السبت، 11 أكتوبر 2025

لغزة ألف تحية بقلم الكاتب عبدالرحيم العسال

 لغزة ألف تحية

=========

لغزة إني حملت القلم

ورحت أصوغ جميل النغم

وأعزف لحنا جميلا جميلا

ويبقى نشيدا لها في الأمم

بوجه الطغاة يقوم الغوالي

لهدم الذي قد بنوا من صنم

دروب الشهادة تبقى السبيل

ويبقى الشهيد ويبقى العلم

وتبقى بلاد  الشرى  حرة

وتبقى الأسود وبفنى الغنم

بلاد الأباة سلمت وتحيا

سبيل الأباة وفوق القمم

تخضب نحر الشهيد دماء

تفور وتحرق عالي الأطم

تمر الليالي سريعا سريعا

وطيفك غزة يحيى الهمم

نقول بكل اللغات تعيش

بلاد الأسود وأرض الكرم

بعيدي أتيت بحلو الكلام

وهذا القصيد وهذا النغم

وغزة تحيا بكل نشيد

وعنها يقول ويحكي القلم


(عبدالرحيم العسال مصر سوهاج أخميم)


وحدهما نهداك بقلم الأديب سعيد الشابي

 وحدهما نهداك

لا تعجبي مني،..

ان راودتني الطفولة يوما

وهزني الشوق،

الى صـــدر أمي...

فـــــأنا...

ما أتممت رضاعتي،

غصبا، فطمت

منذ استلاء السواد،

على صدر أمي.

وكما نبأتني بذلك أمي

تبا للفحم... للسـواد ...

للخنافيس التي حرمتني،

للخنفساء التي أخافتني...

أبعــــــــدتني،..

عن متمم لفصـــالي،

وبــــان... لجمال خلقي.

* * *

حملي،... وفصالي،...

ستون عاما، سيدتي،

ولم أبلغ أشدي،

كي... أقول ربي...

أوزعـــــني...

أن أشكـــــــر

شبعي،... من ثدي أمي.

هلا عرفت الحين ،

كيف كان واقعي!؟..

ذاك الذي...

يحكـــــيه عمري؟...

فلا حرج!..سيدتي

ان رأيت تلـهفي،.. أ و

غاضك اندفاعي الأحمق

الى كل صدر .

أعصر أثدية ... أمتصها،

أستدرها ، ربيع عمري.

* * *

ولتطمئني... صديقتاه...

وحـــدهما نهــــداك...

من خلقا رحيق زهري،

من أعطياني...

نشوتي بخمري،

من جعلاني...

أعيش أحلام يومي.

أبني في الآفاق قصورا...

أبدع...في فضاء،

أنا فيه الاه 

وحدي... أتدبر أمري...

أقرر فيه شأني... 

* * *

فقط!!!...

أن تغازلي العود...

تعانقيه... وهو،

يلاعب نهــــــديك ،...

يلاعبني شيطان الغيرة ،...

أستشيــــط غضـــــبا ،

أتمــــيز غيــــظا ...

أكـــــاد أنفجـــر ،...و

آتي الواقــــعة أمري

لو ما الأوتـــــــار ،

تـــرتل آيـــــاتي...

باســـــمي تســــــبح ،

تبتــــغي مـــرضاتي...

ما أهـــــدأ ،... ما أسكن ،

ولا غفــــــرت..

سعيد الشابي


عزف على أوتار..مدائنَ ترشح بالمواجع.. عزف على أوتار..مدائنَ ترشح بالمواجع.. إلى "دم الشهداء" الضوء..الذي باغت ظلمتي.. فلسطين : مثلما قلت ذات أسى: ها قد تعبت من الجري واللّهو في حدقات السنين هأ أنا الآن وحدي: أصرخ من صمت البراري: سلام على سوسنات رمت عطرها في الحنايا وعادت إلى أمّها الأرض. ألف سلام على زهرة لوز تناستها الفصول سلام على نرجس القلب.. حين يعيد البهاء لوجه فلسطين.. السلام على الراحلين إلى موطن السنبلة السلام على باقة الشهداء النّدية وهي تُزفّ إلى غرغرات التراب والسلام على آخرين حاصرهم السيل ..في منعطفات الذهول *** بيروت : هوذا الرصاص في نشوة الدّم والدمع.. يبحث عن قسمات قتيل.. يطارد على ضفة الجرح أبهى الصبايا يطارد على شفرة النّاي طفلا شريدا.. يجرجر نجما يضيء في عتمات الدجى.. إلى كدر في الأفول.. ويعوي..ثم يمزّق تلو القتيل.. القتيل.. *** بغداد : هي ذي بغداد تتحسّس كلّ المواجع.. تخبئ شوقها.. في تضاعيف السيول.. وترنو بصمت إلى نقطة في المدى.. حيث الهدى والتجلي.. هي ذي عروس المدائن تلمّ الريش من أقصى الأماني.. تنسلّ من حلم الفرات.. يكسّرها الحنينُ وتطرّزها المرايا.. هو ذا دجلة يسرّح شعرها عند المساء.. يسلّمها لبياض الرّيح.. فيغمرها العويل.. *** غزة : سمعت بإسمك في أقاويل الرياح.. وظللتُ أبحث عنكِ في كتب العواصف.. في المصاحف.. في احتدام الموج.. وانهمارات الفصول.. أنتِ تاج العارفين.. وأنتٍ معجزة اليقين.. أنتِ الحمام يرتحل عبر ثنايا المدى.. أنتِ الحزن المبلّل بالندى.. أنتِ الهديل.. *** دمشق : دمشق أيتها القادمة.. من خلف الضَباب من أساطير الحكايا.. أحتاج ذاكرة النوافذ المطلة على الخراب.. أحتاج خياما تدر ّصهيل الخيول.. أحتاج وجْدا ينبت على شجن القلب ويغمره السحاب.. أحتاج حماما يحطّ على الرّمل يحرِس حزني ويؤثثُ مدائنَ ترشح بالموت.. تنام في غيمة الرّوح.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 عزف على أوتار..مدائنَ ترشح بالمواجع.. 


إلى "دم الشهداء" الضوء..الذي باغت ظلمتي..


فلسطين :

مثلما قلت ذات أسى:


ها قد تعبت من الجري 

واللّهو


                                  في حدقات السنين


هأ أنا الآن وحدي:


أصرخ من صمت البراري:


                                 سلام على سوسنات


رمت عطرها 

                                            في الحنايا


وعادت 

إلى أمّها الأرض.


ألف سلام على زهرة لوز

            تناستها الفصول


سلام على

            نرجس القلب..


حين يعيد البهاء

                لوجه فلسطين..


السلام على الراحلين

          إلى موطن السنبلة


السلام على باقة

               الشهداء النّدية


وهي تُزفّ

      إلى غرغرات التراب


والسلام على آخرين

          حاصرهم السيل


..في منعطفات الذهول


***

بيروت :

هوذا الرصاص في نشوة 

الدّم

 والدمع..


يبحث عن 

              قسمات قتيل..


يطارد على ضفة الجرح

                أبهى الصبايا


يطارد على شفرة النّاي 

طفلا شريدا..


يجرجر نجما يضيء

                                     في عتمات الدجى..


إلى كدر في الأفول..


ويعوي..ثم يمزّق تلو القتيل..

                              القتيل..


***

بغداد :


هي ذي بغداد تتحسّس

 كلّ المواجع..


تخبئ شوقها.. 

              في تضاعيف السيول..


وترنو بصمت إلى نقطة 

في المدى..


حيث الهدى

                       والتجلي..


هي ذي عروس المدائن


     تلمّ الريش من أقصى الأماني..


تنسلّ من حلم الفرات..


يكسّرها الحنينُ

         وتطرّزها المرايا..


هو ذا دجلة 

            يسرّح شعرها 

عند المساء..


يسلّمها لبياض الرّيح..


             فيغمرها العويل..


***


غزة :

سمعت بإسمك 

                     في أقاويل الرياح..


وظللتُ أبحث عنكِ

                    في كتب العواصف..


في المصاحف..


في احتدام الموج..

                      وانهمارات الفصول..


أنتِ تاج العارفين..

                   وأنتٍ معجزة اليقين..


أنتِ الحمام يرتحل 

                             عبر ثنايا المدى..


أنتِ الحزن 

             المبلّل بالندى..


                                أنتِ الهديل..


***

دمشق :


دمشق أيتها القادمة..

    من خلف الضَباب


من أساطير

 الحكايا..


أحتاج ذاكرة النوافذ

                      المطلة على الخراب..


أحتاج خياما 

                       تدر ّصهيل الخيول..


أحتاج وجْدا ينبت 

                        على شجن القلب


ويغمره السحاب..


أحتاج حماما 

                         يحطّ على الرّمل


يحرِس حزني 


ويؤثثُ مدائنَ

                       ترشح بالموت..


تنام في غيمة الرّوح..


                ويبعثرها 

الصهيل..


محمد المحسن



"بيت الحكمة" ندوة تكريمية احتفاء برائد التجريب في المسرح العربي المعاصر" الكاتب والمسرحي التونسي عز الدين المدني متابعة الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 "بيت الحكمة" ندوة تكريمية احتفاء برائد التجريب في المسرح العربي المعاصر" الكاتب والمسرحي التونسي عز الدين المدني

نظم قسم الآداب بالمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون "بيت الحكمة" صباح يوم أمس الجمعة ندوة علمية بعنوان "قراءة النص المسرحي"، احتفاء بتجربة الكاتب والمسرحي التونسي عز الدين المدني الذي يعتبر أحد أبرز رموز التجريب في المسرح التونسي والعربي.

وافتتح اللقاء الدكتور حمادي بن جاء بالله،رئيس قسم الآداب بالمجمع مبرزا مكانة "بيت الحكمة" باعتباره منارة للثقافة التونسية والعربية والعالمية.وأكد أن تنظيم هذه الندوة التكريمية يأتي تقديرا لمسيرة الأديب عز الدين المدني "رائد التجريب في المسرح العربي المعاصر"،الذي انطلق من التراث ليستلهم منه رؤية فكرية وفنية معاصرة تعالج القضايا الراهنة.

وأشار الدكتور بن جاء بالله إلى أن هذا التكريم يتزامن مع إصدار المجمع التونسي لأعمال عزّ الدين المدني الكاملة،حيث صدر المجلد الأول من الأعمال المسرحية وهو جزء من سلسلة تتكون من أربعة مجلدات تضم نحو 1500 صفحة.وبين أن هذا المجلد يضم عددا من المسرحيات البارزة مثل "ثورة صاحب الحمار" وديوان "ثورة الزنج" و"رحلة الحلاج" و"مولد النسيان" وهي نصوص تجمع بينها روح الثورة والبحث في قضايا الحرية والإنسان.

وفي كلمته،عبّر الأديب عز الدين المدني عن امتنانه لهذا التكريم الذي اعتبره احتفاء بالكتابة المسرحية التونسية الحديثة،مذكّرا بمسار طويل بدأ منذ سبعينيات القرن الماضي.وأشار إلى أنه انشغل طيلة مسيرته بقضية تحديث اللغة العربية دون القطيعة مع تراثها الكلاسيكي،مؤكدا أن اللغة العربية حية ومتجددة وقادرة على التعبير عن قضايا العصر دون أن تفقد أصالتها.

كما أبرز المدني دوره في تنشيط الحركة المعجمية في تونس من خلال رئاسته لجمعية المعجمية وإشرافه على مجلات متخصّصة في هذا المجال، مشيرا إلى أن جهوده لاقت صدى في عدد من البلدان العربية من سوريا والعراق إلى المغرب.

يشار إلى أن المدني يرى أن المسرح ليس مجرد تسلية أو نقد اجتماعي مباشر،بل هو "طقس"  يشبه الطقوس الدينية أو الصوفية.

و الهدف من هذا الطقس هو إحداث "الوجد" في المتلقي،أي حالة من الصفاء الروحي والذهني والاهتزاز الداخلي التي تسمح له بإعادة التفكير في قضايا الوجود والمصير.

 هذا المفهوم (الطقس/الوجد) هو حجر الزاوية في فلسفته التجريبية،التي لخصها في عبارته الشهيرة: "المسرح طقس والوجد غايته"

وهي فلسفة ترفض أن يكون المسرح مجرد مرآة للواقع،بل تريده فناً يحرك الساكن في النفس والمجتمع،ويسائل اليقينيات،ويطرح أسئلة وجودية كبرى من خلال استعادة الطاقة التفجيرية للتراث.

هذا،وتميزت تجربته في الكتابة المسرحية من غنى وعمق والعمل على بناء مسرح عربي يستفيد من تجارب المسرح الغربي ويؤكد الخصوصية العربية،وقد حقق المدني مشروعه موائماً بين ثقافة نظرية بتاريخ المسرح وقضاياه وخصوصيته من ناحية وتجريب مسرحي مجتهد من ناحية ثانية،وفعل كل هذا باحثاً عن جماليات ممكنة لمسرح عربي يجمع بين الحداثة والتأصيل ويقيم بين المتفرج والعرض المسرحي علاقة أليفة لا غربة فيها،ولعل تضافر الأصالة والتحديث هو في أساس قراءته المبدعة للتراث العربي،التي انتهت إلى عدد من المسرحيات المتميزة..

وقد جمع عز الدين المدني بين الكتابة للمسرح والتنظير لهذه الكتابة،وتجمع أعماله بين التراث والثقافة الشعبية والمواد التاريخية والشفهية، وذلك على نحو يحيل هذه العناصر إلى مشهد يرضي العين والعقل معاً،فجميع العناصر المسرحية تهدف إلى تحقيق الفرجة الجمالية

باختصار،عز الدين المدني لم يكن مجرد كاتب مسرحي،بل كان مشروعاً ثقافياً متكاملاً سعى إلى تأسيس مسرح عربي له هويته الخاصة،قادر على الحوار مع التراث والعالم في آن واحد.جرأته في كسر التابوهات الفنية والسياسية،وعمقه الفكري، وإبداعه اللغوي جعلته بحق "برائد التجريب في المسرح العربي المعاصر" وأحد أهم أعلامه على الإطلاق.


متابعة محمد المحسن



الجمعة، 10 أكتوبر 2025

نداءات قلب / بقلم الكاتبة زينب عياري/ تونس

 نداءات قلب 


ألفت الغناء فصار منه تغريد،  

واللحن يحنو، والوصال قريب.  

حضنت الأوتار رغم شجونها،  

فإذا الغروب في الأفق عجيب.  


وتفرعت غصون تطارد ظلها،  

يرمش القمر، يلعب ضوءه ويميل.  

ما بال خلي للخبر جاهل،  

وللسؤال لا يرد ولا يجيب؟  


طال الانتظار وروعة صوته،  

فأضل الطريق، والعنوان يضيع.  

وربما في سكوته أعذار،  

ويوم اللقاء يحلو الحديث.  


وإن توانى عن مطلبي رده،  

لا الرسائل تصل، ولا القرب يحين.  

سألت الزمان لحظة رخاء،  

هل الرجاء في الهوى معيب؟  


وسيل العين أمام الناس دفاق،  

وعيش الفؤاد المشتاق سقيم.  

إن طال الترحال والشموع عمياء،  

فما فائدة البكاء، وما يجدي النحيب؟  


قل لمعذبي إن أتاك نادما،  

ما عتب قلبك القاسي يخيب.  

يتلاعب بالوصل، والروح معلولة،  

نحيل العود، والطبيب يغيب.  


كل الورود جف عبيرها،  

ومفتاح الصبر كالحديد لا يلين.  

هبت الوساوس تسكن مهجتي،  

وعشت بلا أعتاب ولا دبيب.  


سوى صدى حديثك في قلبي،  

أحفن ندى هواك، نديم يطيب.  

جليس على ربوة الشك مريض،  

بين الضلوع شكوى أكتمها وتثيب.


/ بقلمي زينب عياري/ تونس



لَوْ كُنْتُ قَلَماً بقلم الكاتب مصطفى سريتي

 لَوْ كُنْتُ قَلَماً

كتبت لحبيبتي 

قصيدة

وتمنيت لو كنت أنا القلم 

جد من

لأبكي على مناديلها 

ورقا ...

0

و أئن لها سطرين

إن أصابني الألم ...

أمشي على هامة رأسي

خطوطا و جملا...

و استقيم اذا ما انحنى

 الدهر أو زلت بي القدم...

أبوح لها بأسرار قلبي

و انقل شكواه 

بالعبارات و الرُّسُم...

انا الراوي لها 

لما تحكيه الشفاه 

من قُبَل ...

وما تخفيه العيون... 

ومن كَلِم..

أنا الضمير الذي لا يحجب

عن عيناها ما يراه

من صُوَرٍ ...

فيرسمها كما تشاء العين

بالحِبْر...

اه لو تمحى الألوان من جسدي 

لملأت عروقي دما...

وكتبت لها ما ترضى من شعْرِ...

فتضل القوافي تلاحقني 

و تشتكيني لحامل القلم...

أيا صاحب القرطاس 

هل لك من عوض...

بريشة و مداد سحري

ترسم لي...

 تعابير شكواي 

للناي فينتقم لي...

بصفير لما أعانيه

من مشي على الرؤوس 

بالكلم...

و ما أقاسيه من عداب و من ألم...

يا ليت قصائدي ...

تعود بالأحلام قهقرة

لخلت نفسي أنا...

الأوراق التي تُداس بالقلم...

فأسقى بحبر العشق مفخرة...

و أحمل الطيب إلى من

يهواها الفؤاد منذ القدم...

فأقر لها و أنوح مدادا

و أبكي دما بالأقلام عوض الكلم...

ثم آه لو كنت قلما لرشفت 

من ثغرها قُبلا

و كتبت بالأفراح ما لم أقل....

مصطفى سريتي 

المغرب



ماذا لو؟ بقلم الكاتب رشدي الخميري/ جندوبة/ تونس

 ماذا لو؟

ماذا لو عقدنا العزم بقلوب صادقة،

وغرسنا الودّ النّقيّ كما تغرس الأشجار في التّراب؟

ماذا لو كانت الشّيم الصّادقة عرفنا،

واللّباقة جسرنا فوق كلّ خلاف وعناء؟

ماذا لو حفظنا الجار كما نحفظ الأهل والدّار،

نصون العهد، نؤنس الغريب، ونضمّد الجراح؟

ماذا لو آمنّا أن الأصالة ليست ماضيا فقط،

بل نبع عزّ يروي حلم الأجداد،

ويرسم أفق أطفالنا؟

ماذا لو أحببنا الوطن لا بالشّعارات والكلام،

بل بعرق الجبين، ونور العلم،

وحلم يسهم فيه الجميع؟

ماذا لو رسمنا مستقبلا ساحة بناء لا خصام،

فنشيّد مجدنا بالوئام؟

ماذا لو...

فتحنا الأحضان للأمل،

وقبلنا بعضنا دون وجل؟

ألا يحقّ لنا أن نحلم بغد أجمل؟

رشدي الخميري/ جندوبة/ تونس


نظافة شخصية بقلم الكاتب يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا

 نظافة شخصية


كان عبد الهادي قد انتبه إلى ما أنا عليه من توتر و قلق جراء ذاك الضجيج في المهجع، و أنا الذي أبحث عن بارقة نوم ألوذ بها، تهدأ بها نفسي و جوارحي


اقترب مني - عبد الهادي - و قال: أراك قلقا ! قلت: نعم لست معتادا هذا الضجيج، و تراني أطلب النوم. قال: هلم نخرج قليلا ريثما يهدأ المهجع و يكون النعاس قد تسلل إلينا فنستطيع النوم. قلت: لا بأس إن شاء الله تعالى 


خرجنا من المهجع نتدرج في المكان، تعارفنا خلال ذلك على بعضنا، ذكرت له اسمي و مدينتي و ذكر لي اسمه و مدينته، شعرنا سوية أننا نعرف بعضنا منذ أمد بعيد، و تذكرت هنا قول الحبيب المصطفى محمد، إذ قال: ( الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف )


 قلت في نفسي جميل أن يصادف المرء في حياته من تركن إليه نفسه و تطمئن بوجوده و على الأخص حين يكون في أجواء غير معتاد عليها


قال لي عبد الهادي: هل أنت مصمم على لحيتك هذه، أم ستحلقها في غد ؟! قلت: بل سأتشبث بها. قال: ربما تواجهك جراء ذلك مصاعب كثيرة فهل أنت مستعد؟ قلت: سأسعى قدر استطاعتي أن أحافظ عليها إلا أن يخرج الأمر من يدي. قال: أتمنى لك الثبات، و لكنني أتمنى لك عدم المواجهة. قلت: الله وحده المستعان. قال: على بركة الله


لكنه ما لبث عبد الهادي أن سألني: ما مدى حاجتك إلى المواجهة؟ و بمعنى آخر هل اللحية فرض، حتى تصمم على عدم حلقها ؟ 


قلت: هي ليست مسألة فرض، بل هي مسألة قوانين مفروضة علينا، ما أنزل الله بها من سلطان. قال: لكن الأنظمة العسكرية في كل بقاع الأرض تأمر بحلق اللحية. قلت: كيف و متى تشكلت تلك الأنظمة ؟ و أردفت قائلا له: المطلوب من العسكري أن يكون نظيفا في كل أحواله و من طبع المرء السوي أن يكون نظيفا سواء كان بلحية أو من دون لحية


- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا 


إشراقة شمس 80

متى العودة بقلم الكاتب زهير جبر

 متى العودة

 زهير جبر


متى العودة؟

سؤالٌ من صميمِ الآهْ

يحرقُ مهجةَ ضوعى


أنينٌ من حنينِ الصوت

وأمٌّ تشتكي الجوعى


لا مصباحَ يدخلُ

لا صبحٌ بهِ نُصحو


أقاويلٌ مزلزلةٌ

ولكن... دونَ أيِّ معنى


متى نَصحو؟

وكلُّ الحالمينَ بلا ليلٍ

ولا رَجوى


متى تأتي ملامحُنا؟

متى نكتبُ على الأبواب:

«لا بيعَ»

فإنَّ قلوبَنا فرحى


متى نرجع؟

متى يا قلبُ لانفجعْ

بطفلٍ لا يرى النورَ

وإن عاشَ بلا مأوى


متى نعودُ إلى فيروز

وأطلالٍ من الزيتون؟

سلامٌ من أرضٍ حَيرى


متى نلقى أحبَّتَنا؟

متى نجلسُ بلا خوفٍ

ولا ضربًا؟


متى أحلامُنا تأتي؟

متى أوطانُنا تُبنى؟


ونعشقُ مثلَ باقي الناس

نعيشُ بجنَّةِ المأوى



فقيد الساحة الثقافية التونسية والعربية حسونة المصباحي..*( الطائر الغريب..الذي حط على غير سربه..! ) بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 فقيد الساحة الثقافية التونسية والعربية حسونة المصباحي..*( الطائر الغريب..الذي حط على غير سربه..! )

"في محبة حسونة المصباحي" كتاب جماعي يروي جوانب من سيرة كاتب موسوعي وأديب مثير للجدل..


قد لا أجانب الصواب إذا قلت أن الكاتب التونسي الراحل حسونة المصباحي (1946 - 2020) كان أحد الأسماء الهامة والأصوات المميزة في المشهد الثقافي العربي عمومًا والتونسي خصوصًا.

لم يكن مجرد أديب،بل كان مفكرًا وناقدًا وإنسانويًا بسعة أفق غير عادية.

باختصار،كان حسونة المصباحي نموذجًا للمثقف الشامل،الذي يجمع بين الإبداع الأدبي والفكر النقدي والموقف الأخلاقي.رحلته مع المرض ثم رحيله في عام 2020 كانت خسارة فادحة للأدب التونسي والعربي،لكن إرثه الأدبي والفكري يظل نبراسًا للأجيال القادمة.

في ذات السياق،وتزامنا مع ذكرى ميلاد الكاتب حسونة المصباحي (أكتوبر 1950) الذي فقدته الساحة الثقافية التونسية والعربية يوم 4 جوان 2025 بعد معاناة مع المرض،صدر هذه الأيام عن دار خريف للنشر كتاب جماعي من إعداد وتقديم الكاتب والشاعر الصحفي نورالدين بالطيب أحد الأصدقاء المقربين من الفقيد حسونة المصباحي.

حسونة الذي كان عاشقا للكتابة ولتونس وللريف الذي ترعرع فيه،قبل أن تحمله الأقدار إلى ميونيخ حيث قضى معظم سنوات حياته،لم يتوقف يوما عن الكتابة حتى في الأشهر والأيام الأخيرة من حياته ليسلم روحه بعد إرسال آخر أعماله "يوم موت سالمة" إلى الناشر الحبيب الزغبي الذي أعلن عن صدور هذا الكتاب قبيل أيام من وفاته وكأن حسونة كان يريد الاطمئنان على صدور هذا العمل الذي يحمل نقاط التقاء كثيرة مع "يوم موته" أو الأيام الأخيرة من حياته في مسقط رأسه "الذهيبات" من ولاية القيروان.

وعلى امتداد مسيرته الثرية،كتب حسونة المصباحي،هذا الكاتب المثير للجدل،عشرات المؤلفات المتنوعة منها القصة (6 مجموعات قصصية) والرواية (14 رواية) وأدب الرحلة، وأدب الرسائل،وأدب السيرة،فضلا عن الدراسات والترجمات وعن المقالات الصحفية والحوارات التي كانت تصدر له في الصحف التونسية والعالمية.

يقول نورالدين بالطيب في تقديمه للإصدار الجديد إن تمسك حسونة إلى آخر لحظة في حياته بالكتابة ليس غريبا فمنذ بدايات شبابه اختار أن يكون كاتبا ولم ير نفسه في غير مهنة الكتابة،وحتى الصحافة التي عاش منها كان يتعامل معها من موقعه ككاتب،مشيرا إلى أنه كان من الكتاب الذين أثروا الصحافة العربية بترجماتهم وحواراتهم العميقة وتحقيقاتهم وأسفارهم،إذ كان حسونة رحالة لا يستقر على حال حتى في فترة مرضه.

عن حسونة المصباحي الإنسان والكاتب والمثقف المثير للجدل بمواقفه وتصريحاته وحتى خصوماته في الساحة الأدبية التونسية والعربية**، تحدث عدد من أصحابه المقربين منه ممن رافقوه في محطات عديدة من حياته سواء من تونس أو من العالم العربي على غرار أصدقائه من مصر وسوريا والمغرب ولبنان ممن جمعتم به الكتابة والصحافة والصداقة.

ويطالع القراء في هذا الكتاب مقالات في شكل شهادات وذكريات جمعت أصحابها بحسونة المصباحي،منهم الكاتب والروائي المصري الكبير إبراهيم عبد المجيد والكاتب التونسي أحمد بنزايد والروائي والباحث المغربي أحمد المديني والشاعر السوري بشير البكر والصحفي والناقد المسرحي اللبناني بيار أبي صعب والباحثة والأكاديمية التونسية جليلة طريطر.

وساهم في هذا المؤلف أيضا الناقدة والجامعية المغربية الدكتورة زهرة حمودان،التي قدمت قراءة في رواية "هلوسات ترشيش"، والكاتب وسفير المملكة المغربية في تونس حسن طارق، الذي أشار إلى كتاب "الرحلة المغربية" الذي يعكس كيف أن "المغرب يشكل "جزءا أصيلا من المتخيل الأدبي لحسونة المصباحي"،كما تحدثت الصحفية حنان زبيس عن علاقة الصداقة التي جمعتها بالفقيد مشيرة إلى خصاله وطباعه مستحضرة ذكريات لقاءاتها وحواراتها معه،مؤكدة أنه "كان مختلفا على جميع الأصعدة" قائلة منذ حديثنا الأول أدركت أنني في حضرة شخص غير عادي وقامة أدبية مختلفة عن بقية الكتّاب.

وتضمن الكتاب أيضا ذكريات عن فترة الطفولة والصبا بقلم صديقه سمير السبوعي،وشهادة بقلم صديقه عبد الجليل بوقرة المؤرخ الباحث في المعهد العالي للتاريخ المعاصر تحدث فيها عن علاقة حسونة بمثقفي القيروان وعن خيبة تجربته السجنية في سبعينات القرن الماضي ثم عن علاقته بالمسرح والسينما،والريف والمدينة غيرها من التجارب التي عاشها الفقيد وطبعت مسيرته.

وفي شهادته بين الشاعر السوري علي قاسم كيف أن تونس لم تكن بالنسبة إلى حسونة "مجرد جغرافيا" "بل هي كيان من لحم ودم وتاريخ وصراعات ونجاحات وفشل".وتحدث القاص والروائي التونسي محمد بوحوش عن حسونة "النمرود الموسوعي" و"الأديب الذي عاش حرا واختار حرفة الأدب".

أما الباحث المنصف قوجة فقد أشار إلى علاقة حسونة باليسار،وعلاقته بمثقفي القيروان بالخصوص كما استحضر ذكريات لقاءاتهما في باريس وفي مدينة الحمامات،وحبه الكبير لقرية الذهيبات التي أوصى بأن يدفن بها،ووصف حسونة بأنه اكتشف خبايا الثقافة الغربية والتهم كل ما كتبه الروائيون الكبار بلذة كبيرة ولكنه اكتشفها بنظرة رجل الشرق بكل ما تحمله الكلمة من سحر وعمق.

وقدمت الباحثة التونسية نجوى عمامي قراءة في رواية "يوم موت سالمة"متسائلة إن كانت هذه الرواية "وصايا حسونة المصباحي أم خلاصة رحلة المفكر"ووصف الباحث المغربي والأستاذ الجامعي نجيب العوفي حسونة المصباحي بأنه "طائر خارج السرب"، فيما اعتبر الكاتب المغربي هشام ناجح أن الفقيد كان يزاوج بين المؤرخ والكاتب في الآن نفسه.

وعن عاداته اليومية تحدث محمد نبيه المصباحي (ابن شقيقه) عن عمه مستحضرا فصولا من سيرة حياته.أما الكاتب التونسي كمال الهلالي فتناول جوانب من الذكريات التي جمعته بحسونة المصباحي مشيرا إلى أنه كان يبدأ العمل في الرابعة أو الخامسة فجرا،وعبر عن إعجابه بهذا "الكاتب الفنان من طينة خاصة"،الذي أوصى بكتابة بيتين للمعري على شاهدة قبره هما "عللاني فإن بيض الأماني فنيت والظلام ليس بفاني/ إن تناسيتما وداد أناس فاجعلاني من بعض من تذكران".

جدير بالذكر أن فكرة إنجاز هذا الكتاب الجماعي، وفق ما أكده نورالدين بالطيب،ولدت مع الكاتب والمؤرخ عبد الجليل بوقرة قبل اكتشاف صديقهم حسونة للمرض،الذي التمس إرجاء إصداره لكن تشاء الأقدار أن يتوفى وها أن أصدقاءه ينجزون هذا المؤلف في عيد ميلاد الفقيد تحية لروحه وحفاظا على ذكراه،وقد اختاروا له من العناوين "في محبة حسونة المصباحي".

أما أنا أكتفي بالقول عن الفقيد :

كان حسونة المصباحي أكثر من مجرد كاتب أو مدون كان ضميرًا حيًا لتونس،صوتًا حرًا شجاعًا نذر حياته للدفاع عن قيم الحرية والعقل والتنوير. يظل رمزًا من رموز النضال الفكري والإعلامي في تونس،وإرثه الأدبي والفكري مرجعية مهمة لفهم التحولات الكبرى التي عاشها المجتمع التونسي.

جمع في كتاباته بين سلاسة الصحفي،وعمق الفيلسوف،وجمالية الأديب.كما كانت مقالاته مزيجًا من التحليل السياسي والذاتية والتأمل الفلسفي.

تميزت كتابات المصباحي بالاهتمام العميق بالشرط الإنساني،والتساؤلات الوجودية،والعلاقة بين الشرق والغرب،وبين التراث والحداثة.

كما عُرف بتأمله العميق للحياة والإنسان،وكانت كتاباته تحمل حكمة وهدوءًا نادرًا،حتى عندما كانت تناقش قضايا شائكة.

لقد كان طائرا غريبا..حط على غير سربه..وكفى..

رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنانه.وإنا لله وإنا إليه راجعون.


متابعة محمد المحسن 


*كان المصباحي مفكرًا تنويريًا بامتياز،دافع عن قيم العقلانية والحرية والنقد.ترك إرثًا فكريًا غنيًا من خلال:

 الترجمة: كان جسرًا بين الثقافتين العربية والفرنسية.نقل إلى العربية أعمالًا مهمة لفيلسوف التنوير جان جاك روسو، خاصة "اعترافاتي" و"أحلام يقظةالمشي الوحيد". كما ترجم لفولتير وبليز باسكال.

· الكتابة الفكرية: كتب العديد من الدراسات والمقالات التي تناقش قضايا الفكر العربي الحديث،العلاقة بين التراث والحداثة،ودور المثقف في المجتمع.من أهم كتبه الفكرية:

  · "في الحداثة والتقاليد"

  · "محاورات من أجل الغد"

  · "في المعنى والحيرة"

الميزات العامة لفكره وأدبه

1. الانزياح عن التيار: لم ينتمِ المصباحي لأي تيار سياسي أو أيديولوجي مهيمن،مما جعله صوتًا حرًا وناقدًا لاذعًا في كثير من الأحيان لكل الأطراف.

2. التأمل الوجودي: تتسم كتاباته بنظرة وجودية تتأمل مصير الإنسان،وعلاقته بالزمن،ومعنى الحياة والموت.

3. اللغة المكثفة: استخدم لغة أدبية رفيعة، مشبعة بالإحالات الفلسفية والأدبية،مما يجعل قراءته تتطلب تركيزًا خاصًا ولكنها تمنح القارئ متعة فكرية كبيرة.

4. الجمع بين الشخصي والعام: في سيرته الذاتية المتخيلة،كان يحول تجربته الشخصية إلى قضية إنسانية عامة،تعكس هموم جيل كامل ومأزق المثقف العربي.

وخلاصة القول،حسونة المصباحي لم يكن مجرد كاتب،بل كان مشروعًا فكريًا وإبداعيًا متكاملًا.ترك بصمة لا تُمحى في المشهد الثقافي التونسي والعربي،كواحد من آخر "الموسوعيين" الذين جمعوا بين حسن الأدب وعمق الفكر.رحل الجسد، لكن إرثه من الكتب والأفكار لا يزال ينبض بالحياة،ويشكل مرجعًا أساسيًا لكل من يريد فهم تيارات الفكر والأدب في تونس الحديثة.

**راجعوا مقالنا في هذا السياق

بصحيفة-الصباح-في عددها الصادر يوم الجمعة 31 اكتوبر 2008 تحت عنوان " الصباح» تفتح ملف «السرقات الأدبية» والاتهامات بشأنها.

(فتحت «الصباح» في عددها الصادر يوم الجمعة 31 اكتوبر 2008 ملف «السرقات الأدبية».. والاتهامات بشأنها..انطلاقا من «تهمة» وجهت الى حسونة المصباحي ب«سرقته» قصة لإبراهيم الدرغوثي..وقد أثار هذا الملف ردود فعل عديدة على الساحة الأدبية والثقافية في تونس..وكان أن بادر«حسونة المصباحي بارسال نص توضيحي ردا على ما كتبه محمد كمال السخيري بخصوص هذه «التهمة» وبعث في ذات الوقت الشاعر محمد الصغير أولاد أحمد برأيه في المسألة،كما كتب في ذات الموضوع صالح الدمس ومحمد المحسن..

كل هذه الآراء تلزم أصحابها وما يهمنا بدرجة أولى تفاعل القراء مع مثل هذه القضايا الأدبية «الساخنة».. فباب الحوار مفتوح على صفحات هذه الجريدة بكل تجرد ونزاهة وموضوعية بعيدا عن كل موقف متشنج.. فالهدف الرئيسي يبقى تبادل الرأي وتقديم الحجة بإقناع وبكل هدوء..

ومرحبا بكل الآراء والأقلام الأدبية..")

***ملحوظة : سنوافي القراء الكرام بالنص-كاملا- كما كتبته وقتئذٍ بصحيفة الصباح المشار إلى تاريخ إصدارها أعلاه،رفقة ثلة من الكتاب منهم من وافته المنية،ومنهم من مازال ينتظر..



*سدوم وقمرّة بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... تونس.

 *سدوم وقمرّة 

النبيّ لوط كان معاصرًا للنبيّ إبراهيم . وكان قد أُرْسِل إلى إحدى  المجتمعات المحلّيّة الّتي تعيش قريبًا  من إبراهيم. داخل هذا المجتمع ، كما ذُكِر في القرآن ، كانت هناك انحرافات غير معروفة في العالم من قَبْلُ، ألا وهي الشّذوذ الجنسيّ. وعندما حثّهم نبيّهم على التّخلّي عن مثل هذه الممارسات المنحرفة ، وأبلغهم رسالة الله ، رفضوا. ورفضوا تصديق نبوّته وأصرّوا على مواصلة السّير على نفس الطّريق. وبناءً على ذلك ، كان استئصالهم من على وجه الأرض من قِبَلِ الله ، الذي أوقع بهم كارثة مروّعة.

(( وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (81) وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (82) فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (83) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (84) الأعراف.))

((إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (34) وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آَيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (35) العنكبوت.)) 

  المدينة الّتي عاش فيها النّبيّ لُوط، الّتي دُمِّرت تُسَمّى في العهد القديم "سدوم". وتقع إلى الشّمال من البحر الأحمر ، وكان تدمير هذا المجتمع بالطّريقة الّتي وصفها القرآن الكريم. وتظهر الدّراسات الأثريّة أن المدينة تقع ، وبأكثر دقّة ، بالقرب من البحر الميّت ، على الحدود الأردنيّة الفلسطينيّة اليوم. ووفقًا للعلماء فالمنطقة مغطّاة برواسب كبيرة من الكبريت. ولذلك ، فلا يوجد أي شكل من أشكال الحياة النّباتيّة أو الحيوانيّة  وتعتبر رمزًا للفَناء. 

الكبريت هو عنصر يظهر بعد الانفجار البركانيّ. والواقع أنّه يوجد في القرآن دليل صريح عن طرق التّدمير المستخدمة ، وهي الزّلازل وثورات البراكين. وتقول عالمة الآثار الألمانية "فيرنر كيلر" عن هذه المنطقة:

 (( وادي سديم ، بما فيه سدوم و"قمرّة" Gomorrah ، يقع على طول هذه الفجوة الكبيرة ، سقط في يوم فجأة في الهاوية. وجاء تدمير المدينتين بعد زلزال كبير ، وربما كانت التفجيرات مصحوبة ببروق ، و تسرّب الغاز الطبيعيّ على نطاق واسع وحرائق ... قد أطلقت الهزّة الارتداديّة العنان للقوّة البركانيّة الّتي كانت في السّابق  في  سكون (سبات) ،على طول الكسر. ولا يزال يوجد في المنطقة العليا من وادي الأردن ، بالقرب من "بشن"Bashan ، حفر ضخمة لبراكين هامدة .

حمم بركانية كبيرة وطبقات سميكة من "البازلت" قد تراكمت على سطح الحجر الجيريّ.

هذه الحمم البركانيّة وطبقات من البازلت هي أهمّ الأدلّة عن احتمال انفجار بركانيّ وزلزال. 

في أيّ حال ، فإنّ بحيرة لوط ، المعروفة أيضا باسم البحر الميت ، تقع فوق منطقة النّشاط الزّلزالي ، وبعبارة أُخرى ، منطقة زلازل. 

يقع مجرى البحر الميت على ترسّب تكتونيّ -- الوادي المتصدّع -- و يمتدّ على نحو 300 كيلومترًا من بُحَيْرة "طبريّة" شمالًا إلى وادي عربة جنوبًا.

الجانب الميكانيكيّ من الكارثة الّتي ضربت قوم لوط والّتي كشفت عنها بحوث الجيولوجيّين. يدلّ على أن الزّلزال الّذي دمّر قوم لوط كان نتيجة وجود صدع قارّيّ طويل جدًّا. يشهد نهر الأردن هبوطًا رأسيًّا بـ 180 م في مساره المكوّن من 190 كيلومترًا. وهذه المعلومات مجتمعة مع حقيقة أن بحيرة لوط تقع على  400 م تحت مستوى سطح البحر ، تُبَيِّنُ أنّ الحدث الجيولوجيّ الكبير وقع في المنطقة.

الهيكلة المهمّة لنهر الأردن والبحر الميت جزء صغير فقط من الصّدع  في هذه المنطقة. و يمتدّ خط الصّدع من جبال "طوروس "، إلى الشّاطئ الجنوبيّ لبحيرة لوط وتتواصل بعد ذلك عبر الصّحاري العربيّة لخليج العقبة قبل عبور البحر الأحمر وتنتهي في إفريقيا. وقد شهدت جميع المناطق على طول هذا الخطّ نشاطًا بركانيًّا قويا.  

حمم بركانيّة وبازلت سوداء موجودة في تلال الجليل في فلسطين ، وعلى سهول الأردن المرتفعة في خليج العقبة وغيرها من المناطق المحيطة.

تشير كل هذه الآثار والخصائص الجغرافيّة إلى أنّ الحدث الجيولوجيّ الكبير وقع في البحر الميت. 

قدمت مجلة "ناشيونال جيوجرافيك" التّعليق التّالي في عددها الصّادر في كانون الأول / ديسمبر 1957 : 

"يرتفع جبل سدوم ، الشّاسع القاحل فجأة فوق البحر الميت. لا أحد على الإطلاق وجد مدن سدوم و قمرّة ، ولكنّ المتخصّصين يعتقدون أنّهم في وادي سدّيم Siddim قُبالة هذه المنحدرات. ومن الممكن أنّ فيضان البحر الميت قد اجتاح المنطقة بعد الزّلزال."

واحدة من المعلومات المتاحة عن هذه المدن المدمَّرة  تخصّ موقعها -- كما كشفت في القرآن سورة  الحجر ، الآية 76 -- على طول الخطّ الرئيسيّ. قد أظهر الجغرافيون أنّ هذه المنطقة تقع على الخطّ من الجنوب الشرقي: للبحر الميت ، وتمتدّ من شبه الجزيرة العربيّة إلى سوريا ومصر.))

(فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ (74) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (75) وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ (76) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (77) الحجر.))

حمدان حمّودة الوصيّف... تونس.

من كتابي : القرآن والعلوم الحديثة


العملاء الذين يستحي منهم طين الأرض..أرض غزة عنوان العزة..! متابعة الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 العملاء الذين يستحي منهم طين الأرض..أرض غزة عنوان العزة..!

هناك صورة شهيرة لدبلوماسي أمريكي يوجه لكمةً لعميلٍ فيتنامي حاول الصعود إلى آخر مروحية أمريكية تغادر سايغون بعد سقوطها بيد جيش فيتنام الشمالي سنة 1975،المروحية كانت مكتظة باللاجئين الفارين من الثوار،والعميل توسّل أن يصعد معهم..لكنّ الأمريكي لكمه وأسقطه أرضًا.


وعندما سُئل الدبلوماسي عن فعلته قال ببرود:


 "مهمّته انتهت هناك."


هكذا ببساطة..انتهت مهمّته،وانتهت حياته!


المشهد تكرّر في الجزائر سنة 1962،حين فرت فرنسا مذعورة،وتركت آلاف من الجنود "الحركى" (الخونة) في الميناء لمصيرهم.


يروي ضابط فرنسي أنه أنزلهم من الشاحنات العسكرية بنفسه،وبكى بعضهم وتوسّل الصعود، لكن الأوامر كانت واضحة:


"اتركوهم هناك."


رأى بعض الخونة من بعيد طلائع المجاهدين الجزائريين تقترب فصاحوا يتوسلون لضابطهم الفرنسي..لكن قوارب النجاة لا تكفى إلا لأسيادهم ... 


واليوم،التاريخ يُعاد..


متحدث باسم جيش الاحتلال يقول بصراحة:


العناصر المتعاونة معنا في غزة لن يدخلوا إلى إسرائيل،عليهم مواجهة مصيرهم بأنفسهم."


 باختصار:


من باع أهله لا يشتريه أحد.


وأول من يحتقر الخائن هم أسياده أنفسهم.


لكن الخونة  لا يتعلّمون أبداً.


وأستحي من نشر صورة أحد العملاء الذين تتبرأ-غزة-من مجرد انتماء جسده إلى ترابها المضمخ بدماء الشهداء..


متابعة محمد المحسن



لأوراق المتساقطة بقلم الكاتب/ محمد حسان بسيس

 لأوراق المتساقطة

حينما أنظر إلى ما مضى من عمر أجده بعد هذا الوقت الذي مضى ليس سوى أوراق تساقطت من فوق شجرة الزمن، تلك الشجرة التي استقبلتنا كغصن صغير أورق لكل وقت من عمرنا ورقة شجر ينقش عليها خطوط أيامنا التي مضت، فكل خط على ورقة من أوراقها هي أيام وليال. منها ما هو خطوط فرح ولهو ومنها ما هو خطوط بكاء وحزن، فهذه الأوراق قد خط عليها الزمان كل لحظة من لحظات حياتنا سعيدة كانت تلك اللحظة أم حزينة، وستظل تلك الأوراق تحمل في داخلها معان وحكايات مرت علينا، ولكن كلما تباعد الزمان بين طفولتنا وكبرنا ستكون تلك الخطوط ضئيلة في أعيننا؛ ليس لأنها ضئيلة في ذاتها؛ ولكن لطول العهد بها وتباعد الزمان، فأصبحنا نراها من مكان مرتفع نراها من فوق كومة السنين التي مرت بنا فبعد المسافة بيننا وبينها جعلها تبدو كذلك، فلم نعد نتذكر من ماضينا إلا الأحداث التي أصبحت بمثابة علامات على طرق الذكريات التي تتلاشى معالمها بمرور الزمان، فشجرة الزمن كانت ترتوي بماء عمرنا الذي يسيل على شجرة الزمن وأثمر منها تلك الأوراق التي كلما مرت حقبة من أعمارنا ذبلت ورقة وأخذت في السقوط، ونحن نراقبها تتساقط ولم نكن نبالي بما يسقط من ورق أعمارنا؛ لأن العمر كانت له أوراق كثيفة نخط عليها ما تجود به حياتتا، والآن بعد غفلة حينما نظرنا إلى أوراقنا وجدنا أنه لم يعد منها إلا القليل، ورغم محاولتنا لمنع ما تبقى من السقوط، لكنه حكم الزمان وأفاعيله، فهو يغرينا في البداية بازدهار أوراقنا وشدة خضرتها ونضارتها ولكن سرعان ما تذبل ونلملم ما بقي منها علنا نبقى متعلقين في شجرة الزمان أطول وقت ممكن، لكن هيهات هيهات فقد أقسم الزمان على أن لا يبقي أي ورقة مهما كانت إلا ويسقطها على أرض الفناء، وها نحن نتحسس ملمس ما بقي من أوراق آملين أن نتوارى دون أن يلحقنا الجفاف الذي سبق من قبلنا، ومهما حاولنا أن نعيد الأوراق الذابلة إلى شجرة الزمان لا نستطيع كمن يريد أن يعيد الحليب إلى الضرع فهيهات هيهات، فرفقا شجرة الزمان وإن كنت أبيت إلا إسقاط ما تبقى من أوراق ففضلا وليس أمرا أسقطينا دون ارتطام. ولنكن تحتك أوراقا متساقطة متبعثرة يلملمها الزمان في صندوق الماضي .

بقلمي/ محمد حسان بسيس



ترنَّحي يا اتراحي بقلم الكاتبة زهيدة أبشر سعيد مهدي

 ترنَّحي يا اتراحي


ترنَّحي يا اتراحي

بعد الحزنِ يطلُّ صباحٌ

قاومي موجَ الاسى

وتلفَّحي بالصبرِ وشاحاً

لن تهزمكِ لجَّة الليلِ ستنجلي وتبعدُ الاتراحُ

ستبعثري اسفَ (الحون) وتهيمي بالصداح

وتقاومي الحزنَ العنيدَ وتهلّلي بالانشراحِ

مهما ذقتِ من الآسى سيغرد البلبلُ الصدّاحُ

وتنعمي من أريجِ الكونِ وتلبسي من الطبيعةِ وشاحاً

لا تتأسَّفي ليلاً طالَ سوادُهُ بعدَ الظلامِ يحلُّ صباحٌ

وترومي من فجرِ المعالي جلَّها وتنتشي بكل اقاحٍ

من لم يخَفْ من الايام صابراً سيتوَّج بالأملِ والافراحِ

زهيدة أبشر سعيد مهدي

السودان الخرطوم

السيادة المشروخة بقلم الكاتب الإعلامي خالد السلامي

 السيادة المشروخة

خالد السلامي 

عندما قُسِّم الوطن العربي الى هذا العدد الكبير من الدول  وجُعِل لكل دولة حكومة وجيش وشرطة ومخابرات واستخبارات وامن داخلي وقام الفاعل لكل هذا  بتوزيع الاقليات القومية التي أُدخلت الى الأرض العربية بطريقة وأخرى وتقبلها المجتمع العربي عموما في كل اقطاره وتآخى وتعامل وتصاهر معها حتى اللحمة معها كالجسد الواحد والروح الواحدة هذا التلاحم الذي أغاض المهندس المُخطِط لهذا التوزيع السكاني المبرمج بدقة والذي كان يسعى ان تكون تلك الاقليات المحترمة سكينة خاصرة في الجسد العربي لكن تآخيهم مع اخوتهم العرب قد افشل ذلك المخطط مما اضطر اصحابه ( المخطط) الى العمل بكل ما يستطيعون لاستمالة البعض منهم بغية اثارة القلاقل والفتن في كل قطر عربي وحثهم على التمرد والمطالبة بحقوق يتمتعون بها اصلا في بلدانهم العربية التي يتواجدون فيها بينما ينكر أبسط تلك الحقوق في بلدان أخرى غير عربية يتواجدون فيها بإعداد تزيد عشرات الاضعاف عما موجود منهم في البلاد العربية بل ويتهمون من يطالب منهم بابسط تلك الحقوق بالإرهاب والتخريب  . بينما كان بالإمكان لو كانت النوايا صادقة ان يجمع كل قومية في بلد مستقل حيثما يتواجدون كما حال الاخوة الاكراد حيث يتواجدون في أجزاء متصلة فيما بينها من أربع دول متجاورة فحرمهم من حقهم ووزعهم على تلك الدول ولو منحوا دولتهم لكانوا دولة كبرى فأخذ يدعم القسم الموجود منهم في الاقطار العربية بينما يحارب إخوانهم في الدول الاخرى غير العربية وكذلك الحال بالنسبة للمذاهب والاديان بكل تفرعاتها حيث كان بالإمكان ان يجعل اصحاب كل دين او مذهب في دولة خاصة بهم لكن الهدف الواضح الذي خطط له ذلك المهندس المجرم ومن يقف وراءه من رسم تلك الخرائط وذلك التوزيع السكاني وهو إبقاء العرب في حالة من التوتر والفلتان الامني وعدم الاستقرار  السياسي والاقتصادي والاجتماعي كان هو الدافع الأساسي لرسم تلك الخرائط للعالم العربي  بكل تداخلاتها المقصودة بدهاء و خبث .

ولم يكتف اصحاب تلك المخططات اللعينة بكل تلك الأساليب والأَلاعيب بل جعل في أغلب تلك الاقطار او بالقرب من بعضها قواعد عسكرية تتحكم بوضع البلد في حال قيامه بأي محاولة للإفلات من سيطرته بينما لم نسمع عن وجود اية قاعدة عسكرية عربية في اي بلد من بلدان العالم بل ولم يسمح الحكام العرب لإقامة قواعد عسكرية عربية لأي منهم في قطره ، فصار على العرب ان يتقبلوا اي حاكم يدعمه اصحاب تلك القواعد سواء كانوا غربيين او شرقيين ،  اسلاميين ام ديانات أخرى حيث يصدح ذلك الحاكم المُوَلَّى اساسا من قبل اصحاب تلك القواعد بالسيادة والاعتزاز بها وباستقلاليته واستقلال بلده بينما لا يمكنه ان يحيد عن توجيهات اصحاب تلك القواعد وخير  دليل على كل ما تقدم ما جرى ويجري في فلسطين وآخرها ما يجري الآن في غزة والضفة الغربية بل وحتى في سوريا ولبنان واليمن حيث تمر طائرات الدعم والمساعدات للكيان العدواني من خلال تلك القواعد والأجواء والمياه العربية لتقتل اخوتهم العرب في فلسطين المحتلة دون ان يتمكن اي حاكم عربي من منعها .

لهذا فإن بقاء اية قاعدة اجنبية في الارض العربية حتى وان كانت اسلامية يجعل القطر المتواجدة فيه بلا سيادة وبلا قرار مستقل خارج عن ارادة اصحاب تلك القاعدة . لذا فعلى العرب إن أرادوا السيادة والسلامة لأقطارهم وشعبهم المُوزَّع على كل تلك الاقطار وخارجها ان لا يُبقوا على ارضهم اي اجنبي من خارج بلادهم موجود بصفة غير دبلوماسية او غير شرعية وينتقص من سيادتهم وألّا فلن تقوم لأمة العرب قائمة حتى قيام الساعة .



شتاء على كتفي بقلم الكاتبة: هادية السالمي دجبي _ تونس _

 شتاء على كتفي

فراغ الغياب يُجدِّف فيه فؤادي ضُحًى 

و لا بدرَ في الدرب يرتق ما جرّفته سياط الجوى  . 

و كلّ الأغاني تلاشت 

و ذاك العِطاف هوَى 

و ذاك الجدار الّذي  كنتُ أسري إليه 

قضى 

و حطّ الشّتاء على كتفي 

و شظّى العِصِيَّ.


تجاويف وجهي 

يُجدِّف فيها غبار اللّظى 

و يَغشى الدّخان سمائي 

و فيها يئنّ الشَّظى 

و فيها يرين السّديم 

و يطغى الأسى 

و هذي الغيوم تُشظّي  قصيدي 

و تُدمي يدي . 


****************


ثقيلا يجيء شتاء الحروف و لستَ معي 

ولا شيء في الكلمات يُعطّر محبرتي. 

ولا سقف يحرس دفء شهيقي و حنجرتي. 

فأيُّ مجاز يُطرِّز للّيل أجنحة؟ 

و لستُ أرى برتقالا بغير ازرقاق أبي 

و هذا الغياب يُرصّف في الصّدر أقفاصه. 

نوافذ فجري تُغَلِّقها زفرات الغروب  ، أبي 

فأيُّ مجاز به أفتح اليوم للنّور بابا يُدفِّئني  ؟ 

أفتّش  في الدّار عن وجه أغنية  كنتُ ألمسها 

فيهمي  السّراب  على مقلتيَّ  كثيفا  ، 

و يرغو  الصَدى.

و لا نغمَ اليوم يُو قظ  فيَّ  الطّفولةَ 

أو فيْأَها 

و لا عنب اليوم  يكتبني 

في وميض السماوات  أو ريشها  . 

و أسأل عشب الحديقة عنك  ، 

فلا يبسم. 

و يهطل منه سواد 

يُغشّي الأديم فينتحب 

و يختضّ بين يديّ ترابٌ جَفَته  خُطاك 

فما التأم  . 


*******************


ثقيلٌ، جُؤوم الشّتاء  على معصمي  ، أبتي ، 

و لستُ أفيق لأقطف نورا   يُحدِّثُني.

فيا ليت نجما يجيء  إليَّ و يوقظني. 

و إنّي  لأدعو  الّذي علّم الطّيرَ مَغْنَى الهدى  

أن يُغيث الفؤاد بنور السّلام 

و فيض التّقى 

و إنّي لأدعو الرّحيم 

يُفيضُ  رضاه  عليك، فترضى  . 


بقلمي : هادية السالمي دجبي _ تونس _



الرِّيَاضَةُ بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

 الرِّيَاضَةُ... (عَلِّمُوهَا أبْنَاءَكُمِ)

لِأَنَّ الــرِّيَــاضَـةَ تَـنْـفَـعُ جِـسْمِـي

وَتَـشْـحَـذُ عَـقْــلِـي بِــفِـكْـرٍ أَتَــمِّ.

فَـإِنِّــي أُمَــــارِسُــهَـا كُــلَّ يَــــوْمِ.

لِـتَـفْـجِـيـرِ طَاقَـاتِـيَ الكَامِنَاتِ.


أَرَى كُلَّ يَـوْمٍ عَـلَـى عَـضَـلَاتِـي.

بَـوَادِرَ زَادَتْ جَـمَـالَ سِـمَــاتِـي.

وَأَشْـعُــرُ فِـي عَــمَـلِـي بِــثَـبَـاتِ.

يُـضَاعِـفُ جُـهْدِي... ولَا لِأَنَـاةِ.


وَفِي الدَّرْسِ تَسْـهُـلُ كُـلُّ المَسَـائِلْ.

أَفُـكُّ العَـوِيـصَ، أَحُـلُّ الـمَشَـاكِلْ.

فَأُصْبِـحُ فِي الفَـصْلِ ضِـمْنَ الأَوَائِلْ.

وَزَادَ احْـتِـرَامِي، وَزَانَتْ حَـيَـاتِـي.


تَـكَـوَّنَ جِـسْـمِـي، تَـأَلَّقَ عَـقْـلِـي.

وَصِـرْتُ مَـحَلَّ افْـتِـخَـارِ لِأَهْـلِـي

فَـكُنْ أَنْتَ، أَنْتِ وَغَيْرُك مِـثْـلِـي.

سَـوَاعِدَ تَـحْـقِـِيـقِ حُـلْـمِ البُـنَـاةِ.


فَكُـونُوا مَـعِي ضِـمْـنَ كُـلِّ فَرِيـقْ

لِـنَـبْـعَـثَ مَـجْـدَ زَمَــانٍ عَـرِيــقْ.

فَــأَوْطـَـانُـــنَـا لِازْدِهَـــارِ تَــتُـــوقْ.

وَنَـحْـنُ سَـواعِـدُهَـا فِـي الحَـيَـاةِ.

حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

ديوان "الباقة": أناشيد وأوبيرات للأطفال.

الخميس، 9 أكتوبر 2025

إستنكري بقلم علي المحمداوي

 إستنكري  

إن وجدتِ حبِّي إليكِ بدعة

فاستنكري  

واستنفذي كل ما لديكِ ضدّي

وأديني

فأنا ملككِ وأنتِ ملكي

فاخرجي من صمتكِ واصرخي

وبثِّي هواكِ واشتكي

أدينيني كيفما شاء لكِ 

سأحرمكِ لذيذ النوم

وأشعل أفكاركِ

سأوقف نبض قلبكِ

وأحطِّم بالشّوقِ أضلاعكِ 

سأجعلُ من مقلتيكِ نهرينِ

تصبَّانِ ندماً

إن زاغ فؤادكِ يوماً أو خنتي حبِّي

 أحبكِ

وسع الكون بل أكثر

منحتكِ كل شيء يا حبيبتي

قلبي وروحي ومهجتي

أسكنتكِ قلبي

وسورته خوفاً عليكِ

فلا مهرب لك اليوم من عشقي

فأنتِ بوصلتي

التي أُحدد فيها اتجاهاتي

أيا وشما في عضدي

ويا عطرا بأثيابي

نعم أنا فاشي

لأني أغارُ منكِ من منكِ 

وأغارُ من نفسي عليكِ

فلا خيار لديكِ ولا فرار

من عرش مملكتي 

وعشقي


بقلمي علي المحمداوي



جزاء المعلّم بقلم الشاعر محمد جعيجع

 جزاء المعلّم :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

هذا المعلّمُ يَبتغي مع فالِحِ ... 

ذكرًا جميلًا صادِقًا من ناجِحِ 

يُعلي مقامَهُ لا يُريدُ تَجامُلًا ... 

بهَديَّةٍ وعطِيَّةٍ من مانِحِ 

دون المساسِ بشخصِهِ بمَسبَّةٍ ... 

ومَعرَّةٍ مع نُكتَةٍ من طالِحِ 

فَهْوَ المعلِّمُ يَبتَغي حُبًّا صَدو ... 

قًا واحترامًا في الدُّنى من راجِحِ 

وجزاؤهُ يلقاهُ عندَ اللهِ عنْـ ... 

د لقائِهِ بفِعالِهِ من صالِحِ 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

محمد جعيجع من الجزائر ـ  13 ماي 2023



وبيننا ميعاد بقلم الكاتب ..غانم ع الخوري..

 .    وبيننا ميعاد


لوعة الشوق أحرقتني 

قد وهن الجسم مني يعاني 

سقماً لمَّا زاد الحنين


بت أعدُ الليالي بالثواني

أنتظر لعل الزمان  

يأتيني  بالأماني وتعودين


ذهب النوم وأطبقت جفوني 

عمداً لأراك حلماً 

بالمنام تمرين


أعيد تكرار محطات أيامي

أسرح بالخيال وأوهم نفسي

بوصولك 

 ف متى تصلين


كنّا تواعدنا فيما مضى

كنّا قد تعاهدنا وأقسمنا

 هل للوعد تخلفين


  ..غانم ع الخوري..

بالتضاد مع قوانين نيوتن بقلم الكاتب محمّد مجيد حسين

 بالتضاد مع قوانين نيوتن 

الباء: بوابة السعادة للمهمشين 

الياء: يمامة الآرز الدافئة 

الراء: رائدة الجاذبية بالتضاد مع قوانين نيوتن.

اللام: لؤلؤة الفضاء الأزرق 

الألف: ألف ألف عام من الجمال.

الحاء: حورية السمر على إمتداد المدى 

الراء: رسولة الحنين 

الباء: برد اللغة في عرين الحرائق.

محمّد مجيد حسين



غزة بقلم: دخان لحسن. الجزائر

 غزة ..  


أنا غزّة العزّة بين أوطاني

         مَن بِحكم العروبة يحاكيني؟

أنا عذراء الثروات خصبة

            لكن رموني للعوز يجاريني

بلاد العرب إنسانية الفكر

         دائما تصدّ مَن للمنفى يبقيني

لكنها مجبولة على الحروب 

             الرعب في سلمها يعاديني

هذه هي بلادي بآلامها 

      وآهاتها أحزان وحروق تكويني

أنا غزة اشتدّ جوعي وروّعتني 

           الصراعات بحصار مجانيني

خافوا من تأثير شبابي

        فخاطروا بتخويفي وتخويني

دمَروا البنيان فاختفى الأمان 

      وماتت الأخوة في مَن خانوني

تمزق كراسي وثيابي وبات

        الحفا يدمي رجلي ويبليني

والرصاص يخترق الحشا

   يقاومه صبري وشواظُ مضاميني

استنهض الصمودُ الضمير 

   فوق الموج نحو الحطام يُحييني

أسطول الحياة شقّ البحار 

 ليفكّ الحصار ومن الإبادة يحميني

إبحاره بالدواء والخبز شرف

  وأبطاله أطفال دمهم في شراييني

يحمل الرحمة بين أضلعه   

     دون حسابات لجوع كاد يفنيني

يموج به التحدّي لغدر الكيان

   والقلوب غوثا للرضيع والثمانيني

ما هاب النّاشطون الخطر مثلما

      هاب الحكام كوب ماء يسقيني

تركوا الشرق والغرب متواطئين

 وهتفوا لا للإبادة تتخطى جثاميني

فهل للتاريخ العريق صبر 

        حاله مرّ كحال القهر يبكيني !

انحرف الضمير فسرقوا

         مني ومن الأشراف مواطيني

وسلموني لعار َالصراخ

      وكم من شرف للصراخ يكفيني

حجبوا الحبّ فماتت القلوب

      وبدل الحقّ كان الظلم يعاديني

شيطانهم يدوس العدل، وللعرب

 شياطين تفنّنوا في دوس رياحيني

إن نزحت الطفولة عن الرّكام

       فالتهجير عار لا يخمد براكيني

عين الغيض تغمرني وإن تخلّت 

   مجافن مقلايا مَن بالدمع يرثيني

لا تهمهم همومي فقد قاموا

       يثخنون الجراح وبها يقاتلوني

السجن أحبّ إليّ من الخذلان

             ومقص التمزيق لدواويني

أرضي عين لا أتنازل عنها

         ولا أجامل عدوّا بها يلاهيني

إن صاحت الأمة فذاك مجدها

 عاد يداوي شرخا وللشموخ يناديني

أنا فلسطين خلّدوا فيّ الخيانة

      عن شهامة ووسام من عناويني

عزيز مَن نال فيّ الشهادة

        وحرّ كريم مّن بالنصر يبغيني

بلاد العرب يا مجانية الصّراع 

          بِبُؤسِك من السٌلم حرمتيني

أشهَد أني حملت إليك الغرام

       فرحتِ بصلاح الدين تذكّريني

وأنجبت من بعده مغاوير

     هم في كلّ شبر أسود تحميني


بقلمي: دخان لحسن. الجزائر

 9.10.2025



يَا طَالِبَ العِلْمِ.. بقلم الكاتب عماد الخذرى

 يَا طَالِبَ العِلْمِ..


يَا طَالِبَ العِلْمِ سِرْ عَلَى الدَّرْبِ

وَاسْلَمْ

وَلَا تُجَادِلْ مَنْ بِهِ جَهَالَةٌ

فَتَنْدَمْ


حَيَّا عَلَى طَلَبِ العُلَا

فَفِيهِ حَيَاةٌ وَمَغْنَمْ


فَنُورُ العِلْمِ بِهِ نَقْتَدِي

وَالْجَهْلُ ظُلْمَةٌ

لَا تَرْحَمْ


فَكَمْ مِنْ عَلِيلِ النَّفْسِ

بِالْعِلْمِ يُرْهَمْ


وَكَمْ مِنْ جَاهِلٍ فِي

الشَّقَاوَةِ يُسْحَمْ


وَكَمْ مِنْ أُمَّةٍ ضَاعَ بَرِيقُهَا

لِنَقْصٍ فِي العلم و القلمْ


سَلُوا التَّارِيخَ عَنْ مَجْدٍ

تَليدْ

وَعِلْمًا رَسَا عَلَى أَعْلَى

الْقِمَمْ


وَنُورًا يُقْذَفُ فِي صُدُورِ

الْأَنَامِ

تَسْمُو بِهِ الْعُقُولُ مِنْ بَعْدِ

الْعَدَمْ


يَا أُمَّةَ الكِتَابِ وَالْقِيم

مَتَى تَعُودِين لِأَصْلِ الحِكمْ


لِيُنْزَعَ عَنْكِ غُبَارُ الزَّمَانِ

وَسُوءُ الطَّالِعِ وَالْوَهَمْ


ألا شَمّرى عَلَى سَاعِدِ العَمَلِ

فَبِالْعِلْمِ نسْمُو وَ تُبْنَى الأُمَمْ


بقلمى عماد الخذرى

تونس فى 09 أكتوبر 2025



خواطر ليلية بقلم الأستاذ إبراهيم السروري

 أغدقت الأرض 

بحنانها وعطفها..

أروتها حبيبات العرق ..

كانت في مدرجات الجبال 

تبعث الحياة 

وتؤدي رسالتها 

مع ذرات التراب 

بكد وإجتهاد 

وجدارة وإقتدار ....


صنعت بصماتها الطيبة 

ولمساتها الحنونة 

عجائب الخير ...


.. رسمت على الأرض 

لوحات فنها الساحر 

وعشقها الوفي..


ولكن الزمن الخائن 

سرق العمر منها 

ونحت بمخالب مكره 

على وجهها الرضي 

تضاريسه المحزنة..


بقت في مكانها 

صامدة صابرة 

تناجي الله الأحد 

وتقول له 

كلما  جثم الحزن

على صدرها : المدد المدد ..


بقت مستميتة 

في مكانها 

حاملة في حنايا الضلوع 

مشاعر ودها الصموت..

وترسل من نور مآقيها

عتابها المرير 

لأبناء جلدتها 

من الناهبين

والطامعين 

تقول لهم 

الأرض لنا....

لن نتخلى عن أرضنا ..

هي روحنا..

هي قلبنا..

هي عشقنا..

هي حبنا..

هي ملكنا..

هي حقنا..

ولن نسمح لكم

تغتالوا إبتسامتها 

والحياة فيها 

وتغتالوا أحلامنا 

فيها وعليها 

فسادا وظلما وهضما 

ولن نترك  الفقر 

يلوكنا ويطحننا 

ويفرقنا 

ويقتات فلذات أكبادنا..

أو يمزقنا إربا إربا 

ثم يعلن الانتصار ...

لأننا أحباب الأرض 

وعشاق النهار...


خواطر ليلية 

بقلم الأستاذ إبراهيم السروري 

(الصورة من الفيسبوك )



تراتيل الروح بقلم الأديب الهادي العثماني

 تراتيل الروح

‏=======

تراتيلُ للروح داخل تلك الطقوسِ

أخاف الرحيلْ

بلا موعدٍ لا يراعي الجراحْ

ولا يستقي من دموعي القراح

وأخشى المثولْ

أمام اشتعال الحريق بقلبي

وليل بلا ضفّتين يطولْ

وإنّي المعذّب بين الدروبِ 

ولا درب يشرع خَطوَ الهروبِ

وإنّي القتيلْ

ألم تدرِ أنّ الذي كان وَهْمًا

غدا في اليقين ملاذ اقتناعي

وخفق الشراعِ  ونبض الفؤاد وشوقي دليلْ

نداء الحنين مواويلُ روحي

خيال يلفُّ وحرف يرفُّ

ورسم بديع اانقوش جميلْ...

وعند جنوح الجناح إليكِ وخوفي عليكِ

و بوح الجوانح تهفو تميلْ 

ورغم اشتياقي

ولوعة قلبي ووطْء الفراقِ

صبرت طويلا

ولكن عبء الفراق ثقيلْ 

ولما فتحت على الحلم بابي

تلوت كتابي

وأفردت أحزاني مثل الثيابِ

وعلّقتها فوق حبل الغسيلْْ

‏ 

 الهادي العثماني

         تونس.


هَلْ سَكَتَتِ الْمَدَافِعُ وَحَلَّ السَّلام!!! بقلم الكاتب طه دخل الله عبد الرحمن

 هَلْ سَكَتَتِ الْمَدَافِعُ وَحَلَّ السَّلام!!!

ها هيَ الأرضُ بعدَ عَواصفِ الحَربِ تدوّي بِصَمتٍ رَهيب. أتراها تستريحُ؟ كلا، إنَّما تَلحسُ جِراحَها في صمتِ الأبطالِ. ذَهبَ دويُّ المدافعِ، وغابَ شررُ القنابلِ عنِ الأفُق، فصارَتْ السَّماءُ صافِيَةً كَجَبينِ طِفلٍ نائم. لكنْ أينَ السلامُ مِنْ قلوبِنا؟ وأينَ طُمأنينةُ النَّفسِ مِنْ هذا السُّكونِ المُريب؟

يا لَعبَثِيَّةِ الزَّمن! أتُراكَ تَضحَكُ مِنَّا أيُّها القَدَرُ الأصمُّ؟ نَصنعُ السَّلامَ بِحَبرِ الوَثائقِ، ونَنسَى أنَّ الحُروبَ الحَقِيقةَ تَنتَقِلُ مِنَ المَيدانِ إلى النَّفس. نُسَكِّنُ صَليلَ السُّيوف، وتَظَلُّ صَواعِقُ الضَّغينةِ تَهزُّ كَينونَتنا مِنَ الدَّاخِل. نُطفِئُ نارَ المَعارك، ونُبقِي على جَمرِ الأحقادِ يتأجَّجُ في قَعْرِ الأضلُع.

أَيُعقَلُ أن تَخلَدَ الأجسادُ إلى الرَّاحة، وتَظَلُّ الأرواحُ تُصارِعُ فِي لُجَجِ الوَحشة؟ إنَّ السَّلامَ الحَقِيقيَّ لَيسَ مُجرَّدَ غِيابِ القَتْل. إنَّهُ حُضورُ الطُّمأنينةِ، وانْبِثاقُ الأملِ، وَقُدرَةُ القَلْبِ على البِناءِ بَعدَ أنْ هَدمَتْهُ شَواظُ اليَأس.

ها هُمُ النَّاسُ يَمشونَ في الشَّوارعِ، بادِيَ الأمرِ أنَّهم أحياء. لكنْ أينَ الحَياةُ مِنْ عُيونٍ خَوِرَةٍ تَرى العالَمَ مِنْ خِلالِ شَبَكَةِ أَلم؟ أينَ الحَياةُ مِنْ قُلوبٍ تَئِنُّ كَأنَّها رَفاتُ مَدينَةٍ مَحَتها نيرانُ الغَدْر؟ لَقَدْ صِرنا نَحملُ في أَعْمَاقِنَا خَرائِبَ لا تُعْمَر، وَمَقابِرَ لِأَحلامٍ قُتِلَتْ قَبْلَ أوانِها.

فَيا أيُّها السَّلامُ المُعَلَّقُ في بَينِ الأَسماعِ وَالأبْصَار، كَلَفظَةٍ جَوفاءَ في خُطْبَةٍ دِبْلوماسِيَّة! أَتَأْتِي إلينا بِثَوْبِكَ البَاهِظِ وَعِنْدَكَ رائِحَةُ البارود؟ أَتَدْخُلُ قُلوبَنا وَأَنْتَ تَحْمِلُ سَيْفاً مُغْمَداً في غِمْدِ الْخِداع؟ إنَّنَا لَن نُصَدِّقَكَ حَتَّى تَنْزِعَ جُذورَ الحَربِ مِنْ أَعْماقِ ضَميرِ البَشَر.

لَسْنا بِحاجَةٍ إلى سَلامِ الْأرْصِدَةِ وَالْبُورَصات. نَحْنُ بِحاجَةٍ إلى سَلامِ الْقُلوبِ الْجَرِيحَة. سَلامٌ يَبْدَأُ كَنَبْضَةِ حَنانٍ في أُمٍّ ثَكْلَى، وَكَلَمْحَةِ عَفْوٍ في عَيْنَيْ أَبٍ فَقَدَ وَلَدَه. سَلامٌ يَكْبُرُ كَطِفْلٍ يَلْعَبُ بَيْنَ أَطْلالِ دَارِهِ الْمُهَدَّمَة، فَيَبْنِي مِنْهَا قَصْراً بِخَيالِهِ الْوَاسِع.

فَإِذَا كَانَ السَّلامُ حَقِيقِيّاً، فَلِمَاذَا تَظَلُّ أَصْوَاتُنَا خَائِفَةً كَأَنَّهَا تَمْشِي عَلَى حَافَّةِ سِكِّين؟ وَلِمَاذَا تَظَلُّ ذَاكِرَتُنَا تَقْرَأُ التَّارِيخَ مِنْ آخِرِهِ إلى أَوَّلِهِ، خَوْفاً مِنْ أَنْ تَعُودَ الْحُلْوُمُ جِراحاً، وَالْجِراحُ مَوْتَاً؟

عَجَبِي! أَنُسَمِّيهِ سَلاماً وَالقَلْبُ يُنَادِي: لَسْتُ أَسْمَعُ إِلَّا صَوْتَكَ أَيَتُهَا الْوَحْشَةُ! لَسْتُ أَرَى إِلَّا ظِلَّ الْحَربِ وَقَدْ طَالَ حَتَّى غَطَّى نُورَ الْفَجْر!

فَإِذَا كَانَ هَذَا هُوَ السَّلام، فَما أَشَبَهَ اللَّيْلَ بِالنَّهَار! وَما أَقْرَبَ السَّكِينَةَ مِنَ الْعَوَاصِف!

فَاسْكُتِي أَيَّتُهَا الْمَدَافِعُ، فَقَدْ سَكَتَّتْ. وَانْزَعِي أَيَّتُهَا الْحُروبُ سُيُوفَكِ، فَقَدْ نَزَعْتِ. أَمَّا نَحْنُ، فَسَنَظَلُّ نَنْزَعُ جَمَاجِمَ الْحِقْدِ مِنْ قُلُوبِنَا، وَنُرَجِّعُ صَدَى الْأَلَمِ فِي أَذْهَانِنَا. حَتَّى إِذَا جَاءَ الْيَوْمُ الَّذِي نَسْمَعُ فِيهِ حَفِيفَ الْأَمَلِ دَاخِلَ أَنْفُسِنَا، وَتَعَانَقَتِ الْأَفْئِدَةُ كَأَغْصَانِ الزَّيْتُونِ بَعْدَ طُوفَان، حِينَئِذٍ نَصْرُخُ فِي وَجْهِ الزَّمَن: "هَا قَدْ سَكَتَتِ الْمَدَافِعُ، وَحَلَّ السَّلام"!

حِينَئِذٍ.. لَكِنْ مَتَى يَكُونُ حِينَئِذٍ؟

طه دخل الله عبد الرحمن

البعنه == الجليل

9/10/2025



غيييييظ الحاقدون بقلم الأديب سعيد الشابي

 غيييييظ الحاقدون

نثــرت بين النــــــجوم حــــروفي

لتصـــنع منــها النـــجوم قــــلائد

عــــلى صـــدرك ، أعلّــــــقها

واختـــرت من كل الحـــروف أربعة

ثــــالثها تــــوأم

مجمــوعها خمسة

هـــي أركــــان ايماني...

بعينـــــيك ـ يا حبيـــــبتي ـ

قالت النـــجوم ، تحـــــدّث

عــنّي وعنـك ، أيّــان سئــلت

من وراء حــجاب أسود قــاتم

كل حــرف من الحـــروف مجـــرّة

أنت فــــيها النور ...وأنت

فيــــها الكـــوكب الـــساطع

وأنا ، من حولك شهاب راصد

أدرأ عنــــك غـــبار النيازك

أرجم شــياطين الانس ، كلـــما

حاولوا خرق ، فضاءات عرشك

غيظ الحاقدون ، لما رأونــــا

ملــكين ، في عالم من الطـــهر

نتـــــساقى الــــهوى...

طفلــــــين حالمين ، نحيا ونمرح

في خيال شــاسع ، لا تنتهي أحلامه

يا امرأة لو لم تكوني...لكنتُ

عـــدما ، في عالم لا وجود له

 سعيد الشابي


ذكرى أبي القاسم الشابي 2025 بقلم طاهر مشي

  ذكرى أبي القاسم الشابي 2025

ااااااااااااااااا ااااااااااااااااا ااااااااا 

كم في رُباك زرعتُ شعرَ مشاعري

وتلوتُ آيَ الشعرِ والوجدانِ

أنتَ الذي في مجدِها الخضراءِ قد

سَكبتَ روحَكَ في مدى النسيانِ


أنتَ الذي غنّى الحياةَ قصيدةً

فاهتزّ منكَ الحرفُ في الديوانِ

ورفعتَ فوقَ الظلمِ صوتَك صارخًا

"إذا الشعبُ يومًا أرادَ" فاستفاني


ومضيتَ تمشي والزمانُ يردّدُ

ما قلتَهُ في غابرِ الأزمانِ

يا من سكبتَ الحُلمَ في أعماقِنا

فأضاءَ فينا وهجُك الرّيّانِ


ما زلتَ في أفقِ القصيدةِ نجمَها

تهدي العقولَ بنورهِ الوَلهانِ

نَمْ يا شهيَّ الحرفِ في فلواتِهِ

فالحرفُ باقٍ، والردى فاني


كم في دروبِ الأرضِ ناحَ أُصيلُها

يا فارسًا ما غبتَ عن أوطاني

يا من نثرتَ الحُلمَ في شَفَةِ الدُّجى

وسقيتَ فجرَ الشعرِ بالألحانِ


قد كنتَ صوتَ الشعبِ حين تكسّرت

أصواتُنا في لُجّةِ الخُذلانِ

تشتاقُ فيكَ الروحُ شِعرًا حُبلى

بنُورِ حقٍّ، ساطعِ الإيمانِ


علّمتَنا أنَّ الحياةَ كرامةٌ

تسمو على الأهواءِ والطُغيانِ

قد كنتَ للحرِّ الذي في ذاتِنا

نبراسَ حقٍّ في رؤى الرّحمانِ 

ااااااااااااااااا ااااااااااااااااا 

طاهر مشي



الأربعاء، 8 أكتوبر 2025

راقصني بالخيال بقلم د.هيام علامة

 راقصني بالخيال كما تراقصني حروفك

راقصني بالخيال… كما تراقصني حروفك،

خذني بعيدًا حيث لا صوت سوى همسك،

وحيث كل كلمة منك تصبح موسيقى

تسري في عروقي، وتوقظ في قلبي الفرح.

دعني أسبح في بحر كلماتك،

أتنفس نبضها، وأترك نفسي للسراب الجميل،

أرقص معك على أطراف الليل،

حتى يصبح الصمت بيننا أغنيةً، والظل رفيقنا.

راقصني… كما ترقص الحروف على الورق،

كما يهمس النسيم بين الأشجار،

دع خيالك يحتويني،

ودع حروفك تصنع مني قصيدةً لا تنتهي.

د.هيام علامة



إنسانية الصمود بقلم الكاتبة نفيسة التريكي

 إنسانية الصمود


علّمتني الحياة انيّ

في الشدائد

 بعد ان  تنزف جروحي طويلا

 قد اكون احيانا

  لست وحدي

ان ادركتني

 ولو بعد خسارات كثيرة 

 همم التكافل الأنساني

في الصمود العبقري

برّا وبحرا وجوّا 

اراني

مع كل الدنيا

أقوى واصلب

في نبض الضمير الحي

في مواكب الحرية الجميلة 

 ّمع اخت شجاعة واخ ابي

 

نفيسة التريكي

سوسة

7@10@2025

يوم دخلت حرب الإبادة بغزّة العزة عامها الثالث

ما يترك المجال للوجع (الحزن والخوف) بقلم الكاتبة للاإيمان الشباني

 ما يترك المجال للوجع (الحزن والخوف)

الحزن يسكن القلب، يثقل نبضه ويجعل العالم يبدو أبطأ، كأن الزمن يتباطأ ليترك المجال للوجع أن يتمدد. هو شعور داخلي لا يُرى، لكنه يُحس بوضوح، يغيّر في تعابير الوجه، في طريقة الكلام، في النظرة، في السكون الذي يسبق الدموع أو الذي يرفضها. أما الخوف، فهو يسكن أحشاءنا، يتغلغل في الجهاز الهضمي، يربك المعدة، يقطع الشهية أو يفتحها بشكل غير متزن، يسبب التقلصات، الارتباك، الشعور الدائم بعدم الارتياح. هو رد فعل داخلي أمام المجهول، تهديد حقيقي أو متخيل، لكنه في كلا الحالتين يهز ثباتنا من الداخل، ويجعل أجسادنا تتصرف وكأنها في خطر حتى وإن لم يكن هناك ما يُهدد فعليًا.


وعندما يجتمع الحزن بالخوف، يتشوش النظام النفسي والبدني معًا. القلب المضطرب لا يعود قادرًا على النبض بثقة، والجهاز الهضمي يرفض استقبال الحياة بشكل طبيعي. الشعور بالضعف يتضاعف، وتختلط الدوافع حتى لا نعود نميّز بين ما نريده وما نهرب منه. في هذه الحالة، يختل التوازن، ذلك التوازن الدقيق الذي يحتاجه الإنسان ليحيا بشكل سليم. ليس الأمر مجرد شعور عابر، بل حالة تلامس الجسد والروح معًا، تنذر بأن هناك شيئًا في الأعماق يحتاج إلى تفهم لا إلى إنكار، إلى احتواء لا إلى تجاهل.


الاعتراف بهذه المشاعر لا يعني الاستسلام لها، وإنما يعني وعيًا بها، لأن ما نجهله في دواخلنا يملكنا، وما نفهمه يمكننا احتواؤه. ولذلك، لا بد أن نمنح أنفسنا لحظات صمت نسمع فيها أجسادنا، نلاحظ ما يحدث داخلنا عندما نحزن أو نخاف، لأن الجسد لا يكذب، وإن أنكرنا نحن ما نشعر به، فإن الأعراض ستُظهر الحقيقة. الاهتمام بالصحة النفسية ليس رفاهية، هو ضرورة، لأن التوازن لا يتحقق بالقوة، بل بالانسجام، وحين نُهمل مشاعرنا، فإننا نُربك هذا الانسجام من حيث لا ندري.


الوعي بمكان المشاعر في الجسد هو بداية فهم أعمق لأنفسنا، فكما أن العقل يتأثر، الجسد أيضًا يحمل بصمات ما نمر به. الحزن لا يختفي بالصمت، والخوف لا ينتهي بالتجاهل، لكن كلاهما يُشفى بالاحتواء، بالراحة، بالإصغاء الداخلي، وبمنح أنفسنا المساحة الكافية للمرور عبر الألم لا للهرب منه.


للاإيمان الشباني



تراتيل في زحمة الفراغ بقلم الكاتبة اسماء خيدر / المغرب

 تراتيل في زحمة الفراغ

................................ 


كأني أحمل جبلا ...


أمضغ الزمن الثقيل ...وهذا العبث. 


،بأصابع محروقة


شيدت جسورا بين اليقين والشك


حتى لايسألني الضمير المضمر بين ضلوع هذا الصدر


عن ما اقترفته قدماي ، حين داست على ذاكرة القلب.


في زحمة هذا الفراغ...


أراقب كيف تكبر الطيور في أعشاش من شوك.


وكيف تأكل بعضها حين تصير فوق السحاب 


وكيف تضيع القوافل المحملة بسر الحياة


تجوع الأيائل ... ويعبس وجه القمر.


وتحتفل البنادق ...


حين تتشابك القرون الهائجة 


فتسقط صريعة، كحلم جنين لم يولد بعد.


ذرفت صمتي الغزير على هذه الرمال


فصارت عيناي واحتين يابستين 


يسكنها هجيج الرياح وأزيز الحروب


أريس ، ينهش أحشاء الزمن


ويشرب بحرا من الدماء 


آريس يأكل كل شيء ، يقطع رؤوس السنابل


ويبكي...


حين يرى ظل اليمام.


اسماء خيدر / المغرب



فصول .... بقلم الشاعرة هدى الشرجبي.الهدى

 فصول ....

لا شيء على هوانا .

 فصول تتخبط 

          في سكون اعماقنا ..

ورياح في خريف العمر

 تدمر ما تبقى من الأحلام.       

    وتوقيتٌ

      يخالف لهفة

 تصارع النبض والخطوات...

..✍️هدى الشرجبي.الهدى 

𝓐𝓛 𝓗𝓤𝓓𝓐



بصوتٍ يهمس من أعماق النفس بقلم الكاتب إبراهيم العمر.

 بصوتٍ يهمس من أعماق النفس، كما لو كان اعترافاً في حضرة الغابة، أو تأملاً تحت ضوء القمر…


كم من مرة اجتاحتني رغبة لا تُقاوَم في الحديث، لا لأُخبر، بل لأعترف…  

فما أتقنت شيئاً في حياتي سوى فن الانكسار.  

كانت أيامي سلسلة من الخضوع، لا عن ضعف، بل عن حاجةٍ تمسك بتلابيب الروح، وتجرّها إلى حيث يُخبز الرغيف.  


هناك، حيث القرار لا يُصنع في القلب، بل يُفرض من فم الجوع،  

كان ربّ العمل هو الأذكى، لا لأنه يفكر، بل لأنه يملك…  

كان فوق القانون، فوق النظام، فوق السماء ذاتها،  

في وطنٍ يتغنّى بالشرائع الإلهية، ويُخفي تحت مظلّتها عبوديةً لا تُرى.  


الاستمرار في العمل كان استمراراً في الاستسلام،  

وكان الكبرياء مرآةً مشروخة يرى فيها الإنسان ماضيه المُهان وحاضره المُهان أكثر.  

كان عليّ أن أُقنع الجميع، وأولهم ذلك السيد، أنه موهوب، مميز، شريف،  

فقط لأحظى بالأمان، فقط لأبقى على قيد الحياة.  


عشرون عاماً، وأنا أُتقن تعذيب نفسي،  

أُقنعها أن الطيبة تُنقذ، أن الرقة تُرضي،  

وفي كل يوم، كنت أحقن شراييني بجرعة جديدة من الكراهية،  

أُخزّن البغض كما يُخزّن الفلاح القمح،  

أعجن لحمي بالذنب، وأمزج أوهامي بالدم،  

حتى أصبحت روحي مستعمرةً للكوابيس.  


لوحاتي؟ كانت سوداء،  

ألوانها لا تعرف النور،  

جدران أفكاري ملوّثة بالحزن،  

والقواميس التي علّمتني الكلام، مزّقتها بيدي.  


تجاهلت الشمس،  

وصنعت تاريخاً مشوّهاً لأمسٍ لم يكن لي فيه خيار.  

لم أجرؤ على الرفض، حتى همساً،  

وسرت على طريق الرغيف،  

طريق لا يُسمح فيه بالاختيار،  

طريق الوحدة،  

حيث لا أخ، لا صديق، لا جار…  

فقط أنا، وظلّي، وصوتٌ داخلي يهمس:  

هل هذه هي الحياة التي وُعدنا بها؟


إبراهيم العمر.

هنا العالم ... بقلم : معز ماني

 هنا العالم ...

هنا العالم ..

حيث الضجيج نشيد الأمم

والصمت جريمة لا تغتفر

حيث النّاس يصفّقون لقاتلهم

ويبايعون الجلّاد في عرس 

من الخطب والسّكر 

بينما الشعوب تعلّم 

أطفالها أن الصراخ فضيلة 

والسكون عار وأن من ينام مبكرا 

يعتبر خائنا للوطن ..

هنا العالم …

مدن من زجاج

تخزّن حجارة تكفي لرجم الحقيقة

وأبراجها مراصد للسخرية على الطموحات

أسواق تبيع الأحلام بالميزان

الفضائل تسعّر كعلب السجائر

ويعطى لكل عابر قسط 

من الأخلاق المستوردة

مع إيصال ضريبي على الأمل ..

هنا العالم …

الجوع هو المعلّم الأول

والخبز شهادة جامعية لا ينالها 

إلّا المتفوّق في طوابير الذل

الحبّ بطاقة مزوّرة

تتداول بين المجانين والمفتونين

والعاقل يشرب قهوته وحده

ويبتسم لخبر قديم عن نهاية التاريخ ..

هنا العالم …

الحرية شعار مطبوع على قمصان الرياضيين

الكرامة قصة تروى للأطفال 

قبل النوم كي يضحكوا أكثر

الشجاعة فيلم يعرض بعد نشرة الأخبار

مع إعلانات عن كريمات التجميل

المؤسسات تمنح الجوائز 

لمن يبتسم بشكل مناسب

ويضحك على مأساة مقررة مسبقا

الوقت سيف يقطع أعناق الفقراء

ويلمّع ساعات الأغنياء

قصائد تباع في سوق الكلام

تلف بشرائط من عار وابتذال

كتب مقدسة تستخدم كأثاث لتزيين المكاتب

حروب تبدأ بمؤتمر صحفي

وتنتهي بجائزة نوبل للسلام

والأطفال يحفظون أسماء الأبطال

ويصنعون منهم دمى بلا أعصاب ..

هنا العالم ..

كفن من أسئلة بلا جواب

ولحن ساخر لا ينتهي

مجرة تدور حول نفسها

وتعلن في كل دورة

هنيئا لكم أيها الأسرى 

لقد أصبح القفص 

رسميا معلما سياحيا

تباع تذاكره بالدولار ...

                           بقلم : معز ماني .


الثلاثاء، 7 أكتوبر 2025

يا للتّجنّي بقلم الشاعر رشيد بن حميدةـ تونس

 يا للتّجنّي

**************

لا أحد يسأل عنّي

كلّ 

بشأنه منشغل

فيا للتّجنّي


لا أحد يفكّر بي

كلّ

بدريه سائر

فهل ساور أحدهم

همّي


وهذا اللٌيل البهيم

يعاتبني

كفاك مشاعر

ها روحك تألم

بالتًمنّي


في هذا الفجر العصيب

ترقرقق دمعي غزيرا

 وأرّقني التّفكير

هاجرت الفراخ

فيا للتّجنّي

*****************

رشيد بن حميدةـ تونس

في5ـ10_2025



معرض الرياض الدولي للكتاب 2025: مشاركة أكثر من 25 دولة من بينها تونس متابعة الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 معرض الرياض الدولي للكتاب 2025: مشاركة أكثر من 25 دولة من بينها تونس


تشارك تونس بسبعة دور نشر في فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2025،الذي يلتئم هذا العام في حرم جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمان بالعاصمة السعودية من 2 إلى 12 أكتوبر الجاري،تحت شعار "الرياض تقرأ".

ويستقطب المعرض،الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة السعودية،أكثر من 2000 دار نشر ووكالة أدبية من أكثر من 25 دولة،ليؤكد مكانته كواحد من أكبر الملتقيات الثقافية العربية والدولية،وباعتباره فضاءً جامعًا للكلمة والمعرفة والإبداع .ويمتد المعرض على مساحة 50 ألف متر مربع بعد أن كانت العام الماضي 32 ألف متر مربع .

وتأتي المشاركة التونسية في هذه الدورة من جديد لتثري الحضور المغاربي والعربي في المعرض،من خلال مشاركة دور نشر تونسية تقدّم أحدث إصداراتها في مجالات الأدب والفكر والفنون والعلوم والدراسات والبحوث الإنسانية، وهي "دار الكتاب" و"الدار المتوسطية للنشر" و"دار يس (المختصة في كتب الأطفال)،ودار "الإمام المازري" و"دار المالكية" ودار "مسكيلياني" ودار"التنوير" (تونس/لبنان/مصر).

وتمثل المشاركة التونسية فرصة لمد جسور التعاون بين الناشرين والمهنيين من الجانبين، وتعزيز حضور الكتاب التونسي في الأسواق العربية والدولية،رغم الصعوبات الراهنة التي يواجهها الكتاب التونسي صناعة ونشرا وتوزيعا.

ويحظى المعرض بمشاركة واسعة من الأدباء والمفكرين والمترجمين وصناع الكتاب من مختلف القارات،إلى جانب إقامة برامج ثقافية متنوعة تضم أكثر من 200 فعالية بين ندوات فكرية،وورشات عمل،وأمسيات شعرية،ولقاءات حوارية،ومعارض فنية موازية،في تظاهرة تتجاوز حدود النشر إلى فضاءات الإبداع الإنساني المفتوح.

وتحلّ جمهورية أوزبكستان ضيف شرف لهذه الدورة،وهو ما يعكس انفتاح المملكة العربية السعودية على الثقافات الاخرى وتنويع آفاق الحوار الثقافي،وتجدر الاشارة في هذا الصدد أن تونس كانت ضيف شرف المعرض سنة 2022.

وفي جانب آخر يولي المعرض اهتماما خاصا بالناشئة من خلال مساحة مخصصة للأطفال واليافعين،تتضمن أنشطة أدبية وترفيهية وتفاعلية تهدف إلى تنمية حب القراءة والاكتشاف وصقل المواهب الأدبية والفنية منذ الصغر.

وفي إطار دعم صناعة النشر،يخصص المعرض فضاءات لقطاع الأعمال الثقافية والوكالات الأدبية،إلى جانب ركن المؤلف السعودي الذي يحتفي بالمبدعين من أصحاب النشر الذاتي،في تجربة تكرس التفاعل المباشر بين الكتّاب وجمهور القرّاء عبر منصات توقيع الكتب التي تمنح عشاق القراءة فرصة لقاء مؤلفيهم المفضلين واقتناء أحدث الإصدارات.

يشار إلى أن المعرض يفتح أبوابه يوميا على مدى عشرة أيام من الساعة 11 صباحا حتى منتصف الليل،فيما يستقبل زواره يوم الجمعة من الثانية ظهرا حتى منتصف الليل،مقدما لهم رحلة ثقافية غنية ومتنوعة تعزز مكانة المعرض كأهم حدث معرفي وثقافي في المملكة والمنطقة.

هذا،ومن المنتظر أن يستضيف المعرض يوم السبت المقبل الأمير تركي الفيصل في ندوة مرتقبة بعنوان "أعوام ملتهبة..إضاءات على القضايا السياسية المعاصرة"، بينما تقام يوم الأحد ندوة تناقش "الذكاء الاصطناعي ومستقبل الصحافة".

كما يتناول البرنامج الثقافي موضوعات متنوعة أخرى، من بينها التحديات المهنية للترجمة، وآفاق التجديد في الرواية، وأهمية الموروث الشعبي في أدب الطفل، ودور الرقمنة في تعزيز الحراك الثقافي والأدبي.

الحدث يمثل نافذة لكل محبي المعرفة والأدب للالتقاء بالكتاب واستكشاف عوالم جديدة من الإبداع والخيال.


متابعة محمد المحسن



ساعة مع القرآن الكريم ٠٠!! / بقلم : السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد - مصر

 ساعة مع القرآن الكريم ٠٠!! /

بقلم : السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد - مصر ٠

عزيزي القارىء ٠٠

في البداية نعلم بأن ( القرآن العظيم ) كتاب معجز نزل بلغة العرب بعيدا عن جنس الشعر و النثر ، و من ثم نجده المعجزة التي تحمل دلالات الأخبار عن الله عز وجل و الرسل و الكتب السماوية و النظر في الكون بروح العلم و العقل و التدبر و أخذ العظة و العبرة من سرد القصص و الأخبار في القرآن ٠٠

فهو كتاب هداية و به نصوص العبادات و الأحكام و الذكر والدعاء و دعوة الأخلاق و بيان حياة الناس في خطوط مجملة تتضح من رؤية التفاسير و الشرح المنضبط ٠٠ 

و كل هذا و ذاك دون إغراق نصوص القرآن في العلوم الباحتة و المتخصصة و تحميل النصوص ما لا تطيق به فربما الزج بأشياء كثيرة من باب العلم الصريح يتعارض فيما بعد مع النظريات و المناهج العلمية للعناصر الكونية في ظل نظرة العلم التطبيقية مع الاستكشاف ٠ 

فهو يرشدنا إلى مسالك الخير لخدمة الدين و الدنيا في توازن معا ٠

و يبين التوحيد الخالص لله الرحمن الرحيم و العبادة الصحيحة و فضل العمل الصالح عند الله ٠

و يحمل البشارة و الخير و الهدى من خلال العمل و الصدقة و الاستغفار والتوبة و الرحمة و العدل و الحق المبين لا يفرق بين الناس إلا بالتقوى و يدعوة إلى الطهارة المعنوية و المادية و النظافة اليومية ثم الوعد الحق بالجنة حيث النعيم المقيم ، و التحذير من الشرك و الحرام الذي فصله في القرآن الكريم و الذي يكون سبيل العاصي النار و تبقى المقادير بفيض رحمة الله الواسع لكل ما هو مخلوق فلا ندري ماذا مصيرنا في الغيب لأنه يقلب الأمور و الأعمال بالخواتيم و النوايا الحسنة ففي الحياة نعمل و نسعى و الرزق مكفول بيد الخالق الرزاق الحليم ٠٠

فنحن عباد الله خلقنا لعبادته و ضمن لنا الرزق و حدد الأجل منذ لحظة الميلاد حتى الممات و جعل قدرته العظيمة في فلسفة الموت الذي يقهر كل حركة الحياة و هذا أكبر دليل على وجود الخالق الحي القيوم ٠٠

فالقرآن الكريم دستور و منهج حياة و مأدبة ننهل منها البر و التقوى و الايمان و السلوك الحسن الجميل ٠٠ بل إنه منزل و قائم يحمل خطوط عريضه لمعالم الحياة و بعد الحياة ، بين عالم الغيب و الشهاد فلا نحاول أن نمسك و نتوغل في ماهية الأشياء العارضة و نقدمها للناس على إنها الحق المطلق بل من باب الاجتهاد و المثل و التقريب حتى يظل القرآن صالح لكل زمان و مكان ٠٠

و أيضا أنوه هنا و أركز على فكرة أن القرآن ليس كتاب علم محض حتى لا نظلم الآيات بالفهم الغريب فنسيء عن هذه المعجزة القائمة على التوحيد و العبادة و الهداية و بيان مقدمات منهج الحياة في الأصل بين حرية الاختيار في معية القضاء و القدر ٠٠

و إنه من أسراره حرصه على الدعوة إلى العلم و الاكتشاف من خلال دور و رسالة العلماء كل في تخصصه من نظرة إيمانية مفيدة للبشرية فهو بمثابة مدخل لكل العلوم و الثقافات الإنسانية في تلاقي لا صدام كما يروج له أصحاب العقول المتحجرة و القاصرة عن فهم و إدراك مقاصد هذا الدين القيم الذي بينه القرآن الكريم من خلال دعوة الله الحق و رسوله الكريم ، مع عرض الآياب على الأنفس و الآفاق الواسعة لحكمة بالغة و منفعة تستحق التأمل دائما ٠

و على الله قصد السبيل ٠

( و للحديث بقية إن شاء الله )