نشيجٌ
رمادُ الصّحاري يغنّي لفجرٍ أغانٍ
تبلّلُ وجهاً غريبْ
يناديني عرشُ السّماءِ رويداً
ليزهرَ فينا ربيعٌ قريبْ
وأمشي الهوينَةَ فوقَ الضّبابْ
لأحيا بعيداً أمسّدُ وجهَ السّحابْ
هناكَ ينامُ المدارُ بعيداً
ليمشي قريباً إلى ضفتينا
مدادُ الأقاحي بلونِ التّرابْ
يناديني فجري المحنّى بدمعٍ لشمسٍ
يبدّدُ جمرَ الغيابْ :
أزيزُ الرّصاصِ يئنُّ لموجِ
يداعبُ جمرَ الحروبْ
ليرسمَ وجهاً جديداً
بلونٍ يعانقُ سرَّ الغروبْ
شقيقي ينامُ الهوينَةَ يوماً
ليحيي رماداً على جفنِ أمّي
وأمّي تنامُ على عشبِ أرضٍ
تهدْهدُ جفنَ السّحابِ البعيدْ
ولونُ الثّريّا خصاباً يمسّدُ وجهاً لأرضي
يعيدُ إلينا نبيذَ الدّروبْ
هناكَ ينامُ البنفسجُ يوماً
ليحملَ سرَّ المنافي رويداً
ويمزجَ لحمَ السّبايا بلحمِ العبيدْ
ولحمُ العبيدِ خريفٌ جديدْ
يعلّقُ صورةَ عشقي هناكَ
ويحكي لوجهِ السّماءِ نشيدَ المنايا
ولحنَ القصيدْ
نشيجُ الأقاحي خفيفٌ رقيقْ
ينادي رويداً :
سلامٌ يبوحُ إلى ضفتينا
يعبّدُ ليلي بجمرِ الطّريقْ
سلامٌ يفجرُّ سرّي المحنّى
بجمرٍ يعانقُ سِفري العتيقْ
يناديني وجهُ الضّبابِ لأحيا :
لماذا تمسّدُ ضلعَ السّلامِ الغريقْ ؟
لماذا تنامُ هناكَ بعيداً ؟
وترمي فضاءً بسهمِ المنافي
لتحيي خفايا لجرحي العتيقْ
نشيجُ الأماني هديلٌ الحمامْ
ليُغْرَقَ سرَّ المرايا غفيرُ الظّلامْ
وقدسي تحنّي مرايا السّلامْ
لفجرٍ يباغتُ عشقي هناكَ
ليرمي سحاباً يبيدُ رياحَ الخصامْ
وظلّ المدادِ نشيجٌ
يعانقُ وجهاً يمرُّ بريحِ القيامْ
وريحُ القيامِ نفيرٌ جديدٍ
يمسّدُ وجهَ الخيامْ
بقلم حسن أحمد الفلاح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق