الأحد، 19 يناير 2025

'دعاء السّفر' بقلم الأديب المختار المختاري

 'دعاء السّفر'

(1)

وإذا خيروني بين البحر والحبر 

لاخترت الطريق إليك 

إلى 

إلى رحيق زهرة 

تغني الحياة بحب الحياة

وشموخ واباء 

وإذا خيروني بين الأرض والسّماء 

لاخترت نبيذ الخلود 

في أسطر تحكي الحب 

تحكي الحزن 

تحكي الغربة 

تحكي الشّقاء 

يا هذي البلاد التي انتهيت منها 

واكتفيت 

صلّي كثيرا لربّ التّراب 

ربمّا غفر لك ما فيك 

من ظلم واغتياب 

ربّما منحك صكّ غفران 

غير الّذي وهبك صنيعة الورق المخروم 

ليسقي العاشقين كأس العذاب 

ويحتمي بعكّاز 

ينحني على ظلّه ليلتقط الأسماء 

الّتي غادرت 

حتّى لا تبكي بلاد 

من خراب إلى خراب 

وان خيروني بين خمرة الرّوح 

وروحي في كتاب 

لاخترت الذّهاب 

والذّهاب 

والذّهاب 

فيا احباب قلب 

هدّه التّعب 

واعياه تطاول أبناء ألقحاب 

سنلتقي ذات موت 

هناك عند ربّ 

يعلم كلّ شيء 

ويعرف ما يدسّه الجاهل 

في رغيف المتعبين 

وما يرمي بهم إليهم 

من ألم 

وهو الجاهل الكذاب 

وان خيروني بيني... وبيني 

سأختار حتما طريق الغياب

(2)

صبيتي للحب ألحان الحياة 

لمحت في عينيك بريقه 

أهاج روحي 

ومن الوجد نار تلهب الأيّام 

فيستعر في القلب حريقه 

صبيتي ما اخترت يوما من اكون 

هي الحياه الّتي اختارت لي من اكونه 

هي الّتي علمتني أن الحب حقيقة الكون 

وأنّ الرّحيل حقيقة كلّ بداية 

ويبق في القلب ذكر نصونه 

صبيتي... 

وهذا الوجود أكثر من صغير 

في أعين من يرى الحقّ 

ويقف باذلا دونه 

فكوني كلمة عشق حارقة 

كونيا للحبّ عنوان لنكونه 

ولا تخاف الأيّام 

فهي للعاشق طريقه 

وليله 

وشمسه 

ودليله 

فاحضني عمرك بقوة 

وسيري خلف الحقيقة بالحقيقة 

الله ينصر فقط من للحق وقف ويعينه 

وليكن للحبّ في قلبك نور 

منه تأكلين رغيف دنيا تخوننا 

لكننا في الحبّ 

وللحبّ ابدا لا نخونه

(مازال من الوصايا ما سيرد)

19/01/2025

المختار المختاري



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق