رثاء صخر
أبكي ديارا و قد شبت بها النار
فيها تنادى صناديد و أحرار
أبكي رجالا على بيدائها صمدت
قلاع مجد علا أسوارها الغار
هذي الديار بها أحلامنا ولدت
روض المعالي زغاريد و أزهار
واليوم تبكي على صخر مضاربنا
حل` البلاء و مر` العيش إفقار
تبكي الروابي على صخر وكم فجعت
مع كل آه بها عزم و إصرار
أين الرجولة ؟!و الأحفاد تقصدها
لا لن تذوق كؤوسا ملؤها العار
غيث الشجاعة قد روى ضمائرها
أحيا نفوسا شذا الأحلام إكبار
نبكيه دهرا و ما جفت مدامعنا
صخرا ننادي صدى الآلام هدار
دمع الرجال لكم ناءت به مقل
كيف التجلد هطل الجفن مدرار
صهيل خيل وفي ميدان مرمحها
فوق الأصائل مقدام و مغوار
قيد النوائب كم بانت نواجذها
تدمي ليوثا وناب القيد غدار
صخرا بكينا لعل الدمع يسعفنا
في فقد صخر بكى طير وأشجار
الحزن حل` فلم تذو مباسمنا
نحن الحياة بثغر المجد أشعار
أسد البوادي متى لانت عزيمتكم؟!
والكل فينا لعتم الليل قهار
حتى الزروع ذوت حزنا ومن ألم
طبع الزمان به يسر و إعسار
صخر الرجولة قد أمسى لنا مثلا
عند الشدائد جواد و نحار
كيف نبيت على ظلم ومكلمة
فينا الأباة على أحزانهم ثاروا
لقد بكينا لمرات فواعجبا؟!
إن المنون لها بوح و أسرار
لقد رضينا بدمع العين مع رمد
مهوى النفوس بجوف الليل إبصار
حتى عجبنا لم' أقدارنا جبلت
على الدموع وقد ضاقت بنا الدار
نحن الذين إذا هبت بشائرنا
نسعى إليها فما للسعي أقدار
بقلم نزار جميل ابوراس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق