الأحد، 16 نوفمبر 2025

هي موطني بقلم الشاعر * صادق الهمامي / تونس *

 هي موطني


و أحبّها بسهولها وجبالها

و أحبّها بشمالها وجنوبها

******

و أحبّ نجما ساطعا بسمائها 

و أحبّ فجرا رافلا في شعبها

*****

الصّبح ينثر في المدى أنواره

شذا على أفنانها و هضابها

*****

البدر يحضنها قبيل طلوعه

و الشّمس تحضنها قبيل غروبها

*****

أ نسيم فجر منعش باها النّدى ؟

يا قِبلة قد شيّدت بعُبابها

******

هي أصلها زيتونة عربيّة

أرواحنا مغروسة في قلبها

*****

مزدانة بجمالها و ربيعها

مرآة روحي فرحتي بطيوبها

*****

لكأنّما البرق المشعشع زانها

قمر علا .. قمر بكلّ دروبها

*****

من داخل الفرح الّذي ينتابني

أنا شاعر متعمّق في حبّها

*****

كم مرّة ناجيتها في غربتي

و أهيم في التفكير ساعات بها

*****

يا حزن قلبي إن يبيت ولا يرى

نورا منيرا من سنا آدابها

*****

فأنا الّذي غمر الهوى جنباته

عفّرت وجهي كلّه بترابها

*****

و وشائج الرّوح الجميلة ترتوي

بجداول تسري بحلو شرابها

*****

من بشرتي السمراء يعرفني الورى

هذا أنا لوني غدا من تربها

*****

حيث الهوى خذني إليها عاشقا 

تلك الورود الفائحات ببابها

*****

فهي المنى أمل كبير فارع

يفضي إلى كلّ الدّروب صوابها

*****

فمعالم تروي لنا أسرارها

دنيا بأكملها تفوح بطيبها

*****

و حضارة ممدودة آثارها

بجسورها و قلاعها و قبابها

*****

يا قارئ التّاريخ قلها جهرة 

تاريخها كالنّور  فوق سحابها


* صادق الهمامي / تونس *


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق