لا شيء يشبهها
قالت : تجرّح القوافي قلمي و الجرح يهزمني
فكيف أكتبها ؟
لا شيء يا مولاي يشبهها
فكيف تخمدها ؟
هبها تخطّت ذلك الجسر الذي بهُت
فهل يخطّ الصخر في كفّيك رحلتها
كي يدفق النهر الذي نضُب ؟
هبها غزالة تغازل مطاحن الرياح و تهدمها
و حولها منابت السرو، كأنّما تعاضدها
أبين قرنيها يطير الأقحوان و هي تسأله
عن ألق الشمس الذي احتجب
أو طلّة البدر الذي اغترب ؟
هبها عقيما ليس للنسرين في ساحتها سكن
فهل تراك تستكفّ دمعة الوادي التي سكب
كي يرقص الليل على رمادها الموسوم باللهب ؟
و يتراقص على ضفافها الفراش في ظمإ ؟
أَمَا تراها عُذرت
تلك التي في بوحها شغفت
بنبضة الوصية الأولى و ما ارتعبت ؟
*******
بهدبها – رأيتها -تغسل محنتها
و عنفوان الليل تطفئه
حفظت قولتها :
" الخيل ملح الأرض و الطير سفينتها "
رأيتها تعبر جسر الظلمة الكبرى بمفردها
ثوب العصافير نشيجها و ريشتها
أنفاسها – أجراس غربتها –
تقصف وجه الريح بالشهب
و رمشها أقمصة بالضوء تمتلئ
و الرعد ، مولاي ،رأيته جوار الجبّ ينتحب
و حوله الذئاب تنهشه
*******
مولاي معذرة
أعلم أنّك بصوتها شغفت وحكايتها
فلِمَ العتَب ؟
كم قلتها ؟ ، أجهر في وجع :
أرهقني العنت يرهقها .
و عَجِلتْ إليه تسأله :
و عثرة النهر ، أتذكرها ؟
و كيف لا أذكرها – قال – و تلك وهج السمر ؟
حدّثني يقظان عن تلك التي عثرت
و بجوار النهر قد لدغت
غير بعيد عن حدائقنا ...
بعين يقظان رأيتها تنوء بهواها و هواجسها
تعرج في مشيتها و الحمل أثقلها ...
حينئذ، قبعت في جسد حرفها لأنتظر
سفنه التي ستحملني
مع العصافير إلى وطني
هادية السالمي الدجبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق