حين سكننا العدوّ
نقول غدرنا العدوّ،
وننسى أنّه غدر حين نمنا
على تخوم الكبرياء،
وتركناه يدخل
من جحور الخذلان،
ومن أبواب الحياد.
رفعنا الشّعارات،
وألقينا الخطابات،
لكنّها ذرّ للرّماد؛
أخفينا وراءها الخوف وتراجعنا،
وردّدنا أسماء ميتة
كأنّها خلاص.
أسعفنا التّاريخ
حتّى ملّ خذلاننا وخلافاتنا،
فألقانا.
جلسنا على مقاعد الكذب
نعدّ الخيبات،
نندّد،
نخطب،
وأخيرا اتّفقنا
كي لا نرى وجوهنا في المرايا،
لأنّها تروي خفايانا.
شتمنا العدوّ،
لكنّه يسكن فينا:
في كلمة حقّ لم نقلها،
في صمت كان يجب أن يكون صراخا،
في الخنوع باسم الواقعيّة،
وفي الهتاف باسم وحدة المصير،
ونحن مزّقتنا أكثر الفرديّة.
أين الحميّة؟
كانت فينا نارا،
نحرق بها بلدا
من أجل كلمة
أو حتّى حرف
أخطأه اللّسان،
ثم صارت رمادا
نتفاخر بأنّه لا يزال دافئا.
يا عرب، انهضوا،
وارفعوا وعيكم قبل سيفكم،
امسحوا ما علق بكم من عجز،
وارفعوا شعارات على وجه الشّمس،
حتّى لا ننسى أنّنا رفعناها،
ونحاسب العدوّ فنقول:
مزّقها
بينما نحن
من نزعناها من داخلنا.
رشدي الخميري/ تونس/ تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق