الجمعة، 10 أكتوبر 2025

شتاء على كتفي بقلم الكاتبة: هادية السالمي دجبي _ تونس _

 شتاء على كتفي

فراغ الغياب يُجدِّف فيه فؤادي ضُحًى 

و لا بدرَ في الدرب يرتق ما جرّفته سياط الجوى  . 

و كلّ الأغاني تلاشت 

و ذاك العِطاف هوَى 

و ذاك الجدار الّذي  كنتُ أسري إليه 

قضى 

و حطّ الشّتاء على كتفي 

و شظّى العِصِيَّ.


تجاويف وجهي 

يُجدِّف فيها غبار اللّظى 

و يَغشى الدّخان سمائي 

و فيها يئنّ الشَّظى 

و فيها يرين السّديم 

و يطغى الأسى 

و هذي الغيوم تُشظّي  قصيدي 

و تُدمي يدي . 


****************


ثقيلا يجيء شتاء الحروف و لستَ معي 

ولا شيء في الكلمات يُعطّر محبرتي. 

ولا سقف يحرس دفء شهيقي و حنجرتي. 

فأيُّ مجاز يُطرِّز للّيل أجنحة؟ 

و لستُ أرى برتقالا بغير ازرقاق أبي 

و هذا الغياب يُرصّف في الصّدر أقفاصه. 

نوافذ فجري تُغَلِّقها زفرات الغروب  ، أبي 

فأيُّ مجاز به أفتح اليوم للنّور بابا يُدفِّئني  ؟ 

أفتّش  في الدّار عن وجه أغنية  كنتُ ألمسها 

فيهمي  السّراب  على مقلتيَّ  كثيفا  ، 

و يرغو  الصَدى.

و لا نغمَ اليوم يُو قظ  فيَّ  الطّفولةَ 

أو فيْأَها 

و لا عنب اليوم  يكتبني 

في وميض السماوات  أو ريشها  . 

و أسأل عشب الحديقة عنك  ، 

فلا يبسم. 

و يهطل منه سواد 

يُغشّي الأديم فينتحب 

و يختضّ بين يديّ ترابٌ جَفَته  خُطاك 

فما التأم  . 


*******************


ثقيلٌ، جُؤوم الشّتاء  على معصمي  ، أبتي ، 

و لستُ أفيق لأقطف نورا   يُحدِّثُني.

فيا ليت نجما يجيء  إليَّ و يوقظني. 

و إنّي  لأدعو  الّذي علّم الطّيرَ مَغْنَى الهدى  

أن يُغيث الفؤاد بنور السّلام 

و فيض التّقى 

و إنّي لأدعو الرّحيم 

يُفيضُ  رضاه  عليك، فترضى  . 


بقلمي : هادية السالمي دجبي _ تونس _



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق