رِحْلَةُ السِنِين
مَدٌّ وَ جَزْرٌ وَ الأَيَّامُ تَكْتُبُنَا
الرِيحُ تَصْفَعُ أَشْرِعَةَ مَرَاكِبِنَا
حِينَ غَمَزْتُ الرِيحَ طَاوَعَنِي
وَ مَضَى يُهَدْهِدُ بِلُطْفٍ قَوَارِبَنَا
نَعَسَتْ خُيُوطُ الصُبْحِ تَحْتَ أَجْنِحَتِي
الوَقْتُ غُولٌ يُحَرِّكُنَا وَ يَشْرَبُنَا
هَلْ تَنْفَعُ الحَسْرَةُ إِذَا العَقْلُ تَغَشَّاه الأَسَى
أَوْ القَلْبُ هَامَ بِسِدْرَةٍ فِي المُنْتَهَى
يَا بَرْقُ مَالَكَ إِذْ خَفَقْتَ أَخَذْتَنِي
أَحْكِي إِلَيْكَ وَ لَا تُجِيبُ لِي نِدَاء
يَا هِنْدُ مَهْلًا إِنَّ حَبَّكِ لَوْعَةٌ
أَمْعَنْتُ فِي هَوَاكِ فَمَسَّنِي الشَقَاء
على حَافَّةِ الوَجَعِ يَنْبُتُ الأَمَل
لَا شَيئَ مُستَحِيلْ
لَا وَقْتَ لِلْفَشَلْ
فِي غَمْرَةِ الرُوتِين
لَا شَيئَ يُعْجِبُنَا
وَ نَرْفَعُ لَافِتَةَ المَلَلْ
أَنْظُرُ إِلَيْهَا
وَ أُمْعِنُ النَظَر
وَ كَأَنَّهَا لَمْ تَكْتَمِلْ
وَ كَأَنَّهَا ظَبْيَةٌ
تَرْكُضُ فِي شِعَابِ قَلْبِي
وَ لَا تَكَلّ
وَ كَأَنَّهَا وَرْدَةٌ تَتَفَتَّحُ
عَلَى أَطْرَافِ قَلْبِي
تَمْزِجُ الحُبَّ بِالخَجَل
تَتَهَادَى ... تَتَرَنَّحْ
تَتَمَايَل
تُمْطِرُنِي قُبَل
رُوَيْدَكِ
لَا تُكْثِرِي مِنْ صَبِّ العَسَل
إِنَّ قَلْبِي عَنْ هَوَاكِ مُنْشَغِل
خَطْوَةٌ إِلى الأَمَام
إِثْنَتَانِ ... ثَلَاثَة
يَا نَفْسُ خَدَّرَكِ الغَزَل
هَارِبَاتٌ أُمْنِيَاتِي
يُغَلِّفُهَا النَدَى
فِي المَدَى
البَحْرُ أَغْوَتْهُ السَمَاء
هَلْ هَدَّنِي الشَوْقَ أَمْ هَدَّنِي الإِعْيَاء
أَمْشِي إِلَيْكِ شَارِدًا تَصْفَعُنِي الأَنْوَاء
تَهْرُبُ الثَوَانِي وَ تَتَبَدَّلُ الأَسْمَاء
أَمَّا أَنَا وَ أَنْتِ فَنُنْشِدُ الوَفَاء
أَرْسُمُكِ بِالحَرْفِ وَ أُمْعِنُ النِدَاء
فَيَغْمُرُنِي طَيْفُكِ صَبَاحًا وَ مَسَاء
مِنْ هُنَا بَدَأْنَا وَ طَابَ الإِنْزِوَاء
بِالحُبِّ كَمْ مَشِينَا عَلى خَيُوطِ المَاء
يَا رِحْلَةً مَحْفُوفَةً
بِالشَوْقِ وَ الحَنِين
يَا رِحْلَةَ السِنِين
مَكْتُوبَةٌ أَطْوَارُكِ
سَعَادَةٌ وَ حُبّ
وَ بَعْضُكِ أَنِين
هَا أَنْتِ فِي طَرِيقِي
كَطَوْقِ يَاسَمِين
هَا أَنْتِ فِي سَمَائِي
طَوْرًا تُظْلِمِينَ
وَ طَوْرًا تُقْمِرِين
الهاشمي البلعزي
في
19/06/2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق