غزة ..
أنا غزّة العزّة بين أوطاني
مَن بِحكم العروبة يحاكيني؟
أنا عذراء الثروات خصبة
لكن رموني للعوز يجاريني
بلاد العرب إنسانية الفكر
دائما تصدّ مَن للمنفى يبقيني
لكنها مجبولة على الحروب
الرعب في سلمها يعاديني
هذه هي بلادي بآلامها
وآهاتها أحزان وحروق تكويني
أنا غزة اشتدّ جوعي وروّعتني
الصراعات بحصار مجانيني
خافوا من تأثير شبابي
فخاطروا بتخويفي وتخويني
دمَروا البنيان فاختفى الأمان
وماتت الأخوة في مَن خانوني
تمزق كراسي وثيابي وبات
الحفا يدمي رجلي ويبليني
والرصاص يخترق الحشا
يقاومه صبري وشواظُ مضاميني
استنهض الصمودُ الضمير
فوق الموج نحو الحطام يُحييني
أسطول الحياة شقّ البحار
ليفكّ الحصار ومن الإبادة يحميني
إبحاره بالدواء والخبز شرف
وأبطاله أطفال دمهم في شراييني
يحمل الرحمة بين أضلعه
دون حسابات لجوع كاد يفنيني
يموج به التحدّي لغدر الكيان
والقلوب غوثا للرضيع والثمانيني
ما هاب النّاشطون الخطر مثلما
هاب الحكام كوب ماء يسقيني
تركوا الشرق والغرب متواطئين
وهتفوا لا للإبادة تتخطى جثاميني
فهل للتاريخ العريق صبر
حاله مرّ كحال القهر يبكيني !
انحرف الضمير فسرقوا
مني ومن الأشراف مواطيني
وسلموني لعار َالصراخ
وكم من شرف للصراخ يكفيني
حجبوا الحبّ فماتت القلوب
وبدل الحقّ كان الظلم يعاديني
شيطانهم يدوس العدل، وللعرب
شياطين تفنّنوا في دوس رياحيني
إن نزحت الطفولة عن الرّكام
فالتهجير عار لا يخمد براكيني
عين الغيض تغمرني وإن تخلّت
مجافن مقلايا مَن بالدمع يرثيني
لا تهمهم همومي فقد قاموا
يثخنون الجراح وبها يقاتلوني
السجن أحبّ إليّ من الخذلان
ومقص التمزيق لدواويني
أرضي عين لا أتنازل عنها
ولا أجامل عدوّا بها يلاهيني
إن صاحت الأمة فذاك مجدها
عاد يداوي شرخا وللشموخ يناديني
أنا فلسطين خلّدوا فيّ الخيانة
عن شهامة ووسام من عناويني
عزيز مَن نال فيّ الشهادة
وحرّ كريم مّن بالنصر يبغيني
بلاد العرب يا مجانية الصّراع
بِبُؤسِك من السٌلم حرمتيني
أشهَد أني حملت إليك الغرام
فرحتِ بصلاح الدين تذكّريني
وأنجبت من بعده مغاوير
هم في كلّ شبر أسود تحميني
بقلمي: دخان لحسن. الجزائر
9.10.2025

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق