحة البال..إذ كان والدي رحمه الله-جواب آفاق-،يسير حافيا على ثلج الدروب..ثم يعود إلينا بيد فارغة،والأخرى لا شيء فيها..أما أمي رحمها الله،فكانت في الليالي العاصفات تبكي بصمت..تبكي لحالي وحال إخوتي حين ننام جياع..وأذكر أننا ظللنا تسع ليالي نقتات على مسحوق الدقيق بعد أن تخلطه أمي بقليل من الماء..أولعلها تضيف إليه قطرات من دمعها المنساب على خدها النحاسي..أقول أمي التي أنجبتني في عتمات الفصول،وشمخت فوق زخأت العذاب حين أتاها  الذبول..أمي التي خاضت تجربة الحياة بمهارة..ظلالها مازالت ممتدة من الجغرافيا إلى ارتعاشات القلب..مازالت هنا على عتبات الرّوح مثل رفّ جناح..ومازلت أراها اليوم وهي قابعة في ركن البيت الآيل للسقوط وهي منهمكة بشغل الإبرة ترتق ثيابنا الرثة و المهترئة أصلا..

مرّ غيم الموت،ولم يمرّ جوع الأرض،وجوعي..فاقم الدهر الأخرس معاناتنا فبعنا أدباشنا الرثة بثمن زهيد كي نبقى على قيد البقاء..بعد أن تغلب الفتق على الرتق،وتراجعت صدقات المحسنين وشحّ المال والماء والأمل..

 وأذكر أن شقيقتي الكبرى ظلت دون حذاء..لما يزيد عن سنتين أو أكثر،أما أنا فقد بعت جائزتي الكبرى التي تحصلت عليها كتلميذ متميز في السنة الرابعة إبتدائي إذ كنت الأول على مستوى ولاية مدنين ( كانت جهة تطاوين زمنئذ،معتمدية تابعة لولاية مدنين..ولم تتحول إلى ولاية إلا سنة 1981 ) قلت  بعت جائزتي الثمينة ( كتب،كراسات،أقلام،وقصص للأطفال..) لإبن أحد الأثرياء ببضع مليمات،وأشهد أمام الله أني بكيت،كرضيع شح لبن أمه..أثناء تسليمها لفتى ثري في مثل عمري..

ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان،بل بذاكرته المنقوشة في المكان.أزمنة متراصة مكثّفة..

هي ذي حالنا إذن ذات زمن موغل في الدياجير.زمان تكثّف حتى غدا مكانا وحكايات،جراح ومواجع،سماء تنفتح في وجه الأرض،أرض تتسامى وتتخفّف من ماديتها حتى تصبح كالأثير.ثم يلتقيان.الأرض والسماء يغدوان واحدا.وأنا واخوتي الجياع غدونا جسدا واحدا..لكنه عليل،منهك ومريض..

في السادسة إبتدائي مازال ساعدي غضا،يافعا،ولم يتجاوز عمري الثـانيـة عشـرة "انتدبني" خباز لأعمل معه كبائع جوال لأرغفة " خبز الطابونة" من انبلاج الفجر حتى بعد الظهيرة،وكان صاحب المخبزةجشعا،إذ يخصم من أجرتي اليومية الزهيدة ( (2)رغيفا خبز و200 مي)  بعض المال،حين يكون-الحساب ناقصا-،إذ لطالما يهجم علي صبيان جياع ويفتكون مني-قسر الإرادة-بعض الأرغفة،مستغلين ضعف بنيتي الجسدية وعدم قدرتي على الإشتباك معهم لإسترداد تلك الأرغفة المنهوبة..! وكانت الغيوم  في أحيان كثيرة حالكة السواد ترمي شوارع وبيوت مدينتي ( تطاوين) بكل ما في جوفها من مطرٍ وبَرَد وربما ثلج،وأنا أسير حافيا بين الأحياء مناديا بصوت مخنوق " خبز طابونة سخون يا وكالة"...تعبت كثيرا في تلك السنين الجدباء،ونالت مني المواجع في نخاع العظم..وخلت مرار أن الموت سيزورني ليلا ليريحني من شقاء الحياة،ويخلطني من عقال زمن أخرس،لئيم..لكنه لم يأت...! 

لم أكن ماهرا في البيع،فأستغنى الخباز عن خدماتي،وداهمنا الجوع الكافر من جديد،سيما أن والدي أصبح عاجزا تماما عن العمل بسبب مرض عضال..واضطرت والدتي للعمل في بيوت ميسوري الحال،كمنظفة،وتشتت شملنا بعد أن تحولت شقيقاتي بدورهن إلى خادمات في بيوت الجيران وبعض العائلات الميسورة..

مازلت أذكر تلك اللحظة البهيجة التي ربطتني بالكتابة،فعندما كنت تلميذا بالمرحلة الإبتدائية، وكانت أمي تطلب مني كتابة رسائل إلى أزواج وأقارب بعض الجارات بفرنسا للاستفسار عن حالهم،وكان علي تعويض الصوت بالكلمات.. والاجتهاد لاختزان كلمات جديدة أبهر بها أمي وأنافس بها أترابي..وكنت أتقاضى بعض المليمات عن كل رسالة أكتبها..كي نشتري بها زيتا ودقيقا..وهذا يكفي..

في الأولى ثانوي ( نظام قديم سنة 1971) وخلال فصل الصيف،انضممت إلى عمال الحضيرة " الشانطي"،ثم انتقلت إلى مجال " المرمة" وقد اشتد عودي قليلا..وابتدأت رحلتي مع العذاب،واستمرت لسنوات طوال،في مراوحة بين شغف الدراسة،واكراهات الأعمال الشاقة في العطل،وفصل الصيف..

هي ذي طفولتي،المظلمة والمضطربة،وقد عشتها وسط أسرة ينهشها الجوع الطاحن وتعصف بها تقلبات الحياة وحيف الأزمنة المفروشة بالمظالم..لم أعرف فيها طعم الحلوى والسكاكر،ومازلت أذكر أننا كنا ننتظر الأعياد والمناسبات عند الجيران كي نتذوق اللحوم والفواكه التي حرمنا منها عبر سنين عجاف..

‏تركت هذه الطفولة آثارًا لا تُمحى من حياتي..وظل سوادها يلتحف بضلوعي،ويثير عواصف ألم في ذاكرتي الموجوعة..

‏نجحت في امتحان البكالوريا بامتياز..وكنت أرسل لعائلتي المعوزة جزءا كبيرا من منحة الدراسة بالجامعة التونسية..وأعمل في فصل الصيف بائع " سندويتشات" على ضفاف بحر حلق الوادي..و..ولم تنتهي قصتي بعد..والستارة لم تنسدل على مسرحية حياتي المعطوبة..لكني،سأكون أكذب إن لم أعترف بأن تلك التعاسة التي عشتها في طفولتي،قد أفادتني في عدد من النواحي..وهذا موضوع آخر سنتناوله بإستفاضة حين يختمر عشب الكلام..

هي ذي قصتي اليوم مجلّلة بالوجع ومطرزّة بالبهاء: أمل يرفرف كلما هبّت نسمة من هواء..ثمّة فسحة من أمل..خطوة بإتجاه الطريق المؤدية، خطوة..خطوتان ومن حقّنا أن نواصل الحلم.

ولتحيا الحياة..

وأختم بهذه القصيدة التي صغتها بحبر الروح..


حين يهجع الثلج تحت جفون المساء..


الإهداء:إلى أمي في مرقدها الأبدي..أمي التي أنجبتني في عتمات الفصول..وشمخت فوق زخّات العذاب حين آتاه الذبول..


حين تجوع..يا إبني وتبكي

وينساب الدّمع على خديك 

غضوب

لا تشدّ بجرحي وتشكو

حيفَ الزمان..

وقحط الدروب

      وترنّم بعشق الليالي..وعشقي

لإنبلاج الفجر على ربوع الجنوب

***

حين يهجع الثلج

             تحت جفون المساء..

وينمو عشب الشوق..

         فوق العيون الدامعات..

يفتح الوجد للغرباء 

أحضانه

ويعزف القلب للصبح أوتاره..

                          الخالدات

وتشرق في فيض القصيد..

                       الدياجي

وتحتفي القوافي..

  بعطر هذا البهاء

وتزهر من حولك الأمسيات

 التي قد توارت

             وتصحو الرّوح من غفوة الحلم..

والأمنيات

لملم شتيت الرؤى..

     وأرنو بشوقك إلى الشامخات

وأطلق يديك..

تلامس أطياف ذاك المـــــــــــدى

 حيث الهدى..

والتجلي

ولا تبك دهرا..

                    مضى وتولّى

فما بالتنمني..يصاغ القصيد

وينساب عطرا..

            ووعلى القافيات..


محمد المحسن



مع حديث الجمعة / بقلم الكاتب : السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد - مصر ٠

 مع حديث الجمعة /

بقلم : السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد - مصر ٠

( من وصايا الرسول ٠٠!! )

عن عقبة بن عامر " قلتُ يا رسولَ اللهِ ما النَّجاةُ قال أمسِكْ عليكَ لسانَكَ، وليسعْكَ بيتُك، وابكِ على خطيئتِكَ " - صحيح الترمذي ٠

نعم في البداية نجد أن الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم مبلغ عن رب العزة و في نفس الوقت يحرص كل الحرص على تقديم النصيحة و الوصايا النبوية للناس كطوق نجاة و فلاح و فوز في الدنيا و الآخرة معا ٠


و من ثم كان الرسول صلى الله عليه و سلم يعلم و يربي الصحابة على الخير و الفضائل الحسنة و الأخلاق الفاضل في العبادة و التعامل هكذا ٠٠

كما في الحديث الحسن الشامل لمعاني و أبواب الخير جميعها ٠

الإمساك عن الكلام إلا في الخير فاللسان سبب المعاصي ، و إلزام البيت فيه الرضا و الاطمئنان و القناعة و تنظيم الوقت في الطاعة و التقليل من الوقوع في المحظور ، و البكاء على الخطايا  مع الاشتعال بعيوب النفس و العمل على إصلاحها كي تستقيم الحياة  ٠

= و هنا يأمرنا في الأمر الأول :

بكف الأذى و حبس حفظ اللسان عن النقائص لأنه هو الذي يأتي بالحسنات و بالسيئات في تلك الحياة و كلمة فيها النجاة و كلمة فيها الهلاك و ما أجمل ذكر الله و الكلمة الطيبة و القول الحسن الجميل من خلال التعامل مع الناس و البعد عن الفحش ٠  

= ثم يأمرنا بالأمر الثاني في الوصية النبوية الغالية :

لزم البيت بعيدا ًعن الفتن و الصراعات و التحلي بالطاعة و الإقامة على شؤون الخير و البيت مع الأسرة و هذا من باب الأمور المندوبة و حسن الخلوة في اغتنام الوقت في طاعته ففي ذلك الفلاح أيضا ٠

= و الوجه الاخير في الوصية البكاء و الندم و التوبة و ملازمة الاستغفار في كل وقت وحين ، و ذلك اغتناما في توفير سُبل الأمان و المناجاة و التقرب إلى الله الخالق الرازق التواب الرحيم ٠

هنيئا للإنسان الذي يحاول تطبيق الأمور الموضحة و استثمارها في الحصول على الحسنات ففي العزلة و الصمت و الاندماج المسموح به على قدر الحاجة و الطلب و المشاركة الهادفة بين الناس و معهم في فعل الخيرات و اجتناب المعاصي و السيئات و هذا يتأتى بعد وقت العمل ينصب إلى عباده عن طريق استخدام اللسان و الكلام الطيب و الإقامة بين الأسرة من باب الموده و الرحمة و غرس القيم و تهذيب النفوس و تعليمهم على التنشئة الصالحة ثم الندم على التفريط في جنب الله و الاستغفار و الخشوع في مصالحة النفس مرة أُخرى و تجديد الإيمان مع المساهمة في الزيادة ٠


و أخيراً كل النَّجاةُ في طاعة الله عز وجل الخالصة و في قول سيدنا محمد من باب الوصية و النصيحة و وصف هذه الأوامر بالخير ( أمسِكْ عليكَ لسانَكَ، وليسعْكَ بيتُك، وابكِ على خطيئتِكَ ) ٠

و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله ٠

و على الله قصد السبيل ٠


حنين بقلم الشاعرة سعيدة شباح

 حنين

يشتد نبضي و الحنين يهزني 

لأحبة نحو البعيد الموجع قد طاروا 

هم قصصي ، فرحي و الهواء و مدني

لكأنهم من فرط جمالهم أقمار 

 أرنو إلى البحر الغضوب و موجه

أتساءل هل تنصف يوما مهجتي الأقدار 

و يظل صوتي كالصدى يتردد

لا رد يأتي و هل ترد البحار ؟

يا أيها الشوق الذي لا يهدأ 

خذني إليه فالبعد عنه نار 

أو رده للقلب حتى يستعيد خفقه 

خوفي أن قبل الرجوع تنتهي الأعمار 


سعيدة شباح