الأحد، 3 أكتوبر 2021

الـسوق .. بقلم الكاتب عبد الكريم احمد الزيدي العراق/ بغداد

 الـسوق ..

.........................
في الزبير جنوب البصرة وبالتحديد في نهاية الثمانينات ، كنت متعودا ان اصطحب معي سلة تسوق صغيرة بلاستيكية خضراء اخطف بها من السوق الشعبي ما يحتاجه البيت من الخضر والفواكه كل نهاية اسبوع وفي صباح كل يوم جمعة بالتحديد...
كان سوقا شعبيا على الطريق الرئيسي الرابط بين الزبير وطريق بصرة _ناصرية لاازال اذكر اسمه ولا اعرف سبب تسميته (سوق سوادي) ..
كان سوقا صغيرا دكاكينه الصغيرة المتقابلة تحت مسقف من الجينكو القديم وباعته البسطاء الذين يفترشون ارضية الدكاكين الضيقة التي لاتكاد تتسع لما يعرضونه من الخضر والفاكهة . كان في حينه موسما لمحصول جني الطماطة الزبيرية الشهيرة التي تتمتع بطعم حامض لايزال عالقا في لساني كلما تذكرتها تشتهر اراضي الرطكة والرميلة بزراعتها مغطاة بشبكة من الالواح البلاستيكية خلال موسم الشتاء واضافة الى محصول خضري بورق السلق كان البصراويون يطبخونه بطريقة غاية في الروعة يسمونه الشبسي وهو قريب الى حد ما من السبيناغ الذي يعرفه اهل الوسط وبغداد..
اتذكر جيدا انني في اول نزول لي الى السوق بعد استقرار عائلتي في المنطقه النفطية القريبة من الزبير والتي تسمى البرجسية وهي حي سكني نفطي قريب من حقل الزبير النفطي اقام بناءه الموظفين البريطانيين الذين سكنوه منذ اكتشاف النفط في الرميله واستقروا به لحين مغادرتهم اياه بعد تأميم شركات النفط في عقد السبعينيات ...
المهم في هذه الرواية القصيرة انني وقفت متأملا احدى البائعات العجائز اللاتي كن يعرضن الخضار والفاكهة في هذا السوق وهي متوشحة بلباس اسود ثخين وتحيط خصرها الهزيل برباط من ذات اللباس بطريقة غريبة وهي منشغلة ببيع ووزن الخضر والفاكهة التي اختارها المتسوقون وتعيد لهم من كيس قماش اسود باقي كلف وثمن ما استحقوه حتى انتبهت لطريقة وقوفي هادئا منتظرا ان تفرغ ممن حولي لاسألها عن حاجتي ..
تبسمت في وجهي بعد أن تيقنت بانني غريب عن هذه المنطقه وربما حزرت ان تكون هذه زيارتي الاولى لسوقها لتسألني عن حاجتي بكل عفوية؟
لم اشأ ان اشغلها عن عملها فأجبتها بكل ثقة حجية احتاج الى كيلو من الرارنج بلهجتي البغدادية المعروفة لا ادري في حينها لماذا نظرت الي بنظرة من الفضول والعجب لترد علي بلهجة بصراوية ماعدنا وليدي...
اعتقدت في الوهلة الاولى الى اني لم ارق لها ولم يسرها تصرفي ربما ولكنني عدت كي ارد عليها وانا اشير الى كومة من النارنج الزاهي المعروض امامها على شيء من الخوص او القش ..أليس هذا المعروض رارنج ياحجية ؟ فلماذا لا تريدين ان تبيعيني منه!!؟ ، تبسمت بطريقة لا يمكن أن تغيب عن مخيلتي حتى بان من اسنانها اثنان بلون الذهب وهي تقول لي هذا فاش وليدي ...
نعم...نعم هو ما اقصد اجبتها باستحياء والمتسوقين من حولي يتهامسون بنظرات حيرة واستغراب...
.................................................
عبد الكريم احمد الزيدي
العراق/ بغداد
Peut être une image de Abdulkareem Ahmed Alzaidi

توظيف الأسطورة في مسرح الطفل .... مسرحية أطفال الغابة أنموذجا بقلم ساهرة رشيد

 توظيف الأسطورة في مسرح الطفل .... مسرحية أطفال الغابة أنموذجا

ساهرة رشيد
صدرت الدراسة الأكاديمية السادسة والعشرون بعنوان (توظيف الأسطورة في مسرح الطفل .. مسرحية أطفال الغابة أنموذجا)
والتي كتبت عن مؤلفات اديب الاطفال،
د.جاسم محمد صالح وتناولت الدراسه منجزه الإبداعي في أدب الأطفال .. المسرح وكانت بعنوان :
(( توظيف الأسطورة في مسرح الطفل / مسرحية أطفال الغابة أنموذجا ))
من إعداد الطالبتين : مبارك كنزة , ماجي فوزية , وإشراف د. نصيرة ريلي /جامعة عبد الرحمن ميرة / بجاية , الجمهورية الجزائرية
وقد احتوت الدراسة على :
الفصل الأول ( نظري ) وتناول :
1 تعريف التوظيف لغة واصطلاحا
2 تعريف الأسطورة لغة واصطلاحا
3 أنواع الأساطير
4 تعريف أدب الأطفال وابراز أهميته وأهدافه
5 مسرح الطفل نشأته وأهميته , أهداف مسرح الطفل , موضوعات مسرح الطفل وأنواعه, مسرح الطفل في الوطن العربي
وعرج الفصل الثاني على توظيف الأسطورة في مسرحية أطفال الغابة وتناول :
1- سيرة الأديب جاسم محمد صالح
2- ملخص مسرحية أطفال الغابة
3- التعريف بملحمة جلجامش
4- توظيف الأسطورة في مسرحية (أطفال الغابة) .

ذاك الطريق بقلم الشاعرة حميدة بن ساسي

 ذاك الطريق

أظهرت قبل زحامها سحر درّة
وتعطّرت من زهر العتيق
وطيّرت العقاب وله ارتجاج
فذاك من درب الطّريق
عشقت ولو ...ليحول همسي
ويلاحقني اشتياق
وأعلنت المراد عليها زهوا
وأرجعت النّسائم كالعقيق
وأودعت صدري لها صفاء
فكان سكونها الفجّ كالبريق
وقدّمت لها قلما و حرفا
لا يعادي ... كما يليق...
وعدّلت الأغاني في سبات
على وتر من الحرف المريق
فتزيّنت من سحر زهر
ثمّ استمالت من جديد
رقصت حين رأيتها
هذا هو الصّخب الرّقيق
أسدلت قبل رحيلها شفر خيمة
وتمرّدت من طوق الغريق
وقوّمت الفؤاد فله ارتجاج
فذاك من همس الرّفيق
فرحت ولو...ليدوم همسي
ويعانقني انتشاء
وأسكنت الفؤاد مرارا زهوا
وأجليت الهواجس كالمحيق
وغرغرت عيني لها نقاء
فكان لحاظها الغرّ كالعقيق
وسلّمت لها صدقا وعطفا
لا يداري...لا يضيق
وأتممت المقاصدفي هدوء
على خطى من البيت العتيق
فتبيّنت من هجر دهر
ثمّ استكانت من وريد
وقفت حين رأيتها
هذا هو الخلّ الشّقيق
حميدة بن ساسي
Peut être une image de océan et ciel

افتتاح معرض الفنون التّشكيليّة برواق صالح الخوجة بقليبية للفنّانة التّشكيليّة هاجر ريدان والفنّان التّشكيلي لطفي الشّريف. تصوير مراسل الوجدان الثّقافيّة المصور الفوتوغرافي فاروق بن حوريّة

  تمّ مساء اليوم السّبت 02 أكتوبر 2021 افتتاح معرض الفنون التّشكيليّة برواق صالح الخوجة بقليبية للفنّانة التّشكيليّة هاجر ريدان والفنّان التّشكيلي لطفي الشّريف. تصوير مراسل الوجدان الثّقافيّة فاروق بن حوريّة







السبت، 2 أكتوبر 2021

سحر الخدود بقلم الشاعرة علياء علولو - تونس

 قصيدة عمودية على البحر المتقارب. ( فعولن *8 )

سحر الخدود
سَبتني خدودٌ علتْها ورودٌ
رعاها مليكُ الهوى مذْ سقاها
بدَفقِ العيون بماءِ الجفون
تغذّت بغَرْبِ الجوَى إذْ رواها
بليل طويلٍ تنامَت بُذُورٌ
ثمارُ الهيامِ تدلى جناها
كما فاح عطرٌ بثمر الجنان
فسبحان مِن بالكمال حباها
تحنّت بزهـر تجلّت بحسنٍ
تمنّت عيوني بصبحٍ تراها
رميت سهامي بلحظٍ مثير
رمتني بعينٍ سعيرٌ لظاها
تقول بصمت كفاك تريث
فإن القلوب بها ما كفاها
تصدت لحبي تحدّت بكِـبر
أهامت بغيري تُرى هل تراها؟
عليل فؤادي بحمى البعاد
لهيب الجوى من فتيل سناها
علياء علولو - تونس 23/12/2020 18:07
Peut être une image de 1 personne et foulard

كَفُّ اليَاسَمِينِ بقلم الشاعرة أسماء بنبراهيمـ

 كَفُّ اليَاسَمِينِ

تَتَدَاخَلُ الأَلْوَانُ فِي عَيْنَيْهَا
فَتَخْتَلِفُ الرُّؤَى ..
فِي كَفِّهَا السِّحْرُ وَالقَمَرُ
وَرَائِحَةُ الخُزَامَى ..
وَتِلْكَ الأَمَانِي الجَمِيلَة
مِنْ قِصَصِ غَرَامٍ زَائِفَة
عَشِقْتُ فِيهَا المُسْتَحِيل
مَلاَمِحَهَا.. تَفَاصِيل سَعَادَتِهَا
فِي كَفِّهَا اليَاسَمِينُ .. يَنْمُو
يَلْهُو وَيَزْهُو ..
عَشِقْتُ النَّغَمَ الجَمِيلَ .. فِي إِسْمِهَا
فِي لَحْنِهَا .. فِي ثَغْرِهَا
هِيَ كَالقَمَرِ .. هِيَ البَدْرُ فِي حُسْنِهَا
هِيَ الصَّمْتُ وَالسِّحْر
إِنِّي أَرَاهَا مِنْ بَعِيدٍ .. بَعِيدْ
كَنَجْمٍ فَرِيدْ
يُضِيءُ وَيَنْخَفِتْ ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم: أسماء بنبراهيمـ
Peut être une image de Asma Ben Brahim, position debout, foulard, plein air et monument

حُـبُّ الـمَـدَائِــنِ شعـر : خـلـف كلكول - سورية

 حُـبُّ الـمَـدَااائِــنِ


حُـبُّ الـمَـدااائِـنِ جَـــوَّااابٌ بِـأورِدَتِـــي
مِـن شَـطِّ بَـغدَااادَ لِلـخُـرطُـومِ لِلـيَـمَــنِ
وَفِـي الـجَـزَائِـرِ رُوحِـي الـيَـومَ هَـائِـمَـةٌ
فَــغَــرَّدَت وَسـطَ وَهــرَااانٍ عَـلى فَـنَـنِ
وَفِـي الكِنَانَـةِ صَـافِـي الـنِّـيـلِ أعـشَـقُـهُ
صِـنـوَ الـفُـرَاااتِ وَمَـن يَـرِدهُ لَـم يَــهُــنِ
وَالـحُـبُّ يُـورِقُ فِـي خَـضـرَاءِ تُـونِـسِنـا
وَفِـي الـرِّبَـاطِ جَـمَـالُ الخَلـقِ يَأسِـرُنِـي
وَلِلـحِـجَـازِ أفَـضـتُ الـدَّمـعَ فِـي سَـحَـرٍ
أُطَـهِّـرُ الـنّـفـسَ مِـن عَـجـزٍ وَمِـن وَهَـنِ
وَالـقُدسُ أدمَت صَحِيحَ الـقَلبِ فُرقَتُهَا
فَــصَـيَّـرَتــهُ أسِـــيــرَ الــهَــمِّ وَالــحَــزَنِ
وَالـشَّـاااامُ أُمٌّ وَلَا نِـــــدٌّ يُـنـازِعُــهَــا
هِـيَ الـمَـلَاذُ بِــرُغـمِ الـبَـيـنِ وَالــمِـحَـنِ
أمَّا الـكُـويـتُ فَـفِـي مِـحرَابِـهَـا سَجَدَت
كُـلُّ الـجَـوَارحِ تُـحـيِـي طَـاعَةَ الـسُّـنَـنِ
شعـر : خـلـف كلكول - سورية
Peut être une image de une personne ou plus et texte


"ضحِكَتْ" بقلم الكاتب ياسين بوزلفة

 "ضحِكَتْ"

بين ضُلوعي حَفِظتُكِ دَهرًا
أعيشُ دُونكِ و البُعدُ يُرافقُني
يَأبى الذهاب، و لا مكان للعِتاب
فَأتَيتِ، وقفتِ، بعثرتِ ما فيَّ من سُبات
* * *
بين سطوري كتبتُكِ عِشقا
أتخيّل صوتك، و الشوق يُحاجِجُني
يسيل فيكِ حبري، أنتِ كلُّ الكِتاب
مررتِ، إحتويتِ، سطوتِ على ما لي من ثبات
* * *
بين عيوني نقشتُكِ حُبًّا
أسيرُ مُنفرِدا، و الوعدُ يُكَبِّلُنِي
الحياة بكِ أحلى، و الباقي عُبَاب
ضحِكتِ، أَنَرْتِ، أَحيَيْتِ ما فيَّ مِن مَوَات
____________________________
ياسين بوزلفة
Bouzelfa Yassine

Peut être une image de texte

الشاعر التونسي القدير جلال باباي..شاعر الحب والجمال..الإنتصارات والإنكسارات (تقديم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن)

 الشاعر التونسي القدير جلال باباي..شاعر الحب والجمال..الإنتصارات والإنكسارات


(تقديم محمد المحسن)

قد لا أجانب الصواب إذا قلت أن الشاعر التونسي القدير جلال باباي، شاعر، لا ينفك أن يجعل من قصائده لوحة فنية تندمج فيها كل مشاعر الإنسانية،من فرح وألم و انتصارات وانكسارات ومعاناة وطول انتظار. إذ يكتب بأسلوب عذب،حيث لا شيء يعلو فوق جمالية الحس المرهف والدقة في التصوير الشعري. فبعض قصائد جلال باباي ذات الطابع الحر،تميل إلى الجانب الرومانسي، حيث يكشف لنا الشاعر عمق العلاقة الوجدانية التي تربطه بالمرأة في كل تجلياتها.ومن ثمة،فهو لا يبحث عن الكمال في الكتابة،بقدر ما يعتبر الكتابة تعبيرا عن إنسانيته، ووجوده المتجذر في كيانه،وعقله،وفي العلاقة التي تربطه بالآخر.
وإذن ؟
فالشاعر إذا في حالة الضياع والتيه في ألوان الحبيبة،وما القصيدة إلا الفضاء الرمزي، الذي يعيد فيه الشاعر تكوين العلاقة العاطفية،التي عاشها أو-استوحاها-من تداعيات الزمن اللئيم بغية الوصول إلى الجنة الخالدة : "ما وراء الحب". وليس أعمق وأكثر أهمية من وراء الحب
إلا لقاء الذات بعد فصول من التيه والضياع. فلغة الحب عند جلال باباي لا تستقر إلا باستقرار الذات،واستمرار الفوضى الحسية يعني بالأساس استمرار المعاناة العاطفية،واستمرار المناجاة الساكنة لسماء ليست كالسماء.وقصيدة "أكذوبة"التي تولت مؤسسة الوجدان الثقافية نشرها كالرعشة بعد الوقع في الحب. فالرقة والإحساس المرهف يجعل من شعر جلال لونا شعريا فريد من نوعه وشكله.إذ إن هذه اللغة تستوجب إعادة القراءة، والتأمل الدقيق لفهم ألغاز القصيدة،والهدف من كتابتها.فالتشخيص من أهم مقومات الكتابة عند الشاعر،لنجد الكون كله حاضر في "الحبيبة"،وهذه "الحبيبة"لا يكتمل-جمالها- إلا بارتدائها لجماليات الكون وألوانه الساحرة.
.تبعا لذلك أو بناء عليه،فإن الشاعر التونسي الفذ جلال باباي ينطلق بنا إلى عالم يحمل ألوان الروح المضطربة،ويتغير حسب تغير مناخ القلب الغارق في بحر من الحلم والحب.إذ يجعل من القصيدة جدارا يثبت عليها كل اللحظات العابرة،ويكون البوح على إيقاع الثمالة العاطفية ورحلة البحث عن نواقص "الأنا" في أعين السماء "الحبيبة"، كما يصورها لنا غالبا في -بعض-قصائده.
ختاما،يمكن القولإن إن قصيدة "أكذوبة " من النصوص الشعرية التونسية الأكثر جمالية من حيث التصوير والكتابة. نص عميق، نحت من أجل الخلود في عالم الكتابة الرومانسية. وعليه أدعو المترجمين وكذا المهتمين بالأدب والإبداع بمختلف تجلياته الخلاقة أن يترجموا أعمال هذا الشاعر إلى لغات أجنبية لما تش..كله من إبداع وازن،تختلط فيه كل الأساليب والأشكال الأدبية والإبداعية



قم من سباتك..وجُرَّ الفيافي لنبعي بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

قم من سباتك..وجُرَّ الفيافي لنبعي


الإهداء: إلى روح إبني غسان.. ذاك الذي أنهكه الترحال عبر الدروب القصيّة.. و”نام” بهدوء أثناء عبوره الدّرب الأخير.. بعد أن استرددت برحيله حقّي في البكاء..

“العبرات كبیرة وحارة تنحدر على خدودنا النحاسیة.. العبرات كبیرة وحارة تنحدر إلى قلوبنا”. (ناظم حكمت)


أيّها الموت:
كيف تسلّقت أيّها الموت فوضانا
وألهبت بالنزف ثنايا المدى
وكيف فتحت في كل نبضة من خطانا
شهقة الأمس
واختلاج الحنايا..
ثمّ تسللت ملتحف الصّمت مثل حفاة الضمير
لتترك الجدول يبكي
والينابيع،مجهشات الزوايا..؟!
غسان
لِمَ أسلمتني للدروب العتيقة
للعشب ينتشي من شهقة العابرين..
لٍمَ أورثتني غيمة تغرق البحر
وأسكنتني موجة تذهل الأرض
ثم رحلت؟
فكيف ألملم شتيت المرايا..
ألملم جرحك فيَّ
وكيف أرمّم سقف الغياب
وقد غصّ بالغائبين؟
فهات يديك أعني،لأعتق أصداف حزني
وهات يديك إلىَّ،أغثني
لأنأى بدمي عن مهاوي الردى
فليس من أحد ههنا،إبني
كي يراني..في سديم الصّمت،أقطف الغيم
وأزرع الوَجدَ
في رؤوس المنايا..
غسان
إبني وكبدي:
ها أنا الآن وحدي
أضيء الثرى بين جرح وجرح
وأسأل الرّيح وهي تكفكف أحزانها:
ما الذي ظلّ لي !؟
غير كتاب-رثيت- فيه موتايا
وآخر..
سأعصر فيه خصر السحابة كي تبوح:
كم خيبة لي في سماها
كم رعشة أجّجتها غيمة في ضلوعي
وألهبت فيَّ جمر العشايا
وكم مرّة ألبستني المواجع جرحها
وطرّزت دمعي وشاحا للقادمين؟
* * *
إبني
ها أنا الآن وحيد
أستدرج الوحي للرّوح
وأسير على حلكة الدّرب فجرا
كأنّ العواصف تلاحقني
كأنّ الرّحيل جزائي
كأنّ الرحيل-تعويذة-أمّي لروحي
كأنّي طريد
ههنا إبني،ألتحف الصّمت
أقدّس سرّ هذا الزّمان
أتصفّح دفتر عمري
وأفتح ذراعيَّ للمتعبين
كأنّي تعبت قليلا
كأنّ عطرك قد تلاشى
كأنّي هرمت
ترى،هل أقول لقلبي:
كفَّ عن الحلم والنبض
ترى:هل يستجيب؟
أم أنّ الرهان الذي قد خسرت
سيظلّ يلاحقني في الدروب
كي أظلّ في كل درب شريد..!
أيا إبني:
كم قطّرتك الثنايا..لأشرب ضوءك
قم من سباتك وجُرَّ الفيافي لنبعي
لينتعش الظامئون بمائي
أنا ما ذبلت
ها أنا واقف في انحنائي
كأن تراني شامخا بالحنين
غير أنّي تأهّبت في الحزن
حتّى تهدّل منّي الشذا
وأسرجت دموعي بواحات وجدك
حتّى تراءى لي وجهك كطيف في حلمي
فكم ليلة سأظلّ أحلم..كي لا يهرب الحلم منّي
وكم-يلزمني-من الدّمع كي أرى الجرح
أجمل
كي أراني..
* * *
كي أرى وجهك-ولو مرّة-في تضاعيف الهدى
يفاجئني ويغيب؟



محمد المحسن