قصة بطل نرويها للقادمين في موكب الآتي الجليل:
حتى لا يمضي الشهيد إلى الفردوس..في غفلة منا..ومن التاريح..!
(مات البطل، عاش البطل).
"لم نأتِ كجراد،والثورة تدفع مخصصاتنا،وما أكثر ما تتأخر،ولكننا لسنا موظفين في بنك،ولم يستأجرنا أحد لحمل البندقية”.(الشهيد البطل باجس أبو عطوان )
ملك الجبل الرجل الذي حوّل الاحتلال إلى ألعوبةٍ..
العثور على مقتنياتٍ للفدائيّ الفلسطينيّ باجس أبو عطوان من دورا الخليل في كهفٍ
بعد 48 عامًا على استشهاده…نفذّ 52 عمليةً مُسلحةً وقتل وجرح عشرات الجنود الإسرائيليين
بعد 48 عامًا على استشهاده، عثر أحد المزارعين، أول أمس، على مقتنيات الفدائيّ الفلسطينيّ الشهيد باجس أبو عطوان، داخل أحد الكهوف المحيطة بدورا جنوب الخليل، بعد أنْ انطفأت البطاريات وانتهى العمر الافتراضي للترانزستور، لكن خبرا من زمن الثورة في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي عاد ليبث من جديد.
من المقتنيات أيضًا، مفتاح وسيخ من حديد لتنظيف البندقية،وبطاريات لـ”الترانزستور” الذي انقسم إلى قسمين، وأسلاك توصيل الشرارة إلى العبوة الناسفة، ورائحة بارود ظلت عالقة في المكان.
لم يكن يريد من الثورة أكثر من بندقية، بندقية ليست مجانية، بل سيدفع ثمنها من عمله الشاق في المقهى، من مشيه مسافة 5 كم يوميا من خربته “الطبقة” إلى بلدة دورا جنوب الخليل.
52 عملية مسلحة ضد الاحتلال، نفذت في الجبل والشارع والقرية والخربة، في ضوء الشمس وعتمة الليل، لم يقدم فلاح واحد شهادة واحدة ضد باجس أبو عطوان، فهو لم يقتل بقرة، ولم تمتد يده إلى تينة، ولا إلى عنقود عنب من دالية.
كان يقول دائمًا لرفاق المجموعة: “لم نأتِ كجراد،والثورة تدفع مخصصاتنا،وما أكثر ما تتأخر، ولكننا لسنا موظفين في بنك،ولم يستأجرنا أحد لحمل البندقية”.
بَنَتْ هيفاء وعبلة، شقيقتا الشهيد،البيت من جديد،ثم جاء الإسرائيليون ونسفوه ثانية،كانوا يرفضون أنْ يكون هناك سقف لعائلة باجس أبو عطوان. في المرة الأولى (1968) كان سبب نسفه تجنيد موسى أبو عطوان لابنه باجس وعلي أبو مليحة والتخطيط لعملياتهم قبل المطاردة، فيما كان النسف الثاني (1971) سببه باجس وعملياته.
ولد أبو عطوان عام 1948 وعمل في سن العاشرة مع والده في أحد مقاهي دورا، وفي عام 1968 توجه للعمل المسلح في جبال الخليل، وانضم إلى مجموعة مسلحة بقيادة علي أبو مليحة الملقب بـ”ملك الجبل”، ليستلم بعد استشهاده في منطقة “أبو خروبة”، قيادة المجموعة.
عام 1970 تعتقل عبلة الأطرش، شقيقة باجس، وتحكم بالسجن تسعة أشهر بتهمة مساعدة الفدائيين، وفي عام 1972 تعتقل شقيقتها هيفاء وتحكم بالسجن ستة أشهر بتهمة الانتماء إلى خلية فدائية.
وتبصق الأخت الكبرى في وجه الحاكم العسكري للخليل الذي كذب على والدها في السجن، وقال له إنّ باجس قتل،وفي ذلك الوقت كان باجس يدفع سبعة دنانير لأحد رعاة الأغنام من رأس غنم، قبض الراعي الدنانير ومضى وهو يحدث نفسه: البنادق في أيديهم ومع ذلك فهم يدفعون الثمن.
لقد دفعوا الثمن،وكانوا دائما يدفعون ثمن ما يأكلون. (مات البطل، عاش البطل).
متابعة محمد المحسن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق