الجمعة، 10 أكتوبر 2025

نظافة شخصية بقلم الكاتب يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا

 نظافة شخصية


كان عبد الهادي قد انتبه إلى ما أنا عليه من توتر و قلق جراء ذاك الضجيج في المهجع، و أنا الذي أبحث عن بارقة نوم ألوذ بها، تهدأ بها نفسي و جوارحي


اقترب مني - عبد الهادي - و قال: أراك قلقا ! قلت: نعم لست معتادا هذا الضجيج، و تراني أطلب النوم. قال: هلم نخرج قليلا ريثما يهدأ المهجع و يكون النعاس قد تسلل إلينا فنستطيع النوم. قلت: لا بأس إن شاء الله تعالى 


خرجنا من المهجع نتدرج في المكان، تعارفنا خلال ذلك على بعضنا، ذكرت له اسمي و مدينتي و ذكر لي اسمه و مدينته، شعرنا سوية أننا نعرف بعضنا منذ أمد بعيد، و تذكرت هنا قول الحبيب المصطفى محمد، إذ قال: ( الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف )


 قلت في نفسي جميل أن يصادف المرء في حياته من تركن إليه نفسه و تطمئن بوجوده و على الأخص حين يكون في أجواء غير معتاد عليها


قال لي عبد الهادي: هل أنت مصمم على لحيتك هذه، أم ستحلقها في غد ؟! قلت: بل سأتشبث بها. قال: ربما تواجهك جراء ذلك مصاعب كثيرة فهل أنت مستعد؟ قلت: سأسعى قدر استطاعتي أن أحافظ عليها إلا أن يخرج الأمر من يدي. قال: أتمنى لك الثبات، و لكنني أتمنى لك عدم المواجهة. قلت: الله وحده المستعان. قال: على بركة الله


لكنه ما لبث عبد الهادي أن سألني: ما مدى حاجتك إلى المواجهة؟ و بمعنى آخر هل اللحية فرض، حتى تصمم على عدم حلقها ؟ 


قلت: هي ليست مسألة فرض، بل هي مسألة قوانين مفروضة علينا، ما أنزل الله بها من سلطان. قال: لكن الأنظمة العسكرية في كل بقاع الأرض تأمر بحلق اللحية. قلت: كيف و متى تشكلت تلك الأنظمة ؟ و أردفت قائلا له: المطلوب من العسكري أن يكون نظيفا في كل أحواله و من طبع المرء السوي أن يكون نظيفا سواء كان بلحية أو من دون لحية


- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا 


إشراقة شمس 80

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق