الأحد، 16 نوفمبر 2025

---- و أنا أجوب مدينتي ---- بقلم الكاتبة/نادياغلام

 ---- و أنا أجوب مدينتي ---- 

و أنا أجوب مدينتي

تأملت أمواج البحر و انعكاس الشمس

على مرايا القلوب و الماء

هناك هدوء في السماء

ضجيج في الأرصفة و تنهيدات في الأنفاق،

الصورة كأنها حلقات من مسلسل

طيور أحلام تصارع السحاب و تغير الفصول

من أجل فتات أمنيات و وطن على الشجر

و أشرعة سفن تتحدى الأمواج و شعاعا في الأفق

و بنو البشر يجرون و يلهتون؛

الكل يستبق الوقت للوصول إلى ما تبتغي العقول

و الأنفس تتسكع حفر الأزقة بحثا عما

يصمت جوع احتياجاتنا و لهفة أطماعنا

هناك حرمان فضيع و جشع موحش ..

و كل ما فينا يقول من حقي أن أمتلك أكثر

و صوت في الأعماق يردد:

و أنت في الطريق لا تنسي أن تعيشي

و أرواح تطوف حول المآذن و تنادي؛

"نحن لو عشنا لن نعدم رزقا

لكن دون ضمير سنعدم الانسانية

و قيم كثيرة سيتم وأدها"

تفككت لحمة العواطف

تاهت الطيور عن أعشاشها

كثرت ألوان المساحيق

و الأقنعة صارت تجوب المدينة

في ضوء النهار دون خجل

تغيرت ملامح الأماكن و حتى الظلال

تغربت اللحظات و تعرت الأرض و الأخلاق 

تاهت حروف الحياء في قوافي الملذات 

كثرت فنون الفساد و صارت لها 

ماركات و إشهارات 

و البراءة في هذا الزمان صارت بصمة ضعف

أما القناعة فإني أراها تحتضر،

أنا إن كنت أكتب الآن

فلأني سئمت من جشع النفوس

و قلمي يرفض الصمت و الخنوع

هناك ضباب يحجب عني الرؤية

هناك شجرة زيتون تلوح لنا بنور

لا ينطفئ لا زلت أبحث عنه

أحاول أن أبصر الطريق

ليتبدد الظلام 

فتتلاشى التنهيدات

و نجد معنى الحياة 


  ______________ 

من_همس_حرفي 

بقلمي/نادياغلام



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق