---- و أنا أجوب مدينتي ----
و أنا أجوب مدينتي
تأملت أمواج البحر و انعكاس الشمس
على مرايا القلوب و الماء
هناك هدوء في السماء
ضجيج في الأرصفة و تنهيدات في الأنفاق،
الصورة كأنها حلقات من مسلسل
طيور أحلام تصارع السحاب و تغير الفصول
من أجل فتات أمنيات و وطن على الشجر
و أشرعة سفن تتحدى الأمواج و شعاعا في الأفق
و بنو البشر يجرون و يلهتون؛
الكل يستبق الوقت للوصول إلى ما تبتغي العقول
و الأنفس تتسكع حفر الأزقة بحثا عما
يصمت جوع احتياجاتنا و لهفة أطماعنا
هناك حرمان فضيع و جشع موحش ..
و كل ما فينا يقول من حقي أن أمتلك أكثر
و صوت في الأعماق يردد:
و أنت في الطريق لا تنسي أن تعيشي
و أرواح تطوف حول المآذن و تنادي؛
"نحن لو عشنا لن نعدم رزقا
لكن دون ضمير سنعدم الانسانية
و قيم كثيرة سيتم وأدها"
تفككت لحمة العواطف
تاهت الطيور عن أعشاشها
كثرت ألوان المساحيق
و الأقنعة صارت تجوب المدينة
في ضوء النهار دون خجل
تغيرت ملامح الأماكن و حتى الظلال
تغربت اللحظات و تعرت الأرض و الأخلاق
تاهت حروف الحياء في قوافي الملذات
كثرت فنون الفساد و صارت لها
ماركات و إشهارات
و البراءة في هذا الزمان صارت بصمة ضعف
أما القناعة فإني أراها تحتضر،
أنا إن كنت أكتب الآن
فلأني سئمت من جشع النفوس
و قلمي يرفض الصمت و الخنوع
هناك ضباب يحجب عني الرؤية
هناك شجرة زيتون تلوح لنا بنور
لا ينطفئ لا زلت أبحث عنه
أحاول أن أبصر الطريق
ليتبدد الظلام
فتتلاشى التنهيدات
و نجد معنى الحياة
______________
من_همس_حرفي
بقلمي/نادياغلام

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق