الثلاثاء، 7 يونيو 2022

شقوق بقلم الشاعرة منى الماجري

 شقوق

أمشي في الحر
الطريق مشروخة بفعل تحديق الشمس
أقف أمام بيتنا القديم
تحدق في شقوق الباب
آخر الجارات في حينا تمر أمامي
رجلاها مشققتان
جار جديد يحمل بطيخة مشققة
أمي التي جاءتني في الحلم
وأوصتني بتفقد بيتنا القديم
كانت كفها مشقوقة لأمر ما
بيت جاراتنا قسم الى جزءين
ابناها اختلفا وأقاما حائطا بينهما
تذكرت أنني شاهدت نصف عمري
يمر من أمامي وكان يحمل وجهين
أحدهما استقر عندي
والآخر ذهب أدراج الرياح
شعري ااطويل جدا أصبح قصيرا
أصبحت أغادر البيت مرة في الشهر أو مرتين
تمر بنات جيلي أمامي أرى عصرا آخر
ويقلن لي من أي عصر أنت قادمة ؟
أختار حذاء للراحة تقول ابنتي هذا حذاء للعجائز
هل أصبحت عجوزا ؟
وأقول أطلب الراحة لا علاقة للأمر بالعمر
أخرج من حينا تقابلني الشقوق في جدار الحديقة العمومية التي حضنت مرحي
أمشي ،تقابلني وجوه مشققة بفعل الثورة
أمر على دكان الصائغ كنت قد أودعت عنده خاتما عتيقا انشق الى نصفين
تسألني امرأة فضولية ،،أين تقطنين،،
وأجيبها مرة ببيتي
مرة ببيتنا
أنا بين بيتين
أسرع الخطى أتذكر أنه غدا على أن أداوم في المعهد وأن ألتحق بدروس الجامعة
تلميذتي التي ألح في أن تفهم درسها
ترغب في أن أصغي إلى قصتها مع الفتى حبيبها
بائع الخضر ،خضره ذابلة صفراء
أشجار الطريق تساقطت أوراقها
والبلدية لاتبالي
بلدية شابة ولكن لابأس من أن يبقى الشارع شيخا
وأنا وأنت واحد في اثنين أو اثنين في واحد
اثنان يتجزآن أو لا يقبلان التجزئة
يختصم الزمان في
وبعض العيون تقول ماأهزمه
أطل على أمومتي فأجدها غيرت هويتها
إلى صداقة واضحة
أعود إلى الطريق لا تزال مشروخة
ذاب الاسفلت
هناك يعترضني صديق من زمان ماقبل الشرخ
هو أيضا يحاول أن يعبر
أصل إلى بيتي ذي البابين
أفتح الأول
ويتعنت الثاني
وأجلس في الممر
عل العائد من العمر
يعالج الباب ويستجيب المفتاح
يأتي الكلب
تأتي الكلبة
نجلس ثلاثتنا في الممر
وأقول لا بأس بعض الأبواب قد تفتح أو تغلق في وجهنا
لا نملك للوقت وجها واحدا
لا نملك للقادم وصفة جاهزة
نجلس في ممر الاحتمالات
تمر الشمس
يأتي المساء
ولا نجوم تضيء الطريق
منى الماجري 7|6|2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق