. تائـــه بــلا عنـــــوان ( قصيدة نثريّة)
تحدثّني الرّيح عنك
فاختارك من حطام الضّباب
أحتجزُ لي مكانا
تحت شمس الأمنيات
التي تغتالني في كل ليلة
و تجرّني وراءها
لاهث البال
حتى يغمرني المنام
فتعاودني في أحلام السُّبات
و تزجُّ بي في متاهات الإغتراب
يا ل هذا العذاب
يا ل هذا القلب الذي يعتصر المٌنى
و يغترف التّراب
أهيم في دروب هذه الحياة
لاهثا خلف سراب
أتوقّّف حينا و أحاول
حفر جداول للمياه
بنفسي لنفسي
على شاطئء الخذلان
يدفعني الموج
و يغمرني محيط
الإحباط و ثلوج الغانيات
فأنتزع نفسي من مواجد نفسي
و انزوي تحت قنطرة الأحزان
يكتنفني ظلام اللّيل
و أصوات السّكاري
على قنطرة الغوغاء
و سكون قبور الذّكريات
على ركح الحياة العاثرة
أمثِّل دور السّعادة
و اشرب كأس الألم
دون إرادة
في كواليس الحكايا
و زوايا الغياب
كم كرهت نفسي
بل كرهت دور العابر
على جثّة افراحي
نحو مملكة الغربان
غرابان يتصارعان أمامي
يقتل أحدهما الآخر
ثم يتركه و يطير بعيدا
و أجدني أجرُّ جثّته
لوحدي
نحو حفرة في التّراب
أدفنه و أدفنني معه
خشية أن لا أجد يوما
من يواري جثّتي
و يسترها عن أعين
كأنّها الحِراب
بقلمي
الشاعر التونسي
الحبيب المبروك الزيطاري
20جانفي 2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق