الأحد، 19 يناير 2025

لا شيء يشبهها بقلم الكاتبة هادية السالمي الدجبي

 لا شيء يشبهها 


قالت : تجرّح القوافي قلمي و الجرح يهزمني 

فكيف أكتبها ؟

لا شيء يا مولاي يشبهها

فكيف تخمدها ؟ 

هبها تخطّت ذلك الجسر الذي بهُت 

فهل يخطّ الصخر في كفّيك رحلتها 

كي يدفق النهر الذي نضُب ؟

هبها غزالة تغازل مطاحن الرياح و تهدمها 

و حولها منابت السرو،  كأنّما تعاضدها 

أبين قرنيها يطير الأقحوان و هي تسأله 

عن ألق الشمس الذي احتجب 

أو طلّة البدر الذي اغترب ؟

هبها عقيما ليس للنسرين في ساحتها سكن 

فهل تراك تستكفّ دمعة الوادي التي سكب

كي يرقص الليل على رمادها الموسوم باللهب ؟

و يتراقص على ضفافها الفراش في ظمإ ؟ 

أَمَا تراها عُذرت 

تلك التي في بوحها شغفت 

بنبضة الوصية الأولى و ما ارتعبت ؟

            ******* 

بهدبها – رأيتها -تغسل محنتها 

و عنفوان الليل تطفئه

حفظت قولتها :

 " الخيل ملح الأرض و الطير سفينتها " 

رأيتها تعبر جسر الظلمة الكبرى بمفردها 

ثوب العصافير نشيجها و ريشتها 

أنفاسها – أجراس غربتها –

تقصف وجه الريح بالشهب 

و رمشها أقمصة بالضوء تمتلئ 

و الرعد ، مولاي ،رأيته جوار الجبّ ينتحب 

و حوله الذئاب تنهشه  


            *******


مولاي معذرة 

أعلم أنّك بصوتها شغفت وحكايتها 

فلِمَ العتَب  ؟ 

كم قلتها ؟ ، أجهر في وجع :

أرهقني العنت يرهقها .

و عَجِلتْ إليه تسأله : 

و عثرة النهر ، أتذكرها ؟

و كيف لا أذكرها – قال – و تلك وهج السمر ؟

حدّثني يقظان عن تلك التي عثرت 

و بجوار النهر قد لدغت

غير بعيد عن حدائقنا ...

بعين يقظان رأيتها تنوء بهواها و هواجسها 

تعرج في مشيتها و الحمل أثقلها ...

حينئذ، قبعت في جسد حرفها لأنتظر 

سفنه التي ستحملني 

مع العصافير إلى وطني 


                              هادية السالمي الدجبي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق