*لم يبقى للغريب هنا سوى شرطين*
لم يبق للغريب هنا
سوى
شرطين اثنين
لكي يتسنى له أن يحلم بمجرّد أمنية مدستره
للغريب وتر
ودفتر
وبحر من حزن المحبرة
وصرخة مجبرة على التستّر
في ضمير الساكن حفرة في مقبرة
ولوح حفظه الزمن
مذ تواتر على القلب أحقاب التواريخ المخدرة
ولم يبق للغريب هنا
سوى
شرطين اثنين
لكي يتسنى له أن يحلم بمجرّد أمنية مدستره
لم يقيه الليل من تراكم الحيف
ولا ادركته بعد الميتة المنتظرة
ولا شاخ في وقت المشيب
ولا عاش الشباب
كما ارده ربّ القلوب المتحسّرة
للغريب هوس بالغناء
وله في كلّ منعطف صورة أخرى للحياة
لم يألفها الذي يقف
على حدود خارطة ممزقة الأكفّ
في محبرة
لا يفي بما خطّه اللسان
على الرسوم المستنصرة
بمن لا مهد له
ولا لحد
يقيه شرّ أفعال خلقه المبعثره
على دم الورقات التي كفنت لغة الحبّ
المسكوبة من كأس الغريب المكسرة
كانت الأيام تعبّ من روحه
وحي الحبّ
وتمشي الى نهاية مبررة
وكان على الأرض عشب
وزيتون
ونخل
وكان ثمة أمل ما
في أفق مغبرّ
وغيم وحجب وشهب ممطرة
وكان على محيا الغريب خطّ فاصل
بين الجحيم الخالق
وجهنم الخارق
ولم تكن ابدا عدن منتصرة
ومازال الغريب هنا
ليس له سوى
شرطين اثنين
لكي يتسنى له أن يحلم بمجرّد أمنية مدستره
وله وتر
ودفتر
وبحر من حزن المحبرة
وصرخة مجبرة على التستّر
في ضمير الساكن حفرة في مقبرة...
ليت لي اثره غاية
ومنعرج لتلاوة القصيدة
فهو أنا الذي غريب في سماءه ونشيده
وأنا الذي هو في مداد الشوارع
وفي تنهيدة الحبّ الأكيدة
وفي وحيده أنا
الذي أعيش بأحلام
كلّها واقعية ومنتصرة.../...
23/04/2021
المختار المختاري 'الزاراتي'
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق