فلسفة حوار الشاطىء ٠٠!!
بقلم / السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر ٠
في البداية عزيزي القارىء الكريم ٠٠
البحر عالم فسيح بلا حدود فحاول تنظر إليه برفق كي تنجو من دواماته و صدى أمواجه مع رحلة الحياة ٠٠
نعم إن الإنسان المفكر و المبدع و الفنان و صاحب الوجدان يذهب بتأملاته الفلسفية الجمالية نحو الحب حيث يقف بين البوح بأسراره و الشكوى لتباريح همومه و استدعاء أحلامه و انتظار المساء الذي يخلد إليه في هدوء تام بعد تقلبات حياة يومية مملة داخل ميدان صراع البشر في رحلة شاقة تقذفه الأقدار في صيرورة بلا توقف ٠٠
فيحاول أن يتسلل لواذا إلى تلك الشاطىء البعد في حوار إلى البحر حيث يجد لحظات غروب الشمس و ميلا ضوء القمر و من حوله تدور النجوم و مرات موعد شروق الشمس و أسراب الطيور مهاجرة و عائدة في مشاهد يغمرها نسيم و مطر و نوبات الصمت ٠
فيظل يبدع في مجاله كشاعر و مفكر و فنان و رسام حتى العالم المتخصص بل و الإنسان المتعب ٠٠
أجل الكل يهرب إلى الشاطىء كي يجد نفسه بعد موجة بحث عن أصله و ماهية هذا الكون الفسيح و ما الغرض من هذا الوجود في تساؤلات لا تتوقف أكاد أُسمي هذا اللقاء المتجدد بعد الجمود بمثابة حوار مفتوح يتناول البحث عن الذات في منعطف التكوين ٠٠
و من ثم يترجم كل من ذهب إلى الشاطيء هذا المشهد في سطور أو لوحة تعبيرا صادقا مؤثرا ينبعث من المرسل إلى المتلقي في ثنائية كاشفة كالمرايا نرى فيها أنفسنا على الحقيقة ساعة صفاء بلا تزيف للحقائق التي يطالعها المتابع الأخر ٠
فأجمل ما نقرأ و نشهد مناظر و صور تكون لحظة ميلاد عند الشاطىء فقد كتب الشعراء الروائع عند البحر مع المساء و عند الفجر ٠٠
فالشاطىء ملهم في حياة الإنسان العادي و المبدع معا ٠
و أخيرا:
بعد معاناة أقرر أن البحر يشبهني وأراه في زُرقة عيني ؛ فهو بالنسبة لي عالم ممتد ، و قلب نابض بالحب و الشباب و الجمال ، بل أكبر من هذا صديق ودود ، و حياة خلود ٠٠
و لذا يتسابق الجميع مهرولا نحو البحر هربا من المشكلات و المتاعب يلتمس الراحة و العلاج و الهدوء في معادلة متوازية كي يعود نشطا من جديد إلى خضم الحياة ٠
مثل عودة الروح إلى الجسد في تلقائية دائما ٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق