الاثنين، 20 يناير 2025

حجر الأبناء على حقوق الوالدين بقلم الكاتب/ محمد حسان

 حجر الأبناء على حقوق الوالدين 

هذا الموضوع من الحساسية بمكان ويمس حالات نراها في حياتنا، وهو يتناول منطقة شائكة تمس الأرامل خاصة من الآباء والأمهات، ويعتبر طرحي هذا وقفة بين العاطفة والعقل من جهة وشرع الله من جهة أخرى، في حين يفقد أحد الزوجين شريكه، وعندما يكون لهم أبناء كبار نجد الحجر على الأرمل من أب أو أم من أولادهم، والوقوف ضد مجرد فكرة الارتباط بشريك حياة جديد لو كانت لديهم رغبة في ذلك. ونجد لهذا الأمر عدة أسئلة منها

هل ما يقدمون عليه من زواج يخالف شرع الله.

هل ما يريدونه أمر قبيح يستترون مم فعله

 هل تدركون مدى ما يشعرون به من وحدة وحالة نفسية ملحة تجعلهم يظهرون لنا بشكل، في حين يعلنون آلامهم بينهم وبين أنفسهم. 

 هل رفضنا لرغبتهم في العفاف والزواج رغم سنهم بسبب الحزن على من فقدنا.

 هل رفضنا بسبب الخوف على الميراث.

 هل هو الخوف من النظرة الاجتماعية من أصحاب النفوس الضعيفة، والعقول قليلة الإيمان.

هل بموقعنا ندفعهم أن يتخذوا طريقا يخالف شرع الله خاصة في ذلك العمر.

موضوع يستحق الطرح، ماذا يفعل الرجل أو المرأة في حالة فقد شريكه، هل من أجل إرضاء من حولهم يمنعون أنفسهم مما شرع الله عندما يكونون بحاجة لسكن في  نهاية عمرهم، أم يرتكبون إثما خفيا ويغضبون الله ويشترون رضاء من حولهم، فهم في هذه الحالة بين المطرقة والسندان، وأود أن نفكر بعقولنا وشريعتنا لا بعاطفتنا ، لماذا يعاني الرجل ويكبت مشاعره وحاجته الملحة لشريك درب أحله الله، ولماذا ننظر إليه بعدم الوفاء على شريكه الذي توفاه الله، هل الوفاء يعارض ما أحله الله له، لو كان فيه شين لما أحله الله،  فلماذا نحجر عليهم ما وسعه الله، وفي سيرة من سبقونا نجد أن هذا الأمر والزواج بعد فقدان الشريك كان مقبولا وأمرا طبيعيا، ولا أدل من الصحابية عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل فقد تزوجت بعبد الله بن أبي بكر رضي الله عنه، وبقيت عنده حتى أصابه سهم في حصار الطائف مات في أثره في المدينة، ثم تزوجها زيد بن الخطاب رضي الله عنه على ما قيل، وبقيت معه حتى استشهد في اليمامة، ثم تزوجها عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وبقيت معه حتى استشهد، ثم تزوجها الزبير بن العوام، وبقيت عنده حتى استشهد رضي الله عنهم أجمعين، فهذا مثال بأن الزواج بعد الشريك كان أمرا مألوفا، والأشد من ذلك أن من تزوجها رغم تعدد زيجاتها لم ينظر إليها نظرة دونية لا هم ولا من حولهم، فهل نحجر على شرع الله ونكون عثرة أمامهم، أردت فقط أن نراجع أنفسنا مراجعة حقيقية لهذا الأمر حتى لا تكون أحكامنا عشوائية تخضع لميولنا وما تهواه أنفسنا لا ما يرضي ربنا .

بقلمي/ محمد حسان



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق