الخميس، 9 يونيو 2022

الصمت بقلم الأديبة حسيبة صنديد قنّوني

 ** الصمت **

صبرُ القلوب على الفراق عذابُ
والصّمتُ في عين المحبّ عتابُ
غاب الذي نشر الهوى وأريجَه
واخْضوْضرت من طلّه الأعشابُ
مِن أين أبدأ يا عيون قصيدتي
ومباهجُ الحرف الجميل يَبابُ
الشمسُ غارت، والنجومُ كظيمة
أين الشروقُ ونورُه الخلاّبُ؟
أين البلابلُ تستقرّ بدوْحتي
تشدو النشيدَ وجدولٌ ينسابُ؟
أين الزهور اذا تضوع بعطرها
ويعانق الخدّ الجميل شبابُ؟
انّ المدينة أوْصدت أبوابَها
كيف السّبيلُ لفتحها يا بابُ؟
كيف السّبيل؟ هناك الفُ حكاية
أشتاقُها، يشتاقُني الأحبابُ
يا صمْتَ قلبي حين يُخفي رعْشة
ورد بخدّي والعيون غضابُ!
يا صمت روحي والكلام بمقلتي
أوَليْس من شِيم الكلام خطابُ؟
يا صمت نفسي عند كلّ مصيبة
أوَليس في صمت الصّبور صوابُ ؟
أيلام طير حين رفّ جناحُه؟
والعاشق الولهان كيف يُعابُ؟
أيُدان حرٌّ حين يرتع ظالمٌ
والحالمُ المظلومُ كيف يُصابُ
أيموت شهم والحياة لماكر
ويجول في روض الهناء ذئاب؟
ناشدْتُ ربّي أن يكون سكينةً
للعاشقين وعن عيونيَ غابوا
ناشدت ربّي ان يمنّ بتوبة
للعابثين وعند بابك تابوا
كلّ ينوء بوردة وبشوكة
في كلّ فصل قصّةٌ وحسابُ
فلهم من الدّنيا متاعُ جنونهم
ولنا مسارجُ في السّما وكتابُ
حسيبة صنديد قنّوني




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق