لحظة كشف
مُذْ كنت طفلة
خربشتُ على جناح الضّوء
أغنية الصّباح
ظللتُ كلّ يوم ببراءة الأطفال
أعمّد في دنان الحلم فرشاتي
كي يظلّ الوقت طازجا
وأظلّ في عمق ألوانه لمعة
مُذْ كنت طفلة
خبّأت جدائلي اللّيليّة
في صندوق جدّتي
ذاك الذي ينفتح بابه على عوالم الإدهاش
صندوق جدّتي خزّان
مفاتيحه أسطورية الصّنع
جُلبت من بلاد عجيبة
أحضرها الجنّ قبل ان يرتدّ طرف الصّانع
أمسك بها
لكنّ جدّي
ذاك العاشق بالفطرة
الصّادح بالمواويل على كلّ لون
وعد جدّتي ذات حبّ أن يسري بها
على كفوف الدّهشة
ما كانت جدّتي تفقه لغة الغزل
لكنّها في عرف الطّاعة رضيت
عانقت الصّندوق
باتت ريحها أثيرية
والصندوق بطيبتها تحوّل محرابا
مُذْ كنت طفلة
علّمتني جدّتي أفانين الحياة
فتحت عيني على محاريب التّوق
بتّ في تلك العوالم نورسا
طيران ولا جناح
خفقان يُلهم الرُوح حنينا
إلى البدايات
نبضة عشق للّا مدى
للعالم الأسنى
والطين يتشكّل في خاطري طيفا
ينفض ثقله
يقبّل جبين الطفولة
ويسمو
يتوق إلى لحظة كشف
تلد الحياة.
تونس ... 12 / 6 / 2022
بقلمي ... جميلة بلطي عطوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق