…...............……… بسم الله الرحمن الرحيم ……............…....….........…
.
----- برنامج ..قطائف رمضانية ..للعام السابع على التوالي-----
...........وحلقة اليوم عن: أسرار الدعاء بأسماء الله الحسنى ..............
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.
المقــدمـة:
.
بسم الله نحمده كما حمد نفسه.. وكما هو أهله ومستحقه.. وكما
حمده الحامدون من جميع خلقه .
إنّ معرفة أسماء الله وصفاته تعدّ الوسيلة الرئيسة لتحقيق المعرفة
الحقيقية بالله .فكلما ازداد العبد معرفة بأسماء الله وصفاته إزداد..
ايمانه .
.
يقول المولى جل جلالة: وهو يثني على ذاته العلية ..
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ
( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ
الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ
الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) .. الحشر .
.
فهو الله الموصوف من الصفات بأكملها وله من الكمال أكمله
وهكذا أسماؤه الدالة على صفاته هي أحسن الأسماء وأكملها .
وأسماء الله الحسنى.. أحبتي : هي: أصل من أصول التوحيد في
العقيدة الإسلامــية.. لذلك هي :روح الإيمان وأصله وغايته فكلما
ازداد العبد معرفة بأسمـــاء الله وصفاته إزداد إيمانه وقوي يقينه
والعلم بالله وأسمائه وصفاته أشرف العلوم وأجلها على الإطـلاق
لأن شــرف العلم بشــرف المعلوم>> والمعلوم هوالله امتدح الله
بها نفسه في القرآن الكريم وبينه لنا لتعظيم أسمائه وصفاته .
.
ومَنْ أراد .. أحبتي الغوالي : أنْ يتعرَّف على عظمـــة (الله) في ذاتـه..
فلْيتأمَّـلْ فــي عظـيم أسْمائـــه وجليل صفاته فمِنْ عظيم أوْصافه
عِلْمه الواسـع الذي أحاط بالموْجودات في بَرِّه وبحْره وسمائه.. فلا
يَخْفـى عليْه شيْءٌ مِنْ أمْرهم في الارض ولا في السماء وهو اللطيف
الخبـير.
الهي .. ان ألطافك احاطت جميع الموجودات .. وعمت كل الكائنات
وان لك من الرحمات ما ان سرت في قلب غافل ايقظته ..او ســرت
الى عبد اذن قربته..فنسالك باسمائك الحسنى وصفاتك العلى ان
تغفر لنا وترحمنا برحمــتك التي وسعت كل شيء .
<>
يقول الشاعر:
------------
لطيف بالوجود وبالبرايـــــا <><> محيـــــط بالدقائــــــق والخفــــــايا
ولولا لطفه خسروا وضلوا <><> وما سلكوا الطريق الى العطايا
بكينا بالدموع رجــاء لطف <><> يرينــــا ســـر غفــــران الخطــــــــايا
<<>>
وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال .. قــال: رســـــول الله صلــى الله
علــيه وسلـم ((ان لله تعالى تسعة وتسعين اسما مائــة غير واحـــد
من احصاهــا دخل الجنة)) صدق رسول الله (وَلَئِن سَأَلْتَهُــم مَّنْ خَلَقَ
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُــنَّ اللَّهُ) وقال تعالى:(هَلْ تَعْلَمُ لَـــهُ سَمِــيًّا)
ولهذا لم يثن اسم الله ..ولم يجمع ولمّا كان هذا الاســم في هــــذا
الاختصاص بالله تعالى على هذا الوجه وجب أن يكون أشرف أسـماء
الله تعالى. إن هذا الاسم هو الأصل في أسماء الله سبحانه وتعالى
وتجري بقية الأسماء معه مجرى الصفات مع الأسماء ..قال تعالـى
فما لزم الإسم لذاته وحقيقته كان ثابتا للرب والعبـــد وللــــرب منـــه
ما يليق بكماله وللعـبد منــه مـــا يليق به وهـــذا كاسم السميع الذي
يلزمــــه إدراك المسموعات والبصير الذي يلزمه رؤية المبصرات فله
عـــز وجــــل اسماءه الحسنى وصفـاته العلا التي لا تتشابه مع أحد.
.
(وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا).
٠==================
هُوَ:(اللَّهُ الَّذِى لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ الْمَلِكُ الْقُــدُّوسُ السَّلاَمُ
الْمُـــؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ -الْجَبَّارُ- الْمُتَكَبِّرُ -الْخَالِقُ- الْبَارِئُ- الْمُصَوِّرُ
الْغَفَّارُ- الْقَهَّارُ-الْوَهَّابُ- الرَّزَّاقُ -الْفَتَّاحُ -الْعَلِيـــمُ -الْقَابِضُ- الْبَاسِطُ
الْخَافِضُ- الرَّافِـــعُ- الْمُعِزُّ الْمُــــذِلُّ السَّمِيعُ- الْبَصِيرُ- الْحَكَمُ -الْعَدْلُ
اللَّطِيفُ-الْخَبِيرُ -الْحَلِيمُ -الْعَظِـــيمُ-الْغَفُـــورُ الشَّكُورُ-الْعَلِىُّ- الْكَبِيرُ
الْحَفِيظُ- الْمُقِيتُ -الْحَسِيبُ -الْجَلِيلُ -الْكَـــرِيمُ -الرَّقِـــيبُ -الْمُجِيبُ
الْوَاسِعُ- الْحَكِيـــــمُ- الْـــوَدُودُ -الْمَجِيدُ- الْبَاعِثُ- الشَّهِـــيدُ -الْحَقُّ
الْوَكِيلُ-الْقَوِىُّ الْمَتِيـــنُ- الْوَلِــــىُّ- الْحَمِــــيدُ- الْمُحْـــصِى- الْمُبْدِئُ
الْمُعِيدُ- الْمُحْـيِى -الْمُمِيـــتُ -الْحَــــىُّ- الْقَيُّومُ الْوَاجِـــدُ -الْمَاجِـــدُ
الْوَاحِدُ-الصَّمَدُ -الْقَادِرُ- الْمُقْتَــــدِرُ -الْمُقَــــدِّمُ -الْمُؤَخِّرُ-الأَوَّلُ- الآخِرُ
الظَّاهِرُ -الْبَاطِنُ -الْوَالِــــى- الْمُتَعَالِى -الْـــــبَرُّ -التَّـــوَّابُ -الْمُنْتَقِمُ
الْعَفُوُّ- الـــــرَّءُوفُ- مَالِكُ الْمُلْكِ ذُو الْجَـــــلاَلِ وَالإِكْرَامِ- الْمُقْسِــــــطُ
الْجَامِعُ -الْغَنِىُّ- الْمُغْنِى-الْمَانِعُ-الضَّارُّ-النَّافِعُ النُّورُ-الْهَادِى- الْبَدِيـعُ
الْبَاقِى الْوَارِثُ -الرَّشِيدُ-الصَّبُور ).
<<>>
.
= (( الله )) جل جلاله :
---------------------
ان اسم (الله ) مستلزم لجميع معاني أسمائه الحسنى دالّ عليهــا
بالإجمال وكلاّ أسمائه وصفاته تفصيل وتبيين لصفات الألوهيـة
التي اشتق منها اسم الله واسم الله يدلّ على كونــه سبحانه وتعالى
واسم ( الله) له خاصية عن سائر الأسماء وذلك أن سـائر الأسماء
والصفات إذا دخل عليها النداء أسقط عنها الألف واللام ولهذا لايجوز
أن يقـال: يالرحمن بل يقال يارحمن ي أما هذا الاسم فإنـــه يحتمل
هذا المعنى الصحيح فيصح أن يقال يالله وذلك أن الألــــف واللام في
هذا الاسم صارا كالجزء الذاتي فلا مجـــــــال لإسقاطهما حال النداء
وفيه إشارة لطيفة وذلك لأن الألف واللام للتعــــريف فعدم سقوطها
عن هذا الاسم يدلّ على أن هذه المعرفة لاتزول أبدابزوال الصفة.
٠
يقول الشاعر:
------------
باسم الالـــه الذي آياتــــه شهدت <> ان الوجود عديــم الشـــــان لولاه
فذي الشموس وذي الاقمار باهرة <> وذي الكواكب تجريهـــا عطاياه
كل الوجود قــــد ازدادت عوالمـــه <>واطلقت في عجيب النطق(الله)
من البحر ( البسيط) ..
.
<<>>
.
= (( الرحمن )) جل جلاله:
----------------------
لقد ورد اسم (الرحمن) في خمسة وأربعين موضعا من القـرآن الكريم
و(الرحمن) في اللغة : صفة مشبهة وهي أبلغ من الرحيم .. والرحـمة
تقتضي الإحسان وتكون بالمسامحــــة واللطف أو المعاونــــة والعطف
والرحمةوهـي من صفات الأفعال والرحمن اسم يختص بالله عـــز وجل
ولا يجوز إطلاقه في حق غيره .
٠
يقول الشاعر :
------------
ان تحدق الكربـــات انت رحمــن <><> يا راحم الخلق والاقـــدار طوفان
ان يظلم الليل جاء الفجر منبلجا <><> فما يدوم لــــه حـــــال وسلطان
عناية الله عمت كل مـن درجوا <><> على البسيطة ان الله ( رحمن )
من البحر ( البسيط) ..
.
<<>>
.
= (( الرحيم )) جل جلاله :
-----------------------
اسم الله(الرحيم) قد اقترن باسمه الرحمن كما تقدم في ستــة مواضــــع
من القرآن .
و (الرحيم) في اللغة : هو من صيغ المبالغة فعيل بمعنى فاعــــلٍ كسَمِيعٌ
بمعـنى سامِع وقديرٌ بمعنى قادر.. والرحيم دل على صفة الرحمة الخاصة
التي ينالها المؤمنون أَما الرَّحِيمُ فإِنما ذكر بعد الرَّحْمن لأن الرَّحْمن مقصور
على الله عزوجل .. والرحيم قد يكون لغيره.
٠
يقول الشاعر :
-------------
الى الرحمن يبتهل السقيم <><> فما احد كما ربي رحيم
ويجار بالدعـاء ايا رحيمـــــــا <><> ومن الاك يا ربي نـــروم
تولا وان سالـــــوا مزيــــــدا <><> فان الله رحمـن ( رحيم )
من البحر( الوافر )..
.
<<>>
.
= (( الملك)) جل جلاله:
-----------------------
اسم الله ( الملك ) هو اسم دال على كمال الوصفية وقـــد ورد المعـنى
مسندا إليه محمولا عليه ومن ذلك ما ورد في قوله تعالى:(( هُــــوَ اللهُ
الذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ
المُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُون)) .
وأصل ( الملك) في اللغة: هو النافذ الأمر في ملكـــه إذ ليس كـل مالك
ينفذ أمره وتصــــرفه فيمــا يملكه.. فالملك أعــــم مـــن المالك والملك
الحقيقي هو الله وحده.
٠
يقول الشاعر:
------------
الشمس والارض والاقمار والفلك <> والكــــون في كل ما يحـــوية تمتلك
يا مبدع الكون رب الخلق كلهـمو <> وانت يارب فـــي هـــذي الدنـــا الملك
كل الخلائق تحيــــــا من نوافحه <> فهــــــو الاله العظيم المحــسن (الملك)
من البحر(البسيط)..
.
<<>>
.
= (( القدوس)) جل جلاله :
-------------------------
ورد معنى( القدوس) في موضعين من القرآن الكريم الأول فـــــي قوله
تـعالى: (( هُوَ اللهُ الذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ المَلِكُ القُــــدُّوسُ السَّلامُ المُؤْمِـنُ
المُهَيْـــمِنُ الـعَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ )) ..
والموضع الثاني في قوله تعالى:(يُسَبِّحُ لِلهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَـــا فِي
الأَرْضِ المَلِكِ القُدُّوسِ العَــزِيزِ الحَكِيمِ)
والتقديس في اللغة: هوالتطهير فهو الله المنزه المطهـــــر الذي لا نقص
فيه بوجـه من الوجوه والتقديس الذي هو خلاصة التوحيــــد الحق إفراد
الله سبحانـه بذاته وأوصافه وأفعاله .
٠
يقول الشاعر:
------------
سبح بحمـــدك انـت يا قــــدوس <><> رب لك التحـــــميد والتـــقديس
في كل شيء آية عظمــــى لـه <><> تدعــــــــوه يا ديـــــان يا قــــدوس
رب الوجود وانت مبدع حسنــــه <><> انت العظيم الواحد (القدوس)
من البحر ( الكامل)..
.
<<>>
.
= (( السلام )) جل جلاله:
-----------------------
في صحيح الجامع من حديث أبي هريرة رضــــي الله عنــــه أن النبي صلي
الله عليه وسلم قال:(إن السلام اسم من أسماء الله تعالى فأفشوه بينكم)
و(السلام ) في اللغة: هو..مصدر استعمل اسما للموصــوف بالسلامة فعـله
سلم يسلم سلاما وسلامة والسلامة الأمن والأمان والحصــانة والاطمئــنان
والبراءة من كل آفة ظاهرة وباطنة والخلاص من كل مكــــروه وقيـــــل للجنة
دار السلام لأنهــــا دار السلامة .
٠
يقول الشاعر :
-------------
لك النجوى اذا اتـــقد الهيــام <><> وهــــز القلب بالبشرى السلام
وعم النــــور اكوانـــــا براهـــا <><> ورف الزهـــــر وابتـــــسم الغمام
كمال في الصفات وفي فعال <><> تعالى خالقــا وهــو (السلام)
من البحر(الوافر)..
.
<<>>
.
= (( المؤمن )) جل جلاله :
-------------------------
أن (المؤمن) هو الذي يصدق المؤمنين إذا وحدوه لأنــــه الواحد الــــذي وحد
نفسه واسم (المؤمن) في اللغة: هو..اسم فاعل للموصوف بالإيمان وأصله
أمن يأمن أمنا والأمن ما يقابل الخوف والإيمان في حقنـــا هو تصديق الخبر
تصديقا جازما وتنفيذ الأمر تنفيذا كامل .
٠
يقول الشاعر:
-------------
ياعالم الاسرار انت المـــؤمــن <><> ربي لك العلم اليقيـــــــن البين
فالصبح اذ تبغي تنفس آيـــــة <><> والسحر في دنيـا الرؤى متمكن
كون احاط به الالــه بعلمــــــه <><> وهـــــو الخبير بكل امـــر(مؤمن)
من البحر( الوافر)..
.
<<>>
.
= (( المهيمن)) جل جلاله:
------------------------
واسم الله ( المهيمن) ورد في القرآن في قوله تعالى:(هُوَ اللهُ الذِي لا إِلَهَ
إِلا هُوَ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ ).
المهيمن في اللغة اسم فاعل للموصوف بالهيمنة، فعلــــه هيمـن يهيمن
هيمنة والهيمنة على الشيء السيطرة عليـــــــه وحفظـــه والتمكن مــــــنه
والهيمنة عليه.
٠
يقول الشاعر:
-------------
خضعت له الاكـــــوان في جبروتهــا <><> رب على كل الوجــود مهيمن
هذي الشموس فما تحيد عن الذي <><> سوى الحكيم وما نراها تحرن
نهنا بما وهـــــب الالــــــه لخلقــــه <><> رب على كل الوجود (مهيمن)
من البحر( الكامل)..
.
<<>>
.
= (( العزيز )) جل جلاله:
----------------------
اسم الله ( العزيز) هو العزيز المتفرد لا مثيل له متوحـــــد لا شبيــــه لــه
والعزيز تاتي بمعنى المنقطع النظير أو الشيء القليل النـــــادر الوجـــود
و(العزيز) في اللغة: صيغة من صيغ المبالغة على وزن فعـيل فعلـه عـز
يعز..عزا.. وعزة.. أما المعنى اللغوي فيأتي على معان منها العزيز بمعنى
الغالب والعزة بمعنى الغلبة .
٠
يقول الشاعر:
-------------
ذل الوجـــــــود اليــك انت عــــزيز<><> وعـــلا بامـــــــرك للرعــود ازيز
والشمس تجري مثلما تبغي لها <><> وضياؤهـــــا لمجــــتلي ابــــريز
رب الخلائق انت محكم امـــــرها <><> انت القدير بذا الوجـود (عزيز)
من البحر (الكامل)..
.
<<>>
.
= (( الجبار )) جل جلاله :
-----------------------
اسم الله (الجبار) من أسماء الخالق جل وعلا.. هو الجبروت وكـــــان النبـي
صلي الله عليه وسلم يقول: سبحان ذي الجبـــــروت والملكـــــوت والكبرياء
والعظمة فالجباراسم من أسماء التعظيم الجبار .
و( الجبار) في اللغة: صيغة مبالغة من اسم الفاعل الجابر وهــــو الموصوف
بالجبرفعله جبر يجبر جبرا وأصل الجبر إصلاح الشيء بضــرب مــــن القـــهر
ومنه جبر العظم أي أصلح كسره.. وجــــبر الفقير.. أغـــناه وجبــــــر الخاسر
عوضه ..وجبر المريض عالجه .
٠
يقول الشاعر:
-------------
يا جابرا كسر الورى مـن ضعفـــهم <> يعنو اليك الكل يــا جبــــــار
خلق فقيــــــــر للغنـي يقيتــــــــه <> ويفــــــيلـــه من عثـــــــرة قهـــار
رب الخلائق انت تصلـــح حالهــــــا <> بالقهر انت المحسن(الجبار)
من البحر(الكامل)
.
<<>>
.
= (( المتكبر )) جل جلاله:
------------------------
يارب انت الخالـــــــق المتكبر <><> يا موجد الاكوان مــــنك تصـور
انت الذي عليم الحقائق كلها<><> فالنفس والذات العليـــــة تبهر
انت الكبير بذاتـــــه وصفاتـــه<><> ان العظيم المحسن( المتكبر )
من البحر ( الكامل ) ..
٠
اسم الله (المتكبر) هو:المتعالى عن صفات الخلق المنفرد بالعظمــــة والكبرياء
وهو العظيـمُ الذي لا يجري في ملكه إلاّ ما يريده وحده منفـــرد بهــــذه
الصفة ومنزه بهـــا عن الخلائق فمن تكبر وشارك الله في هذه الصفة
غضب الله عليه لمنازعتـــه في صفاته وقد قيل ان الارض تكره وطاة
المتكبر ان يمشي عليها.
.
و(( المتكبر)) في اللغة : يعد اسم فاعل من تكبَّرَ .
وتكبَّرَ / تكبَّرَ على/ تكبَّرَ عن/ يتكبَّر / تكبُّرًا /فهو مُتكَبِّر/ والمفعول مُتكبَّر عليه
المُتفرِّد بالعظمة والكبرياء فهوالملكُ الذي لا يزول سلطانُه .
><<>><
.
= (( الخالق )) جل جلاله:
------------------------
شهيد الخلائق ان ربــي خـــالـــــق <><> يا مبـــدع الاشيـــاء انــــــت السابق
يا موحد الأحياء قبــــل وجـــودهـــا <><> يا ربنــا فلانـــت وحــــــدك خالـــــق
هذي السماء من العظيم صنيعة <><> والارض تلهج انت ربــي (الخالق)
من البحر (الكامل ) .
٠
<<>>
.
اسم الله ( الخالق )..ذكر الله تبارك وتعالى تسمية نفسه باسم الخالق
فــي القرآن الكريم إحدى عشر مرة والخالق هو: الفاطر المبدع لكل شيء والمقدر له والموجد للأشياء من العدم فهو خالق كل صانع وصنعته.
و (( الخالق )) في اللغة: تاتي من خلَقَ يَخلُق ..خَلْقًا .. فهو خالِق و خُلُوقٌ
والمفعول مَخْلوق..فهو الذي يُخرج الاشياء والانفس من العدم إلى
الوجود ويصنِّف المُبدَعات ويجعل لكلّ صنفٍ منها قدرًا مقدرا.
.
<<>>
.
= (( الباريء )) جل جلاله:
-----------------------
بهر العقول بديعه في خلقـــه <><> لا نقص يلغـــي فهـــــو رب بـاريء
كل الخلائق ابرئت من خالـق <><> نعـــم الصنيــــع قديمــه والنـــاشيء
خلق تفرد ربـــــه في صنعـه <><> هو وحـــده الرب العظيم ( الباريء)
من البحر ( الكامل ) .
.
<<>>
٠
اسم الله ( الباريء )..هو: الذي خلق الخلق بقدرته لا عن مثال سابق القادر
على إبراز ما قدره إلى الوجود. البارىء مشتقة من البرء وهـو خلوص الشىء
من غيره مثل أبرأه الله من مرضه .برؤ بضم الراء أي خلا من العيب..وبرأ منه .
و(( الباريء)) في اللغة : اسم فاعل من برَأَ وبرِئَ ..الجمع : بارئــــون ..و بِرَاء
برِئَ من يَبرَأ / بَرْءًا/ وبُرْءًا /وبَراءً /وبَراءةً فهـــو بارِئ وبـــــريء وبَــــــــراء
والمفعول منه مبروء .
.
<<>>
.
= (( المصور )) جل جلاله:
-------------------------
نطق الجمال وراق منه المنظر <><> سبحانك اللهــــــم انت مصور
يا مبدعا آي الجمـــــال تنوعت <><> الوانه تســـــبي العيـــون وتاسر
سبحان رب الخلق زين كـــونه <><> فهو البديع كمـــا يشـاء (يصور )
من البحر (الكامل )..
٠
<<>>
.
واسم الله ( المصور) ..هو: الذي صور جميع الموجودات ورتبها فأعطى
كل شيء منها صورة خاصة مستقلة بذاتها وصورها على هيئة منفردة
يتميز بها على اختلافها وكثرتها.
و ((المصور))في اللغة:اسم فاعل من صوَّرَ..فهو الذي أنشأ خلقَه على
صورٍ مُختلِفة ليتعارفوا بها .. وصوَّر كلَّ صورةٍ لا على مثالٍ احتذاه .
.
<<>>
.
= ((الغفــار )) جل جلاله:
----------------------
يا من لعفوك يجـــار المحتـــــار<><> رب الخلائــــق انـــــــت يا غفـــــار
نزلت دموع العين تسال نغمة <><> من غيث عفوك تورق الاشجار
اقبل لعبدك توبة ينجـــــو بهـا <><> يا مـــــرتجـــــــــى يـــارب يا (غفار )
من البحر( الكامل ).
.
<<>>
٠
اسم الله ( الغفار)..هو: وحده الذي يغفر الذنوب ويستـر العـيوب في الدنيا
والآخرة.وهو من صيغ المبالغة على وزن( فعال) أي كثير المغفرة كمـــــاً ونوعاً وأصل المغفرة التغطية والستر..وذُكر( الغفار) في القرآن الكريم
خمس مــرات منها قوله تعالي:( رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ).
وروي أن رسولُ اللهِ كان إذا تضَوَّرَ مِنَ الليلِ قال:( لا إلهَ إلا اللهُ الواحدُ القهارُ
ربُّ السماواتِ والأرضِ وما بينَهُما العزيزُ الغفارُ ).
و ((الغفار)) في اللغة:مشتقة من الغفر والغفران في الستر وكل شيء سترته
فقدغفرته والمغفرة من الله عز وجل ستره للذنوب وعفوه عنها بفضله ورحمته.
.
<<>>
.
= ((القــهار )) جل جلاله:
-----------------------
ذلت لك الاكــــــوان يا قهــــــــار<><> انت العظيم بك الوجـود يدار
يا واحدا غلـــب الانام فاسلموا <><> طوعــــــاً وكرهــــــاًربهـــم يقال
والارض دارت مـــذ تاذن ربهــــا <><> فهــو الحفيظ الواحد( القهار)
من البحر( الكامل ) ..
.
<<>>
٠
اسم الله (الغالب)..هو: الغالب الذي قهر خلقه بسلطانه وقدرته
وصرفهــم على أرادته طوعا وكرها وخضعت لجلاله كل الموجودات .
كما في قوله تعالى:( قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ).
و (( القهار)) في اللغة : من صيغ مبالغة اسم الفاعل .
مشتق من الفعل:قهَرَ /يَقْهَر / قَهْرًا / فهو قاهر / وقهَّار/ والمفعـول
مَقْهـور وصيغ المبالغة دائماً تعني مبالغة الكم اي انه جل وعلا يقهر
ملايين الطغاة أو يقهر أكبر طاغية إما كماً أو نوعا .
.
<<>>
.
= (( الوهـــاب)) جل جلاله :
-------------------------
يا منعما وهب الخلائـــق خيـره <><> انت الكــــريم المطعـــــم الوهاب
يا واهبا لا يبتغــــي من خلقـــه <><> عوضـــــا وليس لرزقــــــه حجـــــاب
يا واهبا لا يرتجـــــي من عبـده <><> غرضا فانــت المحسن ( الوهاب)
من البحر ( الكامل )..
.
<<>>
٠
واسم الله ( الوهاب ).. هو: المنعم على عباده الذي يهــب بغيـــر عــوض
ويعطي الحاجة بغير سؤال كثير النعم دائم العطاء.
شمل الكائنات بأسرها ببره وهباته وكرمه.. فهو مولــى الجمـــيل ودائــــم
الإحسان الوهَّاب ورد في القرآن الكريم في ثلاث مواضع.
رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّـابُ
أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ
قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ
و(( الوهاب)) في اللغة:( صِيغَةُ فَعَّال لِلْمُبَالَغَةِ ).
مشتق من الفعل وَهَبَ ( يَهَبُه ) وَهْبًا / ووَهَبًا / وهِبَةً فهو واهبٌ/ ووَهُوبٌ
ووهّاب/ ووَهابةٌ .
.
<<>>
.
= (( الرزاق)) جل جلاله :
-----------------------
يا مبدع الاحيــــــــاء خالق رزقـــهم <><> انــــت الاله المطعــم الـــرزاق
نشرت رزقك في البسيطة عمهـــا <><> وتزاحمت من نوعه الآفـــاق
يا خالق الاحياء كافـــل رزقهــــــــم <><> لم تنســـــــهــم يارب يا ( رزاق)
من البحر ( الكامل )..
.
<<>>
٠
اسم الله ( الرزاق)..هو:الذي خلق الأرزاق وأعطى كل الخلائـق أرزاقهـا
ويمد كل كائن لما يحتاجه ويحفظ عليه حياته ويصلحه.
.
صيغة مبالغة من رزق للدلالة على الكثرة والرزق هو كل ما ينتفــــع به والـرزق .. رزقان: رزق الأجسام بالأطعمة ونحوها، ورزق الأرواح بالعلـوم والمعارف وهـــو أشرف الرزقين لأن ثمرته باقية وبه حياة الأبد..
ورزق الأبدان إلى مدة قريبـة الأمد قد ورد اسم الرزاق مرة واحدة في
القرآن الكريم في سورة الذاريات.. في قوله تعالى:(إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ
ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ).
.
ورد في الحديث النبوي ( إن الله هو المسعِّر.. القابض الباسط .. الرازق ).
و(( الرزاق )) في اللغة: هو المُفيض بالنِّعم نعمةً بعد نعمة .. والمُكثِر المُوسِّـع على عباده ومنه اسْتَرْزَقَ.. يَسْتَرْزِقُ فعل : سداسي متعد مصـدر اِسْتِرْزَاقٌ واِسْتَرْزَقَ العَبْدُ رَبَّهُ ..اي طَلَبَ مِنْهُ الرِّزْقَ .
.
<<>>
.
= (( الفتــــاح )) جل جلاله:
------------------------
افتــــح لنــــــا يارب يا فتـــاح <><> فالنصر منــــــك معــــزة وفــلاح
ايد خطانا في رضاك تسابقت<><> منا القلوب وهامـت الارواح
يا مكرما بالنصر جهد عبـــــاده<><> انت العليــــم القادر ( الفتاح)
من البحر ( الكامل ) ..
.
<<>>
٠
اسم الله ( الفتاح)..هو:الذي يفتح مغلق الأمور ويسهل العسير وبيده مفاتيح السماوات والأرض.
ورد اسم الله الفتاح مرة واحدة في قوله تعالى:( قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ
بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ ).
يفتح على عباده الطائعين خزائن جوده وكرمه ويفتح على أعدائه ضــد ذلك
و(( الفتاح )) في اللغة :صيغة مبالغة من فتَحَ ..لأنه سبحانـــه يفتَــــحُ أبـوابَ
الرزقِ والرحمةِ لعبادِهِ .
.
<<>>
.
= (( العليـــــم )) جل جلاله:
-------------------------
ما غاب عن ابحـــار علـــم ذرة <><> الا وربــــــي شاهــد وعـــليم
ماكان يعلمه وما هــــــو كائـن <><> يدريه حقــــا والذي سيقوم
هو عالم الاسرار في كل الدنا <><> رب خبير واســــع و( عليم )
من البحر ( الكامل )..
٠
واسم الله ( العليم)..هو الذي يعلم تفاصيل الأمور ودقائـــق الأشياء
وخفـــايا الضمائر والنفوس لا يغرب عن ملكه مثقال ذرة فعلمه يحيط
بجميع الأشيــاء أن الله علمٌ بما كان وما هو كائن وما سيكون وما لم يكن
لو كان كيف يكون ..وقد أحاط علمه سبحانه وتعالى بجميع الأشياء
ظاهرها وباطنها دقيقها وجليلها.
ورد اسم الله العليم في القرآن الكريم( ١٥٧ مرة) .. ومنها قوله تعالى:
( فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ
الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ).
و( العليم ) في اللغة: صيغة مبالغة من علِمَ والجمع منه (عُلَماءُ) اي ذو
علم عميق فائق في العلم .
والفرق بين علم الله وعلم عباده لايمكن أن يُعد أو أن يُحصى .. فعلم الله
أجلّ وأعظم من أن يقارن بعلم أحد من خلقة ولكن لبيان ضعف المخلوق ورداً على الظالمين فقد سبقنا بهذا نبي الله موسى علية السلام في خطابه لفرعـون عندما سأله مابال القرون الأولى قال الله تعالى:( قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّــي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى )..
فاكتفى نبي الله موسى عليه السلام بوصفين لعلم الله لا يمكن أن يتصف
بها علم أي أحد من خلقه وسع الله كل شي علما فهـو سبحانه وتعالى له
علـم كل شي فهـو يعلــم ما كان وماهـو كائن وما سيكون ومالـم يكن لو
كان.. كيف يكون..؟!
وهناك أمور اختص الله بعلمها وأخبر سبحانه بأنه لا يعلمها إلا هو..
أحد مفاتح الغيب والتي لا يعلمها إلا الله (( وقت الساعة )) .
لقول الله تعالى:((يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَـا عِلْمُهَـا
عِنْــدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ
إِلَّا بَغْتَـةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ
لَا يَعْلَمُونَ)).
.
ومن مفاتح الغيب التي لا يعلمها إلا هو (( ما تحمله الارحام ))..
لقوله تعالى:(( اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا
تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ )).
وايضا من أحد مفاتح الغيب التي لا يعلمها إلا الله (( الموت )).
لقول الله تعالى:(( وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً
وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ
٠
= اسم الله الأعظم الذي اذا سئل به أعطى( كما ورد بالسنة )..
===================================
ورد في صحيح الامام أحمد .. قال: كان رجل من الصحابة مع رسول الله
فقال: كنت مع رسول الله جالساً .. وكان هناك ..رجل قائم يصلي فلما
ركع وسجد وتشهد دعا فقال في دعائه
(اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات
والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم إني أسألك) فقال النبي
لأصحابه تدرون بما دعا قالوا الله ورسوله أعلم قال (والذي نفسي بيده
لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى)..
.
= الخـاتمـة:
-----------
.
يقول:( ابن القيم الجوزية) أن أسماء الله كلها حسنى ليس فيها اسم غير
ذلك وقد تقدم أن من أسمائه ما يطلق عليه باعتبار الفعـــل نحــو الخالق والـــرازق والمحيي والمميت وهذا يدل على أن أفعالــه كلها خيـرات محض
لا شر فيها لأنه لو فعل الشر لاشتق له منه اسم ولــــم تكن أسماؤه كلها حسـنى وهذا باطل فالشر ليس إليه فكما لا يدخل في صفاتـــه ولا يلحق بذاتـــه ..ولا يدخل في أفعاله فالشر ليس إليه لا يضاف إليه فعــــلا ولا
وصفــــا وإنمــــا يدخل في مفعولاته وفرق بين الفعل والمفعول فالشر
قائم بمفعولــــه المباين له لا بفعله الذي هو فعله فتأمل هذا فإنه خفي
على كثير من المتكلمين وزلت فيه أقدام وضلت فيه أفهام وهدى الله
أهل الحق لما اختلفــــوا فيــــه بإذنه والله يهــدي من يشاء إلى صراط
مستقيم .
.
وينبغي أن نعلم أحبتـي الغوالي .. أن أسمــــاء الله الحسنى هـــي اسمــاء
(توقيفــــية) لا تشتق من الأفعال ولا من الصفــــات فمــــــا ثبت في الكتـاب
أو السنة أن اسمٌاء (لله الحسنى) وجب الأخذ بها والوقوف عندهــــــا وعدم
تجاوزها وذلك لقول الله تعالى:(وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَلْبَصَرَ وَلْفُؤَادَ كُلُّ أُولائِـــكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً )..
.
فلا نعطل صفاته عن مقتضياتها ولا نمثلها بصفات المخلوقين ولا نســأل
عن كيفيتها ولا نحرفها عن معانيها الحقة.فانظر في نفي المثلية قولـــه سبحانه وتعالى: (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْء)) وفي إثبات الصفة في قوله سبحانه وتعالى: (( وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)).
.
جاء رجل إلى الإمام (مالك) رضى الله عنه وارضاه يساله متبجحا على الذات الالهية فقال: يا امام ..الرحمن على العرش استوى..فكيـــــــف استوى..؟؟
فقال له الإمام مالك: الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه
بدعــــة ولا أراك إلا مبتدعا فأمر بإخراجه من مجلس العلم.
.
من أقوال الامام .. ( علي بن ابي طالب ) رضى الله عنه وأرضاه..
--------------------------------------------------------------
الهي لا تعذبنـــي فانـــــي <> مقــر بالــــــذي قــــد كـــــــان مني
فما لي حيلـــة الا رجائــي <> بعفوك ان عفـــوت وحسن ظني
الهي انت ذو فضــــل ومن <> وانــــــي ذو خطـــايا فاعف عني
وظني فيك يا ربي جميـــل<> فحقـــــــق يا الهي حســـــن ظني
.
= سر قبول الدعاء والتوسل الي الله باسمائه الحسنى:
-----------------------------------------------------
دليل التوسل بالأسماء: ما ورد في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم:
"اللهم إني أسألك بأنك أنت الله الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم
يولد ولم يكن كفوًا أحد" ..رواه النسائي.
.
ويقول:( الامام الشافعي ) .. رضي الله عنه ..
------------------------------------------
اتهـــــزا بالدعــــاء وتزدريـــــة <><> وما تدري بمــا صنع الدعـــاء
سهام لليل لا تخطـــيء ولكن <><> لها امـــــد وللامــد انقــضاء
فيمسكها اذا ما شــاء ربـــي <><> ويرسلها اذا نفـــــــذ القضـــاء
= أسماء الله الحسنى لا تحصى .. وليس لها عدد :
------------------------------------------------
اتفق أكثر علماء المسلمين بأن أسماء الله الحسنى ليس لها عدد معين
ولا يمكن حصرها والإحاطة بها كاملة لأن منها ما أستأثر الله به في علم الغيب عنده .. لثبوت ان أسماء الله الحسنى ..توقيفيةٌ لا مجال للعقل أن يحصيها .. فلا يصحّ تسميته جل جلاله بأي اسمٍ إلّا بعد التثبّت من صحة الاسم من أهل العلم والاختصاص .. كما أنّ إحصاء أسماء الله الحسنى لا يُقصد به عدّها أو حفظها وإنّما فهمها وتدبّرها والتعبّد لله تعالى بمقتاضاها فتأتي على ثلاث مراتب: إحصاء ألفاظها وعددها.. وفهم معانيها ومدلولها.. ودعاؤه بها.
.
= الدعاء يفضل أن يقرن بالثناء على الله جل جلاله :
-------------------------------------------------
ودعاء الثناء بأسماء الله الحسنى: هو: أن تثنيَ على الله بما هو أهله في دعائك، فتقول مثلًا: يا رحيم، يا رحمن، يا سميع، يا بصير، يا عليم، يا أحد
يا صمد، يا واحد، يا حي، يا قيوم، يا عظيم، يا قدير؛ وقد ورد في الحديث:
((أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلًا يدعو في صلاته لم يمجد الله
أي: لم يثنِ عليه - ولم يصلِّ على النبي عليه الصلاة والسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عجِل هذا، ثم دعاه فقال له أو لغيره: إذا صلى أحدكم، فليبدأ بتمجيد ربه جل جلاله والثناء عليه، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو بعدُ بما شاء.
.
وقد جاء في الصّحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بَعَثَ رجلًا في سريةٍ فكان يصلي بهم فيختم قراءته بــ ـ(قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)، يفعَلُ ذلك في كل ركعةٍ من كل صلاة، فأشكل ذلك على من معه من الصحابة، فلما رجعوا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم سألوه فقال :عليه الصلاة والسلام «اسألوه لأي شيءٍ كان يفعل ذلك» فذهبوا إليه وسألوه، فقال -رضي الله تعالى عنه-: "لأن فيها صفةَ الرحمن وأنا أُحب الرحمن". فعادوا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبروه
فقال -عليه الصلاة والسلام-: «أخبروه أنّ حبَّك إياها أدخلك الجنة»، وفي روايةٍ قال: «أخبروه أن الله عزَّ وجلَّ أحبك .
.
= الدعاء المستجاب :
--------------------
ما أصاب أحداً قط من هم ولا حزن فقال اللهم إني عبدك وابن عبدك
وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو أنزلته في كتابك
أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم .. ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله
مكانه فرجاً ..
.
وقد أمر الله عباده بالدعاء بأسمائه الحسنى .. ووعدهم باستجابة
دعائهم جعلنا الله وإياكم أحبتي الغوالي ممن عرفه فخافه وأحبه
فأطاعه وعلَّق به رجاءه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حقوق النشر محفوظة .. د. سيد غيث ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق