هي موطني
و أحبّها بسهولها وجبالها
و أحبّها بشمالها وجنوبها
******
و أحبّ نجما ساطعا بسمائها
و أحبّ فجرا رافلا في شعبها
*****
الصّبح ينثر في المدى أنواره
شذا على أفنانها و هضابها
*****
البدر يحضنها قبيل طلوعه
و الشّمس تحضنها قبيل غروبها
*****
أ نسيم فجر منعش باها النّدى ؟
يا قِبلة قد شيّدت بعُبابها
******
هي أصلها زيتونة عربيّة
أرواحنا مغروسة في قلبها
*****
مزدانة بجمالها و ربيعها
مرآة روحي فرحتي بطيوبها
*****
لكأنّما البرق المشعشع زانها
قمر علا .. قمر بكلّ دروبها
*****
من داخل الفرح الّذي ينتابني
أنا شاعر متعمّق في حبّها
*****
كم مرّة ناجيتها في غربتي
و أهيم في التفكير ساعات بها
*****
يا حزن قلبي إن يبيت ولا يرى
نورا منيرا من سنا آدابها
*****
فأنا الّذي غمر الهوى جنباته
عفّرت وجهي كلّه بترابها
*****
و وشائج الرّوح الجميلة ترتوي
بجداول تسري بحلو شرابها
*****
من بشرتي السمراء يعرفني الورى
هذا أنا لوني غدا من تربها
*****
حيث الهوى خذني إليها عاشقا
تلك الورود الفائحات ببابها
*****
فهي المنى أمل كبير فارع
يفضي إلى كلّ الدّروب صوابها
*****
فمعالم تروي لنا أسرارها
دنيا بأكملها تفوح بطيبها
*****
و حضارة ممدودة آثارها
بجسورها و قلاعها و قبابها
*****
يا قارئ التّاريخ قلها جهرة
تاريخها كالنّور فوق سحابها
* صادق الهمامي / تونس *
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق