قصيدة بعنوان..
صمود الركام
.....
رُكامٌ..
ولكنَّه لمْ يَهُنْ..
رُكامٌ..
يفوحُ بمسكِ الشهيدِ..
كأنَّ الحجارةَ أنفاسُ نورٍ تُصلّي علىٰ دمعِ أمٍ تفتشُ عنْ قَلْبِها والوَطنْ..
وتَبْكي المآذنُ تحتَ الرُّكَامِ..
تكبرُ بينَ البكاءِ ونهرِ الدِّماءِ..
لعلَّ النداءَ يَشُقُّ جدارَ السُّكوتِ..
وَيَهْوِي الصنمْ..
ويَبْقىٰ الرُّكَامُ سلاحًا عصِيًّا..
يُعاندُ كلَّ عُيونِ الغباءِ..
يُفتِّشُ عنْ عَزْمهِ في السماءْ..
يُنادِي هُنا لنْ يموتَ الجدَارُ..
فَفِي كلِّ ذرةِ رملٍ دماءْ..
تُسَجِّلُ فِيها ..
حكاياتِ أمٍ وطفلٍ ونُطفةِ بَدْأِ الحياةِ الكريمةِ..
رُغْمَ احْتِدامِ الغباءْ..
فيَا أرضَ غزةَ ..
كيفَ احتملتِ..
كأنَّ الدماءَ مدادُ الصمودِ..
كأنَّ الجراحَ سفيرٌ عنيدُ..
كأنَّ المواتَ علىٰ رملِ غزَّةَ ..
ليسَ فناءْ..
علىٰ بابِ غزةَ ..
صلَّىٰ النماءُ..
كأنَّ الرُّكامَ يُعيدُ اختراعَ الحياةْ..
أَيَا وَجهَ هذَا الترابِ ..
إذا قُيلَ ماتَ..
تَنفَّسَ صبحًا..
ليعلنَ أنَّ مواتِ العزيمةُ محضُ سرابْ..
وصارَ الرُّكامُ جنودًا تُسطِّرُ آياتِ مجدٍ..
كأنَّ الحجارةَ درعٌ
يصدُّ جحافلَ كلِّ الطُّغاتِ..
ويبقىٰ يُمَأمِيءـ ذاكَ الدَّعِيُّ..
علىٰ عظمِ فسلٍ..
تعَفَّنَ بينَ الرفاتِ..
تُغَنِّي الحجارةُ في صَمتِها
وتحملُ في كومةٍ..
جُرحَ ثَكلىٰ..
تُزغردُ فخرًا..
لأنَّ دماءَ الشهيدِ حياةُ
ومسكٌ يفوحُ..
ويبقىٰ الرُّكامُ كما الأنبياءِ..
يُعلمُ تلكَ الحياةَ..
بأنَّ الشهادةَ مجدٌ..
وأنَّ العزيمةَ صبرٌ..
تُقيمُ الحياةَ علىٰ مُوجعاتِ الحُطامْ..
كأنَّ الركامَ سراةُ نجاةْ..
ومعراجُ نصرٍ يطاردـ
قَهرَ الظلامِ...
يُحررُ فجرًا تَكَبَّلَ خلفَ العَدَمْ..
ليزهرَ نجمُ السلامْ..
أمام َصُمُودِ الرُّكامْ
شعر سامي ناصف .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق