الأحد، 19 يناير 2025

حين تصبح الحياة طاغية - ١- ٥٥ بقلم الشاعر إبراهيم العمر.

 حين تصبح الحياة طاغية - ١- ٥٥


أحيانا كثيرة تصبح الحياة طاغية ؛

تستحم بدموع عشاقها

وتتعطر بدماء قتلاها .�لا شيء عقلاني ،�كل شيء يتراكض ويتدافع حتى الثواني ، �تتشابك ، تتعارك ، تتوه في الاتجاهات ؛�حتى يضيع الإحساس بالوقت .

قد يكون الغد بعد سنة ،

وقد يكون بعد لحظة . 

لكن دائما ، دون شك ،

أحيانا تشعر ، أن هناك غدا سيأتي . 

وتفقد الإحساس بالوزن

وتعيش حالة انعدام الجاذبية .

الروح بين النجوم تسوح

تظن كل شيء مسموح

وكل شيء ممكن وممنوح .

ليست هناك أية عوائق

بين الفعل والفكرة ،

بين المبادرة وردة الفعل ، 

بين الدافع والرغبة ،

بين السبب والمسبب .

المساحات والمسافات تفقد كل تلك الخطوط التي تحدّها .

ليس هناك مكان للكآبة والنكد في الأرواح الفسيحة . 

ويجب أن تتمّون من الفرح والسعادة قبل أن يأتي الغد ، 

وقبل أن تبدأ حياة جديدة ومشوارا جديدا . 

تتعلم كيف تطيل فترة الانفعال ، 

تتعلم كيف تطيل عمر البهجة والسرور ،

تتعلم كيف تستمتع بالصبر

وتطيل فترات الانتظار .

تتعلم كيف تتعامل مع قلبك

وتتقرب من روحك .

تتمنى أن ترمي حجرا في الفراغ ،


إبراهيم العمر.


حين تصبح الحياة طاغية - ٢


تتمنى ديمومة اللحظة ،

تتمنى أن تستنسخ من ومضات السعادة ؛

لتعيد اللحظة كلما تنتهي .

تتمنى لو تستبدل لحظات عمرك المجهولة

بلحظات مستنسخة .

لحظات قد خبرت حلاوتها

وتذوقت كل ما تحوي من مرارة وألم وشوق وعذاب .

قد يحوي الغيب لحظات تفوقها سحرا وجمالا ؛

لكن أبدا لحظة الحب التي نعيشها ،

نتمنّى أن يتوقف عندها الزمن .

نتمنّى أن يتوقف الوقت عند لحظة ،

عند نظرة ،

عند همسة ، 

عند لمسة . 

تماما كما يحدث عندما تلامس منخريك زهرة غردينيا .

تماما كما يحدث عندما تعانق أذنك أصداء همسة حب رقيقة .

تماما كما يحدث للعاشق الذي يمضي الليل بين الأمل والذكرى ، 

وخيال من يحب ويهوى يداعب كل حواسه .

يستمتع بألم السهر

وحرارة الشوق

ومرارة الانتظار .

يتمنّى أن لا ينتهي من عمره الانتظار ،

يتمنّى أن لا تنطفئ من شوقه النار .

يود أن يعيش كل تفاصيل اليوم ، 

وأن يؤخّر غروب الشمس .

فقد يكون هناك غدا وقد لا يكون .

وقد تكون لحظة الحب والبهجة

التي يعيشها الآن آخر لحظة ،

قد لا تتكرر .


إبراهيم العمر.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق